فصل 011
حسن الحظ، كانوا يعرفون كيف يوفون بوعودهم.
لأنه عندما عدتُ، تمكنتُ من ملء معدتي بالخبز المغطى بالحليب العفن وجبن الإبل.
ومع ذلك، لم يصبح داني ودودًا.
لكنه لم يعد يستخدم التهديدات المفرطة أو العنف ضدي، وكنت أعلم أن السبب الوحيد لذلك هو خوفه من ظهور عقرب آخر في أي لحظة.
وأنا أيضًا. تمنيت لو كان هناك عقرب آخر فقط.
في اليوم التالي، عاد توتو، الذي خرج للبحث عن طعام، في حالة من الذعر.
“داني!” صرخ.
“ماذا؟”
“ذهبتُ إلى القرية وسمعتُ أن الأميرة اختفت!”
“ماذا؟”
“لا بد أنها اختُطفت!” قال توتو بسذاجة.
لكن عيني داني على الفور اتجهتا نحوي.
ولم تكن نظرته تبشر بالخير بالنسبة لسلامتي.
كنت قلقة من ردة فعله لو عرف الحقيقة، ولهذا السبب بالتحديد لم أخبر أحدًا بأصلي، لكنه حدث على أية حال.
من بحق الجحيم كان؟ من الأحمق الذي نشر خبر اختطاف الأميرة؟
كان ينبغي الحفاظ على سرية هذا الأمر على الأقل من أجل سمعة العائلة الإمبراطورية.
“اللعنة. الأمور خرجت عن السيطرة!” شتم داني وهو يلكم الحائط، ثم قال:
“توتو، اتبعني.”
ثم خرج مع توتو، تاركًا إياي وحدي في القبو.
بصراحة، كانت أفكاري معقدة مثل أفكار داني.
هو بالتأكيد لم يكن ينوي المساس بالعائلة الإمبراطورية من البداية.
لقد استهدف فتاة تبدو وكأنها من أسرة أرستقراطية غنية فقط.
لكن بما أن الهدف تبيّن أنه من العائلة الإمبراطورية، فمن المحتمل أن يواجهوا عقوبة الإعدام بتهمة الخيانة، وغيرها من أنواع العقوبات.
والآن لم يكن أمامهم سوى خيارين: قتلي والعيش مختبئين لبقية حياتهم، أو الفرار من الإمبراطورية تمامًا.
لذا، كان عليّ أن أهرب من هنا حالاً!
كنت مجنونة لانتظار كارنان.
بعد أن غادر الاثنان، بحثتُ في الغرفة ووجدت قطعة خبز متبقية، وزجاجة ماء نصف ممتلئة، وخنجر تركه توتو خلفه.
أخذت الخنجر ولوّحتُ به عدة مرات.
كانت ذراعاي متيبستين، لكنهما لا تزالان أفضل من ذراعي طفل عادي.
كنت لا أزال سيدة سيف، كما كنت قبل عودتي بالزمن، رغم أنني أخذت استراحة طويلة عن التدريب.
لو كان لدي خريطة فقط…
كنت بحاجة ماسة إلى خريطة لأنني لم أكن أعرف كيف أصل إلى القرية التالية، ولم يكن هناك أي احتمال أن خاطفيّ تركوا شيئًا بهذه القيمة هنا.
أخفيت الخنجر والخبز تحت عباءة ووضعت أذني على الباب.
“….اقتل تلك الحقيرة واذهب فورًا إلى هارك…” سمعت داني يقول.
“لكنها طفلة! لا داعي لقتلها…”
“إنها أميرة! إذا بقيت تلك الحقيرة على قيد الحياة وكشفت وجوهنا، فسوف نموت.”
“مع ذلك…”
“هل تعتقد أن الإمبراطور سيُبقي خاطفي الأميرة على قيد الحياة؟ اذهب وأحضر جملين. في هذه الأثناء، سأتعامل معها بنفسي.”
