صفعت الكونتيسة يونيس أرتيسيا على خدّها بقوّة لدرجة أنّ رأسها تأرجح، لم تستطع أرتيسيا إلّا أنْ تجفل وتُغطّي خدّها بيدها. تفاجأ موظفو وخدم الماركيزية روسان الذين كانوا يراقبون وحاولوا الإقتراب، حتى أنّ أحد الفرسان الذين يحرسون الردهة جاء مسرعاً في حيرة، أصبحتْ خادمة الكونتيسة شاحبة ولم يكن لديها أي فكرة عمٌا يجب فعله.
هزّتْ أرتيسيا رأسها ببطء، كان فمها متخدّش وينزف، فسحبتْ منديلاً ومسحته.
“لا شيء يحدث.”
ثمَّ حدّقتْ أرتيسيا في الكونتيسة يونيس.
كانت الكونتيسة شارلوت يونيس إحدى ابنتي الإمبراطور غير الشرعيّتين، لم تكن والدتها محظية محبوبة مثل ميريلا، بل كانت خادمة تمَّ جرّها إلى السرير لليلة واحدة كان الهدف مِن ذلك هو إبقاء الإمبراطورة تحت السيطرة، وأنجبَت الخادمة إبنة، وليس لأنّها كانت محظية محبوبة، ولم يكن ذلك حتى سراً، لم يكن الإمبراطور مهتماً بوالدة شارلوت. ومع ذلك، كان يحب بناته مثل الذهب واليشم. كان لدى الكونتيسة يونيس ذكريات عن حب الإمبراطور لها حتى بلغت العاشرة مِن عمرها، على الرغم مِن أنّها لم تعد تتمتّع بالقوة أو الحب الآن، إلّا أنَّ فخرها كابنة الإمبراطور كان أقوى مِن أي شيء آخر، لذلك لم تتحمّل الهزيمة على يد ميريلا، كانت تعلم أنَّه لا مفر مِن الخسارة أمام ابنه لورانس، ولكن كونها ابنته، لم تستطع أنْ تتحمّل أنْ تكون وراء محظيته، لهذا السبب كانت تكره ابنة محظيته أرتيسيا مثل الحشرة، مِن وجهة نظر أرتيسيا، كلاهما ولدتا محرومات، ومع ذلك، يبدو أنّ دماء الإمبراطور التي تتدفّق عبر عروقها تجعل ذلك غير مهم بالنسبة لها.
نظرتْ الكونتيسة يونيس إلى أرتيسيا، لقد كانت نظرة التفوّق.
“الكونتيسة يونيس ليس لديكِ أي فكرة عمّا فعلتيه.”
“أخبري والدتكِ أنْ تأتي إلى هنا.”
“ما رأيكِ سيحدث إذا انهرتُ هنا وبدأتُ في البكاء؟ لقد رأى خدم وفرسان الحرس الإمبراطوري الإمبراطوري كيف صفعتيني فجأة على خدي.”
“هممم، ماذا في ذلك؟”
“جلالة الإمبراطور يكره الأشخاص المزعجين، إضافة إلى ذلك، أي رجل يريد أنْ تزوره ابنته خلال لقائه السري مع حبيبته؟ لم تعودي فتاة تبلغ مِن العمر خمس أو ست سنوات، بل على العكس مِن ذلك، أنت متزوّجة فعلاً ولديكِ أطفال.”
أصبح وجه الكونتيسة يونيس شاحباً، تحدّثتْ أرتيسيا ببرود.
“إذا أحدثتُ ضجة كبيرة في هذه اللحظة، وصرختُ بالذل والألم، فأنا متأكدة مِن أنّ جلالة الإمبراطور سيأتي، ولم تكن والدتي تفوّت هذه الفرصة، ستبكي معي، وتقول للإمبراطور أنّ ابنته تحتقرنا وتهيننا بهذه الطريقة، ماذا تعتقدين أنّه سيحدث بعد ذلك؟ كلّما حاولتِ جاهدة التعامل مع والدتي، زاد تعاطف جلالة الإمبراطور معها، هل تريدين التحقّق؟”
قالت أرتيسيا وصعدت إلى الأمام، شعرتْ الكونتيسة يونيس بالضغط الشديد بسبب حضورها الساحق لدرجة أنّها كادت أنْ تسقط إلى الوراء، أسرعتْ الخادمة لتحتضنها، قامت أرتيسيا بسحب حافة فستانها، ثمّ قالت بهدوء.
