في غرفة الأميرة
بينما تسطع الشمس في السماء معلنة قدوم صباح جديد، وتتحرك أوراق الأشجار بفعل النسيم، قد يبدو اليوم يومًا مليئًا بالتفاؤل والحماس، لكنه على العكس من ذلك، كان يوم رحيل الأميرة الرابعة إلى مملكة كانور.
في غرفة تبدو باردة قليلًا لغرفة أميرة، لكنها أنيقة ومميزة:
استيقظت إيفلين على كابوس وهي تتعرق بشدة.
“يبدو أنني حتى في يوم كهذا لن أحظى بالسلام… حتمًا سوف تنجح خطتي، وسأعود في أقرب فرصة وأنا سالمة، بدون أي خدش.”
كان هذا حديث إيفلين إلى نفسها، وهي تنظر إلى المنظر الجميل من نافذة غرفتها بنظرة حازمة.
في غرفة الملك والملكة
في غرفة بسيطة على الرغم من بساطتها، لكنها تخص ملك وملكة سون:
كان الملك يشعر بالقلق طوال الليل ويفكر في طريقة أخرى غير إرسال عزيزته إيفلين، لكن لم تكن هناك طريقة تجدي، وهو ما جعله يشعر بالعجز.
لم تكن زوجته أورورا بأقل منه قلقًا، فكان واضحًا على وجهها القلق، من نزول حاجبيها إلى الدموع التي تحاول إخفاءها في عينيها حتى لا تؤذي زوجها المتألم.
“لا يجب عليك أن تنهار بهذا الشكل، عليك الآن أن تفكر في طريقة لإدخال سلاح أو أي شيء ليحموا به أنفسهم.”
رد أوليفر على زوجته بوجه ذهب عنه الحزن، وقرر أن الشجاعة هي أهم أمر في هذه المحنة.
“لقد ذكرتني بسلاح جيد… على الرغم من أنه لم يُستخدم منذ سنين، إلا أنه كان الأفضل على الإطلاق. ربما عليّ أن أفتح تلك الغرفة… الغرفة التي أخاف أن أفتحها بشدة، لكن ليس أمامي خيار آخر.”
تنهدت أورورا، بينما حاولت رفع معنويات زوجها ببعض المزاح:
“أتخاف أن ترى شبحًا؟ أم أن تتحرك الأشياء من نفسها؟ إذا كنت خائفًا إلى هذه الدرجة فسوف آتي معك. ألا تعلم أنني كنت الأكثر شجاعة منذ صغرنا؟”
“تقصدين الأكثر تهورًا، التي تبحث دائمًا عن المشاكل، كما تبحث القطط عن الفئران.”
تظاهرت أورورا بالانزعاج، لكنه أمسك بيدها وأخبرها:
“على الرغم من كل ذلك، كنت تتحملين فتى جبان مثلي لا يستطيع مواجهة المشاكل… لذلك شكرًا لضعف نظرك واختيارك رجلاً سيئًا مثلي.”
“حسنا، حسنا… محادثتنا هذه جعلتني أفتح عيني جيدًا، ربما أشتري الآن دواء لعيني حتى أرى بوضوح المرة القادمة.”
قالتها أورورا بتسلية وهي تضع ابتسامة فتاة مشاغبة على وجهها، بينما استسلم أوليفر تمامًا لمضايقات زوجته التي لن تتوقف مهما مر الزمن.
في إحدى غرف الضيوف
كان كاليوس يستريح على السرير مع بقاء سيفه بجانبه. فهو يعلم أنه عندما تتحرك مشاعر الآخرين بشدة، وبالأخص لشخص عزيز، فإن المنطق يذهب وتحل العاطفة.
كان هذا الشيء غير جديد عليه، فهو كان موجودًا في ساحات المعارك ورأى العديد من الأعداء المغرورين الذين يأخذهم فرحة النصر بالتسرع، فينتهون بالخسارة في النهاية.