نعم، لقد تم تقرير مصيري.
في النهاية، لم يكن أمامي خيار سوى حمل سيفي مرة أخرى.
لم تكن لدي خيارات كثيرة.
كان هناك طريق واحد فقط لي، أنا التي أملك جسدًا ضعيفًا، لأهزم داني.
سمعت خطوات توتو وهو يبتعد، ثم انفتح الباب فجأة.
“أين ذهبت تلك الفتاة؟” سأل داني.
مختبئة خلف الباب، قطعتُ بسرعة مؤخرة كاحليه عندما دخل الغرفة.
كانت لدي فرصة واحدة فقط لأباغته.
“آه! أيتها الحقيرة!”
أنّ داني والتفت إليّ.
اللعنة.
بسبب جسدي الضعيف، ونصل الخنجر غير الحاد، لم أتمكن من الغوص بالعمق الذي أردته، وفشلت في قطع الأربطة.
أمسكني داني بعنقي بعنف.
“آه!”
ودُفِع جسدي، غير القادر على مقاومة قوته، إلى الحائط.
حاولتُ طعنه بذراعي، لكن ذراعيّ كانتا قصيرتين، فلم أتمكن من الوصول، ولم أترك سوى جروح سطحية في ذراعه.
لأنني ضعيفة.
لأنني لست قوية بما فيه الكفاية.
أهملتُ ما كنتُ بارعة فيه لأنني كنتُ أخاف من أن أُصبح جشعة لو استعدت قوتي، لكن الآن، كرهتُ جسدي الضعيف أكثر من جشعي الماضي.
لفّ داني معصمي ليجبرني على إسقاط السكين واستمر في خنقي.
شعرت وكأن عنقي سينكسر؛ كنت أختنق.
“لا يهم كم تحاولين، لن تستطيعي فعل شيء!” قال بابتسامة شريرة.
ولا أعلم لماذا، لكن كلماته هذه طعنتني بشدة.
كان محقًا.
لا يهم كم أحاول، لا يمكنني أن أكون أفضل من ريموند.
لا يمكنني دخول إبيستيم.
لا يمكنني جذب انتباه كارنان.
لا يمكنني كسب حب ثيون.
ولا يمكنني منع الناس الذين أثق بهم من خيانتي وتركـي أموت.
حتى لو حاولت، لا أستطيع أن أفعل شيئًا.
كان محقًا، وكلماته القاسية فجرت القيود التي كنت قد وضعتها على نفسي.
وعندما ضربتُ ذقنه، كانت ضربة بقوة لم أعلم أنني أمتلكها.
انحنى داني من التأثير، وترك عنقي على مضض.
أخذت السكين التي سقطت، وجرحت إحدى ساقيه، لكن هذه المرة بعمق أكبر.
تدفّق الدم الأحمر قبل أن يميل جسده إلى جانب ويسقط على الأرض.
“اللعنة!”
ثم جرحت ساقه الأخرى بينما كان يصرخ من الألم…
مزّقت ملابسه بينما كان يصرخ ويتلوى.
وبعد بضع دقائق، كان يرتجف وينظر إليّ بعينين مليئتين بالخوف.
تذكرتُ تلك النظرات.
الكثير من الناس كانوا ينظرون إليّ هكذا قبل أن أعود بالزمن.
نعم، كثير منهم كانت لديهم تلك النظرة على وجوههم قبل أن أقطعهم نصفين بسيفي.
سقط بصري على وجهي القبيح المنعكس في نصل السكين، وعندها فقط استعدتُ رشدي الذي فقدته للحظة.
لا، لم أكن أريد أن أكون شريرة. كل ما أردته هو أن أعيش…
هززت رأسي، متراجعة إلى الوراء مترنحة.
“أنا فقط أريد أن أعيش حياة طيبة. لماذا لا يتركني الجميع وشأني؟” قلتُ بيأس.
