رفرفت رُموش هيستيا ، مما أحدث ظلًا باهتًا في زوايا عينيها .
” و إذن .”
” مـاذا ؟”
“ أعاد ريفِرس جسد دوقة بِالُوس إلى القصر …”
***
كانت تنبعث من والدتي رائحة التراب القديم .
كان ذلك الرجل المُدعى بالدوق الأكبر ، والذي رأيته لأول مرة في جنازتها ، قد جاء مرتديًا ملابسه ليقدم احترامه للعزاء ، وقد تناسق زيه مع شعره الأسود بشكلٍ لافت ، مما أعطى حضورهُ في الجنازة طابعًا كئيبًا و حزينًا .
لم يكن للأمر علاقة بمدى حزنه على وفاة والدتي .
فقد قال إنه كان يبحث عن إبنتـه الصُغرى ، التي فُقدت عند ولادتها ، مُـنذ تسعِ سنوات .
وبعد مراقبتي لدوق الأكبر في هدوء تام و لمدة قصيرة ، نظرت إلى والدي ، دوق بِالُوس ، الذي كان يقف بجانبه .
‘ إذا اختفيتُ يومًـا ما ، هل سيقضي أَبِي تسعَ سنوات في البحث عنّي ؟‘
وُلِد ريفِرس بِالُوس في سرّية تامة .
بعد وفاة زوجته ، بحث دوق بِالُوس عن أكثر النساء بـسواد الشعرِ والعينين في دوقيته واتخذ إحداهم تحت رعايــته .
كانت إبنه لِـمُزارع مُتواضع في جبال بِالُـوس .
وقد هزّ ارتفاع مكانتها الفاحـش الإمبراطورية بأكملها .
أراد شيئًا واحدًا فقـط .
إبنة بشـعر أسود جميل يُشبه الليل المُظلم .
سأبكي على لون عينَيّكِ بأي طريقة مُـمكنة ، لذا أرجوكِ يا إبنتي ذات الشعر الأسود .
فل تُصبحــي مــاري كونِلــر .
كان هذا هوَ إنتقام مورغان لنفسه .
لقد حُرم من لقب الدوق الأكبر لأنه لم يكن لديه شعر أسود وعينين سوداوتين .
يا للسخــرية .
فحتى أي طفله تمتلك شَعرًا أسود وعينين سوداوَيْن كان من الممكن أن تكون ماري كونِلر .
كانت المرّة الأولى الّتي إبتسم بها لإبنة المُزارع الّتي قام بإحتضانها عازبة ولم يكن لديها ما تفعله سوى أن تُنجب لهُ طفلاً .
كانت تُريدُ شيــئًا واحدًا فقط .
أرجوا بأن ألا يتأذى طفلي .
حتى لو كان والد طفلي لا يروق له مظهرُ طفلي ، فلا ينبغي أن يُعرضه للأذى .
ولكن بينما كانت تنظر في عينيّ دوق بِالُـوس المُتطلعتين ، بدأت أُمـنياتها تُشبه أُمـنياته .
نظرت إلى السماء ليلاً وتمنّت أن تُرزق بإبنة بمثل لــون شَعره .
وَلكنِ الذِي وُلِــد …….
أشقر وذو عينين زرقاويين ، و قد كان إبنًـا .
سُجن الطفل عديم الفائدة مع والدته في أعلى بُرج في القـصر .
وفي الوقت الذي كان دوق بِالُـوس قد بدأ في البحث سراً عن امرأة أخرى ذات شعرًا أسود مرة أخرى ، تُوفيت الأُم .
وفي نهاية الأمر ، وصل خبر العثور على ماري كونِلر من دار الأيتام .
وبعد شهر من الجنازة اكتُشفت قدرات ريفِرس بِالوس .
ومع مرور كلّ يوم يمرّ على الطفل ، الذي لم يُدرك أبدًا مفهوم الموت ، أصبحَ الطفل يُدرك بأنّ الموت يعني ” عدم رُؤية والدته مُجددًا “.
لقد كانت هي الشيء الوحيد إلى جانبه في هذه الدوقية الشاسعة و المهجورة ، وكان فقدان دفئها نقصاً كبيراً بالنسبة للطفل مثلما كان القصر نفسُه نقصاً للجميع .
ولأنه غير قادر على التأقلُم مع شعور الوحدة الذي سيطر عليه فجأةً ، فإنه يستلقي وحيدًا في فراشه ليلاً ويتمنّى أمنيّة لا يستطيع تحقيقها .
‘ أتمنّى أن تعود أمّي لتُـعانقنـي بقوّة ……‘
كانت تِلك الأُمنية بداية لكل المشــاكل .
