جمع جميع الفرسان معدات التخييم، واستعدوا للانطلاق مجددًا. كان الين هذه المرة يركب الحصان ويسير بجانب كاليوس في المقدمة.
أراد أن يكتشف أي معلومات قبل أن يصل إلى القلعة، ربما تفيده في إيجاد أي ثغرات.
فنظر إلى كاليوس، كان مظهره الهادئ غريبًا، سأل الين مقاطعًا هدوءه:
“كيف هي الملكة والملك؟ أريد أن أعرف عن طباعهم، حتى أتجنب التصرف بشكل سيئ دون قصد.”
تأمل كاليوس وجه الين لفترة قصيرة، ثم قال ما صدم الين:
“لا تحتاج إلى شيء، بوجهك اللطيف هذا، إذا ابتسمت أنتِ والأميرة فقط، ستكون أمي مسرورة بإطعامكم ألذّ الطعام، والذهاب معها للتسوق، حتى قد تخبركم بالعودة لوطنكم. فأمي ضعيفة أمام الوجوه اللطيفة والفتيات، لذلك لا داعي للقلق.”
كانت إجابته غير متوقعة، فقد كانت مختلفة عما تخيلها الين.
“ماذا عن والدك؟ لا أظن أن من يرسل جزءًا من الجيش لمملكة ضعيفة لخطف أميرتهم له شخصية طبيعية.”
قالها الين وهو يرفع حاجبه استنكارًا لما يحدث من أحداث.
“لا لا، والدي لا يعرف حتى بأمر الجيش، أنا من أخذته دون إذنه. حسنًا، ربما سيتم معاقبتي بشدة عندما أعود بسبب ذلك، لكن الأمر الجيد أنني سأتخلص من إلحاح والدتي للزواج، فهذا سيشغلها كثيرًا، وسوف تتخلى عني قريبًا، وتصبحون أنتم أبناءها المحبوبين.”
قالها كاليوس وشفتيه ترتفعان بابتسامة مشاغبة، فقط لتخيله الين وهو ينقاد هو والأميرة إلى التسوق إلى ما لا نهاية.
أصابت ابتسامته الين بالقشعريرة، فأسكتته تمامًا عن الكلام.
في القصر، وبعد دخول إيلا إلى مكتب الإمبراطور ليان:
دعاها ليان إلى الجلوس على الأريكة بجواره، فقد كانت هناك أريكتان متقابلتان، وفي المنتصف منضدة صغيرة تحتوي على ألذّ الحلويات التي يعدها رئيس الطهاة الإمبراطوري بنفسه في كل مرة تأتي فيها إيلا لزيارة ليان.
تجنبت إيلا النظر إلى ذراعه، وجلست على الأريكة الأخرى. تنهد ليان بقلة حيلة، ومع ذلك ابتسم ابتسامة جميلة، وبدأ هو المحادثة مدركًا أنها لن تكون أول من يتحدث.
“افتقدتك كثيرًا، إيلا، كيف كانت أحوالك؟ وماذا كنت تفعلين هذه الأيام؟”
ردت عليه إيلا دون أن تغير تعابير وجهها الباردة:
“كالعادة، لا يوجد أي شيء جديد ليجذب انتباه سموك.”
أظهر ليان تجهّمًا طفيفًا، وقال بلطف:
“حياتك بأكملها تجذب اهتمامي. أنا أهتم لأمرك وسأظل كذلك. ألن تخبريني إلى متى ستظلين هكذا؟ أتمنى ألا تسيئي فهمي بكوني صرت أكرهك، أنا فقط أريد رؤية ابتسامتك الجميلة مجددًا.”
كانت ملامحه الحزينة وهو يقول آخر جملة كفيلة بأن تجعل إيلا تهتز داخليًا، لكنها لم تُظهر ذلك.
حاول ليان تغيير الموضوع لإبعاد هذه الأجواء الكئيبة، فذهب إلى مكتبه وأخرج كتابًا كان غلافه ذا لون بنفسجي غامق، والأشكال وحتى شكل الحروف كانت تعطي رونقًا خاصًا.
“أنتِ دائمًا ما تشعرين بالملل، لذلك اشتريت لك كتابًا من النوع الذي تحبينه. استمري في قراءته حتى انتهائي من العمل، ثم يمكنك العودة.”
