كان الجو مشمسًا مع سحبٍ خفيفة في السماء، مع زقزقة الطيور، كان يومًا مثاليًا للذهاب إلى السوق الشهير الذي ذكره “الين”. كانت الملكة تُعدّ للخروج منذ الفجر، حتى تكون الرحلة ممتعة، فاستكشاف السوق بأكمله قد يأخذ أكثر من يوم، لكنهم ليس لديهم سوى يوم واحد، ويمكنهم تكراره فيما بعد، لذلك تم اتخاذ كل الإجراءات الاحتياطية في حالة حدوث أي شيء.
وبعد أن تم الإعداد لكل شيء، أخبرت الملكة الخادمات بإعلام الأميرة و”الين” بأنه قد تم إعداد كل شيء للذهاب، وأن يذهبوا إلى العربة عند اكتمال استعدادهم.
بعد فترة قصيرة من ذهاب الخادمة، خرجت الأميرة و”الين” أخيرًا من باب القصر متوجهين نحو العربة. كانت الأميرة بفستانها الأصفر المتلألئ، الذي كان ينساب بخفة عليها، وياقة الأكمام الواسعة، والعنق المزين بعقد من الياقوت الأحمر، جعلاها تتألق بشدة، على الرغم من أن ملامحها كانت تُظهر الضيق الشديد، فهي في المملكة اعتادت أن تكون إما بزيّ الخادمات الذي يسهل الحركة فيه، أو بزيّ الفرسان، فهي كانت من أشهر الفرسان المرموقين الذين يحرسون القلعة.
فجأة، شعرت بالحنين إلى تلك الأيام التي لن تعود، إلا إذا استطاعت النجاة في هذه القلعة الغريبة، دون أن يصيبها أي مكروه.
كان بجانبها “الين” الذي كان يرتدي زيه الرسمي الأسود، الذي كان يشبه ملابس الفرسان، والمليء بالأزرار الذهبية. كان وسيمًا جدًا، لدرجة أن أي فتاة كانت لتقع في حب وجهه.
وبعد أن ركبوا العربة، خرجت أخيرًا من القلعة، وبدأت تظهر الشوارع والمحلات التي تأخذهم إلى بداية السوق. كانت الملكة متحمسة جدًا، حتى أنها قررت أنها، حتى لو زارت أو تسوقت من كل المتاجر اليوم، لن يكفيها ذلك أبدًا.
صفقت بيديها فجأة، وقالت:
“فلنبدأ أولًا بمتجر الملابس! ستجربان كل أنواع الملابس، بلطافتكما هذه ربما يُغمى عليّ حقًا من السعادة لرؤيتكما في ملابس لطيفة!”
شحبت وجوه كليهما، ولكن لأسباب مختلفة. فـ”الينا” تُدرك أنها ستصبح دمية الملابس التي ستجرب كل الأزياء، وسينتهي اليوم بموتها من شدة الإرهاق، فبالنسبة لها، التلويح بالسيف ألف مرة أفضل بكثير من ذلك. وأيضًا، سيكون هلاكهما إذا اكتُشف سرهما الآخر.
حاول “الين” أن يقول بسرعة:
“أنا أمتلك الكثير من الملابس يا سمو الملكة، لا أريد أن أحصل على المزيد، لذلك لا أظن أننا بحاجة للذهاب إلى محل الملابس.”
كان يعلم أن هذا قد يُحزن الملكة، وربما عندها لن تُنفذ طلبه، إلا أن عدم إمساكه بالسيف لفترة مؤقتة أفضل من أن يكتشف أحد سرهم هكذا وهم في بلاد بعيدة.
لكن على عكس اعتقاد “الين”، لم تحزن الملكة، بل ازدادت عزيمتها، والتَمعت عيناها بإصرار قائلة بابتسامة صغيرة وبنبرة لا تقبل النقاش:
“لا أستطيع، أنتما ضيفاي، وإن لم أُكرمكما هكذا فسأكون ملكة لا تستطيع حتى أن تعتني بضيوفها جيدًا. لذلك، عليكما مساعدتي حتى لا أخسر هيبتي، أليس كذلك؟”
صُدم الاثنان كثيرًا، لكن الصدمة الأقوى كانت من نصيب “الين”، الذي كتم في سره الكلام الذي أراد أن يقوله (يبدو أنني كنت مخطئًا عندما اعتقدت أن “كاليوس” لم يرث أي شيء منها، يبدو أنه قد ورث كيفية إيقاف الناس عن التحدث من الصدمة).
وأخيرًا، توقفت العربة أمام محل الملابس. كان المحل كبيرًا وواسعًا، حيث اتضح بعد دخولهم أن الملكة هي مالكته، ولا يُصنع فيه شيء إلا بأمرها، بل فقط للأشخاص الذين تفضلهم.
ظهرت فجأة أمامهم مصممة الملابس التي تنوب عن الملكة في المحل.
وبينما جلست الملكة على الأريكة الواسعة، وكنا على وشك الجلوس، قالت الملكة:
“لا لا، أنتما عليكما الذهاب مع ريتا حتى تُجربا جميع الملابس، ولا تقلقا، هناك العديد من الخدم هنا لمساعدتكما على خلع وتجريب الملابس.”
