مع وجود رياح خفيفة تحرك الأشجار، وقبل طلوع الشمس بقليل، يقترب ظل أسود طويل يلمع سيفه الذي في يده في الظلام،
ويقترب بخطوات بطيئة من الين، الذي كان في نوم عميق.
وما إن صار الظل على بعد مسافة صغيرة منه، حاول الظل فجأة أن يضع السيف على عنق الين، لكن بسرعة مخيفة صد الين السيف بسيفه، وهو مغمض العينين. حاول الظل إصابته كثيرًا، لكن محاولاته الكثيرة باءت بالفشل.
عندها استيقظ الين وهو يرى سيفه يمنع وصول السيف إليه، لكنه صدم أكثر بصاحب السيف.
“أيها الأمير، ماذا تفعل الآن؟ أتحاول قتلي وأنا نائم؟”
قالها الين بوجه جامد من شدته جعل البرودة تصل إلى كاليوس.
جعد كاليوس حاجبيه شاعرًا بالضيق، وقال بنبرة بدت متذمرة:
“أتعتقد حقًا أني كنت أنوي قتلك؟ لو كنت أريد ذلك لفعلت منذ زمن، هذا حقًا يجرح مشاعري، أنت لا تثق بي أبدًا.”
“أنا لا أثق سوى بما أرى، أتعتقد بعد فعلك هذا أني سأثق بك؟ أبدًا لن يحدث.”
قالها الين وهو يحاول أن يكبح نفسه من أن يضربه.
“أنا فقط رأيت أنك تراخيت، وسقطت في نوم عميق، لذلك أردت أن أريك ألّا تهاون، لكن يبدو أن نواياي فُهمت بشكل خاطئ. بعد أن رأيت قوتك وأنت نائم، لن أستهين بك بعد الآن. حسنًا، أتمنى لك صباحًا سعيدًا، فلتستعدوا للتحرك الآن حتى نستطيع الوصول إلى النزل مبكرًا.”
نظر كاليوس بوجه جاد هذه المرة إلى الين، وهو ينهي جملته بارتفاع خفيف في شفتيه.
“سأبلغ الأميرة، وبعدها لننطلق، وأتمنى ألّا أرى هذا المزاح الثقيل مجددًا.”
نظر الين إلى كاليوس بابتسامة جميلة قد تسحر أي أحد، لكن كاليوس كان يفهم معناها جيدًا، فهي تحذير له. فرحل وهو يتنهد، بينما نظر الين في أثره باستغراب من شخصيته غير المفهومة تمامًا.
بعد نصف ساعة من المحادثة، أخيرًا انطلقت العربة إلى وجهتها.
على الرغم من أن الطريق كان مليئًا بالحجارة والانحدارات، إلا أنه عند آخر النهار، عندما أصبح لون غروب الشمس الذي يلمع أحمرَ، كان المنظر جميلًا، والرياح الهادئة والأشجار الخضراء جعلت منه مشهدًا بديع الجمال.
رآه الين وهو يحرك الستائر ليرى الخارج، ظل يحدق في المشهد بصمت، لكن تعابيره كانت تحاول أن تخفي تجهمًا خفيفًا على وجهه.
وصل الجميع أخيرًا إلى النزل، كان نزلًا بسيطًا على الرغم من توقع الين أنه سيكون أفضل من هذه الحالة، فقد كان مليئًا بالأعشاب الضارة، وصغيرًا جدًا ليتسع للعديد من النزلاء، بدا ككوخ كبير قليلًا.
على الرغم من أن الين يكره السخرية، إلا أنه لم يستطع كبح نفسه من أن يقول:
“سنسكن في نزل جيد، صحيح؟ أهذا أفضل نزل قريب حقًا؟!!!”
لم يكن الين يمانع أن يبقى في هذا النزل، لكن تصرف كاليوس السابق جعله مستاءً حقًا، ويريد أن يردها بطريقة ما. لكنه نسي أن كاليوس ليس من النوع الذي سيصمت عند سماع سخريته.
“أوه، نحن آسفون، ظننتك مقاتلًا في الجيش، كان يجب أن نعاملك كأميرة لا تتسخ بالتراب. لا تقلق أيتها الأميرة، سوف ننظف لك غرفتك جيدًا، لا تريدين الحشرات أيضًا، أليس كذلك؟”
قالها وهو يرفع حاجبه بابتسامة متعمدة.
صُدم الين من رد كاليوس، فهو لم يظن أن وقاحته ستتجاوز هذا الحد، وظهرت التجاعيد على وجهه من الغضب، فكرر في نفسه أنه سينتقم يومًا ما.
وتركه كاليوس ليدخل إلى الداخل بعد أن أخبره أن يحضر الأميرة حتى يريهم الغرف التي سيبقون بها.