أتمنى فقط أن أعيش بهدوء حتى اليوم الذي أموت فيه.
تراجعت، ثم بدأت أركض، تاركة داني ينزف على الأرض.
بعد أن ركضت صاعدة من القبو المظلم، ما استقبلني كان البرية القاحلة.
لقد هربت، لكن لم يكن لدي وجهة. لم أكن أعرف كيف أصل إلى أقرب قرية، أو أين أجد الناس، أو من يمكنه إنقاذي.
كان سيكون من الجيد لو استطعت تتبع آثار أقدام توتو الغبي، لكن الرياح العاتية قد محت أثره منذ زمن.
نظرت إلى السماء والظلال التي تلقيها الشمس.
رأيت الشمس التي خلقها أول “ميلانير”، وكانت تسطع عليّ.
دعنا نسير نحو الشمس المشرقة.
كانت الصحراء في الغرب، لذا كان من المنطقي أن أعتقد أنه إذا مشيت شرقًا، فسوف أجد شيئًا في نهاية المطاف.
لذا، سرت شرقًا بشكل أعمى.
صادفت أشجارًا يابسة وصبارًا بدا كعلامات متفرقة على الطريق؛ وأطلال منزل مدفون في الرمال، وبئرًا جافة.
عندما وجدت أخيرًا آثارًا لقرية، عاد إليّ الأمل مجددًا.
أملت أنني سأتمكن من النجاة.
اعتقدت أنني سأجد قريبًا قرية مليئة بالأشخاص الأحياء يتنفسون.
مع كل خطوة، كانت الرمال تندفع إلى رئتي.
كنت أتصبب عرقًا وعطشى، لكن لم يكن لدي سوى نصف دلو من الماء.
كنت أسير بعزم، وأرطب حلقي فقط بما يكفي لترطيب فمي المتشقق. لكن بغض النظر عن مدى بعد المسافة التي مشيتها، لم أجد ظل إنسان واحد، حتى بدأت الشمس في المغيب.
وعندما جاء الليل، أظهرت لي البرية وجهًا مختلفًا تمامًا من العنف.
اختفى الحر، واستبدل بالبرد.
الريح الحارة فقدت دفئها وأصبحت جليدية.
لقد حان وقت “فريد”.
ومع ذلك، سواء كان “ميلانير” أو “فريد”، فكلاهما كان قاسيًا عليّ بنفس القدر.
أصبحت الرمال التي كانت قدميّ تغوص فيها ضحلة، لكن الأرض بقيت جافة. لم يكن أمامي سوى النظر إلى النجوم على أمل أن أجد بعض الاتجاه.
لكن حتى هذا حجبه الغيم، مع الرياح التي ازدادت برودة.
علم الفلك الذي تعلمته لم ينفعني هنا، وفي النهاية، اضطررت للمضي قدمًا معتمدة على الاتجاه الأول الذي اخترته كدليل.
لم يكن هناك نور في البرية.
كانت الظلمة حالكة لدرجة جعلتني أتساءل: لو كنت أملك روح النور، هل كنت سأتمكن من إضاءة الطريق المظلم أمامي؟
هل كانت الأمور ستختلف لو كان “راي” في مكاني؟
مع مرور الوقت وازدياد إرهاق جسدي، عاد الخوف الذي شعرت به من إيذاء “داني” والذي حاولت نسيانه.
هل مات “داني”؟ أم أن “توتو” عاد، رآه، وهو الآن يطاردني بعدما أدرك أنني هربت؟
لم يكن قتل الأرواح مخيفًا بالنسبة لي، فقد قتلت كثيرين بالفعل.
ومع ذلك، كان جسدي يرتجف بغرابة.
وأدركت أن ما كان يخيفني هو عجزي.
ذلك العجز الذي لم يترك لي خيارًا سوى السير في هذا الظلام الذي لا نهاية له دون أن أعرف إلى أين أنا ذاهبة.