لكن “الين” قاطعها من الإكمال، متحدثًا بهمس بجوار أذن الملكة:
“سموكِ، في الحقيقة هناك ندبة كبيرة على جسدي، لذلك أنا لا أحب أن يساعدني أحد، ولهذا لم أرد المجيء إلى محل الملابس.”
صُدم “الين” من ظهور لمحة حزن مفاجئة على وجه الملكة، أَشعَرَه ذلك بضيق مفاجئ في قلبه.
بعدها جرب الاثنان جميع أنواع الملابس، شعرت “الينا” بالإرهاق الشديد، لكن “الين” لم يُجهد حقًا، فقد كانت تجربة غريبة.
وبعد أن أصرت الملكة على إرسال كل الملابس إلى القصر حتى يرتدوها، اقترحت “الينا” المشي في الشوارع، فهي تحب رؤية الناس وعلامات البهجة تُزين وجوههم.
وافقت الملكة و”الين” على اقتراحها، وبعد أن وضعوا رداءً عليهم وتمشوا كثيرًا في ساحة المدينة، وكان الوقت قد أصبح بعد منتصف النهار، اصطدمت طفلة صغيرة فجأة بالملكة ووقعت على الأرض.
ساعدتها الملكة على النهوض وتنظيف التراب عنها، واقتربت “الينا” تساعدها أيضًا، لكن ما إن ساعدتها حتى جرت الفتاة بسرعة رهيبة نحو الأزقة الخلفية. أدركت “الينا” أنها قد سرقت قلادتها التي كانت تحتفظ بها.
قالت بغضب بينما تستأذن للّحاق بالسارقة الصغيرة:
“تبًا! لقد سرقت قلادة عزيزة عليّ، آسفة سموكِ، لكن عليّ الجري وراءها!”
وبعد أن قالت تلك الكلمات، جرت فجأة في الاتجاه الذي سارت فيه الطفلة.
اعتقدت الطفلة أنها قد استطاعت الهرب، وأنها أخيرًا تستطيع إحضار الدواء الباهظ الثمن لأخيها الذي ظل مريضًا لفترة.
وصلت أخيرًا “الينا” إلى المكان الذي دخلت إليه الطفلة، كان كوخًا صغيرًا مدمّرًا، صُدمت “الينا” بشدة من رؤيتها للطفلة وهي تحاول وضع كمادات باردة لأخيها المريض.
وعندما صارت خلف الطفلة مباشرة، كانت الملكة و”الين” قد وصلا إليها.
قالت “الينا”:
“أمسكت بك أيتها الطفلة السارقة الصغيرة، أعيدي لي الآن قلادتي.”
مع حديث “الينا”، كان أخو الطفلة المريض قد استيقظ، وسمع حديثها. حاول “الين” أن يوقف “الينا” حتى تترك الطفلة، لكن أخ الطفلة قد سبقها ووضع أخته خلفه، واعتذر بدلًا منها قائلًا:
“أنا آسف، لقد فعلت أختي ذلك من أجلي، لذلك أرجوكم إن كنتم ستعاقبون أحدًا فعاقبوني أنا.”
أخذت الفتاة بالبكاء قائلة:
“أخي، لا تفعل ذلك! أنت مريض، يجب عليّ أنا تحمّل العقاب!”
لكن أخاها حرّك رأسه رافضًا ذلك، قائلًا:
“أنا سوف أحميك دائمًا من أي خطر، أنتِ أختي الوحيدة، لذلك لن أجعلك تصابين بأي مكروه.”
فجأة، تجمدت “الينا” في مكانها ، و شعرت بان قلبها ينكسر للمرة التى لا تعرف عددها ، عند تذكرها الكلمات نفسها التي قيلت لها منذ زمن بعيد:
“الينا، لماذا تبكين بغزارة هكذا؟ ماذا حدث؟ أخبريني!”
“لقد رأيت كلبًا كبيرًا، كان سيجري ورائي بالخارج، أنا خائفة جدًا!”
“لا بأس، لا تقلقي، سوف أحميكِ من أي خطر، أنتِ صديقتي الوحيدة، لذلك امسحي دموعك بسرعة، أنا لن أجعلك تصابين بأي مكروه، حسنًا؟”
كانت الدموع تتدفق من عيني “الينا” الآن لتذكرها صديقها العزيز وحبها الأول الذي أعدّت له هذه القلادة كهدية في عيد ميلاده عندما كانت صغيرة، لكنها لم تستطع أن تعطيها له حتى الآن.
شعرت “الينا” فجأة بما كانت تفعله، فاعتذرت بسرعة من الأطفال، وأخبرت الطفلة بأن تحتفظ بالقلادة، وأن تحمي أخاها جيدًا، قائلة في ذهنها (أرجوك، احميه أنت، أنا لم أستطع، على الأقل افعلي أنتِ).
شعر “الين” بحزنها، وأحضر طبيبًا للطفل الصغير وأمّنوا له حياته حتى يعيشا في مكان مريح. شكرهم الأطفال كثيرًا، وقالت الطفلة لـ”الينا” وهي تبتسم بينما الدموع تنهمر من عينيها من فرط السعادة:
“سوف أعتني بأخي جيدًا، شكرًا لكِ أختي.”
بعدها عادوا إلى القصر، بينما ظلت ملامح “الينا” حزينة، حتى إنها نامت دون تناول العشاء .
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 13"