أما فالين معهم، فهو استراتيجي ماهر لن يقع أبدًا في هذا الخطأ. ويبدو أن الملك يعتز بالين كثيرًا، وربما كان ينوي تزويجه بأميرته المحببة، لذلك أرسله معها بلا تردد.
إذا كانا يحبان بعضهما البعض، لن يكون من المؤذي مضايقتهم قليلًا. بعدها، سقط الأمير في نوم عميق بعد أن شعر أنه تخلص من بعض الملل في حياته الرتيبة.
في مكان كبير يبدو صغيرًا لوجود بعض الأشخاص به
ليام (نائب كاليوس):
“أنا حقًا يجب أن أتوقف بعد الآن عن محاولة فهم ما يفكر فيه الأمير… فهو حقًا ليس إنسانًا طبيعيًا.”
قالها بغضب طفيف وهو يتذمر من رئيسه الذي يجعله يقترب من الجنون بسبب تصرفاته غير المفهومة.
بينما تجمع معه بعض الفرسان الذين كانوا يشاركونه الرأي، لكنهم يخافون من الإفصاح عنه.
ليو (فارس رقم 1):
“سيدي، يجب أن تكون حذرًا، ربما يستمع إلينا من مكان ما.”
يون (فارس رقم 2):
“أجل، فهو كالشيطان… يظهر عندما تتحدث عنه. لقد أصبحت خائفًا من أن يجعلنا نقوم بالتمارين الشاقة في منتصف الليل هكذا.”
ناي (فارس رقم 3):
“أوه لا… انظروا وراءكم بسرعة، إنه هنا!!!”
قالها ناي بسرعة وهو يشهق ويضع يديه على فمه كعلامة للفزع. لكن ما إن استدار الفرسان واعتذروا حتى ضحك عليهم ناي بشدة، فلم يكن هناك أحد. ظهرت بعض الرياح فقط كدلالة على عدم وجود أحد.
استدار الجميع للقبض على ناي لضربه، فقال:
“يا رفاق، عليكم أن تتحدثوا جيدًا المرة القادمة، وإلا ستعانون. إنها مجرد مزحة صغيرة لتعليمكم درسًا.”
لكن ما إن انتهى من كلامه حتى تجمعوا عليه وأخذوا يضربونه.
ليام أوقفهم، وتنهد، وتركهم، وذهب إلى غرفته قائلاً في نفسه:
“لماذا عليّ أن أعاني بهذا الشكل… رئيس مجنون، وفرسان ساذجون، أغبياء وصاخبون… هذا الأمر لن يسوء أكثر، أليس كذلك؟”
لكنه ما إن أنهى كلامه حتى وجد أنهم جهزوا غرفة الخدم ليبقيه فيها، والاسوء أنها غرفة مهجورة تسقط منها قطرات الماء من السقف، مما يصدر صوتًا مزعجًا.
ليام:
“حسنًا… يبدو أن هناك ما هو أسوأ… أنا حقًا سوف أستقيل ما إن أعود.”
في الصباح
بعد تجهيز الحقائب والعربات وكل ما سيحتاجونه، كانت العربة مزينة من الخارج بشرائط ذهبية، وبداخلها كانت مريحة كأنك تجلس على الريش.
وفر الملك العديد من الوجبات التي قد يحتاجونها أثناء السفر.
استعد الين للرحيل، حيث ارتدى ملابس بسيطة لتكون خفيفة الحركة، فهو لا يضمن التزام كاليوس بعدم المساس بهم.
في غرفة أخرى
اجتمع الملك والملكة والأميرات والين ورئيسة الخدم. كان الجو مليئًا بالكآبة والحزن، لكن إيلين حاول تغيير الجو ببعض الحزم واليقين بأنهم سيعودون بسلام، وأن لديه عدة خطط واثق من نجاحها.
سيعمل بجد لمعرفة نوايا الأمير كاليوس، وربما يستغل هذا لمعرفة الثغرات في أساليبه القتالية، وربما قوة مملكة كانور الاقتصادية، حتى لا يستطيعوا محاربتهم مجددًا.
