كان كاليوس يقسم فرسانه، حيث جعل ليام في مقدمة الطريق، ووضع عربة الأميرة في المنتصف، وبجانبها كاليوس نفسه راكبًا حصانه. لم يركب معهم في العربة، فهو لا يستطيع التنبؤ بمخططات ألين.
فتح الحراس باب القلعة ببطء شديد، كما لو أنها لا تريد رحيلهم. نظر كل واحد منهم إلى القلعة من النافذة بمشاعر متضاربة: ما بين شوق وحنين إلى مكان عاشوا فيه منذ نعومة أظفارهم، وبين حزن دفين لتركهم أشياء غالية عليهم.
كان الطريق سلسًا، وبينما تمر العربة في منتصف المدينة، كان السوق — الذي اعتاد أن يمتلئ بالبهجة والحيوية والصخب — ساكنًا، كأنك تسمع صوت هبوب الرياح. فقد كان جميع التجار، والأطفال، وحتى العجائز، ينظرون بحزن إلى العربة. وما إن خرجت من حدود المملكة، حتى اختفى ضوء الشمس وتلبدت السماء بالغيوم، وكأنها تمنع المطر من السقوط.
ذُهل كاليوس كثيرًا، فبداية من الملك وعائلته، مرورًا بالوزراء والشعب بأكمله، وحتى الطقس… لم يستطع إلا أن يقول، وعينيه تنظران إلى العربة التي تحجب رؤيته بواسطة الستائر:
“يبدو أن المدينة مسحورة كلها بكِ، أيتها الأميرة. حسنًا، بالتأكيد هذا طبيعي لأميرة تعرف كيف تكون محبوبة بين الناس. أتمنى أن تكوني كذلك أيضًا في مملكتنا.”
ومع انتظاره لم يأتِ أي رد. لكنه سمع فجأة صوت ألين يقول: إن الأميرة نائمة ولم تسمعه. حسنًا، فحتى لو سمعته، لم يكن لينشأ مشكلة وهم في بداية رحلتهم.
كانت مملكة “سون” صغيرة بالنسبة لمملكة “كانور”، لذلك استغرق عبورها يومًا واحدًا فقط. لكن للوصول إلى القصر في “كانور” سيستغرق الأمر ثمانية أيام.
توقفت العربة مرتين، لكن على الرغم من ذلك شعر الفرسان بالاستغراب، فالأميرة لم تخرج ولو لمرة واحدة.
بعد توقفهم للاستراحة، قال “يون” وهو ينظر إلى العربة بوجه جاد وحذر:
“أشعر أن وراء ستار الأميرة حيلة ما… لدي شعور بالهزيمة من الآن.”
طمأنه “ليو” بكلامه المنطقي:
“حتى لو كانت هناك خدعة، لا تستهن بسيدنا. فلو كان ألين استراتيجيًا بارعًا، فسيدنا هو ملك الحرب، وعليهم التفكير مرتين قبل ارتكاب أي خطأ.”
ضحك “ناي” بخوف وهو يلف يديه حول نفسه:
“أجل، أجل، لا تقلق كثيرًا يون. استمع إلى ليو، فأنا واثق أن سيدي لن يرحمهم إذا عُرف أنهم خدعوه. اسألني أنا… فقد تهربت من التدريب مرة، أصبح وجهي أزرق لأسبوع كامل من شدة التعذيب. كان أسوأ يوم في حياتي، لا أريد أن أتذكره أبدًا!”
شعر كاليوس بالملل، فقرر أن يخبر ألين والأميرة بالخروج. طرق الباب قائلًا بنبرة مرحة، أصابت ألين بالقشعريرة:
“ألين… أيتها الأميرة، لِمَ لا تخرجان قليلًا؟ الجو منعش هنا، وسوف نأكل معًا بعض الطعام اللذيذ… أم أن هناك شيئًا تخفونه بالداخل؟”
وبينما همّت الأميرة بفتح الباب، أسرع ألين يخبرها بألا تخرج، وأنه سيجلس معهم، ويمكنها البقاء في العربة.
قالت الأميرة بهمسٍ مع تنهيدة:
“اعتنِ بنفسك جيدًا، ألين.”
ابتسم لها بثقة:
“حسنًا، لا تقلقي كثيرًا… سوف أكون بخير، فأنتِ تعلمين مدى قوتي.”
همست في استياء:
“متهور كعادته حقًا.”
خرج ألين من العربة، ورأى أنهم قد وضعوا عُدة التخييم، وأشعلوا النار للتدفئة وطهي الطعام. جلس على جذع شجرة كبير وضعوه ليجلسوا عليه، وجلس كاليوس على الجذع المقابل له.
