The Troublemaker Daughter of the Grand Duke Wants To Live Alone - 33
الفصــ 33 ــل .
حسنًا ، بما أنه سيتحولُ لاحقًا إلى العقلِ المُدبِر و الشرير ، فمن المؤكدِ أنهُ سيعرفُ كيفَ يعيش دونَ أن يخسرَ شيئًا .
ومع ذلِكَ ، ولكي أكون بإمان يجب أن أربّيهِ جيدًا مثل أستينا ، لأنني لا أعرفُ ماذا قد يحدث .
و الموضوع يُنفذ عبرَ شرائعِ الدول القَديمة بِمَقولةِ : ” العينُ بالعين ، والسنُ بالسن “.
وبينما كنتُ أفكر بِهذا، وعُدت لِقراءة الكتاب ، فإذا بباب المكتبة الهادئ يُفتح فجأة بصوت خافت .
ظننتُ أنه لوكاس مُجدّدًا ، فلم أُكلِف نفسي عناء رفع عينيّ وواصلتُ القراءة .
أجل ، ففي الحقيقة لقد كنت منزعجة بعض الشيء منذ أن علّق لوكاس تلك اللوحة .
و يدّعي أنهُ لم يقصد ، لكنني أشعر أنه يسخرُ مني بطريقة ما …
” أوه ، سمو الدوق لقد أتيت .”
بينما أتجاهل الأمر بجهد وأواصلُ قراءة الكتاب ، سمعتُ صوت ريفِرس ، الجالس بجانبي ، وهو ينهضُ ليحيّي أحدهم ، فتجمدتُ في مكاني .
سمو الدوق الأكبر … أليسَ هذا والدي ؟
أردتُ أن أرفعَ يديّ لأفركَ وجهيّ بقوة كمن يغتسلُ على عجل .
عمَّ السكون المَكتبة للحظات ، ثُمَ رفعتُ رأسيّ بِبطء كدُمية مفاصلُها تصدرُ صريرًا مِن كثرتي الاستعمال .
تمنيتُ أن يكون ريفِرس قد أخطأ بسبب ضُعفِ بصره ، لكن … كان الدوق إستين أمامي بالفعل .
ما إن التقى نظري بِنظره حتى نهضتُ مُسرعة وانحنيتُ له .
لماذا جاء فجأةً إلى هُنا ؟ هل يبحثُ عن كتاب ليقرأهُ ؟
أشار الدوق إستين بيده ليّ ولريفِرس أن نجلسَ ، ثُمَ اقتربَ مِنّا .
تظاهرتُ بِقراءة الكتاب بِهدوء ، لكننيّ شعرتُ بِخطواته تقترب ، فلم أعُد أستوعِب أي كلِمة مما كنتُ أقراءهُ .
كانت الحروف تَتحول إلى صورة واحِدة تترسخُ في شبكية عينيّ لا أكثر .
” أتقرأينَ كِتابًا ؟“
جاءني صوت الدوق إستين فجأةٍ ، فانتفضتُ مذعورةٍ ورفعتُ عينيّ إليه .
كان واقفًا بِجانبي ، مُنحنيًا ليرى الكِتاب الذي أقرأهُ .
شعرتُ بصوته ونَفَسهِ قُربَ أُذنيّ ، فاحتفظتُ بِأنفاسيّ بِداخليّ دونَ وعي منيّ من التوتر .
” الكِتاب صعب نوعًا ما .”
“ريفِرس هوَ من أوصى به …”
استقام الدوق إستين بِظهرهِ ، وكأنهُ راضٍ بما رأى ، ثُمَ وقفَ مِن جديد .
عِندها فقط شعرتُ بِأنفاسيّ المحبوسة تخرجُ دُفعةٍ واحِدة .
‘ هدئي أعصابكِ يا ماري ، إنهُ والدكِ في النهاية ، لن يؤذيكِ ‘
حاولتُ تهدئة نفسي داخليًا ، ثم استدرتُ نحوَ الدوق مُبتسِمة بِبراءة .
ابتسامة تحملُ سؤالًا تضمن عما تُريده أيُها الدوق ، بِابتسامة لطيفة وغير مؤذية .
يبدو أنَ جهودي أثمرت ، ثُمَ فتحَ الدوق فمهُ بِتعب وقال .
” الرسم ، ألا ترسُمين ؟“
الرسم ؟
لما الرسمُ فجأةٍ ؟
هل ينوي هذا الرجل أن يجعلني رسامة مِثلَ ذلِكَ المدعو بينيديكت أو أيًا كان اسمُه ؟
لم أفهم قصدهُ ، فاكتفيتُ بِتدوير عينيّ في حيرة .
نظرَ إلى المكتب ، ثُمَ أحضرَ أقلامَ التلوين وورقة بيضاء مِن زاوية قريبة وَوضعهُما أمامي .
” هل تستطيعينَ رسمَ وحوشٍ أُخرى ؟“
كان وجههُ جادًا جدًا .
لم أرسُم وحشًا في هذا العالم مِن قبل …
لكن بما أنه يطلب ذلِكَ بِجدية ، شعرتُ أن عليّ أن أحاول ، فوضعتُ ذراعيّ على صدري وادرتُ رأسي وفكرتُ مليًا .
هل أرسم وحشًا رأيته في حياتي السابقة ؟
تحتَ أنظارِ الدوق وريفِرس الثقيلة ، انتهيتُ من التفكير وبدأتُ الرسم بِقلم التلوين .
حاولتُ رسم كلب كَبير …
لم أقصد ذلِكَ ، لكنني وجدتُ نفسي أرسمُ الكلبَ الكَبير الذي رأيتهُ في الحَديقة .
شبيهٌ بِما رسمتهُ سابقًا ، لكن بِشكل مُختلِف قليلًا …
مما جعلني أعتبرهُ وحشًا وليسَ كلبًا عاديًا هوَ أذُناه الكبيرتان بِشكل غير طبيعي .
لا أعرف ، لكن ربما هُناك شيء مُشابه لهُ في هذا العالم ؟
بذلتُ جهدًا كبيرًا ، فخرجت الرسمة أجمل مِما توقعت ، وشعرتُ بِالرضا .
عِندما وضعتُ القلَم ، رفعَ الدوق إستين الرسمةَ بِبطء .
أردتُ أن أرى تعبيرهُ وهوَ ينظرٌ إليها ، لكن الورقة حَجبت وجهَهُ .
رُبما مِن الأفضل ألا أرى شيئًا .
” همم …”
لا ، أنا أتراجعٌ عن كلاميّ .
عدم رؤية تعبيره مع هذا الصوت جعلنيّ أكثرَ قلقًا .
ماذا لو اكتشفَ أننيّ لستُ موهوبةٍ في الرسم واعتبرني عَديمةَ الفائدة ؟
كنتُ أظُن أن الرسمَ هوَ موهِبتيّ الوحيدة .
هل عليَّ أن أتعلمَ العزفَ على آلات الموسيقية الآن …؟
” الرَسمه جيدة .”
بينما غرقتُ في أفكاريّ السوداء ، جاء صوت من الأعلى بِكلماتٍ غيرِ مُتوقعة .
الرَسمه جيدة ؟
إنها ردة فْعل إيجابية ، فشددتُ على يَديّ فرحًا .
انتظرني يا بينيديكت ، سآتي لأتفوق عليكَ ، فأنا ماري !
لكن على عكسِ كلماتهِ ، كان تعبير الدوق وهوَ يضعُ الرَسمة أماميّ غريبًا .
” هل قرأتِ كتابًا عن العصور القديمة من قبل ؟“
” لا …”
بالكاد تخلصتُ من الكتب التي تحتوي على صور وبدأتُ بالروايات ، فالأساطير لا تزالُ صعبةٍ عليّ .
كنتُ أنويّ أن أطلُبَ توصيات مِن ريفِرس أو هيستيا ، لكن التاريخ واسع جدًّا ، فقررتُ أن أتعلمَ مِن المُعلِم الخاص لاحقًا .
ليسَ وحشًا ، بل يُشبه الكلب الذي أحبهُ أحد الحُكام القُدامى .”
كلا ، فالكلبُ الحقيقيّ هوَ حياتي السيّئة !
لكن تعبير الدوق إستين ظلَ جادًا طوالَ الوقت .
شعرتُ أنني ربما رسمتُ شيئًا كان يجب عليّ أن أتجنبه .
” هل رأيتِ هذا في مكان ما مِن قبل ؟”
“… لا .”
” همم ، لم تريهِ إذن .”
” لرُبما رأيتهُ في كتاب ما بِأحدى صفحاته .”
كذبتُ دون وعيًّ منيّ .
رفعَ الدوق إستين حاجبًا واحدًا كأنه لا يُصدق كلاميّ .
لكنني هززتُ رأسيّ بِثقة .
كان لديّ شعور ضعيف جدًّا بِخبارهِ ، لكنني شعرتُ أنني لا يجب أن أعترفََ بِرؤيته .
” حسنًا “
اقتنعَ الدوق بِكلامي ، ثُمَ استدارَ ليُغادر .
نظرتُ إلى ظهرهِ وتنفستُ بِشكل مُتصاعد ، لكن عِندما نظرتُ إلى المكتب … لم أجد الرسمة .
هذا غريب ، فلقد أردتُ رؤيتها مُجدّدًا ، أينَ ذهبت ؟
نظرتُ تحتَ المكتب بحثًا عنها ، فسألني ريفِرس بصوت مُستغرب .
” ما الذي تبحثينَ عنه ؟”
” الرَسمة التي رسمتُها ، أينَ إختفت ؟”
” الدوق أخذها مَعه .”
نظرتُ إلى ريفِرس وأنا مُتفاجاة بعد أن أخرجتُ رأسي مِن تحتِ المكتب .
أبتسمَ ليّ ريفِرس بِتصنع ، وشعرتُ بِقلق كبير ..
” بالمناسبة ، لم أكُن أعلم أنكِ تعرفين أرسين يا ماري “
“… لا أعرفهُ جيدًا ، من هوَ هذا الحاكم ؟”
” أعتقد أنهُ حاكم لطقس ، أو شيء مِن هذا القبيل ، فقد كانَ مُرتبطًا بِالزراعة ، لذا أمنَ بِه الفلاحون كثيرًا “
“أوه ، حسنًا .”
” بِسبب حُب الناسِ له ، كانَ شديد الغرور و الدلال جدًّا .”
” هاه ؟ هذهِ الشخصية …”
” ماذا ؟”
” لا ، لا شيء “
حاكم غيور ومُدلل ؟
شعرتُ أن فكرة الحاكم المُطلق أصبحت لطيفة فجأة ، فضحكتُ بلا قصد .
إذا فكرتُ في الأمر ، فإن أساطير الإغريق والرومان تصور الحُكام بطريقة غريبة جدًا …
” هناك حُكام أخرين مُمتعين أكثر “
” سأقرأُ الأساطير لاحقًا بالتأكيد “
تبادلتُ أنا وريفِرس الإبتسامات السعيدة .
لكن … ما كانَ ذلك الشعور السيئ الذي شعرتُ به قبلَ قليل ؟
لا يُهم ، فأنا لا أعرِف .
عدتُ للتركيز على قراءةِ الكِتاب .
لكنني كنتُ مُخطئة .
كان عليّ ألا أتجاهل ذلِكَ الشعور السيئ ، بل أن أشُكَ وأتحقق مرة بعد مرة .
” أنتِ مُذهلة حقًا ، يا أختي !”
الرسمة التي أخذها الدوق إستين ، رسمةُ أرسين قد وُضعت في إطار كريستالي وعُلقت بِجانب رسمتي الأولى …
يبدو أن ذلِكَ الشعور السيئ كانَ لِهذا السبب .
“ريفِرس ، لِنخرج إلى الخارج “
سحبتُ كمّ ريفِرس ، الذي كانَ يُحدق تحتَ الرسمة بِذهول ، واقترحتُ أن نلعبَ خارجًا .
فكرة سماع المزيد مِن المديح عن رسمتيّ جعلتني أشعرُ بِالغثيان .
لذا قررتُ أن الخروج للعب سيكون أفضل لليوم ، فواصلتُ حثَّ ريفِرس .
