كان لدى ريفِرس إحساس خفيف بِنزلة برد ، فلم يتمكن مِن الخروج لِلعب في الخارج ، ولهذا كنتُ أنا وريفِرس نجلسُ في المَكتبة و نقومُ بِالرسم .
ربما شعرَ ريفِرس بالأسفِ لأننيّ لم أتمكن مِن الخروج بِسببه ، فقد كانَ يرسمُ وهوَ يسحبُ أنفهُ بينما ينظرُ إليّ بنظراتٍ مُترددة .
كنتُ أعتقدُ أنَ ريفِرس ، منذُ ذلِكَ اليومَ الذي أظهرَ فيهِ دموعهُ أماميّ ، بإنهُ بدأ يشعرُ بِراحةٍ أكبر إتجاهي ، لكن يبدو أنني ما زلتُ أُشعِرُهُ بِبعضِ الصعوبات .
قد لا يُصدقُنيّ أحد ، لكنني أستمتعُ أيضًا بِهذهِ الأنشطة الهادِئة التي نقضيها بالجلوس .
” آسف يا أختي “
” لا بأس ، تعافَ بِسُرعة فقط “.
لقد قضيتُ أنا أيضًا فترةٍ طويلةٍ مُستلقيةٍ بعدَ وصولي إلى القصر .
ابتسمتُ لهُ بِلطف لأُظهر أنني حقًا بِخير ، فبدأ ريفِرس يُركز على رسمته وكأنَ قلبهُ قد اطمأنَ .
تساءلتُ عما يرسِمُه ، فنظرتُ خلسة إلى رسمتهِ ، فإذا به يرسمُ حقلًا من زهورِ الداليا .
كانت الزوايا والألوانَ مِثالية تمامًا .
” ريفِرس ، أنتَ ترسمُ جيدًّا !”
” رُبما لأنَ الداليا في هذا القصر الجميل جميلة جدًّا فأصبحتُ أرسمُها جيدًّا “
” اتُحِّبُ الداليا ؟”
” كانت أُمي … تُحِّب زهورَ الداليا كثيرًا …”
” لا بُد أنها كانت تتماشى مع الداليا بشكلٍ رائع ! حسنًا ، ماذا أرسمُ أنا ؟”
شعرتُ أن صوتَ ريفِرس بدأ يُصبحُ رطبًا بِالدموع ، فسارعتُ بتغيّير الموضوع .
تمنيتُ أن يبتسمَ ريفِرس بِراحة بِسرعة ، فطبطبت على ظهره بِخفة ، فابتسمَ ليّ مُتظاهرًا .
مهلاً ، ما الذي يَجِب أن أرسمهُ حقًا ؟
” هل أرسمُ نيرو ؟”
أمسكتُ قلمَ التلوين الأسود وبدأتُ بِرسم قطة .
أردتُ أن أرسمُها بِأكبرِ قَدر مِن الجاذبية ، فركزتُ بِشدة حتى بدأت شفتاي تبرُزان دونَ أن أشعُر .
لحظة ، إنَ ريفِرس يرسمُ بهذا الجمال ، وأنا أيضًا أُريد أن أرسُم جيدًا على الأقل ، بما أنني أُختهُ الكُبرى .
نظرَ إليّ ريفِرس ، الذي كانَ مُنهمكًا في رسمتهِ ، مُستغربًا صمتي ، فمدَّ رقبتهُ ليرى ما أرسُم .
آسفة يا نيرو ، لقد أصبحتُ فجأةٍ وحشَ مصاصِ دِماء … أُختُكَ حقًا آسفة .
***
بينما كنتُ أقرأُ كِتابًا في المكتبة مع ريفِرس بعدَ أن أخبرني لوكاس أنهُ يبحثُ عن مُعلم خصوصيّ ليّ ، فكرتُ أنهُ إذا رآني المُعلم في هذهِ الحالة مِن الجهل ، فقد يشكُ في مستوى تعليم عائلة الدوق كونِلر .
توقفتُ عن قراءةِ الكُتب التي تحتوي على الصور وبدأت ُ بِاختيارب الكُتب التي تحتوي على نصوص أكثر .
كنتُ أطلب ُ مُساعدة ريفِرس في الكلماتِ الصعبة أو المُعقدة .
” ريفِرس ، كيفَ تُقرأُ هذهِ الكلمة ؟”
” هاه ؟ أمم ، بديل … هكذا تُقرأ . ومعناها هوَ …”
” آه ، أعرفُ المعنى تقريبًا . شُكرًا .”
” أنتِ ذكية جدًّا يا أُختي !”
بفضلِ ذكريات حياتي السابِقة ، كنتُ أفهمُ مُعظمَ معانيَّ الكلمات ، وهوَ ما كنتُ محظوظه بِه .
لكن هل يُفترض بي أن أُمدحَ هكذا مِن طفل أصغرُ منيّ بسنتين ؟
خدشتُ مُؤخرة رأسيّ وعُدر للتركيز على الكِتاب .
لم أكُن أقرأ كُتب الدِراسة بِهذا الاجتهاد في حياتي السابِقة .
كنتُ أتبعُ السطورَ بإصبعيّ وأنا أقرأُ ِبجد ، لكن الأسود كانَ مُجرد حِبر والأبيض كانَ ورقًا ، ولم أكُن أفهمُ كُلَ شيء بِوضوح .
أليسَ هذا دليلاً على فشلِ التعليم القائم على الحفظِ والتسميّع ؟
في النِهاية ، وبسبب إرهاق عينيّ مِن النصوص ، صرختُ ” آه “ وتمددتُ بِقوة ، فنظرَ إليّ ريفِرس مِن فوق كِتابة .
خشِيتُ أن أكونَ قد أزعَجتُه، فكِدتُ أقولُ لهُ ألا يَهتمَّ بي ويُركِّزَ على قِراءتهِ ، لكنَّهُ ابتَسمَ لي بإشراقٍ وبدَأَ يُمْدحُني مُجدَّدًا .
” أنتِ رائِعَةٌ حقًّا يا أُختِي .”
“… فجْأةً ؟”
” تَدرُسِينَ بِجدٍّ ، وتَرسُمِينَ جيِّدًا أيضًا !”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 32"