1
صرخَتْ الكونتيسة فيليز بشراسة.
“أنتِ عاهرة شرّيرة وقاسية!”
سمعَتْ أرتيسيا الماركيزة روسان، كلماتها بشكلٍ غامض عندما تمَّ سحبها مِن ذراعيها، وفي طريقها إلى هنا تعرَّضَتْ للضرب على وجهها عدَّة مرّات بقفّازات معدنيّة، كان فمها ممزَّقاً ومكسوراً ومتورّماً، ممّا جعلَ مِن الصعب عليها التحدُّث، على الرغم مِن أنَّها حاولَتْ المشي بالسرعة التي تُناسبها، كان الفُرسان يحملونها بالقوَّة. ثمَّ، في وقت ما، أُصيبَتْ في كاحلها، لم تكن تعرف ما إذا كان مكسوراً أم ملتوياً، لكنَّه كان يؤلمها، على أي حال، لم تعد قادرة على المشي، لذا لم يعد أمامها خيار سوى أنْ يتمّ جرِّها، ذراعها المكسورة تؤلمها أيضاً، كان المعصم الذي لواه الفارس مُنتفخاً، عندما ألقاها الفرسان على الأرض، تدحرجت أرتيسيا على الأرض الباردة.
صرخَتْ الكونتيسة فيليز بصوتٍ عالٍ لدرجة أنَّها إستطاعَتْ أنْ تتقيّأ دماً.
“كيف يمكنكِ قتل آفي!”
بعد أنْ تركتْ ذراع الخادمة التي كانت تمسكها، ركضَتْ نحو أرتيسيا وصفعتها على خدِّها.
وغني عن القول، أنَّ الألم كان لا يُطاق لأنَّ فمها كان يُعامل بشكلٍ سيّئ للغاية. تدحرجتْ أرتيسيا مرَّة أخرى على الأرض، وشعرَتْ أنَّ نظراتها تتلاشى.
صرخَتْ الكونتيسة فيليز.
“ماذا فعل آفي ليستحق ذلك؟! كيف يمكنكِ أنْ تقتلي ابن أخيكِ؟! أنتِ عاهرة، يجب أنْ تُعاني مِن نفس المصير!”
نظرَتْ أرتيسيا إلى الكونتيسة فيليز برؤية غير واضحة. ركضَتْ الكونتيسة فيليز وهي تبكي إلى الجانب الآخر مِن الغرفة، كانت تنوي طعن أرتيسيا بأي شيء يمكن أنْ تجده، سواء كان سكيناً أو شمعداناً. إقتربَ منها الإمبراطور لورانس، الذي كان يراقب الوضع عن كثب، أمسكها من كتفها بحُبٍّ.
“اهدئي يا إيما.”
“كيف يمكنني أنْ أكون هادئة؟ لقد قتلَتْ طفلي! كيف يمكن لجلالتكَ أنْ تكون هادئاً جداً؟ آفي هو ابنكَ أيضاً!”
“تيا هي أختي، إيما، لابُدَّ أنْ يكون هناك سوء فهم.”
“سأقوم بالإنتقام! سأنتقم لإبني!”
سقطَتْ الكونتيسة فيليز على ركبتيها وبدأت في البكاء بصوت عالٍ.
عرفَتْ أرتيسيا الآن ما كان يحدث.
“أرى أنَّ آفي قد قُتِل.”
نظرَتْ إلى لورانس، ومثَّلَ بأنَّهُ حزيناً ومُكتئباً، ومع ذلك، لاحظَتْ أرتيسيا شعوراً صغيراً بالإنتصار في عينيهِ، وكان مِن الواضح أنَّهُ تمَّ الإعداد لمؤامرة ضدِّها.
فكرت أرتيسيا: “أولاً، سيتمّ إلقاء اللوم عليّ لقتل ابنكَ، ممّا يجعلني مجرمة. وبعد ذلك ستَتبَع سلسلة مِن الإتّهامات الواحدة تلو الأخرى، في الواقع، لقد ارتكبتُ فعلاً العديد مِن الجرائم، وكان لورانس يعرف معظمها، لذلك لم تكن هناك حاجة له أنْ يوجّه لي اتّهامات باطلة، ومِن الواضح أنَّ الشخص الذي دبَّر هذه المؤامرة هو الإمبراطور لورانس نفسه.”