” قالت بونيتا إنها ستحضرُ الوجبات الخفيفة لاحِقًا “
” أنتِ تُحبّينَ الوجبات الخفيفة كثيرًا يا أُختي “
” لأنها لذيذة “
” لكن لا يجب أن تأكُليّ مِنها أكثرَ من الوجبات الرئيسية ، وإلا ستنقلبُ الأمور “
ضحكتُ على كلامِ ريفِرس الذي بدا وكأنهُ يُعاتِبُني كشخص بالِغ ، لكنني أومأتُ بأنني موافِقة .
إنهُ أخي الصغير ، فلماذا يبدو ناضجًا هكذا ؟
عِندما يبتسم بِبراءة ، يبدو كأخ صغير حقًا ، مِما يجعلُني أشعرُ بِبعضِ الأسى نحوهُ .
تذكرتُ الأطفال الذينا كانوا معيّ في دارِ الأيتام أيضًا .
الأطفال الذينَ يوضعون في الظروف الصعبة بلا عائلات ينمون ويقومونَ بأي طَريقة ليبقوا على قيدِ الحياة .
لقد كنتُ كذلِكَ أيضًا .
ومع ذلِكَ ، ريفِرس الذي يؤمن أن العالم ليس مليئًا بـِ” هذا القدر ” مِن الأشرار … لماذا اضطرَ أن يُصبِحَ شريرًا بِهذا القدر إذن ؟
… رُبما كانَ ذلِكَ بِسبب ماري كونِلر .
إذن ، طالما أنني لا أُضايقهُ … لن يُصبِحَ الشرير هذهِ المرة ؟
فكرتُ بأنانية ، لكنني كنتُ أتمنى قليلًا ألا يلتقي ريفِرس بأستينا ويقعُ في حُبِها .
لن يكون ذلِكَ جيدًا لا لأستينا ولا لريفِرس .
على أيةِ حال ، لدى أستينا الأمير الثاني …
ألا يُمكِنُني أنا وريفِرس أن نعيشَ معًا ونُديرَ أعمالنا فقط ؟
” أُختي ما الذي تفكُرين فيه هكذا ؟”
سألني ريفِرس بإبتسامة مُشعه .
شعرهُ الذهبي المتلألئ تحتَ الشمس كانَ جميلًا جدًّا .
” أُفكر في أي لُعبة يُمكِنُنا أن نلعبها .”
” لقد أحضرتِ الكُرة ، أليسَ كذلك ؟”
أوه ، صحيح ، لقد نسيتُ ذلك .
أمسكتُ الكُرة وابتعدتُ عن ريفِرس قدرَ الإمكان .
كنتُ أستمتع بِلعب الكُرة وحدي مِن قَبل ، لكن اللعب مع شخص آخر جعلَ الأمر أكثرَ مُتعة .
لم نفعل شيئًا مُميزًا ، فقط نُمرر الكُرة لِبعضِنا ، لكن الإبتسامة لم تُفارق وجهينا .
بينما كُنا نلعب ، ألقىَ ريفِرس الكُرة فلم أتمَكن مِن التقاطِها ، فتدَحرجت إلى الخَلف .
” آسف !”
” لا عليّك فأنا مَن لم تلتَقِطُها !”
أوقفتُ ريفِرس الذي بدا نادمًا وأرادَ الركضَ نحوي ، ثُمَ تبعتُ الكُرة المُتدحرِجة وأنا مُركِزه عليْها بِعينيّ .
تَوقفت الكُرة أمامَ حِذاء أسوَد .
التقطتُ الكُرة ونظرتُ لأعلى .
وعِند أعلى إرتفاع لِعينيّ ، لم أتمكّن من رُؤية شيء إلّا صَدرهُ .
لِذا حاولتُ النَظر أكثر لأعلى قليلاً .
و رأيتُ شعرًا وعيّنين سوداوين .
الدوق إستين …؟
” لقد تقلّصَ الدوق إستين …”
هل عادَ أبيّ إلى الماضي أيضًا ؟
هذهِ فِكرة سَخيفة ، لكن الدوق إستين المُتقلص نظرَ إليَّ وقال .
” ماري كونِلر “
هكذا نادانيّ الدوق إستين المُتقلص عِندما قابلنيّ أولَ مَرة .
سمعتُ صوتًا مُشابهًا له بِشكل غريب ، وفجأةٍ أدركتُ .
بأنَ هذا الشخص …
أخي .
—
عمــل عــلى الفصــل : 𝒻𝑒𝒻𝑒