أم أن لوكاس أخبرهُ عنّي وهو في طريقهِ إلى هُنا مُن دوقية بِالُوس ؟
حسنًا ، إنَ هذا مُمكِن .
“ كان لدّيَ صَديقة حينما كُنتُ في دارِ الأيتام .”
“…….”
كانت شفتي ريفِري مضمومتين على بعضهما البعض لكبحِ دموعهِ ، وكانت الطريقة التي ضغط بها شفتيه إلى الأمام تُظهر ارتيابهُ . ربّما لأنّ صديقتهُ كانت تتحدّثُ فجأةٍ عن صديقتِها فجأةٍ دونَ سبب .
أرى كُلَ شيء .
لم أتردد وواصلتُ بأفضل صوت ودّي لديَّ .
“ لقد كانت فتاة رَقيّقة ولطيفة جدًّا ، وقد أحببتُها كَثيرًا ، وكان شعرُها أَشقرَ كلون شَعْرِ ريفِري وكأنهُ قِطعة مِن العَسل الذي سيذوب في فَمِكَ إنْ وضعتَهُ بفَمِكَ . ”
“…….”
“ لذا فأنا إذا رأيتُ إحدى الفتيات الشقراوات ، فسأفترضُ بأنها رَقيّقة ولطيفة مِثلُها .”
قُلتها لأرفعَ من معنوياته ، لكنّ تعابير وجه ريفِرس لم تَتحسّن .
لماذا بحق خالق الجحيم ، هل قلتُ شيئًا خاطئًا ؟ لم يبدو وكأنهُ يُحاول حبسَ دموعهِ .
فبدا وكأنهُ يُحاول كتمَ شيء ما …… بِخلاف البُكاء .
بعد لحظه مِن الصمت ، تحدثَ ريفِرس الذي نظرَ إلى عينايّ للمرةِ الأولى ، وكان صوته ممزوجًا باليأسِ .
“ على الرُغم من أنني أعلمُ ما أنا قادِر عليه ؟”
“……. ريفِرس .”
” لقد أخبرني الجميع أبيّ وأشقائي …… بأنها قُدرة مُخيفة جدًّا ومُقرفة ..”
“…….”
“ فكيفَ جعلَ أُمهُ …….”
“ لكن أنا أشتاقُ إليها كَثيرًا ..”
ريفِرس بِالُوس و ها سو هي مُتشابِهان .
تُلام ها سو هي من قِبَلِ أقارِبها بسبب تعرُضِها للعنة أعين القِطة الشريرة في الجنازة ، ويُلام ريفِرس بِالُوس بسبب قواه المُخيفة والمُرعِبة .
ما كان يُشبهُها بهِ أكثر من أي شيء آخر كان …… الشعور بالذنب لمعرفتِكَ بأنكَ جعلتَ شخصًا تحبهُ كثيرًا على ما هو عليه الآن .
توجهتُ إلى ريفِرس وجثوتُ على ركبتي وعانقتهُ بِقوة .
كلا ، كان مِن المُفترض أن يكون من أُعانقهُ هوَ ها سو هي في جنازة جدّتها .
“ لابأس . لا عليكَ لايزال الأمر بِخير .”
“ أليسَ هذا سيئ ، الم ينتهي بالفعل ؟ ”
“ لكن لا يزال بإمكانِكَ البُكاء .”
كان غبيًا جدًّا …… حتى أنهُ لم يستطع البُكاء .
عانقتُ ريفِرس لِلحظة ، ولكن سُرعان ما ابتعدتُ عنهُ وقلتُ بأبهى صوت مُتحمس و مُشرِق استطعتُ أن أستجمعه .
” وتِلكَ القُدرة التي لديكَ ، أليست رائعة جدًّا ؟”
“ هاه ؟ ”
“ امم كلّا ، ليكُن لاحقًا ، عِندما أقوم بأعمال تِجارية أو شيء مِن هذا القَبيل .”
“…… ؟ ”
“ ليسَ عليَّ أن أدفعَ أُجور العَمل للجُثث .”
“ يا آنسة .”
بنظرتي التي كانت مَليئة بالرضا ، كانت بونيتا تُحدِق بنا ، لكِنها سارعت لتُوقِف كلامي .