“لا أستطيع أنْ أُصدِّق أنَّكِ ارتكبتِ مثل هذه الجريمة، تيا هل قتلتِ آفي حقاً؟”
يمكن للمرء أنْ يسمع فرحة مُعيّنة في صوته.
حاولَتْ أرتيسيا التحدُّث، ولكن قبل أنْ تتمكّن مِن فتحِ فمها، صرخَتْ الكونتيسة فيليز بصوت عال.
“بعد أنْ ذهبَتْ خادمة تلك العاهرة لزيارتهِ، تقيّأ آفي فجأة دماً أسوداً ومات!”
رفع لورانس يده وأحضرَ الفرسان إمرأة أخرى. كانت خادمة أرتيسيا، ركعتْ الخادمة في صمت، وسألها لورانس.
“هل صحيح أنَّ الماركيزة روسان أمرتكِ بتسميم آفي؟”
أجابت الخادمة بأدب.
“نعم، كانت خطّة الماركيزة روسان هي قتل آفي أولاً، ثمَّ قتل جلالته، وبهذه الطريقة، ستكون قادرة على السيطرة على الإمبراطوريّة.”
شعرَ الجميع في هذه الغرفة بالصدمة.
سألَ لورانس مع تعبير حزين..
“هل لديكِ أي شيء لتقوليه حول هذا؟”
أظهرَتْ أرتيسيا إبتسامة جافّة، ماذا بحقِّ الجحيم كان يُفكّر؟ لم يكن لديها أي نيَّة لإنكار أنَّها كانت شرّيرة، لكن مُعاملتها كغبية جعلها تضحك.
“جلالة الإمبراطور، أنتَ تعرف أي نوع مِن الأشخاص أنا، أليس كذلك؟ لو كنتُ أرغب في الإستيلاء على الإمبراطوريّة، كنتُ سأقتلُ جلالتكَ، وليس آفي.”
ما الفائدة مِن قتل آفي بهذه الطريقة مِن الإهمال لجعل الجميع يدركون ما إذا كان لورانس لا يزال على العرش؟ لن يؤدّي ذلك إلَّا إلى جعله أكثر حذراً، لو أنَّها توصّلتْ إلى خطّة، لكانت قتلَتْ لورانس أولاً دون أنْ يعلم أحد.
“تيا، مثل هذه الكلمات عديمة الفائدة، سيكون عليكِ توضيح ما حدث.”
فكرت أرتيسيا: “ما فائدة الأعذار والتفسيرات في هذه المرحلة؟ لقد قرَّر لورانس فعلاً قتلي، لقد فاتَ الأوان، بغضِّ النظر عما فعلتهُ، لم يكن لدي أي وسيلة للبقاء على قيد الحياة، لأنَّ الإمبراطور نفسه قرَّر قتلي بتهمة الخيانة.”
“لا أستطيع تصديق ذلك، تيا، كيف يمكنكِ أنْ تفعلي مثل هذا الشيء؟”
“يا صاحب الجلالة الإمبراطور، أنتَ السلطة الوحيدة في هذه الإمبراطورية.”
كان فمها مليئاً بالدم، وتمزَّق لسانها بأسنانها، ومع ذلك، إذا استطاعتْ تحمّل الألم، فيمكنها أنْ تقول بضع كلمات أخرى.
“أنتَ الآن تحمُل الإمبراطورية على كتفيكَ، لذا يجب عليكَ التخلّص مِن عادة إلقاء اللوم على الآخرين في كلّ شيء، هذه نصيحتي الأخيرة.”
ضربَها الفارس على وجهها مرّة أخرى.
“الوقاحة! خذ الخائنة بعيداً عن هنا واحبسها!”
تساءلَتْ ونظرَتْ أرتيسيا إلى لورانس بعينيها المُنتفختين. ومع ذلك، لم يتدخّل، ولم تتذكّر أرتيسيا بوضوح ما حدثَ بعد ذلك، وقد تعرَّضَتْ للتعذيب وأُجبرَتْ على التوقيع على بعض الوثائق، ثمَّ تمَّ نقلها إلى المحكمة التي لم يحضرها سوى الإمبراطور وحفنة مِن النبلاء والمسؤولين، وقدَّم المتّهمون والشهود مجموعة من الأدلة تلو الأخرى، كانت بعض الأفعال الشرّيرة التي ارتكبتها أرتيسيا، والبعض الآخر كان فضائح ملفّقة، بقصص فظيعة ومُنحرفة. كان لدى أرتيسيا عقل حاد وإرادة قويّة، ومع ذلك، لم تكن لديها القوّة البدنيّة للتغلّب على التعذيب، وعندما حوكمتْ، بدلاً مِن أنْ تُدافع عن نفسها، لم تفعل شيئاً، وكانت نصف واعية ومذهولة، وبحلول الوقت الذي انتهَتْ فيه المحاكمة، أصبحت أسوأ شرّيرة في التأريخ، والتي عقدَتْ اتفاقاً مع الشيطان في محاولة لحكم الإمبراطوريّة.
