The Troublemaker Daughter of the Grand Duke Wants To Live Alone - 32
الفصــ 32 ــل .
كان لدى ريفِرس إحساس خفيف بِنزلة برد ، فلم يتمكن مِن الخروج لِلعب في الخارج ، ولهذا كنتُ أنا وريفِرس نجلسُ في المَكتبة و نقومُ بِالرسم .
ربما شعرَ ريفِرس بالأسفِ لأننيّ لم أتمكن مِن الخروج بِسببه ، فقد كانَ يرسمُ وهوَ يسحبُ أنفهُ بينما ينظرُ إليّ بنظراتٍ مُترددة .
كنتُ أعتقدُ أنَ ريفِرس ، منذُ ذلِكَ اليومَ الذي أظهرَ فيهِ دموعهُ أماميّ ، بإنهُ بدأ يشعرُ بِراحةٍ أكبر إتجاهي ، لكن يبدو أنني ما زلتُ أُشعِرُهُ بِبعضِ الصعوبات .
قد لا يُصدقُنيّ أحد ، لكنني أستمتعُ أيضًا بِهذهِ الأنشطة الهادِئة التي نقضيها بالجلوس .
” آسف يا أختي “
” لا بأس ، تعافَ بِسُرعة فقط “.
لقد قضيتُ أنا أيضًا فترةٍ طويلةٍ مُستلقيةٍ بعدَ وصولي إلى القصر .
ابتسمتُ لهُ بِلطف لأُظهر أنني حقًا بِخير ، فبدأ ريفِرس يُركز على رسمته وكأنَ قلبهُ قد اطمأنَ .
تساءلتُ عما يرسِمُه ، فنظرتُ خلسة إلى رسمتهِ ، فإذا به يرسمُ حقلًا من زهورِ الداليا .
كانت الزوايا والألوانَ مِثالية تمامًا .
” ريفِرس ، أنتَ ترسمُ جيدًّا !”
” رُبما لأنَ الداليا في هذا القصر الجميل جميلة جدًّا فأصبحتُ أرسمُها جيدًّا “
” اتُحِّبُ الداليا ؟”
” كانت أُمي … تُحِّب زهورَ الداليا كثيرًا …”
” لا بُد أنها كانت تتماشى مع الداليا بشكلٍ رائع ! حسنًا ، ماذا أرسمُ أنا ؟”
شعرتُ أن صوتَ ريفِرس بدأ يُصبحُ رطبًا بِالدموع ، فسارعتُ بتغيّير الموضوع .
تمنيتُ أن يبتسمَ ريفِرس بِراحة بِسرعة ، فطبطبت على ظهره بِخفة ، فابتسمَ ليّ مُتظاهرًا .
مهلاً ، ما الذي يَجِب أن أرسمهُ حقًا ؟
” هل أرسمُ نيرو ؟”
أمسكتُ قلمَ التلوين الأسود وبدأتُ بِرسم قطة .
أردتُ أن أرسمُها بِأكبرِ قَدر مِن الجاذبية ، فركزتُ بِشدة حتى بدأت شفتاي تبرُزان دونَ أن أشعُر .
لحظة ، إنَ ريفِرس يرسمُ بهذا الجمال ، وأنا أيضًا أُريد أن أرسُم جيدًا على الأقل ، بما أنني أُختهُ الكُبرى .
نظرَ إليّ ريفِرس ، الذي كانَ مُنهمكًا في رسمتهِ ، مُستغربًا صمتي ، فمدَّ رقبتهُ ليرى ما أرسُم .
فكرتُ أولًا في إخفاءِ الرسمة ، لكنني شعرتُ أنني رسمتُها جيدًا نسبيًا ، فمددتُها نحوهُ قليلًا .
أظن أنها جيدة بِما يَكفي ، أليس كذلك؟
” واو !”
صفقَ ريفِرس بِيديه و عبرَ عن إعجابه .
يبدو أنني مُوهوبة حقًا في الرسم .
رُبما أترُك أعمال التِجارة وأُصبِحُ رسامة …
” لقد رسمتِ وحشَ مصاصِ دِماء ، أليس كذلك ؟”
“… هاه ؟”
“رائع جدًّا ! بما أن الأوضاع مُضطربة بسبب الوحوش ، فقد عبرتِ عن ذلِكَ في رسمتكِ ، صحيح ؟”
…؟
نظرتُ إلى رسمتي مُجددًا بعدَ كلِمات ريفِرس ، رافعةٍ إياها إلى مُستوى عينيّ وأنا أُحدِق بها بعينيّن ضبابيتين .
بالفعل ، إذا نظرتُ إليها من زاويةٍ مُعينة ، يُمكن أن يبدو القط الأسود وكأنهُ وحش مِن مصاصِ الدِماء …
أنزلتُ الرسمة ونظرتُ إلى ريفِري ، الذي كانَ ينظرُ إليّ بعينين مُتلألئتين .
” نعم … أنتَ مُحق .”
أمسكتُ قلمَ التلوين الأحمر وأضفتُ طبقةٍ فوقَ الشريط الوردي الذي رسمتهُ لنيرو .
أجل ، هذا دم …
آسفة يا نيرو .
لكنكَ أيضًا ستُفضل أن أكون سيدة ترسِم جيدًا وتبدو رائعة ، أليس كذلك ؟
” أُختي الكبيرة ماري رائعة حقًا !”
شعرتُ بِقليل من وخز الضَمير وأنا أرى ريفِرس يبتسمُ ليّ بِلُطف ، لكنني أردتُ أن أكونَ أختًا رائعةّ في عينيّه .
بينما كنتُ أشعرُ بِالفخر بِمديحه ، دخلَ لوكاس إلى المكتبة .
” ها أنتم هنا !”
اقتربَ لوكاس منا وهوَ يبتسِمُ بإشراق .
شعرتُ فجأةٍ أنني يَجب أن أُخفي رسمتي ، فنظرتُ إليه بِحذر وقلبتُها .
اقتربَ لوكاس من ريفِرس أولًا ، مُلاطفًا رأسه وسألهُ عن حالته .
” هل السيد ريفِرس بِخير الآن ؟”.
” نعم ، أنا بِخير حقًا “.
” يبدو أنكَ كُنتَ ترسُم ؟ واو ~ هل هذه رسمتك يا صغيري ؟”
رفعَ لوكاس رسمةَ ريفِرس لحقل الداليا وأبدى إعجابهُ بِصدق .
شعرتُ أنني بِحاجة لإخفاء رسمتي أكثر ، فوضعتُ ذراعي فوقها وانبطحتُ عليها .
سمعتُ صوتَ لوكاس القلق يأتي من فوق رأسيّ .
” الآنسة ماري ، هل أنتِ مَريضة ؟”
” كانت بخير منذُ قليل …”
” هل أنتِ نعِسة ؟”
” لقد رسمت أُختي ماري رسمةٍ رائعةٍ جدًّا ! “
توسلتُ في داخلي لـ “ريفِرس ، مِن فضلك لا تفعل هذا …”
أغلقتُ عينيّ بِقوة ، مُتمنية أن يفقِدَ ريفِرس وعيهُ فجأة ، لكن مثل هذا الحُلم لم يتحقق .
فجأةٍ ، أقتربتّ يد واُنتُزِعت رسمتيّ بِسرعة .
“… ما الذي رسمتِه ؟”
” لقد رَسمتْ مصاصَ الدِماء !”
بالطبع ، أجابَ ريفِرس نيابةٍ عنيّ بابتسامةٍ مُشرقة .
لم يشعُر بنظراتي الحادة نحوهُ على ما يبدو .
نظرَ لوكاس إلى رسمتي للحظات طَويلة ، ثُمَ خرجَ مِن المكتبة حاملًا إياها .
ما الذي يفعلهُ بأخذهِ رسمتي ؟
عمَّ الصمت المُحير المكتبة .
رمشتُ بعينيّ بِدهشة وأنا أنظُر إلى الباب الذي خرجَ منهُ لوكاس ، ثم التفتُ إلى ريفِرس .
كانَ هوَ أيضًا مُرتبكًا ، لكنهُ ابتسمَ ليّ بِتردد .
“… انُكِمل الرَسم ؟”
جمعتُ أفكاري المُشتتة واقترحتُ على ريفِرس أن نُكمل الرَسم وأنا أُمسِّكُ قلمَ التلوين مُجددًا .
ابتسمَ ريفِرس بإشراق وأومأ بِرأسه .
لكن لم يكن يجب أن أفعل ذلك.
لم يكُن الوقت مُناسبًا لأجلِسَ بِهدوء وأرسُم .
كان يَجب أن أترُكَ كُلَ شيء وأركُض خلفَ لوكاس لأوقف ما كأنَ ينوي فعلهُ .
***
بِسبب تكاسُلي عن منعِ لوكاس ، وُضِعتْ رسمتي في إطارٍ ذهبيّ وعُلِّقت في مَكتبة اللوحات بِالقصر .
كُلما نظرتُ إلى اللوحاتِ الفاخِرة و المُعلقة بِجانبِها، يُشعِروني بِخجل شَديد بِسبب رسمتيّ .