نظرت إليَّ بِستغراب و قائلت : “ مِن أينَ تعلمتِ استخدام تعبير مثل أُجور العِمالة ؟“ . حسنًا ، أليسَ ما قلتهُ صحيحًا ؟
يُقال إن أكبر مُشكلة عِندَ بدء مشروع هيَ تكاليف العِمالة ، ولكن إذا استخدمتُ الجُثث ، فالأمر يبدو أفضلَ قليلاً …
“ لم أُفكر في شيء مِثل إدارة مَشروع مِن قَبل …“
نظرَ ليَّ ريفِري بتعبير مليء بالحيرة .
حسنًا ، إنهُ ما زالَ صغيرًا ، لذا هذا مُتوقع .
وأيضًا ، كونهِ مِن عائلة عَريقة ، رُبما لم يشعُر بحاجة للتفكير في بدء مَشروع .
سأُعامِلهُ بِلطف الآن وأقنعهُ لاحقًا ليعَمل تحت إدارتي .
ليو ، أعتذر مِنكَ ، مِقعدك تأجلَ قليلاً .
بينما تُراودني هَذهِ الأفكار الخَبيثة ، وجدتُ نفسيّ أبتسمُ بِلُطف أكثرَ مما توقعت .
“ على أيةِ حال ، هذهِ ليست قُدرة سيئة للغاية ، أليسَ كذلِكَ ؟ “
“ لإدارة مَشروع ؟ “
“ لا ، بل … “
“ بل ماذا ؟ “
اقتربَ ريفِرس مني أكثرَ قليلاً بعينين مُتلألئتين عِندما سماعهِ كلمة ‘ بل ماذا ‘ .
شعرتُ بِالرضا لأنهُ بدأ يُخفف حذرهُ مني .
عِندها ، كان عليَّ أن أُقدم سببًا وجيهًا لتحفيز الحماسِ لديهِ .
أغمضتُ عينيّ ، و وضعتُ إصبعي على ذقني ، وبدأتُ أُفكر .
ما الذي يُمكن أن يَكون ؟
آه !
“ بعدَ قَتل شخص تكرهه بِشدة ! “
“ بعدَ قتلهِ ؟ “
“ يُمكِنُكَ إحياؤه ثُمَ قَتلُه مرةٍ أُخرى ! “
“ آنستي !“
صرخة بونيتا بِصوت عالٍ تردد في أرجاء الحَديقة الكَبيرة .
* * *
يُقال إن عائلة كونِلو الكُبرى كانت تشهدُ أحيانًا ولادة طِفل غَريب الأطوار .
طفل يتميز بلون شَعرهِ الفَريد واللافت للنَظر .
كانت العائلة مَشهورة بشعرِها الأسود الداكن وعيونها التي تعكس لون السماء في الليل .
ولكن أحيانًا كان يُولد طفل بشَعر ذهبي يُشبه نور الشمس ، مما يُخالف القاعِدة الغَير مكتوبة .
في الحَقيقة، لم يكُن مِن الدقيق وصف هؤلاء الأطفال بالمُنحرفين ، لأن مؤسس عائلة كونِلر الكُبرى نفسهُ كان يمتلِكُ شعرًا ذهبيًا .
ومع ذلك ، في عائلة كونِلر التي حافظت على إرثها بفضل هَدية الشياطين ، لم يكُن يتم الاعتراف بهؤلاء الأطفال .
كان من المُستحيل قبولهم .
فالأطفال ذوو الشَعرِ الأشقر كانوا يفتقرون بشكل ملحوظ إلى القوة السحرية . ولهذا السبب ، لم يكُن يُسمح لهؤلاء الأطفال بحمل إسم كونِلر بالكامل .
في اليوم الذي كان من المفترض أن يَذهب إستين لإحضار ريفِرس بِالُوس ، كانت أفكارهُ مشوشة .
فكُلما نظرَ إلى شعر الطفلِ الذَهبي اللامع ، كان يتذكرُ شقيقهُ الأصغر الذي بكى بِحُرقة أمامهُ قبلَ مُغادرتهِ لعائلة كونِلر .
على الرُغم مِن أنهُ كانَ شقيقهُ الوحيد ، إلا أن الاختلاف في أقدارِهما جعلَ علاقتهُما الأخو سطحية للغاية .
في ذلـِكَ اليوم ، عِندما ذهبَ إلى منزل بِالُوس لإحضار الطِفل ، كان شقيقهُ الصغير قد أغلقَ على نفسهِ الباب ورفضَ الخروج .