رثى لورانس مع تنهّد كاذب.
“على الرغم مِن أنَّكِ أختي، فإنَّ الجرائم التي ارتكبتيها أكبر مِن أنْ تُغفر، لقد آذيتِ بلادنا بكلامكِ، سيتمُّ قطع لسانكِ حتى لا ترتكبي نفس الجرائم مرَّة أخرى، كما سيتمُّ قطع يديكِ الملطّختين بدماء الأبرياء لتكوني عبرة للآخرين لكنّني سأنقذ حياتكِ.”
نتيجةً لذلك، تمَّ نقل أرتيسيا إلى الزنزانة، وكانت العقوبة المنفذة أشدّ مِن تلك المُقرَّرة، وبدلاً مِن حبسها في منزلها مع قطع لسانها ويديها، تمَّ قطع جميع أطرافها ولسانها وتقييدها في زنزانة عميقة غير مألوفة.
هذا ما كانت أرتيسيا روسان تسمعهُ طوال حياتها مِن والدتها.
[إذا كان أخوكِ في حالة جيّدة، فسوف تكونين في حالة جيّدة أيضاً!]
كانت والدتها الماركيزة ميريلا روسان، وكان والدها الماركيز مايكل، كانت ميريلا عشيقة للإمبراطور غريغور، كلّ الأرستقراطيّين كانوا يعرفون ذلك، كانت القوانين الإمبراطوريّة ضدّ تعدّد الزوجات وطالبَتْ بالحفاظ على العفّة قبل الزواج، مُنع الرجال والنساء المتزوّجون مِن إقامة علاقات جنسيَّة مع رجال ونساء غير متزوّجين، كان الإمبراطور رجلاً مكشوفاً أمام أنظار الجميع، ومع ذلك، لم يُدافع عن الزواج الأُحادي، فكان من المستحيل عليه ببساطة إخفاء حقيقة أنَّه كان على علاقة غراميَّة بالماركيزة ميريلا روسان. كان الماركيز مايكل روسان في حالة يُرثَى لها، كبير في السن ويَحتضر، لقد قرَّر استبدال زوجته مع الإمبراطور بمنجم للياقوت، أصبحتْ الماركيزة ميريلا عشيقة الإمبراطور وأنجبَتْ ولداً، كان هو لورانس. كان الجميع يعلم أنَّه ابن الإمبراطور، ومع ذلك، لم يلقِّبه أحد بالأمير، ولم يُطلقوا عليه أيضاً اسم ابن الماركيز روسان، لقد أحبَّته ميريلا وكذلك الإمبراطور غريغور. من ناحية أخرى، أنَّ أرتيسيا لم تكن ابنة الإمبراطور، لم تكن أرتيسيا تشبه الإمبراطور ولا حتى ميريلا، ومِن المثير للإهتمام أنَّها كانت تشبه بشكل كبير ماركيز مايكل في شبابه.
أخبرتها ميريلا منذُ إنْ كانت طفلة صغيرة.
[أحسني إلى أخيكِ، كلّ ذلك بفضلهِ أنَّكِ لا تزالين على قيد الحياة.]
[كيف يمكننا الإستمرار في العيش كعائلة ماركيز إنْ لم يكن لأخيكِ؟ منذ ولادتكِ انتشرتْ شائعات غير سارّة حول كونكِ ابنة ماركيز روسان.]
كلمات ميريلا تنتهي دائماً بهذا الشكل.
[يجب أنْ تعيشي مِن أجل أخيكِ، لا يمكننا البقاء على قيد الحياة إلّا إذا أصبح أخوكِ الإمبراطور، هل تعتقدين أنَّ أخاكِ سيعاملكِ معاملة سيّئة بمجرّد اعتلائه العرش؟ نجاح أخيكِ هو الطريقة التي ستكون بها عائلتنا سعيدة.]
