سأل لوكاس سؤاله بهدوء لإستين ، الذي كان جالسًـا و متكئً على ظهره بذالك الـكرسي قديم الطراز ، و مستند ذقنه على أصابع يديه واضعًـا ذراعه على مسند الكرسي الذي كان على شكل نسر منقوش على الكرسي و كان يفكر في شيء مـا .
أحدث هذا السؤال بمثل تموجات حـجرًا أُلــقي في بحيرة هادئة .
إستين ، الذي فهم سؤال لوكاس له لكن على الرغم من فهمه لهذا السؤال لم يجبه ، و من ثم أغمض عينيه للحظة .
لقد شعر بذلك أيضًا عندما أخذها من دار الأيتام ، لكن هذه الطفله لاتزال صغيرة وخفيفة جدّاً .
كانت أقدام هذه الصغيرة التي وقفت على الأرض مذهلة ، لدرجة أنني تساءلت كيف يمكنها الوقوف على ساقيها وهي تبدو وكأنها سوف تنكسر إذ حاولت لمسها .
عندما شاهدت أبنائـي الثلاثة وهم يكبرون أمام عينيّ ، كنت فخورًا بهم عندما أظهروا لي أنهم يستحقون أسم عائلة كونِلر ، ولكن هل كان هناك وقت شعرت فيه بالفخر لمجرد رؤيتهم واقفين أمامي ؟
جلب هذه الطفله ، التي ترفرف مثل بتلة الزهور الصغيرة ، هي سوف تجلب اضطرابات أكثر مما كنت أتوقع إلى قصر .
” ربما لأنها مازالت طفـلة صغيرة جدًّا .”
بدأ تعبير إيستين الشحاب ، الذي كان يفكر مطولًا ، قد هدئ للحـظة ، لكنه بدأ بعد ذلك وجهه يتصلب بهدوء ولكن بسرعة .
بدأ مثل حجر أُلــقي في بحيرة هادئة .
‘ لكن لماذا … .’
عندما إلتقت رموشه السوداء الطويلة بظلال بعضها البعض حول عينيه ، قد عاد ذالك الجوء الشرير .
لوكاس ، الذي لم يلاحظ هذا الجو بينما كان يستعد لأستكمال حديثه مع إستين وهو بالخلف ، حتى استأنف المحادثة بشكل هزلي .
” أوه ، هل تتجنب الإجابة على سؤالي ؟”
” ليس لدي أي فكرة عما تسألني عنه .”
إجابهَ إستين لكلمات لوكاس المرحه بصوت يبدو بأنه لا يحوي على أي عاطفة .
” الآنسة ماري .”
” في الواقع ، كانت لطيفه .”
” هاه ؟”
” في بعض الأحيان عندما اقابلها ، أرى حواف يديها و عينيها الحادة ، تبدو وكأنها قطة صغيرة حقيقية .”
إستين الذي باشر بالتفكير بشكل ماري اللطيف عند كلمات لوكاس ، وقف ونظر إلى لوكاس بتعبير غاضب مما جعل لوكاس يرتجف .
لقد كان من العار تقريبًا أن ماري لم تتمكن من إظهار جانب قطتها الضالة و المتمردة أمام إستين .
” كان من الممتع رؤيتها تشعر بالحرج عندما رأت الدوق .”
حسناً ، لقد كانت محرجه بما فيه الكفاية .
بالتفكير في اللقاء بين الأب وابنته سابقًا ، ابتسم لوكاس مرة أخرى .
لقد كان حقًا أجمل وأظرف لقاء على الإطلاق .
اقترب لوكاس من إستين ، الذي كان يتظاهر بعدم ملاحظة ذلك ، وقال له أكثر مما يريد أن يسمع .
” اوه للااا ، لقد ربت على رأسي .”
” إذا كُـنت ستتحدث عن الهراء فقط ، فما عليك سوى إبقاء فمك مُـغلقًا .”
إستين ، الذي أدرك أن لوكاس كان يحاول أن يسخر منه ، شدد تعبيره الذي استرخى للحظات .
وذلك لأنه بمجرد عودة سماع إستين للوكاس ، قال لوكاس شيئًا ما وهو يبلغ عن حالة ماري الحالـية .
” الآنسة ماري تتعامل حاليًا بشكل جيد في القصر .”
