بدأت الملكة في أخذهم في جولةٍ حول القصر.
انبهر إلين وإلينا من اللوحات الرائعة على الجدران، ومن مدى اتساع القلعة من الداخل.
وبعد انتهاء جولتهم، اقترحت الملكة أن يشربوا كوبًا من الشاي في الحديقة.
بعد أن وافقوا، تم إعداد الطاولة والكراسي هناك.
شعر إلين فجأةً بالهدوء الداخلي والأجواء السلمية، وتمنى في داخله ألا تنقلب إلى عاصفةٍ يومًا ما.
أراد إلين أن يكمل تدريباته، فهو بحاجةٍ إلى هزيمة كاليوس.
وعلى الرغم من أنه هُزم بسبب إصابته، إلا أنه أراد اختبار قدرات كاليوس مجددًا.
كان سيكون من الرائع لو استطاع التدريب بالسيف، لكن قد يُعتقَد أنه ينوي الهجوم.
لذلك عليه، على الأقل، الحصول على إذن الملكة.
ربما عليه فعل شيءٍ يعجبها أولًا، فبالتأكيد ستوافق إن كانت في مزاجٍ جيد.
ابتسم إلين ابتسامةً صغيرة، وهو يخبرها أنه يتمنى الذهاب إلى السوق الشهير الخاص بمملكة كانور.
مما عرفه إلين من كاليوس، فهذا سيعجب الملكة بالتأكيد ويجعلها متحمسة.
لكنه تذكّر أن كاليوس ارتجف بينما كان يتحدث عن الأمر، مما أعطاه شعورًا سيئًا.
(حسنًا، ماذا يمكن أن يحدث؟ إنه مجرد تسوّق…)
بعد أن قال إلين:
“أريد الذهاب إلى سوق كانور الشهير، لرؤية أشياء جديدة وشراء بعض الأشياء.”
نظرت إليه إلينا فجأةً وهي تهز رأسها بالرفض، بتعابير مخيفة.
وفجأة شعر إلين أن تعابيرها بدت كتعابير كاليوس نفسها عند حديثه عن الأمر.
شكّ للحظةٍ أن كلماته كانت تحمل معنى آخر.
لكن صوت الملكة قطع أفكاره فجأةً، إذ قالت بابتسامةٍ واسعة، وعيناها تلمعان بشدة:
“لقد كنت أريد التسوق معكما فعلًا! منذ أن رأيتكما، لم يسمح لي ابني أبدًا بأن آخذه معي، لذلك كنت أشعر بالوحدة.
ولكن أن تقول ذلك بنفسك كما توقعت! أنت شخصٌ لطيفٌ ورائعٌ تمامًا.
سآمرهم بالتجهيز لخروجنا اليوم. استعدوا بعد الغداء!”
بعد رحيل الملكة المفاجئ، قالت إلينا بتعابير حانقة:
“لا أصدق… أنا أشعر حقًا أنه يتم تعذيبي.
لم أعلم أن كل ما كنت أتجنبه في سيون سيعود لملاحقتي هنا.
ربما على أمي أن تكون سعيدةً لوجود نسخةٍ منها تجبرني على فعل الأشياء التي كانت تجبرني على فعلها.”
كان إلين في القصر دائم الانشغال، حتى أنه كان يشتري ملابس السنة دفعةً واحدة ومن مكانٍ واحد في أقل من نصف ساعة.
لذلك بدا له التسوق ليس بالأمر الكبير، ولم يكن يعرف ما سيعانيه لاحقًا، نادمًا على كلماته التي قالها في لحظة اندفاع.
وعندما كان إلين عائدًا بمفرده، باحثًا عن مكانٍ خفي للتدريب بدون علم أحد، قابل بالصدفة كاليوس، وكانت تعابيره لا تبشّر بخير.
قال له إلين باستنكارٍ من حالته:
“لماذا تبدو هكذا؟ تبدو كمن سيموت قريبًا!”
قال كاليوس بابتسامةٍ مصطنعة، راغبًا في مضايقته:
“أنا أعمل وأبذل جهدي، وأحاول إنهاء أعمالي المتراكمة، بخلاف شخصٍ ما يستمر في التجول وشرب الشاي.”
تضايق إلين كثيرًا، فهو ليس من الأشخاص الذين يتكاسلون أو يرتاحون بلا ضمير بينما يعمل الآخرون.
حاول استغلال كلمات كاليوس بذكائه حتى تكون ضده، وقال بابتسامةٍ واسعةٍ مزيفة:
“أوه، لا أصدق أن الأمير كاليوس أخيرًا قد أدرك قيمتي!
لم أكن أعلم أنك عرفت براعتي في كتابة التقارير والأوراق الإدارية!
لقد قلت بالتأكيد هذا الكلام لأنك تريدني أن أساعدك بعد إدراكك مهاراتي.
لا تقلق، سأساعدك بشدة، لا تقلق.”
نظر له كاليوس بصدمةٍ من ابتسامته الماكرة، فقرر الرد بالمثل، راغبًا في إحراجه وجعله يعمل حتى الموت إذا كان يريد ذلك:
“حسنًا، إذا كنت تريد ذلك، ما رأيك بالعمل معي؟
سأجعلك تساعد نائبي، تعال إلى العمل، وعندها لن أرحمك أبدًا!
جهّز جسدك للإرهاق!”
قالها كاليوس بابتسامةٍ وهو يغادر، محركًا يديه في الهواء ليخفف من تصلب جسده ليستطيع العودة لإكمال العمل.
—
في القصر الإمبراطوري – قاعة المؤتمرات:
كانت أصوات الجدال تملأ المكان، حتى كاد الصوت يصل إلى أنحاء القصر كلها من شدته.
نرى داخل القاعة الوزراء جميعهم، ورئيس الوزراء الجالس على يمين الإمبراطور، والإمبراطور “ليان” الذي يجلس في رأس طاولة الاجتماع.
كان هذا حال جميع الاجتماعات منذ تولي ليان شؤون الإمبراطورية، فهو يحاول إصلاحها بإنشاء قوانين جديدة، لكن رئيس الوزراء دائمًا ما يعرقله.
لم يكن يعترض على قراراته، بل على العكس، كان يوافق ظاهريًا عليها، ثم يجبر باقي الوزراء على رفضها رفضًا قاطعًا.
كان يسبب دائمًا لليان الكثير من الصداع، حتى كاد يتحول إلى صداعٍ مزمن.
أنشأ ليان قانونًا جديدًا لمساعدة المزارعين، لكن آراء الوزراء كانت كالتالي:
“سموك، إذا وافقنا على هذا القانون، سيجعل المزارعين يتعاملون معنا كأننا سواء.”
“أجل سموك، فهذا قد يجعلهم ينسون أنهم تحت رحمتنا.”
“أنا أعترض سموك، لست موافقًا على هذا القرار.”
وبعد أن أنهى الوزراء تذمرهم وإعلانهم رفضهم، أوقفهم رئيس الوزراء وعلى وجهه ابتسامةٌ ماكرة قائلًا:
“على عكسكم، أنا أؤيد هذا القرار سموك.
فلديك قراراتٌ جيدة وحكمة لا يفهمها باقي الوزراء.”
وبعد العديد من المناقشات التي استمرت لما يزيد عن أربع ساعات،
أخيرًا انتهى ليان من إقناعهم جميعًا بالموافقة على مضض.
وبعد أن غادروا جميعًا، تبقى فقط رئيس الوزراء، الذي كان يبتسم ابتسامةً واسعة رغم غضبه الداخلي.
وقال وهو يحاول إخفاء مشاعره:
“إذا احتاج سموك إلى أي شيء، فأنا موجود دائمًا لمساعدتك.”
رد عليه ليان باقتضاب:
“أهذه هي مشاعرك الحقيقية حقًا؟”
“طبعًا، وهل تظن غير ذلك؟ نحن عائلة.
إن لم أساعد خطيب ابنتي الوحيدة والعزيزة، فمن سأساعد؟
صحيح، لقد سمعت أنك تعطي إيلا الكثير من الهدايا الثمينة، شكرًا على كرمك.
سأرحل الآن.”
بعد أن رحل، تنهد ليان من التعب، وقال في نفسه:
(كيف أنجب ذلك الشرير الوقح تلك الفتاة البريئة . )
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 12"