كنت أريد أن أصلي لروح أو لإله، لكنني امتنعت عن ذلك.
فلن تأتي الأرواح لمساعدتي، ولم يعد الله رحيمًا بي.
لم أعد أستحق محبة الله.
ثم، فقدت ساقاي قوتهما وسقطت للأمام.
احتضنتني الرمال المتجمدة فورًا.
كان هناك صوت خشن مع كل نفس ألتقطه، وكنت أسعل بسبب الرمال التي كنت أستنشقها. جسدي، الذي كان يرتجف منذ وقت سابق، خرج عن سيطرتي تمامًا.
رائع. سيكون الموت هكذا مقبولًا.
أفضل بكثير من أن أُعدم لكوني طاغية أو أُقتل على يد خاطف غبي.
لم تكن الحياة الطويلة ما كنت أريده، ولم أرد أن أترك اسمًا لها.
لن يتذكرني أحد، ولن يحزن على موتي أحد.
الحياة التي حصلت عليها لأدفع ثمن خطاياي، سيكون جميلًا لو انتهت أبكر مما توقعت؛ هذا ما فكرت فيه وأنا متكورة على صخرة.
انتظرت نهاية العقوبة، أفكر في سبب إعادتي إلى الحياة، أفكر في العديد من العقوبات التي كان من المفترض أن أنالها.
ثم، ومض ضوء خافت فجأة في البعيد، مع صوت يشبه وقع حوافر الخيول في المسافة.
كان الضوء المتلألئ على طرف الأفق يقترب.
كان شخصًا.
لماذا يعذبني الله بالأمل دائمًا؟
لماذا لا يدعني أستسلم فقط؟
كان هذا وضعًا ميؤوسًا منه، لكن بما أنني بطبعي جشعة، عندما رأيت الأمل مجددًا، راودني شوق للنجاة وللحياة.
كدت أنهض واقفة على الصخرة ورفعت يدي المرتعشتين، آملة أن ترى الأضواء وجودي.
“هنا…” حاولت الصراخ، لكن صوتي كان جافًا ومتشققًا لدرجة أنني لم أتمكن من إصدار صوت واضح.
كنت أريد أن أناديهم بكل ما تبقى لدي من قوة، لكن صوتي تشتت بشفقة وسط الظلام العميق.
حاولت تحريك قدميّ الثقيلتين للاقتراب منهم أكثر.
دون أن أهتم إن كانوا قطاع طرق، رجال طيبين، أو تجار عبيد، رأيت بصيص أمل وتمسكت به.
قد يكونوا الأشخاص الذين أرسلهم “كارنان” لإنقاذي.
لابد أنه أرسل أحدًا.
أي أحد.
بصراحة، كان مضحكًا أنني كنت أفكر هكذا بعد كل هذا الإهمال الطويل.
نعم، كنت دائمًا من هذا النوع من الناس.
كنت أريد أن أصدق أن أحدًا ما سيحبني في نهاية المطاف.
حاولت المشي، لكن بعد خطوات قليلة، سقطت مجددًا.
السماء الليلية التي حجبت القمر كانت مظلمة حقًا. بدا وكأن المطر سيسقط قريبًا. يا لها من مصادفة في هذه الأرض القاحلة.
بدأ وعيي يتلاشى أكثر فأكثر، ولم يعد لدي القوة لمطاردة تلك الأضواء.
“أيتها الأميرة!”
فيما كانت غيبوبتي تشتد، دوّى صوت مألوف في أذني.
عندما استيقظت، كنت قد عدت إلى القصر الإمبراطوري.
كانت هناك منشفة مبللة على جبهتي، وجسدي ما زال يشعر بالرطوبة والبرد.
الستائر التي تزين النوافذ كانت قاتمة، وكان شعاع ضوء صغير يتسلل من خلال شق الباب.