فكرت أرتيسيا: “لم أستطع أنْ أتذكّر أنَّني كنتُ محبوبة مِن قبل ميريلا، ولم أتذكّر أنَّني كنتُ سعيدة، تمَّ الإشادة بي فقط عندما فعلتُ شيئاً أفاد أخي لورانس. مِن شيء تافه، مثل عندما قال لورانس إنَّ الشاي الذي أعددتهُ كان مذاقهُ جيداً، إلى شيء أكبر، مثل عندما كانت ثروة ماركيزية روسان مفيدة للورانس. لم أكن حمقاء، كنتُ أعلم أنَّ لطف والدتي لن يكون معي أبداً، لكن الرغبة في أنْ أكون محبوبة والتي زُرعَتْ فيّ منذ طفولتي كان مِن الصعب السيطرة عليها، وجدَتُ أنَّه مِن السهل اختراع أسباب لتبرير ذلك، ارتبطَ لورانس وميريلا وأنا بروابط الدم، إذا خسر لورانس، فسوف نموت جميعاً، لم تكن هناك حالة على الإطلاق حيث تركَ شخص ما بعد فوزه في المعركة على العرش، عائلة مُنافسيه على قيد الحياة. البقاء على قيد الحياة، مع أخذِ ذلك في الإعتبار، فعلتُ أي شيء، كانت لديّ موهبة الأعمال الشرّيرة والمؤامرات والمكائد، لقد قمتُ بتلفيق مكيدة لرعايا موالين لإثارة موتهم وإفساد سياسة الدولة للإمبراطوريّة، وكنتُ أيضاً التي جعلت المواطنين يُعانون وذبحتُ عدداً لا يحصى من الناس، وارتكبتُ العديد مِن الأعمال الشرّيرة في القصر، بما في ذلك سلسلة مِن جرائم القتل، كنتُ أيضاً التي استخدمتْ القدّيسة ليسيا التي كانت أمل شعب البلاد وأمل الإمبراطوريّة، إلى جانب أنَّني كنتُ مذنبة بوفاتها، كان كلّ ذلك مِن أجل لورانس حتّى يتمكّن مِن اعتلاء العرش، على الرغم مِن أنَّني عرفتُ أنَّه عذر، إلّا أنَّني ارتكبتُ العديد مِن الجرائم بسهولة، وهكذا، أخيراً، تمكّن لورانس مِن ارتداء تاج الإمبراطور.”
وفكّرتْ أرتيسيا بشكل غامض: “كنتُ أعرف أنّ هذا اليوم سيأتي. وعلى الرغم مِن أنَّني كنتُ أكثر مَن ساهمتُ في جعلِ لورانس الإمبراطور، إلَّا أنَّني وقفتُ متفرِّجة في صمت، غير متوقّعة أي شيء، والسبب أنَّني كنتُ خائفة، ولهذا السبب قمتُ أيضاً بحل منظّمة الإستخبارات التي أنفقتُ عليها الكثير من الوقت والمال، شعرتُ أنَّه بعد كلّ ما فعلته مِن أجل لورانس، على الأقل سيسمح لي بالعيش في سلام. لكنني كنتُ أعرف الكثير، لقد ارتكبتُ العديد مِن الجرائم مِن أجله، لذلك قطعَ لورانس لساني حتّى لا أتمكّن مِن التحدُّث، وقامَ بقطع يديّ حتّى لا أتمكّن مِن ترك أي سجلات. هكذا يجب أنْ أموت بسبب كلّ الجرائم التي ارتكبتها، عندما تنتهي عملية الصيد، يتمّ التخلّص مِن الكلب. كنتُ كلبة لورانس وكان هذا السجن هو قدري.”
تنهّدتْ أرتيسيا: “بعد كلّ شيء، هذا ما أستحقّه، ما هي النهاية الأخرى التي يمكن أنْ أتوقّعها؟ بالنظر إلى كلّ ما قمتُ به حتّى الآن، لا ينبغي لي أنْ أُحمِّل لورانس أو ميريلا مسؤوليّة أفعالي.”
ضحكتْ أرتيسيا: “حتّى بدون لساني، لا يزال بإمكاني أنْ أضحك…”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!

إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"