في غرفة الضيوف
استيقظ كاليوس بنشاط وقام بالعديد من التمارين الرياضية، وتذكر الرسالة التي أرسلتها والدته، والتي تخبره بغضب والدته الشديد، وتهدد بفصله عن قيادة الجيش أو عن منصب ولي العهد.
كان يعلم أن ذلك مجرد تهديد فارغ، فهو لم يؤذ أحدًا… ربما شخصًا واحدًا فقط، لكنه لم يسبب خسائر كبيرة.
كانت والدته تتمنى دائمًا أن تنجب فتاة، وأن تعتني بها، وربما يقل غضبها عند رؤية الأميرة الجميلة والمحبوبة من والديها، فهي فتاة مدللة لا تعرف شيئًا عن العالم، وهذا يجعلها مناسبة لمرافقة والدته حقًا.
بعدها أسرع كاليوس لارتداء ملابسه الرسمية باللون الأسود والمزينة بالعديد من الخرز الذهبي، مما جعل مظهره مخيفًا وباردًا قليلًا.
في غرفة الخدم
كان هناك شخص مسكين لم يستطع الحصول على نوم هادئ، ربما كان عليه الاستقالة منذ وقت طويل.
“كان يجب ألا أذهب معه إلى هنا… هل هذا تعذيب؟ كل ما أريده الآن هو العودة إلى سريري الدافئ وأخذ عطلة لمدة أسبوع مع زيادة في المرتب.”
لكنه لم يعلم أن ما كان ينتظره ليس سوى العديد من الأعمال والأوراق المتراكمة أثناء غيابه وغياب الأمير.
في إحدى الغرف الأخرى
استيقظ الفرسان بنشاط وسعادة، فقد حان موعد عودتهم إلى منازلهم، وإلى أهلهم الذين افتقدوهم كثيرًا.
لكن فوجئوا بسؤال يون المتشائم بنظرة جادة:
“ماذا تعتقد أنه ينتظرنا عندما نعود؟”
“بالطبع بعض الطعام اللذيذ وحفلة انتصار!” أجاب ناي بابتسامة عريضة، متحمسًا لكل الطعام اللذيذ الذي سيستمتع به.
تنهد ليو فجأة بعد أن فهم ما يقصده يون، مصدومًا من جهل ناي، لكنه قرر توعيته:
“أيها الغبي… ما سيكون في انتظارنا هو تدريب لا ينتهي. هذه الرحلة كانت الراحة والمكافأة، وعندما نعود استعد لتحتضر من الألم وقوة التدريب.”
لكن ناي لم يستمع، وجرى لتجهيز أمتعته للعودة بسرعة. أشفق عليه ليو ويون، فليس ليام وحده من يتمنى بعض الأحلام الوردية. حسنا ليس وكان الاحلام تشترى بالمال.
في مقدمة القصر
الجميع من الخدم والشعب ينظرون بأسى إلى العربة التي ستركبها الأميرة، لكنهم لا يستطيعون فعل شيء، كان الحزن والشعور بالعجز جعل الجو المشمس محزنًا.
انتظر كاليوس ومرافقوه خروج الين والأميرة بسرعة.
خرج الين أولًا، وكانت ملابسه الفخمة والبسيطة في نفس الوقت تبرز قوته.
ثم خرجت الأميرة، وكانت الصدمة… فتاة ترتدي فستانًا ذهبيًا وعليه شال خفيف يغطي الرأس، وكأنها لا تريد أن يعرف أحد شكلها.
شك كاليوس للحظة في أنها قد لا تكون الأميرة، لكنه لم يهتم، وقال في نفسه:
“سواء كانت الأميرة أم لا، لا أهتم… لكن إن لم تكن الأميرة، يمكنني أخذ الين ليصبح أحد فرسانّي مقابل مملكته. ستصبح الأمور أقل مللًا الآن.”
نظر الملك إلى الين قائلاً بنظرة حازمة:
“اعتنِ بنفسك وبلينا جيدًا.”
مع رحيل العربة وركابها، نشأت العديد من التساؤلات داخل الفرسان:
“أهي حقًا الأميرة أم لا؟!!!”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات