لو كانَ يوجِهُها ليّ وحدي لما اهتممتُ كثيرًا ، لكن شعوري بالضيق اشتد لأن بونيتا وهيَ أفضلُ خادمة ، قد تُقلّل قيمتُها بِسببيّ . يا لهُ مِن شاب مُتعجرِف !
” يبدو أن فطيرة التوت الخاصة بالآنسة بِها عيبٌ ما . فهذا تقصيرٌ منيّ ”
” كلا ، فلا بأس !”
” غدًا في الإفطار ، سأُعِد لكِ حلوى خاصة و كثيرة ”
أومأتُ بحماسٍ . يبدو أن بونيتا أخبرتهُ في المطبخ .
جيلبرت لم يُعلق ، واكتفى بِغرسِ شوكتهِ في فطيرته . بدت التوتات المغروسة في الكريمة شهيةً للغاية .
نظرتُ إلى بطني بِتذمُر . لماذا أنتِ صغيرة هكذا وتمنعينني مِن الحلوى ؟ انتهى الطعام ، وقمتُ بِحذر . آه ، مِن كثرة ما أكلتُ ، شعرتُ بألمٍ في ظهري !
” هل أنتِ بخير ؟”
في طريقي إلى غرفتي ، دلكت بونيتا ظهري بِلِطف وسألتني . ابتسمتُ لها بِرفق لأطمئنها ، وأومأتُ برأسي .
ساعدتني في غسل وجهي وارتداء ثياب النوم ، ثم رقدتُ على السرير فبدأت تمسحُ على شعري بِحنان .
شعرتُ بالذنب لأنني جعلتُها تبقى بِجانبي بسبب اضطراب معِدتي ، لكنها بدت أكثر أسفًا منيّ .
يا لها من حلقة مِن المشاعرِ المؤلِمة !
” سيعود الدوق الأكبر بعدَ غْد “
” اوه …”
” الساحل بعيدٌ نسبيًا ، لذا السفر يستغرقُ وقتًا ”
عبوس بونيتا جعلني أشعرُ بأن الأمر جديّ . لماذا ؟ هل هُناكَ مُشكلة إن لم يعودوا سريعًا ؟
” لو كانت السيدة هيستيا هنا على الأقل ، لما اضطررتِ لإنهاءِ طعامكِ بِالقوة ”
” لا، فكلام جيلبرت لم يكُن خَاطِئاً “
” اتفقتُ مع توم أن يضعَ كميةٍ أقلَ في الغد . لأننا أردنا زيادة طعامكِ تدريجياً …”
يبدو أنَ الطاهي وبونيتا تعمدا عدم تقليل حِصتي ، آملينَ أن أتناولها كُلها يوماً ما .
من يظُن أنني سأرى مُعادلة R=VD هُنا ؟ – الإنجاز = تحقيق الأحلام – ” سأأكل كثيرًا في المُستقبل ، فلا تقلقي الآن ”
” اووهه ، يا ليت ذلِكَ اليوم يأتي قريبًا !”
خفّت ملامح بونيتا بِحديثي معها . وهيَ تبتسم وتُدلِكُ يدي حتى أنام ، شعرتُ بأن اضطرابي بدأ يهدأ .
استمرَ تدليكُها ليّ ، وغلبني النُعاس تدريجيًا .
” السيد جيلبرت لم يكُن بارداً هكذا مِن قبل . لكن بعدَ وفاة السيدة ، أصبحَ صارماً مع نفسهِ ” – توفيت بعد أختفاء ماري بِعدة أشهر – مِن كان عِنده ٦ سنين –
ليسَ مع نفسهِ فقط ، أليس كذلك ؟ أمالتُ رأسي مُتعجبةً مِن كلامِها .
” لأنهُ يراكِ أختهُ الوحيدة ، فقد أرادكِ مِثالية . فكابنٍ أكبر ، يشعرُ بِمسؤولية كبيرة . لا تدركينَ كم هوَ صارمٌ حتى مع إخوتهِ الآخرين أيضًا ”
حياة الابن الأكبر صعبة كما الأختُ الكُبرى ! وهوَ لايزال بِعمُر الخمسةَ عشر ، لا أتصورُ حجمَ المسؤولية التي يتحملُها منذُ صِغره .
” أبناء كونِلر المباشِرون لهم هالة يصعُب على العامة تحملُها ، لذا يختارونَ الخدم مِن العائلات الفرعية كالسيد لوكاس ، أو مِن البيوت المُخلصة مثلُنا . لهذا حظيتُ بِرعاية السادة منذُ طفولتِهم “
لهذا كان ولاء خدم كونِلر عميقًا جدًّا ، وطيبتُهم معيّ بِشكل صادق .
تذكرتُ أن الخدم في القصة غضبوا حينَ لطخت ماري سمعة العائلة .
بونيتا ، التي عرفت جيلبرت طَويلاً ، كانت تحمل لهُ عاطفةً خاصة .
صوتُها وهيَ تتحدث عنهُ جعَلنيّ أغارُ مِنه . فرُبما تلقى حُبًا كبيرًا دونَ أن يُدرك .
” يا لها مِن حمقاء ، أكلت كُلَ شيء لأننيّ أخبرتُها بِذلك .”
فأنتَ من أخبرها ، أليسَ هذا واضحًا ؟ بونيتا ، وهيَ ترى ظهرهُ وهوَ يعود مُتذمراً إلى غُرفته ، أمسكت الزُجاجة بِقوة .
” رُبما يتعايشُ الأخ الأكبر و الأخت الصُغرى أفضلَ مِما توقعت ؟”
فكرت بونيتا بأنَ تأثير ماري على هذا المكان كبير حقًا .
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 35"