فتح الين العربة بهدوء، وأخبرها بأنهم مضطرون للبقاء في هذا النزل لهذه الليلة، لم تبدُ عليها علامات الرفض، بل كانت كجندي يتجهز أخيرًا للذهاب إلى ساحة المعركة.
في مكان قريب من العربة، كان فارس متسلل يحاول أن يُلقي نظرة على العربة، كان ذلك الفارس هو ناي، دفعه فضوله إلى معرفة كيف تبدو الأميرة، وبينما هو منغمس في التحديق، تحدث أحدهم فجأة بصوت قوي:
“ماذا تفعل مكانك أيها الجندي؟ هل تركت مكانك لتتسكع هنا وهناك؟”
تجمد ناي ووقع قلبه أرضًا من الخوف، لكنه ما إن التفت حتى وجد ليو، وهو يحاول أن يكتم نفسه حتى لا يصدر صوت من ضحكته، بينما بجانبه يون الذي يبتسم عليهما.
“أيها الحقير، كيف تجرؤ على فعل ذلك بي؟! سوف أريك، تعال إلى هنا!”
غضب ناي بشدة، وحاول الجري خلف ليو، لكن يون أوقفهم.
“توقفا عن القتال، مهلاً، انظروا هناك، أليست تلك هي الأميرة؟”
تجمد الاثنان ونظرا وراءهما، فوجدا فتاة ترتدي فستانًا جميلًا ذا لون أحمر، وحذاءً أبيض جعلها جميلة جدًا، على الرغم من أن الحجاب الذي وضعته على كامل وجهها كالعروس أخفى ملامح وجهها بالكامل، إلا أنهم أيقنوا في داخلهم أنها فائقة الجمال.
مد الين يده ليساعد الأميرة على النزول من العربة، وتحركا ناحية الباب بحذر، فربما هو كمين من كاليوس ليأخذهم إلى هذه المنطقة المهجورة.
لكن ما إن دخلوا حتى تغيرت تعابيرهم، فعلى الرغم من أن المكان من الخارج بدا مهجورًا وهادئًا تمامًا، إلا أنه متغير تغيرًا كاملًا من الداخل.
فالشموع الكثيرة التي جعلت المكان مضاءً تمامًا، والوليمة الكبيرة التي كانت على المنضدة، وكؤوس العصير، وأحاديثهم ذات الصوت المرتفع، جعلت المكان يبدو كمجرد بناء صاخب بلا أي تجهيزات للقتال، بل بدوا مرتاحين تمامًا، ربما هي فرحة عودتهم إلى المنزل.
عندما دخلوا وصاروا في مواجهة عيون الجميع، أخبر كاليوس الين أن يتبعه هو والأميرة، فتبعاه حتى توقف عند إحدى الغرف.
“هذه الغرفة التي ستبقى فيها الأميرة، وأنت يمكنك البقاء في الغرفة الأخرى، وسنحضر الطعام إليكم، لا تقلق فالغرف نظيفة ولا يوجد بها ذرة تراب، هذا حتى نتعامل مع الأميرة جيدًا.”
قالها كاليوس بابتسامة مرحة وهو ينظر إلى الين، بنظرات تخبره أنه يقصده بتلك الكلمات، إلا أن على غير العادة تجاهل الين كلامه تمامًا، وأخبره أنه سيبقى أمام باب الأميرة.
“لا تكن متمسكًا هكذا، الفتيات وبالأخص الأميرات لا يحببن الفتى المتمسك.”
قالها كاليوس وهو يربت على كتف الين بنظرات عميقة جعلته يبدو كعجوز يعطي نصائح في الحياة.
بدا الأمر مضحكًا جدًا للين، لكنه لم يُظهر ذلك.
بعدها دخل ليتأكد جيدًا من غرفة الأميرة، ودخلت الأميرة معه، ورحل كاليوس ليجعل أحدهم يحضر لهم الطعام.
بعد التأكد من أن كل شيء على ما يرام، تنهد الين وقال بوجه جاد:
“أنا آسف، لقد تم جرك إلى هذه المملكة بسببي، لكن لا تقلقي، سوف أحميكِ.”
“لا بأس، أنا بخير، بل كنت سآتي حتى لو تم منعي.”
قالتها وهي تحاول أن تريحه، لكن ذلك لم يجعل الين يرتاح، فقرر الخروج ومراقبة الغرفة من الخارج.
بعد ذهابه، غيرت إلى ملابس مريحة، ولكنها ما زالت تضع الغطاء الذي يخفي وجهها، لكن تظهر من خلف الغطاء ندبة ما على يدها، تبدو كأنها من زمن بعيد.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"