“والدتي وأخي لورانس هما الوحيدان اللذان سيستفيدان مِن هذا. لذا عودي إلى المنزل اليوم.”
تحدّثتْ الكونتيسة يونيس بجو مِن الوقار، لكن صوتها كان يرتعش.
“مِن تظنّين نفسكِ؟ إذا كنتِ واثقة جداً حقاً، فلماذا لا تحاولين؟”
ابتسمتْ أرتيسيا بمرارة، وفكرت: “لم يكن عليّ أنْ أحاول معرفة ذلك، لأنّه في الماضي كان لدي فعلاً، لقد اعتدتُ على صفع ميريلا، لذلك لم أجد ذلك مؤلماً حقاً، ومع ذلك، في ذلك الوقت تصرّفتُ كما لو كنتُ متألمة، وانهرتُ على الأرض وبكيتُ، اقترب مني الخدم والفرسان المذهولون لمساعدتي، ميريلا، التي كانت واسعة الحيلة في هذا، أدركتْ بسرعة نواياي وتصرّفتْ واشتكتْ للإمبراطور والدموع في عينيها مِن أنّها وابنتها لا تستحقّان أنْ يُعاملا بهذه الطريقة. ثمّ استسلمتْ ميريلا لمغادرة غرفة نومها، وبكتْ بشدة لمدة عشرة أيام تقريباً، وبّخ الإمبراطور الذي كسرته دموع امرأته الحبيبة، الكونتيسة يونيس، كما قدّم لميريلا هدية عزاء عظيمة ونظَّم لها حفلاً ساحراً، وصلتْ ميريلا إلى الحفلة وهي تعانق ذراع الإمبراطور بفخر وأصبحت نجمة الحفلة. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها لورانس وميريلا بي على أنّني شيء مفيد…”
“الكونتيسة يونيس، لا ينبغي عليكِ التنافس مع امرأة والدكِ المحبوبة، أنتِ ابنته الحبيبة، إذا كنتِ تريدين أنْ تدفعي والدتي جانباً، عليكِ أنْ تقبلي أنْ تكوني محبوبة بطريقة مختلفة.”
نظرتْ الكونتيسة يونيس إليها في حيرة، ولم تستطع أنْ تفهم لماذا قالت أرتيسيا هذا كما لو كانت تريد إنزال والدتها.
“لقد اهتمّ جلالته بكِ حقاً باعتباركِ ابنته، وكان هناك وقت أحبَّكِ فيه كثيراً، استرجعي تلك الذكريات. غداً اذهبي مع أطفالكِ لزيارة جلالته، وكوني محبوبة كابنة، لا يجب أنْ تنتقدي علاقته بالنساء، فلن يؤدي ذلك إلّا إلى جعل جلالته يكرهكِ، وهذا لا يفيدكِ بأي حال من الأحوال.”
“ماذا تقولين بحق الجحيم؟”
“سأتظاهر بأنّ شيئاً لم يحدث اليوم، اذهبي بعيداً الان، لا يوجد أب في العالم يريد أنْ يراه أطفاله مع حبيبته.”
نظرتْ أرتيسيا إلى فارس الحرس الإمبراطوري، أصبح الفارس الشاب متوتراً مِن نظرة أرتيسيا، ابتسمتْ أرتيسيا بلطف في وجهه.
“الكونتيسة يونيس سوف ستغادر، هل يمكنكَ مرافقتها للخارج؟”
نظرَ إليها الفارس بحزن.
“هل هذا جيد بالنسبة لكِ؟”
“لا ينبغي لنا أنْ نقطع وقت راحة جلالة الإمبراطور. الكونتيسة يونيس، يُرجى تحديد كلماتي والعودة إلى المنزل، لا تنسي ما هي طاعة الوالدين حقاً.”
يبدو أنَّ الكونتيسة يونيس لم تفهم كلماتها، ومع ذلك، عندما حثّها الفارس على المغادرة، فعلتْ ذلك مطيعة.
أطلقتْ أرتيسيا حافة فستانها، تمتمت في نفسها: “الحب الذي يمكن أنْ يشعر به شخص ما تجاه شخص آخر له حدود، والأكثر من ذلك بالنسبة لشخص أناني ودنيء مثل الإمبراطور غريغور، يختلف حب المرأة عن حب الطفل، ولكن لا يمكن لأي مِنهما أنْ يستمر إلى ما لا نهاية، بينما تستعيد الكونتيسة يونيس حب الإمبراطور، سيتمّ سحب ميريلا في النهاية من قلبه. لم أكن كما كنتُ مِن قبل، عندما قمتُ بالتشهير والتخطيط ضد الآخرين لزرع الشك في ذهن الإمبراطور غريغور، في الماضي، كنتُ أدمّر الأشخاص الذين يريدون التقرّب مِنه، حتى يذهب كلّ حُبه إلى ميريلا. ولكن الآن، كان عليّ أنْ أطرد ميريلا مِن قلب الإمبراطور وأملأه بأشخاص آخرين، وفي الوقت نفسه، كان عليّ أنْ أمنع ظهور أي شخص لديه ما يكفي مِن النفوذ ليحل محل ميريلا…”
بعد وقت قصير مِن مغادرة الكونتيسة يونيس الردهة، ظهر الإمبراطور وميريلا، نظر الخادم خلسة إلى أرتيسيا مع تعبير اعتذاري.
“سمعتُ أنَّ شارلوت كانت هنا.”
نظرَ الإمبراطور إلى أسفل في الردهة، رأى أرتيسيا تحمل منديلاً ملطّخاً بالدماء وخدها منتفخاً، وكان جانب شفتيها الذي كان به علامات خدوش ناجمة عن أظافر اليد، لا يزال ينزف، وهذا وحدهُ أعطاه فكرة عامة عمّا حدث، كان يعرف جيداً مزاج الكونتيسة يونيس، وكان يعلم أيضاً أنّها تكره أرتيسيا.
قال الإمبراطور بصوت منخفض ومكتوم، وكان الخجل من تصرفات ابنته الحمقاء واضحا في صوته.
“أنا آسف.”
ركعت أرتيسيا رسمياً على ركبة واحدة واستجابت.
“لم يحدث شيء.”
“يبدو أنّ شارلوت كانت قاسية عليكِ.”
“لقد ارتكبتْ الكونتيسة يونيس خطأً بسيطاً لأنّها تفتقد والدها، ولم أستطع أنْ أشعر بأي استياء ضد جلالتكَ أو الكونتيسة بسبب ذلك وحده.”
بعد أنْ قالت أرتيسيا هذا، تحوّل وجه ميريلا إلى اللون الأحمر بالكامل وانفجرتْ في الغضب.
“بغض النظر عن السبب، جاءت إلى منزلي وصفعتْ ابنتي على خدها، كيف تجرؤ على احتقارنا بهذه الطريقة؟ أنتِ أيضاً! كان عليكِ أنْ تناديني عندما حدث ذلك!”
قالت أرتيسيا مخاطبة الإمبراطور وليس ميريلا.
“كيف لي، وأنا ابنة يتيمة الأب، ألّا أفهم مشاعر الكونتيسة يونيس؟ ربّما فعلتْ ذلك لأنّها تفتقد والدها كثيراً، وتغار منّي، بالإضافة إلى ذلك، باعتبارنا الماركيزية روسان، فإنّ الشيء الأكثر أهميّة هو أنْ يشعر جلالتكَ بالراحة في هذا المكان، هل كان ينبغي لي أن أُثير ضجة كبيرة حول مثل هذه المسألة الصغيرة؟”
ابتسم الإمبراطور.
“لديكِ قلب جدير بالثناء.”
أحنتْ أرتيسيا رأسها باحترام.
