بعد فترة قصيرة من الوقت، جاء أحد الفرسان ومعه الطعام، بدا الفارس مرتبكًا على نحوٍ غريب، وينظر بشدة ناحية الباب، حتى ظن الين أنهم ربما سمموا الطعام، فقرر أن يتأكد هو أولًا قبل أن تأكل الأميرة الطعام.
طرق الباب، ثم دخل إليها، وجدها تفتح عينيها المغلقة، فقد كانت ترتاح على السرير، بعدها تناولا الطعام، تأكد أولًا أنه غير مسمَّم، نظرت إليه الأميرة بغرابة، وهو يتمتم بصوتٍ غير مسموع:
“إذا كان الطعام غير مسمَّم، فلماذا بدت تصرفات ذلك الفارس مريبة؟”
في بهو النزل، المكان الذي يتجمع فيه الفرسان:
دخل ناى وليو، ووجههما مملوء بالخدوش، كانت دلالة على قتالهما العنيف بالخارج، بينما كان يون سليمًا من الإصابات، فهو لم يشترك معهما في القتال.
قال ناى، وهو يقطب جبينه منزعجًا من رؤية أحد الفرسان بدا مسرورًا جدًا، بينما الآخرون مكتئبون:
“ماذا حدث لكم يا رفاق؟ لم يأمركم القائد بالتمارين، أليس كذلك؟ ولكن منظركم يوحي بأنه ما هو أسوأ. ماذا حدث حقًا؟”
قال أحد الفرسان وهو ينظر إلى ناى بحسرة:
“فاتتنا فرصة لقاء الأميرة، سمعت أنها جميلة جدًا، شعر الجميع بالفضول تجاه وجهها، ولم تكن هناك فرصة لرؤيتها، غير أن يذهب أحدنا لإعطائهم الطعام، لذلك قمنا بالقرعة، لكن الذي نجح هو أضعف الفرسان، يا له من حظ!”
صُدم ناى بشدة لتفويته هذا الحدث، وأخذ يصرخ وهو يشد شعره بقوةٍ وحسرة، بينما يبتسم ليو له شماتة، ويون ينظر إليهم نظرات شفقة على تفاهة عقولهم.
جاء الصباح على فرسانٍ ناموا بعمق، وكاليوس الذي استيقظ مبكرًا، والين الذي نام أمام غرفة الأميرة ممسكًا بسيفه، والأميرة التي نامت نومًا خفيفًا حذرًا من أي خطر.
بعد أن أحضر كاليوس الإفطار بنفسه لالين والأميرة، أخبرهم أن يجهزوا أنفسهم، فعليهم الانطلاق في الحال حتى يستطيعوا الذهاب إلى القلعة خلال يومين على الأقل.
وما إن استعدوا جميعًا، وأخذوا جميع الأمتعة، حتى جاء أحد الفرسان الذي تم تكليفه بالتأكد من الطريق، بخبرٍ سيئ لم تُعرف عواقبه إلا بعد فترة.
“سيدي القائد، خبر سيئ، ذهبت إلى الطريق الممهد فوجدته قد هُدم، بسبب زلزالٍ ضعيف، لم تتحمل إحدى الهضاب فتهدمت على الطريق، لن نستطيع أن نمر من خلاله، لكن الحمد لله لم يُصب أي أحدٍ من القرويين بأي أذى.”
ذُهل كاليوس لدقيقةٍ من الخبر المفاجئ، ثم تنهد، فقد تبقى لهم طريق واحد ليصلوا إلى القلعة، وهو طريق خطير قليلًا لما فيه من حيواناتٍ شرسة، لكن لم يكن أمامهم خيارٌ سوى ذلك.
“فليتجهز الجنود، سندخل إلى الغابة، جهزوا معداتكم، وافتحوا عقولكم جيدًا، لن أقبل بأي تهاون.”
انطلقوا جميعًا إلى الغابة، كان كاليوس والفرسان يركبون الخيول، لكن هذه المرة في المقدمة، بينما الين والأميرة كانوا يجلسون في العربة.
كان الين يتمنى الخروج من العربة ومقاتلة الجيوش، لكنه لا يستطيع التنبؤ بما قد يحدث إذا ترك الأميرة تقاتل وحدها.
ساروا داخل الغابة من الصباح إلى أن غربت الشمس واختفى ضوءها من المكان، وبدأ صوت البومة ينعق في الأرجاء.
ارتجف ناى بشدة، بينما التصق بليو كثيرًا، بينما ليو يحاول إبعاده بضجر.
سُمع صوتٌ من بعيد، لاحظ كاليوس شيئًا خطيرًا يقترب، أمر الفرسان بالاستعداد، فإذا بمجموعةٍ كبيرة من الأسود تهاجم الفرسان وتحاول القضاء عليهم.
