ذهب الين وكاليوس لمقابلة دان لمعرفة كيف وجد علاجا للتسمم . ما إن وصلوا الى بيته حتى وجدوا اعدادا كبيرة من الناس ،امام منزله يحاولون الحصول على الدواء بينما هو يهدئهم جميعاً .
تخطى كاليوس الناس ليصل الى دان و الين يسير خلفه . حتى دخلوا به الى المنزل ، واغلقوا الباب حتى يتحدثوا بهدوء عن هذا الدواء . اول من بدأ الحديث كان كاليوس الذى قال :
” سمِعتُ انك وجدت دواءاً للتسمم ، اين هو الآن ؟”
ذُهل دان من رؤيتهم ولكنه تكلم بسرعة قائلا :
” فى الحقيقة ، لقد وجدت طبيبا رائعا فى علم الاعشاب ، وهو من صنع الدواء لى لتجربته على الناس للتاكد من فعاليته ، لكنه للاسف لن يُعطى الدواء بالمجان ، بل يريد 20 قطعة ذهبية لكل زجاجة ، و ايضا هذا الدواء لا يُعالج المرض كليا بل هو يُعالج المريض لاسبوع عليهم تكرار الدواء كل اسبوع حتى يُشفى الجميع تماما .”
صُدم الين وكاليوس من كلماته فمن اين للقرويين ان يحصلوا على 20 قطعة ذهبية بهذه السهولة ، فان باع الجميع منازلهم باكملها ربما سيحصلون على الدواء فقط لاسبوعين ، وهذا اقصي ما يستطيعون فعله .
نظر الين الى كاليوس نظرة تقول ( اتبع ما اقول دون مقاطعة) ثم قال ل دان :
” أ يمكنني الحصول على الدواء ، هناك طفل مريض أُشفق عليه ، اريد ان احصل على الدواء له وسوف اعطيك 20 قطعة ذهبية .”
نظر لهم دان نظرة تملئها الشك و قال فى نفسه ( هو يبدو كشخصٍ غير عادى ، انا خائف من ان يكتشف ما يحدث ،لا بأس لا بأس ، بالتاكيد لن يكتشف شيئا فهم يحتاجون الى خبير اعشاب ، وليس بعض الفرسان الذين لا يفقهون شيئا ، ولن يستطيع احد كشفنا )
ثم بعد قليلً من التردد قال و هو يضع يديه على بعضهما و يحركهما حركة مفرطة :
” فى الحقيقة ، صاحب الدواء من خارج القرية و يجب على انا ان اذهب اليه لاحضر الدواء ، لذلك ما رايكم ان تنتظرونى هنا ، حتى احضره لكم .”
و خرج بعدها دان وامر القرويين بالرحيل لعدم وجود دواء حاليا و حتى يحصل عليه سوف يُخبرهم .
تفرقت الجماهير التى كانت حول منزله ، عائدين الى منازلهم شاعرين بالألم الفظيع ، وبخيبات الامل .
بعدها اخبرهم دان بهمس :
” عندما سيصل الدواء ، سوف اخبركم .اين تسكنون حاليا ؟”
اخبره كاليوس بمكانهم ثم غادر هو و الين .
اقترب كاليوس من يون وناى وليو لتكثيف المراقبة قائلا :
” عليكم مراقبته بشدة الآن ، و حتى يتم ذلك بكفائة قسموا انفسكم ، شخصان يراقبان بينما الثالث يستريح قليلا فى النزل ، حتى لا تفقدوا تركيزكم .”
وافق الثلاثة على ذلك ، حاول ناى منع نفسه من البكاء فاخيرا سيحصل على بعض الراحة .
عاد الين و كاليوس الى النزل ، وقرر تكثيف البحث حتى يحصل على دواءٍ افضل ، وشعر انه اقترب اخيرا من كشف العلاج ، ما ان وصل الى النزل حتى اخذ من صاحب النزل السمكة لفحصها بعد رؤيتها ، تذكر قراءته لها من قبل ، كانت تسمى سمكة الكوي ، كانت سمكة جميلة تجذب الانظار اليها .
اغلق عليه غرفته وبدا بالقيام بفحصها جيدا .
لم يُرد كاليوس ان يبقي ساكناً هكذا ، فقرر ان يُراقب اطراف القرية ، فاحساسه الذى لا يُخطأ يخبره ان من يُعاون دان من خارج القرية ، وربما هم عصاباتٍ خطيرة .”
فبدأ بالمراقبة جيدا ، لإيجاد اي خيط ، فيمكن حل اي لغز بتفاصيل بسيطة .
بعد فترة :
كان قد انتهى ناى من الراحة ، وكذلك قد ارتاح ليو قبله ، ولم يتبقي سوي يون ، الذى كان قلقا من الرحيل وتركهم هكذا ، لكنهم اقنعوه بالذهاب ، قائلين :
” لا تقلق يون ، نحن لسنا بقدراتك لكن اذا عملنا معا ربما سننجح فى شيءٍ ما .”
نظر لهم يون بشك ، ثم تنهد قبل ذهابه الى النزل قائلا فى نفسه (لماذا اشعر انه عندما اعود سيكونان يتشاجران بحدة ، بينما يتركان المجرم يهرب دون ان يروه حتى .)
بعد ان رحل يون ، جلس ناى وهو يشعر بالراحة قائلا :
” لا افهم لماذا يشعر بالقلق ؟ لم يخرج دان منذ الصباح .”
وافقه ليو ولاول مرة قائلا بابتسامة مطمئنة على وجهه :
” بالتأكيد ، فهو لم يخرج حتى الان ، ولن يخرج قريبا ايضا بالتاكيد ، يون فقط كثيرُ القلق .”
وبعد انتهاء حديثهم ، لم تمضي حتى ثانية واحدة ، حتى فُتح الباب ببطء و خرج منه دان ، مما جعل كُلَّا من ليو وناى ينظران له بصدمة و فمهما مفتوح بشدة ، و ارادوا ان يبكوا بشدة متمنيين فى انفسهم (يون لماذا ذهبت و تركتنا وحدنا ، ارجوك عُد الى هنا . نحن حتى لو عملنا معاً سندمر العالم ولن نصلحه .)
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 18"