وفي مُنتصف الليل ، عندما كان الجو هادئاً جداً لدرجة أن صوت الرياح كان مرتفعاً على غير المُعتاد ، طرق أحدهم باب قصر بِالُوس .
وأُغمي على الخادمة التي فتحت الباب في ذلك اليوم على الفور ، وذهب ” الشخص ” الذي طرق الباب مُباشرةً نحو أعلى القصر .
احتضن ” الشخص “ الطفل بقوة أثناء بُـكائه على السرير حتى نام .
لقد كانت والدته ، كانت رائحتُها مثل رائحة التُـراب القديم .
كانت درجة حرارة جسدها الدافئة و الحنونة أقل بكثير مما يتذكره ، ولكن كان بإمكانه أن يعرف بأن هذا ‘ الشيء ‘ الذي يحتضنه هو والدته .
هوَ فقط ، علِمَ فحسب .
***
وحينما أرسل دوق بِالُوس الطّموح ليقول بأن إبنه الصغير قد ظهرت عليه قوى هائلة وأنه بحاجة ماسة إلى مجيء أحد ليساعده عاجلاً ، فلم يصدّقه أحد في قصر كونِلر .
ولكن عندما عَلِم الأرشيدوق إستين أن الطفل يمتلك قدرات خطيرة تُسمى بالسحر الشيطاني ، لم يكن أمامه هو ولوكاس خيار سوى الذهاب لإحضاره.
ويُقال بإن والد ريفِرس بِالُوس وهو الدوق بِالُوس ، رفض تربية طفله .
وكانت حُجّته في أن هذه موهبة شيطانية ويجب أن تتولى دوقية كونِلر الكُبرى رعايته .
“ أوه …….”
أمسكت بونيتا بيديها معًا وغطَّت فمها كما لو كانت في حالة صدمة .
لقد شعرتُ بصدمة كبيرة عندما أدركت أن ريفِرس بِالُوس ، الذي كنت أعتبره شريرًا عابرًا ، كان له مثل هذا الماضي الكارثيّ .
لا أستطيع أن أتخيّلَ شعوره عندما يكتشف بأن والده البيولوجي رفض تربيته .
فما خطر عقله عندما رأى زوجته الميّتة تعود إلى الحياة أو بالأحرى بجثه ميّتة .
لا يمكنني تخيّل ما الذي يجب عليه القيام به ، ولكن …… هذا لا يعني أنه ليس لديه إبن ليقوم برميه بعيداً .
تذكرتُ عندما كُنت ها سو هي ، في جنازة جدتي لأمي .
في ذلك اليوم الذي أغمضتُ فيه عيناي متبعةٍ وصيةَ جدتي لأمي بأن لا أبكي ولا أُظهر ضعفي أبدًا .
في ذالكَ اليوم عِندما حاولتُ تجَاهل شتائم أقاربي بسبب عينيّ القَطَّةِ خاصتي وهي السَّامَه و اللَّئيمة و المَلْعونَةِ التي تسبّبت بِـهذا .
في اليوم الذي خرجت فيه جدتي لأمي فجأة من وراء السرير الذي كنتُ فيه مريضة وعانقتني بقوة ، وتمنت بشدة لو كان بإمكانها ركل مؤخرات هؤلاء الناس .
لانها لم تكُن تُدرك بإن هذا النوع من المشاعر موجود وليس لديهم رحمه حتى يتمكنوا من تربية طفلة صغيرة لأنها تتمتع بهذهِ الصفات .
لكن أخبرتني بأن هُنالِكَ شخصاً ما يُدعى بــأبّي .
وقد أخبرتني بأن أبي راني قد تعرضتُ لِلدغة من حشرة و قد أحضر لي شيئاً ليُـساعدني على التعافي !
…… على الرغم من أنّه لم يجدني حتى عاميَ التّاسع .
عندها أدركتُ فجأةٍ بأن ريفِرس بِالُوس يُشبهني بكوني ها سو هي ، فإن ذلك يعتبر له بمثابة خطوة كبيرة .
لكن لا أستطيع التأكد من ذلك لأنني لم ألتقي بها بعد …….
مهلاً ، إذا كان ريفِرس بِالُوس يُشبه ها سو هي ، إذاً ماري يجب أن تُشبه لي سول بي . – شخصية في لعبة كورية تُصبح يتيمه بسبب هجوم الوحوش من الفضاء لتُقرر بأن تُكرس حياتها في قتلهم -.
حسناً، الآن بعد أن فكرتُ في الأمر لا أعتقد بأنّنا متشابهتان .
سوف أُلغي الفكرة .
***
“ لقد أوشكَ سمو الأرشيدوق على الوصول !“
وعند سماع كلمـات الخادم ، نزلتُ بتصلّب من كرسيي الموجود عِـندَ الطاولة التي كُنت أرسمُ عليها .
سأضطر إلى الخروج لتحيته …..
لقد تأخر للوصول إلى القاعة .
كان من الواضح أنه يمشي من تلقاء نفسه ، ولكن إذا رآه أي شخص سيتساءل عما إذا كان هُناك رجل خفي يسحبُه .
من الأشياء التي تجعل الأب والدًا عندما يرى إبنته قادمة لتحيته .
لِتُقدّم إليها أفضل تحية أيضًا حتى تستدعي رسامًا لتجسيدها في لوحة فـنية .
سرحتُ شعري الذي يصل طوله إلى صدري وراء أُذنيّ ومسحتُ تنورتي .
” هيا ، لنذهب .”
صفعتُ وجنتيّ وشدّدتُ من عزيمتي .
لقد تعرّضتُ لحادث ووالدي لم يراني مُنذ فترة طويلة ، لذا من الأفضل أن أبدو بمظهر جيّدًا .
لقد أنفقتَ علاجكَ الثمين عليّ …..
حسنًا أنا ذاهبه لُأُلقي نظرة جيدة على الشرير
” هل أنتِ اتيه لتحيّة الأرشيدوق ؟”
كانت هيستيا قد وصلت بالفعل من أجل إلقاء التحيه .
تسلّلتُ إليها ووقفْتُ بجانبها ، فحيّتني وربّتت على رأسي .
أومأت برأسي بتردد وأنا واقفة على قدميّ .
“ لقد وصل الأرشيدوق !”
صرخَ الخادم وفتحَ الباب الكبير ، ودخل الأرشيدوق إستين إلى القصر .
فخلع معطفه وسلّمه إلى الخادم ، واتسعت عيناه في دهشة عندما رآني .
عندما بدا تفاجؤه غريبًا عليّ كنت أدق على الأرض بمقدمة حذائي الأيسر عندما دفعتني هيستيا من ظهري.
“ سوف ينتهي الأمر ، فهو الآن في المنزل ، أليس كذلك ?!”
“ بفتت .”
وبينما كان ظهري يُدفع من قِبل هيسيتا ، ألقيتُ التحية بشهقة وسمعتُ ضحكاتٍ وراء الأرشيدوق استين .
لم أستطع رؤيته ، لكنني استطعت سماعه .
“ ذهبتُ و عُدت .”
أجل ، إنهُ لوكاس …..
حدقتُ في لوكاس وهو يلوّح لي ، فتسلل الندم إلى قلبي .
هل تماديت كثيرًا ….؟
“ أجل .”
“ ……. ”
“ لقد عُدت .”
“ أجل بـ …….”
“ يسعدني بأنّ أراكِ على ما يُرام . .”
الآن ، هل الأرشيدوق إستين إبتسمَ …..؟
وضعتُ يدي على عينيّ وفركتهما قليلاً ، وتساءلتُ عما إذا كان ما أراهُ حقيقيًا .
انبهرتُ بنظراته إليّ .
نظرْتُ إلى الأرشيدوق إستين ، الذي كان يبتسم لي قليلاً ….. شعرتُ بقلبي ينبض في صدري .
.. لذا
لقد كنتُ أُلقي التحيّة على والدي .
فابتسم لي ، وابتسمتُ أنا أيضاً إليه .
كنتُ غارقةً في شعوري بدفء والدي في هذه الّلحظات حتى رأيتُ شخصًا بين قدمَيْ لوكاس .
‘ لا بد بأنهُ هوَ ‘ .
كان هذا لقائي الأول مع ريفِري بِالُوس .
***
وكان يبدو ريفِرس بشعر مُجعَّد بلون ذهبي عسلّي وعينين زرقاوين يبدو مثلَ أستينا .
كان الجوّ المُحيط بي متفوقًا بشكل استثنائي ، حيث كان هناك شخص أصغر منيّ سنًا وأكثر نُضجًا منيّ .
عفوًا ، لكنه يبدو أطول قليلاً أيضًا .
هذا غير عادل بالنسبة لي . فهو نوعاً ما طفل في الثامنة من عُمره .
حسنًا، فالنمور مثل القطط الصغيرة عندما تكون أشبالًا ، لكن هذا المظهر المَلائكي أجمل من أن أُصدق بأنه سيكون شريرًا …..
“ مـاري كونِلــر .”
“ أجل ؟ ”
فكنتُ أُراقبه بتمعّن حتى نادى الأرشيدوق بإسمي ، فنظرتُ إليه مُستغربه .
فنظرَ إليّ وقالَ بلا مُبَالاَة ..
“ هوَ سيَكون شـقيّقُكِ .”
“ اوه ….”
عمــل عــلى الفصــل : 𝒻𝑒𝒻𝑒
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 29"