سمع الين الأصوات من الخارج، فقرر الخروج والحماية على الأقل من قرب العربة، أمرته الأميرة بالذهاب والمقاتلة معهم، فذهب وقاتل الأسود جنبًا إلى جنب مع كاليوس، كانت حركاتهما المتزامنة والقتالية جعلت الفرسان منبهرين بشدة، وفقدوا تركيزهم للحظة.
فجأةً حاول أحد الأسود الهجوم على الفارس المشتت، رآه الين، فسارع إلى الفارس وقتل الأسد بمهارةٍ، على الرغم من إصابته بخدشٍ صغير في يده.
انتهت الليلة بسلام، وبجروحٍ طفيفة، بعد قتال الوحوش طوال الليل، وبعد أن استطاعوا أخيرًا الخروج بسلامٍ من الغابة، قاموا بالتخييم على بُعد مسافةٍ كبيرة منها.
ساعد الين في التجهيز ونصب الخيام، في حال كان كاليوس مشغولًا قليلًا بتوبيخ الفرسان والتجهيز لمعرفة من أي طريقٍ سينطلقون.
بعد الانتهاء من كل التجهيزات، وأثناء استراحة الفرسان، دخل كاليوس فجأةً على الين في خيمته، مما جعل الين يفزع فجأةً، لكن كاليوس لم يهتم بذلك.
“أعطني يديك، سأعالجها لك.”
قالها كاليوس وهو يجلس على جذع الشجرة الذي وُضع داخل الخيمة ليجلس الين عليه.
لكن الين رفض ذلك رفضًا قاطعًا قائلًا:
“لا بأس، أنا لم أتأذَّ حقًا، إنه مجرد خدشٍ بسيط، لست بحاجةٍ للاهتمام له هكذا.”
نظر له كاليوس بعدم تصديق، ثم سَخر منه بشدة:
“أحقًا ذلك؟ وأنا الذي ظننتك مفكرًا عبقريًا واستراتيجيًا بارعًا، والآن أنت تستخف بجرحٍ صغير؟ أتعلم ما المخاطر التي قد يسببها هذا الجرح الصغير؟ إن لم تعالجه فورًا، فسأريك إن كان حقًا سيظل جرحًا صغيرًا.”
اتسعت عينا الين، بينما ارتفع صوته من سخرية كاليوس وتصريحه بأنه سيهاجمه.
على الرغم من ذلك، كبح غضبه، وأخذ صندوق الأدوية وعالج جرحه بنفسه.
“هل ارتحت الآن؟ يمكنك الآن الذهاب.”
ابتسم بعدها كاليوس ابتسامةً واسعة مستفزة قائلًا لالين:
“حسنًا، سوف أريك عندما تُشفى تمامًا كيف تجرؤ على معاملتي هكذا.”
ارتعش كتفا الين اشمئزازًا من ابتسامته، ضحك كاليوس على شكله المضحك، ورحل وهو يمنع نفسه من الانفجار من الضحك.
في مكانٍ آخر بعيدٍ نسبيًا عن موقعهم:
في قصرٍ فائق الجمال، وبساتين وورود من كل الأنواع، ومن الداخل كان الطابع الكلاسيكي والكنوز النفيسة والصور المرسومة في كل مكان، جعلت المكان مهيبًا ورائعًا.
في إحدى الغرف نرى شابًا منهكًا، على الرغم من سهره لعدة أيام حتى يُنجز جميع أعماله، إلا أنه لم يظهر الإرهاق أبدًا على شعره الأشقر اللامع، وعينيه الذهبيتين اللتين كانتا تلمعان في جميع أنحاء الغرفة.
طرق أحد الباب فجأةً، كان مساعده الوثيق ليخبره بأن خطيبته قد أتت.
أضاءت تعابير الشاب بشدة بعد أن كان متعبًا ومحبطًا بكثرة الأعمال التي تراكمت، فوقته مع خطيبته هي أجمل الأوقات التي يحبها، فكم أحبها كثيرًا منذ الطفولة، لكنها مع مرور الوقت أصبحت جامدة، لذلك عليه بذل قصارى جهده حتى يلين قلبها مجددًا.
قطع أفكاره فجأةً طرقها على الباب، ذهب وفتح لها الباب، وعلى عكس وجهه المبتسم، كانت تعابيرها متجمدة، على الرغم من ذلك حيته بأقصى درجات الاحترام:
“أحيي جلالة الإمبراطور ليام، أتمنى لجنابك أن تكون بخير.”
مع ردها الرسمي، رد ليام بنبرةٍ دافئة لجعل الجو المتجمد يذوب:
“أهلًا بمجيئك، إيلا. أتمنى لك يومًا سعيدًا أيضًا.”
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 8"