فصل 014
أعتقد أن الأمر مبالغ فيه.
كنت أعبث بريشتي بعد أن طردت كل من كلارا وستيفان كي لا يطّلعوا على باقي قائمة الأمنيات الخاصة بي.
[أولاً، ابتسامة ودودة مرة واحدة يوميًا.]
كان هذا قرارًا عظيمًا بالنسبة لي.
ثم…
بعد أن كتبت أول بند، جاءني الثاني بسهولة أكبر.
[ثانيًا، لا تطمع بما يملكه الآخرون.]
كان هذا منطقيًا جدًا، لذا كتبت المزيد بجانبه.
[العرش يخص راي، وثيون يخص جوليا.]
رأس الريشة الذي استخدمته لكتابة هذه العبارات القصيرة خدش صدري وأشعرني بألم في قلبي.
لا العرش كان لي، ولا ثيون.
بعد أن نقشت ذلك على الورقة وكأنه نقش لا يُمحى، أطلقت الزفير الذي كنت أحتبسه دون وعي.
رغبةً مني في الانتقال بسرعة من الالتزام الثاني، سارعت بكتابة الثالث.
[ثالثًا، إنقاذ مليون شخص.]
إنقاذ الناس ينبغي أن يكون من الأمور الجيدة.
كان هذا الوعد الثالث كنوع من التكفير عن أبشع الخطايا التي اقترفتها في حياتي السابقة.
كم عدد الأشخاص الذين ماتوا بسببي في حياتي الماضية؟
ليس فقط أولئك الذين قتلتهم بيدي، بل أيضًا من ماتوا بسبب الحروب العبثية التي خضتها، والعمل القاسي الذي فرضته، والكوارث والأمراض التي لم أتعامل معها كما ينبغي، والجوع الذي تسببّت به.
أعتقد أن حوالي 500,000 شخص ماتوا بسببي. وربما أكثر من ذلك.
كانوا أشخاصًا ربما عاشوا لو أن راي لم يمت بسببي.
لذا، كان عليّ أن أنقذ ضعف هذا العدد في حياتي الحالية. يجب أن أنقذ مليون شخص.
بعد ذلك، كتبت عددًا من الأفعال الحسنة الأخرى التي يجب عليّ القيام بها.
مثل قول “شكرًا” ثلاث مرات في الأسبوع.
والتصدق بأكثر من مليون كل شهر.
في الوقت الحالي، هذا يكفي…
كانت هذه البنود وحدها كافية لحياة ناجحة.
وبعد أن أنهيت هذا العمل المهم، وقفت من مكاني ونظرت إلى الخارج.
كان البحر الأزرق يُرى خلف الشاطئ الرملي الأبيض. وكانت الأمواج تضرب الشقوق وكأنها تحاول تبريد قلبي.
“أريد الذهاب إلى الشاطئ.”
كانت مكافأة المجيء إلى هنا للتعافي تكمن في ذلك المشهد الطبيعي.
ذهبت إلى الشاطئ مع ستيفان فقط.
كان ستيفان فارسًا ممتازًا، لذا لم أكن بحاجة للقلق بشأنه.
أحيانًا كنت أنسى حتى أنه يتبعني.
ولم أكن أتيقن من وجوده إلا عندما ألتفت للخلف لأرى آثار الأقدام على الرمال.
لم يكن يقول شيئًا، ولم يتدخل في مشيي، ولم يلمسني أبدًا. ومع ذلك، كان بالتأكيد بجانبي.
وبفضل ذلك، تمكنت من الاستمتاع بصوت الأمواج الهادئ، وطيور النورس، والفقاعات، والرياح، وكأنني الشخص الوحيد على الشاطئ.
على الأقل، كنت أعتقد ذلك… حتى رأيت فتى صغيرًا يجلس في البعيد.
عند طرف الشاطئ الرملي حيث كانت الشمس تتلألأ، لم يكن هناك أحد سواي، وسوى الفتى الذي جلس على الرمل وركبتاه مثنيتان.
كان يواجه البحر، ورأسه مدفون بين كفيه.
بدا وكأنه في نفس عمري؛ صغير ومنكمش.
من يكون؟
يبدو أن ستيفان رآه قبل أن أراه أنا، لكنه لم يقل شيئًا عنه؛ ربما لأن الطفل لم يبدو وكأنه يشكل تهديدًا.
لكن عندما اقتربت بما فيه الكفاية لأرى وجهه، اضطررت للتوقف.
كان وجهًا أعرفه جيدًا.
شعر فضي يتطاير بلطف تحت ضوء الشمس، وأنف حاد وفك أنيق.
أجمل شخص في العالم، كما أعرفه.
وأنا أحدّق في جماله، شعرت كأن البحر يمدّ موجه إلى الرمال بشغف ليمسك به.
والشمس بدت وكأنها تضيء من أجله وحده، والرمال تتلألأ فقط له.
حتى طيور النورس في السماء جاءت لتقف على الصخور كي تنظر إليه.
“آه…” تنهد ستيفان، الذي رأى وجهه أيضًا.
وجه جعل حتى ستيفان يتكلم.
كيف لأي أحد أن ينسى هذا المظهر المثالي؟
إيثان برونتي، قلت في داخلي، مستذكرة اسمه.
حينما كنت أُسمّى طاغية في الماضي، كان هو أقرب مساعدي.
كان يُلقب بـ”ملاك العيون الذهبية” في المجتمع الراقي.
ربما يبدو لقب “ملاك العيون الذهبية” محرجًا، لكن لم يكن هناك لقب أنسب لإيثان برونتي من هذا.
مظهره الملائكي ولطفه الزائف جعلاه يبدو بريئًا، وكل خطاياه أُلقيت على عاتقي.
لقد شاهد رقبتي وهي تُقطع من الصف الأول.
وها أنا ألتقيه مجددًا.
كما لو أن القدر يسخر مني، أنا التي بالكاد هربت من كرنان وراي، ويعيد ربط مصيري بماضيّ.
وعندها فقط تذكرت أن هذه المدينة الساحلية تدعى “سيريتيا” وتندرج ضمن أملاك دوقية برونتي.
برونتي…
لم يكن أنني لم أفكر في إيثان عندما سمعت اسم عائلة برونتي. بل على العكس، أول ما تبادر إلى ذهني عند سماع “برونتي” كان هو.
لكني لم أعتقد أننا سنلتقي بهذه الطريقة، لذا شعرت أنني كنت غبية قليلًا الآن.
ومع ذلك، فالقصر المنعزل كان يقع في مكان ناءٍ بعيد جدًا عن قصر برونتي، لذا إذا حاولت بما فيه الكفاية، يمكنني ألا أراه أبدًا في هذه الحياة.
يجب أن أتجنبه.
***
«[ترجمه ساتوريا]»
التعليقات لهذا الفصل " 14"