“كانوا خاطفين بلا اسم.”
“هل تم اختطافها على يد أشخاص من هذا النوع؟”
كان صوت “كارنان” يُسمع من خلف الباب.
كانت هذه أول مرة يأتي فيها إلى غرفتي، وشعرت بصدمة لدرجة أنني ظننت أن قلبي سيتوقف عن النبض.
“كارنان” جاء لرؤيتي؟
شعرت وكأن صدري يحترق من الترقب.
لقد خُطفت، وقد حاول إنقاذي.
فهو والدي، ويجري في عروقي نفس دمه…
“كل شيء في هذا يزعجني.”
لكن مع كلمته التالية، التي تسللت من خلال الباب المفتوح قليلاً، عاد البرد إلى قلبي الذي بدأ للتو في الدفء.
مزعج؟
لقد وصف كل ما مررت به بكلمة “مزعج”.
“اكتشفوا من سرّب هذا وتعاملوا معه. دعوا الجميع يعرفون أن اختطاف الأميرة مجرد إشاعة كاذبة، وأي شخص يواصل نشرها سيتعرض لعقوبة قاسية.”
ثم، سمعت تنهيدة ضيق منه، وكانت تلك التنهيدة خنجرًا انغرس في قلبي.
حقًا، لماذا كنت أتوقع شيئًا مختلفًا بغباء؟ لا بد أنني فقدت عقلي للحظة بسبب مرضي.
عضضت على أسناني، محاوِلة كبح مشاعري.
ربما لأن جسدي كان ضعيفًا، فأصبحت عقليتي ضعيفة أيضًا.
كان “كارنان” دائمًا هكذا.
كان يكرهني منذ البداية.
في حياتي الأولى، إن تشاجرت مع “راي” كان ذلك خطئي، وإن ارتكب “راي” خطأ، فذلك أيضًا كان خطئي.
عندما بلغ “راي” العاشرة، اشترى له “كارنان” جوادًا، لكن عندما بلغتُ أنا العاشرة، لم أحصل على شيء.
الباقة التي قدمتها لي مربيتي في عيد ميلادي، اكتشفت لاحقًا أنها لم تكن من “كارنان”، بل من الخدم في القصر الإمبراطوري.
وعندما عرفت، غضبت لدرجة أنني دمرت كل شيء في غرفة “راي”.
وحبسني “كارنان” في غرفتي لشهر كامل بسبب ذلك.
ومنذ تلك الحادثة، بدأ يراني تجسيدًا للجشع.
حسنًا، أعتقد أنني كنت فعلًا شخصًا جشعًا أكثر من اللازم لأنني أردت الحصول على كل شيء.
مثل “تانتالوس”، المعذب بالعطش والجوع الأبدي، كنت أتشوق لكل ما كان عند “راي”، وكل ما لم أملكه، وكل شيء قد يعوض النقص الذي شعرت به.
أعلم أن ذلك كان غبيًا.
أقنعت نفسي أن “كارنان” يكرهني بسبب ذلك العيب.
أردت أن أصدق أن هذه هي الأسباب، لأنها بطريقة ما جعلت كراهية والدي لي أكثر احتمالًا.
لكن بعد العودة للحياة، ثبت أن هذا الاعتقاد خاطئ.
منذ أن عدت، لم أتشاجر مع “راي”، ولم آخذ منه شيئًا، لكن “كارنان” لا يزال لا يحبني.
فماذا فعلت إذًا؟
وجدت عذرًا جديدًا.
أنا أدفع ثمن طغياني في حياتي السابقة.
نعم، أخبرت نفسي أنني فقط أُعاقب على الجرائم التي ارتكبتها في حياتي الماضية.
قررت أن أبرر الأمور بهذه الطريقة.
وإلا، أعتقد أنني سأُجن.
***
«[ترجمه ساتوريا]»
التعليقات لهذا الفصل " 11"