“لكن هذا خطئي لعدم تأديب شارلوت، إنّها طيّبة، ولكنها أيضاً عنيفة جداً بسبب تربيتها، والآن بعد أنْ أصبح لديها ثلاثة أطفال، عليها أنْ تحسّن أعصابها قليلاً، أشعر بالحرج قليلاً لأنّها آذت وجه سيّدة شابة. اسأليني أي شيء تريديه، تعالي للتفكير في الأمر، أنا لم أعطيكِ حتى هدية عيد ميلاد.”
على الرغم مِن أنّ الإمبراطور قال ذلك، إلّا أنّه لم يهتم أبداً بعيد ميلاد أرتيسيا. لقد فوجئتْ أرتيسيا بهذه المكاسب غير المتوقّعة، ومع ذلك، فهي لن تخطئ في طلب هدية في هذه المرحلة.
“ثمّ، مع كل الإحترام الواجب، أودُّ منكَ أنْ تقبل الهدية التي أعددتُها.”
“هدية؟ لي؟”
أحنتْ أرتيسيا رأسها بأسف عميق.
“نعم يا صاحب الجلالة، في الواقع، إنّها هدية كنتُ على استعداد لتقديمها لوالدتي في عيد ميلادي تعبيراً عن شكري لها على ولادتي، ولكنّها إكسسوار يأتي بشكل ثنائي للوالدين، لكن لم يكن لدي مَن يقبل الزوج الآخر، ومع ذلك، عندما أعددتُها فكّرتُ في جلالتكَ، لكنّني لم أستطع حتى أنْ أُعطيها لأمي لأنّني لم أكن متأكدة. إذا قبلتَ ذلك، سأكون سعيدة جداً.”
ضحك الإمبراطور بمرح.
“إذا كان إكسسوار للوالدين، ألَا يعني ذلك أنّه إكسسوار للزوجين بعد كل شيء؟ كيف يمكنني رفض استخدام أحد الإكسسوارات للأزواج مع ميريلا؟ اطرحيها.”
غمزتْ أرتيسيا لأليس، التي كانت الآن في زاوية الردهة، تراقب الوضع. وكانت أليس قد جاءت للإبلاغ بعد أنْ انتهتْ مِن توزيع الرشوة على الخدم، لكنّها كانت تراقب مِن بعيد عندما صادفتْ هذه الحادثة. سارعت أليس إلى غرفة أرتيسيا لإحضار صندوق الهدايا الذي تمَّ إعداده.
في هذه الأثناء، انتهى الإمبراطور مِن نزول الدرج وجلس بشكل مريح على الأريكة في الردهة. أخذتْ أرتيسيا صندوق الهدايا الذي أحضرتهُ أليس واحتفظتْ به بعناية أمام الإمبراطور، كان بالداخل زوج من دبابيس العنبر الكبيرة.
أخذ الإمبراطور بروش المرأة ووضعه فوق فستان ميريلا، ثم وضع بروش الرجل على نفسه، ابتسم لأرتيسيا وقال.
“لا تكوني حذرة جداً، أنتِ ابنة ميريلا، لذا فأنتِ مثل ابنتي.”
قالت أرتيسيا بأدب.
“يُشرفني.”
تمتمت أرتيسيا في نفسها: “في الماضي، أردتُ حقاً سماع تلك الكلمات. أردتُ أنْ أكون جزءً مِن عائلة ميريلا ولورانس، ولكن في النهاية، كانت العائلة التي تخيّلتها مجرّد وهم جميل، لقد قتل لورانس ميريلا، لم تكن هناك عائلة يثقون ويُحبّون ويدعمون بعضهم البعض.”
“إذاً، هل يجب أنْ نتوجه إلى الأوبرا الآن؟”
“نعم.”
نظرتْ ميريلا ببرود إلى أرتيسيا وهي واقفة ممسكة بيد الإمبراطور.
ومع ذلك، يبدو أنّ الإمبراطور أحبَّ البروش، وكان لديه وجه راضٍ.
ركعت أرتيسيا وأحنتْ رأسها، في انتظار مغادرتهما. وفكرت: “الآن مع هذا، سيشعر الإمبراطور بأنّه مدين لي على أحداث اليوم، وليس لميريلا. حتى لو كان شعوراً مؤقتاً، كان مكسباً كبيراً…”
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 11"