لم أعُد أستطيعُ المرورَ مِن ذلِكَ المَمر .
” أليست صغيرتُنا عَبقرية حقًا ؟ رسمةٌ تعكِسُ أوضاعَ عَصرِنا !”
كانَ لوكاس يشرحُ لِكُل من يمُر أمامَ الرسمة بِتعبير مُتأثر عميقًا .
حتى بونيتا وهيستيا أثنتا عليها بلا كَلل ، قائلتين إنها لوحةٌ رائعة حقًا .
وريفِرس ، بعينيّه المُتلألئتين كانَ ينظرُ إليّ وإلى الرسمة بِالتبادُل ، مِما جعلني أشعرُ بِضغطٍ كَبير .
الشيء الوحيد المُريح هوَ أنني لم أُصادف الدوق تحتَ تِلكَ الرسمة … حتى الآن .
” قالَ الدوق العظيم إن أسلوبها الجريء يشبه أسلوب الرسام بنديكت .”
– يُشار لأسم بنديكت شخص مميز بالحكمة أو البركة –
” بما أنهُ مُتمكن في الفنون ، فلا شك أنَ كلامهُ صحيح “
إحمرَّ وجهيّ مِن حوارِ لوكاس وهيستيا .
لا أعرفُ من هوَ هذا الرسام ، لكننيّ قدمتُ اعتذاري العميق له في قلبيّ لأننيّ قورِنتُ بِه .
إذا كانَ الدوق إستين قد قال ذلك فعلًا …
هل باعَ ضميرهُ للشياطين فقط لأننيّ مِن نسله ؟
كُلما سمعتُ مِثلَ هذهِ المدائح ، كنتُ أصمُت وأُعانِق نيرو بِقوة .
آسفة يا نيرو ، لقد أصبحتُ فجأةٍ وحشَ مصاصِ دِماء … أُختُكَ حقًا آسفة .
***
بينما كنتُ أقرأُ كِتابًا في المكتبة مع ريفِرس بعدَ أن أخبرني لوكاس أنهُ يبحثُ عن مُعلم خصوصيّ ليّ ، فكرتُ أنهُ إذا رآني المُعلم في هذهِ الحالة مِن الجهل ، فقد يشكُ في مستوى تعليم عائلة الدوق كونِلر .
توقفتُ عن قراءةِ الكُتب التي تحتوي على الصور وبدأت ُ بِاختيارب الكُتب التي تحتوي على نصوص أكثر .
كنتُ أطلب ُ مُساعدة ريفِرس في الكلماتِ الصعبة أو المُعقدة .
” ريفِرس ، كيفَ تُقرأُ هذهِ الكلمة ؟”
” هاه ؟ أمم ، بديل … هكذا تُقرأ . ومعناها هوَ …”
” آه ، أعرفُ المعنى تقريبًا . شُكرًا .”
” أنتِ ذكية جدًّا يا أُختي !”
بفضلِ ذكريات حياتي السابِقة ، كنتُ أفهمُ مُعظمَ معانيَّ الكلمات ، وهوَ ما كنتُ محظوظه بِه .
لكن هل يُفترض بي أن أُمدحَ هكذا مِن طفل أصغرُ منيّ بسنتين ؟
خدشتُ مُؤخرة رأسيّ وعُدر للتركيز على الكِتاب .
لم أكُن أقرأ كُتب الدِراسة بِهذا الاجتهاد في حياتي السابِقة .
كنتُ أتبعُ السطورَ بإصبعيّ وأنا أقرأُ ِبجد ، لكن الأسود كانَ مُجرد حِبر والأبيض كانَ ورقًا ، ولم أكُن أفهمُ كُلَ شيء بِوضوح .
أليسَ هذا دليلاً على فشلِ التعليم القائم على الحفظِ والتسميّع ؟
في النِهاية ، وبسبب إرهاق عينيّ مِن النصوص ، صرختُ ” آه “ وتمددتُ بِقوة ، فنظرَ إليّ ريفِرس مِن فوق كِتابة .
خشِيتُ أن أكونَ قد أزعَجتُه، فكِدتُ أقولُ لهُ ألا يَهتمَّ بي ويُركِّزَ على قِراءتهِ ، لكنَّهُ ابتَسمَ لي بإشراقٍ وبدَأَ يُمْدحُني مُجدَّدًا .
” أنتِ رائِعَةٌ حقًّا يا أُختِي .”
“… فجْأةً ؟”
” تَدرُسِينَ بِجدٍّ ، وتَرسُمِينَ جيِّدًا أيضًا !”
شَعَرتُ بالحرَجِ مِن كَلِماتهِ وهوَ يَتحدَّثُ بِعينينِ مُتلألِئتَينِ .
ريفِرس هوَ مَن يَرسمُ جيِّدًا ويَدرسُ بِجدٍّ، ومع ذلكَ أنا مَن تُمدَحُ، مِمَّا جَعَلَنِي أَشعرُ وكأنَّنِي أتلقَّى مَديحًا مِن مُعَلِّمةِ روضة .
مِن المُدْهش حقًّا أن يكونَ هذا الطِّفلُ هوَ الشِّررير في المُستقبَلِ .
شَعرتُ بالحرَج مِن تلقِّي المَديحِ فقط ، فبادَلتهُ المَديحَ .
“أنتَ أيضًا رائِعٌ يا ريفِرس “
” أنا ؟”
” نَعم . أنتَ أصغرُ مِنِّي ولكِنكَ تُتقِن اللُّغة الإمبِراطورِيَّة بِالفِعلِ . فأنا أَجِدُها صَعبة جِدًّا .”
أنا لا أكذبُ فهيَّ حَقًّا صَعبة جِدًّا .
بَينَما كُنتُ أمدِحُه ، خَرجت شَفتِي السُّفلَى دُونَ أنْ أَشعُرَ .
بَدلاً مِن تركيزيّ على نمُوِّي الجَسديِّ ، كانَ يَجِبُ عليَّ السَّعي على نمُوِّي المعرِفيِّ .
” لَم تُتِحْ لَكِ الفرصةُ بَعد لِتَلقي التَعليم الحَقيقيّ يا أُختي ماري ! أَنا مُتأَكِّدٌ أنكِ سَتُتقِنِينَ كُلَ شَيءٍ بِسُرعةٍ عِندما يأتي المُعَلِّم الخُصُوصِيّ .”
تذكَّرتُ أستينا وهيَ تَتحدَّثُ بِلُطفٍ وتَبتَسِمُ ليّ ، بينما كانَ ريفِرس يتَحدَّثُ بِأدب .
أستينا ، أتمنى أَن تكُوني بِخَير …
آه، مَن التي تقلقُ على مَن هُنَا ؟
” أنا جاد ، هذا ليسَ مُجردَ كلام ! أمَّا أنا …”
لِأَنني بدوتُ مُتَجهمة قليلاً و أناا أُفكِّرُ في أستينا ، بدا رِيفِرس مُرتبِكًا وهوَ يُلوحُ بِيَديهِ ليُطمئِنَنيّ ، ثُم هدأَ فجاةً .
أَغمضَ عَينيه قليلًا ، فغطَّت رمُوشهُ الطَّويلةُ نِصْفَ عَينيهِ الكَبِيرَتينِ، مُكوِّنَةً ظِلَاً .
” كانَ عليَّ أن أدرُسَ بِجدٍّ حتّى يَعترِفَ بي وَالِدي وَإخْوتي …”
كُلما سمِعتُ عَن دوقية بِالُوس ، شَعرتُ بِغضبٍ يَتفجَّرُ داخِلي .
مَرَّرتُ يَدي على رأس رِيفِرس و هوَ يتحدثُ عَن عَائلته بِصوتٍ مُختنق .
رُبَّما يكونُ مِن الأفضل أن يَنمو هذا الطِّفل ليُصبِحَ شريرًا وَيُدمِّر عائلته .
الطِّيبَةُ لا تجلِبُ سِوَى الخسارة في النِهاية .
يَبدو أن العدالة تنطبق فقط على ماري كونِلر .
” سينمو ريفِرس لِيُصبِحَ أَفضل مِن أيّ شخص في عَائلة بِالُوس .”
” أُختِي …”
” ولديكَ بِالفعل قُدرات رَائعة ، أليسَ كذلِكَ ؟”
ضَحِكَ ريفِرس وقالَ مَازِحًا .
“مِثلَ القُدرة على قتل شخص مَرتين ؟”
هل تَعرفُ حقًا مَدَى قَسوَةِ التَّمثيل بِالجُثَث ؟
” ريفِرس يبدو أنكَ لا تَعرفُ ، لَكِن هل تُدركُ كم عدد الأشخاص المُرَوِّعينَ في هذا العالَم ؟”
” لَم أُقَابِل أحدًا مِنهُم بَعدُ …”
أجل هوَ وَالِدُك .
لَم أستطِعْ قَولَها بِصوْتٍ عَالٍ ، فَاكْتَفيتُ بِرَفْعِ كَتِفيّ فَقط .