قال كاليوس وهو يضع بعض الفروع الصغيرة في النار:
“بعد هذه الاستراحة القصيرة، سنذهب إلى نزل بعيد قليلًا لنمكث فيه. هو على بُعد قريتين، لذلك على الأميرة وعليك الانتظار حتى نصل.”
رد ألين بجمود:
“لا بأس، لا تقلق هكذا… فالأميرة ليست ضعيفة، وليست ممن يخافون الحشرات أو التخييم. هي فقط متعبة وتريد النوم، لذلك لم تخرج.”
أشار كاليوس إلى ذراع ألين اليمنى:
“أوه صحيح، هل عالجت ذراعك جيدًا؟”
ابتسم ألين بنظرة تحدٍّ، ورفع شفته قليلًا:
“أجل، بالتأكيد. فأنا أحتاج أن أشفى بسرعة… كي أستطيع هزيمتك جيدًا، أليس كذلك؟”
قاطعهم الفرسان، يخبرون كاليوس أنهم قد أنهوا الاستعدادات لقضاء الليلة هنا. فأومأ لهم، وأخبر ليام أن ينظمهم على فترات، فحتى في الراحة لا يمكنهم التهاون.
وبعد أن رحلوا، رأى كاليوس ألين ينظر إليهم باهتمام، فقال له:
“لا تقلق… سأعرفك بهم لاحقًا.”
ثم غيّر الموضوع بابتسامة خفيفة:
“لا يوجد في هذه الغابة سوى الحيوانات المفترسة، لا توجد حيوانات لطيفة كالأرانب. هل الأميرة لا تخاف من الحيوانات أيضًا؟”
رد ألين بعزم:
“لا تقلق… فالأميرة لا تخاف منهم أيضًا. وأنا سوف أحميها مهما حدث.”
جهّز الفرسان الخيام، وعلى الرغم من أن كاليوس أمر ألين أن يبني له خيمة وللأميرة خيمة أخرى، إلا أن ألين رفض، وفضّل أن تبقى الأميرة في العربة، وأن يظل هو بجوارها ليحميها.
ذلك ضايق كاليوس وأشعره بعدم الثقة، لكنه لم يُظهر ذلك، واكتفى بعبوس خفيف على وجهه، ثم قال وهو يرحل:
“حسنًا، ليلة سعيدة لكما… أتمنى ألا تزورك الوحوش في الليل.”
ذهب إلى خيمته، وعلى الرغم من محاولاته الكثيرة للنوم، إلا أنه لم ينجح إلا بعد ساعة من الأرق.
أما ألين، فجلس أمام العربة مسندًا رأسه على سيفه، وضمّ قدميه. كان نومًا غير مريح لبعض الناس، لكنه لم يعرف الراحة إلا في هذه الوضعية. وجود السيف بجانبه جعله أكثر اطمئنانًا، فهو يثق بسرعته في القتال إن استيقظ على خطر.
حاول مرارًا أن يبقى يقظًا، لكن قبل الفجر لم يحتمل… وغلبه النوم.
في مكان آخر:
قال “لوسيوس” — أحد فرسان ألين — بصوت جاد:
“ألكسندر، هل رأيت ديمتري في أي مكان؟”
تنهد ألكسندر قائلًا:
“كالعادة… لقد نام أثناء التدريب، حتى إنه نام ممسكًا بسيفه متكئًا عليه.”
قال لوسيوس بغضبٍ مكتوم وهو يضع يده على رأسه:
“اذهب لإيقاظه الآن، فنحن لا يجب أن نتكاسل أبدًا في غياب القائد.”
رد ألكسندر بتهرّب:
“أنا خائف أن يؤذيني وهو نائم… لما لا تذهب أنت؟”
ابتسم لوسيوس بسخرية:
“أتعتقد أنه القائد نفسه؟ من يقترب منه وهو نائم يمكن أن يقسمه نصفين. القائد خطير إذا نام ممسكًا بسيفه.”
أومأ ألكسندر موافقًا:
“أجل، سيئ الحظ من يقترب منه في ذلك الوقت. فسيدي يستطيع الإحساس بالخطر عن بُعد، حتى وهو نائم.”
صمت لوسيوس لحظة، ثم قال وهو ينظر إلى الأفق البعيد، حيث اتجاه مملكة كانور:
“أتمنى أن يعود قريبًا إلينا.”
في الصباح الباكر:
اقترب ظلّ غامض من ألين بخطوات بطيئة، ممسكًا بسيف… بينما كان ألين ما زال نائمًا.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات