بعد ان اخذت الخادمات الينا و الين فى جولة حول القصر ، وقفوا امام احدى غرف الضيوف و اخبرتهم الخادمة و هى تفتح الباب انه منذ الان هذه ستكون غرفة الاميرة ، و الغرفة المجاورة ستكون لالين .
كانت الغرفة رائعة الجمال النافذة الواسعة التى تدخل منها الشمس ، والتى تطل على حديقة تحبس الانفاس من جمالها و تنوع ازهارها ، و الكتب المتنوعة التى على الرفوف التى تناسب اى اهتمامات ، والسرير الواسع و الناعم وكانه مصنوع من السحاب ، نظر الاثنان الى الخادمة ، نظرات ارتياب ، بينما فكرت الينا فى نفسها
( لا يمكن ان تكون الخادمة ، تنوى اذلالنا عن طريق احضارنا الى غرفة رفيعة المستوى حتى يبدو اننا طمعنا فى غرفة غير غرفة الرهائن ، ا هى كذلك ام اننى صرت درامية بسبب شبح والدتى الدرامى .)
بينما شعر الين بشعور مريح ، على الاقل لن يعاملونا سيئا لفترة ، بدت تلك الملكة صادقة ، لقد اظهرت الغرفة عنايتها و حبها حقا .
لكن لا يمكننى ان اثق بها هكذا بعد ، فاحيانا تاتى الطعنة من مكان غير متوقع .
اخبرتهم الخادمات انه تم اعداد حمام دافيء وملابس مريحة للتخلص من اعباء السفر .
بعد ان نظر الين الى الينا بنظرات تقول
( هل ستكونين بخير ؟)
ردت عليه الينا هزت راسها بموافقة خفيفة ، ونظرت له بضجر من نسيانه مهاراتها فى السيف .
و قبل ان يذهب الى غرفته ، اقترب من الينا وهمس فى اذنها بعض الكلمات
” لا باس من عدم اخفاء شعرك ، قد يجعل هذا اكتشاف خدعتنا اسرع لكن لدي حل اخر ، لذلك لا داعى للقلق .”
على الرغم من انها قررت تنفيذ امره ، الا انها نظرت اليه نظرات استنكار كانها تقول بالتاكيد خطة متهورة لابعادي عن الاذى .
لكنه تجنب نظراتها و سار الى الغرفة الاخري ، بينما كاد ان فتح الباب ، راي نصف الخادمات السابقات يتتبعنه ، الا انه اخبرهم بالعودة ، رغم محاولات اعتراضهم التى بائت بالفشل ، فهو لا يحب ان يساعده احد او ان يقترب منه احد ، و رحلوا اخيرا بعد ان اقنعهم انه يستطيع فعل كل شيء وحده .
بعد الاستحمام كان قد حان وقت الطعام ، ارتدى الين ملابس مريحة و رسمة كان القميص الابيض و الرداء و البنطال الاسود ، جعلاه يبدو انيقا و وسيما جدا .
بينما ارتدت الينا فستانا خفيفا ذو لون احمر يتناسب بشكل رائع مع لون شعرها و جعلت قلادتها الذهبية وجهها اكثر لمعانا ، بينما اخفت فى السر خنجرا بسيطا بداخل فستانها ، دون ان يلاحظ الخدم.
فى قاعة الطعام :
ما ان اعلنت الخادمة دخول الاميرة ايفلين و قائد الجيش الين ، دخل الاثنين ليجدا الملك و الملكة وكاليوس لم يبداوا الطعام بعد ، يبدو انهم كانوا فى انتظارهم ، كان الجو متوترا قليلا ، بدا الين فى تحية الملك تحية رسمية بعدها حيته الينا
” يسعدنى ان ارى سمو الملك و الملكة والامير الشاب للمملكة بصحة جيدة . انا الين الحارس الشخصي للاميرة .”
” يسعدنى ان اكون تحت ضيافتكم الكريمة ، انا هى الاميرة الرابعة لمملكة سيون ايفلين .”
اومأ الملك لهما و سمح لهم بالجلوس لتناول الطعام ، حاولت الملكة تخفيف الاجواء المتوترة ببعض المزاح ، حتى اختفى الجو المتوتر قليلا ، لكن الملك تحدث فجاة باعتذار
” انا اعتذر على تصرفات ابني المتهورة ، يبدو انه كلما كبُر ازداد جنونا . و اظن انه نال عقابه جيدا .لذلك بامكانكم الرحيل وقت ما تحبون فمملكة سيون كانت تربطنا بها بعض الصداقة منذ زمن بعيد .”
نظر الين الى وجه كاليوس الذى كان ساكنا طوال الوقت ، بدون الحديث على غير طبيعته ، و على الرغم من انه حصل على اذن الرحيل .
الا انه تذكر فجاة كلمات قيلت له منذ زمن بعيد
” لا تخلف وعدك ابدا ، حتى لو كنت فى خطر ، فوعد الفارس هو كرامته و روحه ، عليك ان تعرف ذلك ففارس بلا وفاء ، كفارس بلا سيف .”
تنهد قليلا ببعض الضيق ، و اجاب باجابة غير متوقعة .
” انا لن ارحل ، انا قد وعدت الامير بتنفيذ رغباته ، وانا انفذ وعودى فحتى يتخلى الامير عن الوعد سوف ابقي هنا ، الا لو اقمنا وعدا جديدا .”
نظر اليه كاليوس بصدمة طفيفة بدت واضحة على وجهه .
فقال بابتسامة خفيفة
” فقط ابقوا هنا لمدة ستة اشهر ، اعتبروها رحلة قصيرة وهكذا سيتم الوفاء بالوعد .”
وافق الين على ذلك ، ونظر الى الاميرة بعدها ، راي نظراتها تقول افعل ما تريد ان تفعله .
بدأ كاليوس يتناول طعامه ، بينما يتذكر صراخ ابيه عليه قبل فترة.
” اتركك لفترة ذهابى للقصر ، ثم اعود فاراك قلبت المملكة راسا على عقب ، لا اصدق انك خليفتى الوحيد ، انا ساسحب منك امر خروج الجيش حتى تعقل مجددا ، وعليك الاعتذار من الاميرة وطلب السماح ، واعادتهم فورا .”
” لكن يا ابى ، لقد جلبتهم بعد بعض العناء ، اسمح ببقائهم لفترة حتى استطيع ان اهزم الين هزيمة حاسمة .”
الا ان الملك نظر له بعدم تصديق لكلماته .
” ان لم ترد ان اتبرا منك ، فافعل ما اقول .”
قال كاليوس فى ذهنه
( يبدو انهم بقوا هنا دون تدخلى ، فقط ساعتذر من الجيد انه فارس نزيه بشكل غريب جدا .)
فى احدى ساحات التدريب الخاصة بالفرسان :
كان ليام (نائب كاليوس) يمشي فى الممر قرب مكان تدريب الفرسان ، بعينيه ذات الهالات السوداء و الوجه الشاحب ، بدا كانه سينهار قريبا .
قال بسخرية فى نفسه
(وانا الذى ظننت اننى سارتاح).
تنهد وقال بصوت مسموع :
” ليتنى لم اعد من تلك الرحلة الغريبة ، اتمنى لو ظللت هناك .”
“اتمنى لو ظللت فى تلك الرحلة .”
صُدم ليام برؤية ناى فى وجهه ، وهو يقول نفس الكلام بالتزامن بدا الامر مضحكا ، فقد بدت حالة ناي كحالته ، بل بدا انه سيبكى من شدة التدريب .
راي ليو ناي بتلك الحالة المضحكة، فاخذ يضحك بشدة .
بينما كان يون ينظر الي ليو و يقول :
” اخبرتك كان علينا ان نمنعه من الحلم بتلك الاحلام الوردية ، على الاقل لم يكن سيعانى هكذا .”
بينما تنهد ناى وليام فى نفس الوقت ، ورثى كل منهم حالته و انطلقوا الى طريقهم يبكون داخليا ، بينما بداوا التفكير جديا فى الاستقالة.
فى القصر الامبراطورى :
بينما كان ليان يجلس على مكتبه بتعابير جادة ، دخل فجاة شخص يخفى وجهه ويرتدى السواد من راسه الى قدميه .كان ليان ينتظره لمعرفة اخر الاخبار.
” هل وجدت اى ادلة على تلك الحادثة .”
كان الرجل جاسوسا عينه ليان للتحقيق فى احدى الحوادث .
قال الجاسوس باسف:
” لم اجد اى اثر ، مازلت اراقب لكن بدون جدوى ، انا اعتذر لجلالتك .”
شعر ليان بالغضب يشتعل بداخله ، لكنه يعرف انه ليس بيده حيلة فعدوهم قوي جدا . ولا يترك وراءه اى اثر .
قال بقلة حيلة:
” اذا راقبه جيدا ، مهما ظن العدو انه قوى ، كلما تجاهل التفاصيل الصغيرة ، وسهُل الامساك به بعد ان تتراكم تلك التفاصيل لتصبح شيئا كبيرا ظاهرا .”
اوما الجاسوس ثم اختفى فى لمح البصر عبر النافذة .
بينما حاول ليان عدم تذكر الحادثة مجددا ، حتى يستطيع اكمال عمله المتراكم كالعادة .
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 11"