لم يقل مثل هذه الكلمات في الرواية أبدًا. كان دائمًا متعجرفًا أمام جيليان، مما جعله منبوذًا. لماذا يتصرف بلطف فجأة؟
في تلك اللحظة، رأيتُ هيرسيا تقترب بتعبير مضطرب بصحبة أحد الخدم. رآها جيليان ومد يده كأنه يستقبل أختًا صغيرة محبوبة.
“اقتربي يا هيرسيا.”
رحب بها جيليان، لكنهما بالكاد التقيا من قبل.
كان الاضطراب واضحًا على وجه هيرسيا التي لا تجيد إخفاء مشاعرها. ابتسمت بتكلف وقبلت يد جيليان.
“مر وقت طويل يا جلالة الملك.”
بعد تحية جيليان، حيت هيرسيا الملكة.
“أهنئكما على الزفاف يا جلالة الملكة. أنا هيرسيا موبيارت من عائلة الكونت موبيارت، عائلة والدة جلالة الملك، الدوقة الكبرى.”
“سمعتُ عنكِ كثيرًا. سعدتُ بلقائكِ، هيرسيا.”
لم تكن هيرسيا زوجة سيكار السابقة، بل زوجته في الرواية فقط، وكانت أصغر وألطف مما وصفتها الرواية. خجلها من الغرباء جعلها تشبهني كثيرًا.
“هذا الدوق بليك وزوجته. حييهما.”
أطرقت هيرسيا برأسها نحوي بوجه محمر وارتباك واضح.
“أهلًا، سيدي الدوق، سيدتي. شرف لي لقاؤكما. أنا هيرسيا موبيارت من عائلة الكونت موبيارت، عائلة والدة جلالة الملك، الدوقة الكبرى.”
شعرتُ بألفة غريبة وأنا أرى تعريفها الطويل أكثر من تعريفي.
كانت هناك رابطة أخرى بيننا: أن يتم حبسها مع سيكار حتى لو كان ذلك في الرواية فقط.
“جلالة الملكة، لدي حديث مع الدوق بليك، فتحدثي مع الدوقة قليلًا.”
“حسنًا، جلالتك.”
أشار سيكار بعينيه أنه سيعود، ثم غاب مع جيليان دون كلمة.
كنتُ أريد التخلص منه هنا، لكنه الوحيد الذي أعتمد عليه، فشعرتُ بالحيرة.
أردتُ قول “خذني معك”، لكن الذهاب مع جيليان لم يكن ممكنًا.
“يبدو أنه ذهب للحديث عن السياسة مجددًا.”
“آه، نعم.”
آه، أشعر بالضيق.
ربما لو كنتُ وحدي مع الملكة، لاختنقت. لكن رؤية هيرسيا ترتجف جعلتني أشعر بقرب منها.
لولاها، لكنتُ أنا من يرتجف هكذا. وجودها كان مواساة.
“يبدو أن السيدة هيرسيا تخجل كثيرًا من الغرباء.”
“لم أحضر مناسبة كبيرة منذ حفل الظهور الأول، لذا أنا متوترة جدًا. أعتذر.”
كانت هيرسيا ترتجف، لكنها تتحدث بوضوح. ابتسمت الملكة بلطف ووضعت يدها برفق على كتفها المرتجف.
“أنتِ ابنة خال جلالة الملك، فلا تخافي وكوني مرتاحة.”
“أنا في حيرة من لطف جلالتك.”
أنا أيضًا في حيرة حقًا.
بينما كانتا تتحدثان، كنتُ أبتسم ظاهريًا، لكنني كنتُ بالتأكيد أبدو متصلبة مثل هيرسيا.
“دوقة بليك.”
“نعم، جلالتك.”
“سمعتُ أنكما أقمتما زفافًا غير رسمي. يقال إن الدوق فعل ذلك لحماية زوجته الأجنبية، أليس كذلك؟”
الشائعات تُحاك ببراعة، لكن هذه بدت مبالغة أكثر من اللازم.
حتى هيرسيا، التي كانت تائهة كأنها لا تعرف أين هي، فتحت عينيها بدهشة.
“يا إلهي! هل هذا ليس مجرد شائعة بل حقيقة؟”
“نعم، هيرسيا.”
يبدو أن قصتنا المبالغ فيها أزالت خجل هيرسيا.
شعرتُ بالحرج وحاجتي لمروحة، لكنني حاولتُ الحفاظ على ابتسامة متواضعة.
“لم يكن لحمايتي، بل لأنني أجنبية، ربما أراد الدوق مراعاة الضيوف الذين قد يجدونني غريبة يا صاحبة الجلالة.”
“يبدو أن الدوق وقع في غرام تواضعكِ هذا.”
وقع في غرامي؟ لو علمت أنه يراني كإنسان أليف، لصُدمت.
لاحظتُ نظرات السيدات النبيلات تتسلل نحوي.
‘ما الذي قيل عني حتى ينظرن هكذا؟’
— ترجمة إسراء
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 48"