ربما لأن بونيتا تعتني بها جيدّاً ، فقد أشرقت تعبيرها كثيرًا هذه الأيام .
لا تزال تبدو وكأنها قطة حذرة ، لكن هذه الأيام ، لا تقول أي شيء عندما أربّت على رأسها لأنه أصبحت أقرب إليّ قليلاً .
” في مثل هذه الأوقات ، أشعر حقًا وكأنني مالك لـقطة لطيـفه !”
إذا كنا سوف نسميه تقريرًا ، فهو مليئ بالتباهي بمدى قربه من ماري .
قالت ماري إنها لا تحب أن يلمسها أحد باستثناء بونيتا التي اعتنت بها جيدًا .
كانت هناك إشاعة تدور في قصر كونِلر مفادها أن ماري مثل قطة تشعر بالحرج عند يلمسها أحد سراً .
لذا لوكاس ، الذي سمحت له ماري بالتربيت على رأسها ، يُـصبح فخورًا بأنه يكون بجوار بونيتا عندما يتعلق الأمر بماري .
” أعتقدت أنك سوف تصبح متحمس جدًّا ؟”
لم يُجب إستين على سؤال لوكاس ، لكن قد عبسَ بـحاجبه الأيسر كما لو أنه سمع شيئًا من الهراء .
ترك إستين لوكاس المُبتسم ووقف أمام النافذة الضخمة .
وقبل أن يعلم ، كانت الطفلت التي خرجت سابقًا موجودة في الحديقة ، تحمل كرة سوداء و ترميها بمفردها .
مشهدها وهي ترمي الكرة على الأرض و تركض خلفها كان أمر رائع تمامًا … لقد كان مضحكًا .
إذا كان هناك أي نفاد صبر خلال الوقت الذي أمضيتها في محاولة العثور على هذه الطفله ، فلم يكن ذلك بسبب عدم إمكانيتي للعثور عليها ، كان سبب غضبي من عدم مقدرة عائلة كونِلر من إجادها .
ولكن بعد سماعي لتلك الطفله وهي تسألني لماذا أتت الآن .
منذ أن رأيت بأم عينيّ أن هناك طفله مرميه في ذلك المكان .
وبعد أن رأيت الطفله تتحرك بـ صعوبة بجسمها الصغير والخفيف .
حتى أتاني قليل من الشعور سخيف يجعلني ألوم نفسي ، كان ينتشر في عقلي ، تساءلت ماذا لو لم أتمكن من العثور على طفلتي عاجلاً .
إذا تأخرت قليلاً فقط ، فماذا سوف يحدث لطفلتي ؟
هذا القليل من الشعور لسوف يقودني إلى الجنون حقًا .
” هل مازلتم تبحثون عن مدير دار الأيتام ؟”
” أجل ، ولكن لا أحد يعرف عن وجود دار الأيتام . كان السكان المحليون فقط يعرفون بوجود دار للأيتام ، لكنهم لم يعرفوا تفاصيل وضعهم الداخلي .”
“ويبدو أن الأشخاص الذين تحدثوا مع المدير هم أشخاص قاموا بالمقامرة معه في القرية الموجودة أسفل الجبل ، لكنهم لم يعرفوا حتى أصغر التفاصيل “.
” على أية حال ، هم رفاق مقامرة .”
” لأن المال هو كل شيء بالنسبة لهم .”
” الم تعرف شيئًا عن من يقوم بتمويل المال إلى دار الأيتام ؟”
” لا أعتقد أنه موجود داخل إمبراطورية بريطانيا ، لذلك أنا أبحث حاليًا في إمبراطورية لارفيان أيضًا .”
أصبح وجه لوكاس المُـشرق دائما ، يـعمه الصمت الهادئ .
تشوه تعبير إستين المريح أيضًا في لحظة ، وأصبح غضبه سريعًـا على وجهه .
يجب أن نجد ذلك المدير .
لدي الكثير من الأشياء التي انا بحاجة لطرحها على هذا اللقيط .
وخططت لإرجاع الألم الذي عانت منه طفلتي ألف مرة .
***
بينما كنت أغادر مكتب الدوق إستين وأعود إلى غرفتي ، أومأت برأسي موافقه على اقتراح بونيتا بأنه بما أن الطقس يبدو لطيفًـا ، فيجب أن أستمتع باللعب في الخارج لفترة من الوقت .
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 9"