فقط كأنَ مُساعدهُ بالخارج ، ينتظر لتسليمِ الطفل وأمتعتهِ . و الطفل ، بدورهِ بدا مُستسلماً تمامِا ، و منحني كتفيهِ بِالاحباط .
” إنهُ نِصف نجاح ، مورغان .”
إذا كانَ يمكن تسمية هَذهِ القُدرة نجاحًا فهي بالفعل أصبحت كذلِكَ . لو لم تكُن للطفل تِلكَ القُدرة الغَريبة ، لما كانت هُناك حاجة لإحضارهِ إلى القَصر .
إبنتهُ ماري نفسُها لم تكُن قد تأقلمت بَعد مع القَصر وكانت لا تزال تشعرُ بغرابته ، لذلك لم يكُن لديهِ مجال لقبول طِفل جديد .
ومع ذلِك ، بعد قدوم ذلِكَ الطفل ، أصبحت ماري أكثرَ إشراقًا ، وكان ذلِكَ قرارًا جيدًا في النِهاية .
حينَ تذكرَ إستين كيفَ كانت ماري في الماضي . كانت خجولة وغير مُتأقلِمة لوضعِها و رُغم محاولاتِها الدائِمة للتحدث ، كانت تَبتسم قليلاً .
جالسًا على الأريكة السوداء ، رفعَ رأسهُ نحوَ السقفِ ، محاولاً تخفيفِ توترهِ ثُمَ أغلقَ عينّيه وبدأ يُفكر في المهامِ التي عليهِ إنجازُها .
وفجأةٍ ، سمعَ صوت طرق خفيف ومُبهج .
” اُدخل .”
مِن خِلال صوت الطَرق ، استطاعَ أن يُميّز دخول لوكاس الذي اقتربَ بخطوات واثِقة ، وقفَ بجانبهِ وقال : ” السيد جيلبرت أبلغنا بأنهُ سيأتي قريبًا جدًا ” .
” هذا جيد .”
ثُمَ أضافَ لوكاس : ” وأيضًا ، نحنُ نبحثُ في أمر مُعلمة خاصة للآنِسة ماري .”
” حسنًا …”
في الآونة الأخيرة ، أبدت ماري اهتمامًا كبيرًا بثقافة الإمبراطورية ولغتِها . لِذا كانوا يُحاولون العثور على مُعلمة تتناسب مع اهتِماماتِها .
كانت الفتاة تفتقر إلى التعليم الأساسي ، لكن هذا كانَ مُتوقعًا . ومع ذلِكَ ، تعلمت القِراءة بشكل سَريع ، مما يدل على ذكائها الفطري .
ثم قال إستين بتردد : ” مِن الأفضل أن تكون المُعلمة سيدة .” – المَــقصد تكون مُعلمه مُتزوجة –
” حقًا ؟ قد تمنعني مِن الاقتراب منها بهذا الشَكل ” .
” لو كانَ الأمر بيدي ، لفعلتُ ذلِكَ ” .
ضحِكَ لوكاس بطريقة مازِحة ، لكن إجابة إستين كانت تحمل بعض الجدية .
أومأ لوكاس بشكل إيجابي ، مُعترفًا أنه يجد ماري ظَريفة للغاية ، خاصةٍ عندما تظهر تعبيراتها الواضِحة .
لكنها لا تجرؤ على التعبير بالكلِمات .
ثم قال إستين وهو يشير برأسهِ : “ لو انتهيتَ ، يُمكنُكَ المُغادرة “ .
انحنى لوكاس بأدب ، لكنه قبلَ أن يُغادر ، استوقفه إستين قائلاً :
“ آه ، لوكاس “ .
“ أجل ؟ هل هُناك شيء آخر ؟ “.
“ هُناك أمر واحد أُريد توضيحه “.
“ ما هوَ ؟“
قال إستين بابتسامة خافِتة : “ أنا أول من لمسَ رأسَ ماري “ .
تفاجأ لوكاس مِن هذا التعليق الغير متوقع . وبينما حاول إستيعاب كلمات سيده ، ابتسمَ بتردد وغادر الغُرفة .
وفي المَمر ، ضحِكَ لوكاس بِخفة ، قائلاً : “ يبدو أنك وقعت في حُبِّها تمامًا “.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 31"