قالها ليان بينما يمد الكتاب إلى يدها لتأخذه.
عبست إيلا قليلًا، لكنها بعدها حاولت مجددًا إخفاء مشاعرها، وحتى الإنكار بأن هذا الكتاب ليس نوعها المفضل، أو أنه الكتاب الذي بحثت عنه لفترة في السر.
“لماذا تعتقد أنني سأحب هذا الكتاب؟ إنه كتاب رعب دموي، لا أظن أني سأحبه يا سموك.”
لكن ليان كتم ابتسامته من إنكارها لذلك، فهو يعلم منذ الطفولة أنها تفضل هذا النوع من الكتب.
“أنا اشتريته لأمر شخصي، ليس له علاقة بذوقك. فقط اقرأيه وأعطيني رأيك، فأنا سأستند عليه للتقرير بشأن الكتب التي يتم بيعها في الإمبراطورية. وهذا من واجباتك كخطيبتي، أليس كذلك؟”
لم يدع لها خيارًا سوى الموافقة. لذلك عاد ليان إلى عمله الذي ما زال مكدسًا أمامه، بينما أخذت إيلا الكتاب حتى تقرأه.
وبينما كانت تقرأ، كان ليان يراقب أحيانًا تعابير وجهها المبتسم ابتسامة غريبة.
وقال في ذهنه:
(لا أصدق أنها حقًا تستطيع الابتسام عند قراءة كتاب كذلك الكتاب، هناك من يصرخون من الفزع والخوف عند قراءته، لكنها تبتسم ابتسامة عريضة. حسنًا، فالدماء في النهاية لا تكذب، فهذا ما ورثته من والدها الشرير، على الأقل ورثت شيئًا يمكنني التعامل معه.)
ومع انتهاء جميع أعماله، كانت قد أنهت إيلا الكتاب.
“خذي الكتاب معك، واحتفظي به جيدًا. للأسف أنا لم أكن متفرغًا لإيجاد هدية ثمينة لك، لذلك يمكنك الاحتفاظ بهذه النسخة كهدية.”
قالها ليان وهو يراقب تعابير إيلا بهدوء.
بعدها تحدثت إيلا بما توقعه ليان:
“حسنًا، لا بأس، سوف آخذه معي حتى أحافظ على هيبة سموك فقط، لا أكثر. أستأذن بالرحيل الآن.”
بعد التأكد من رحيل إيلا، لم يستطع ليان كتم ضحكه بعد الآن.
“أخيرًا، على الأقل أخذت هديتي. إنها ليست صادقة أبدًا.”
اقترب أخيرًا كاليوس والين من العاصمة، ولكن قبل دخولهم، دخل الين إلى العربة حتى يكون مع الأميرة، وحتى لا يجذب أي انتباه.
ومع دخولهم إلى العاصمة، رأى الين والأميرة العديد من الزهور التي تتطاير في السماء، ووجوه الناس المهللة بعودة الأمير، وملامح الترحيب والزينة التي كانت تغطي المدينة.
تمتم الين بصوت غير مسموع:
“إذًا، على الرغم من أنه مغرور وساخر، إلا أنه محبوب جدًا من أهل مملكته.”
جعل هذا الين يشعر بالضيق لسبب غير معروف.
“لم نستطع أن نتفق جيدًا، ماذا سيحدث لو كُشف أمرنا؟ أنا لست خائفة، لكن أخشى أن يصيبك أي مكروه.”
“لا تقلقي، أنا لدي خطة، لكني لن أخبرك بها الآن.”
“لماذا؟ ألا تثق بي؟ أم أنها خطة متهورة كعادتك؟!”
ضيق الين عينيه وقال:
“لا تقلقي، فلو كنت سأتَهوّر، لتهوّرت منذ زمن. وأنتِ أكثر من يعرفني، أليس كذلك يا (الينا)؟ فنحن تربينا معًا.”
“أجل، من كان ليتخيل أن نكون في موقف كهذا عندما نكبر.”
ومع كلمات الينا القادمة التي قالتها بوجه جاد، ارتفع الغطاء الذي يخفي وجهها، مظهرًا فتاة جميلة ذات شعر أحمر ناري.
“لذلك علينا الحذر، فلا أريد أن يكتشف أحد أنني ابنة رئيسة الخدم السابقة، ورئيسة الخدم الحالية، وصديقة طفولتك.”
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 9"