الفصل 83

 

“…….”

 

 

كانت كلماته منطقية.

 

 

كان محقًا في أن ليمون سيكون المتضرر إذا اختفيت فجأة، متجاهلاً كل شيء آخر.

 

 

‘لم أكن أعلم أن كارديان قد ذهب إلى هذا الحد.’

 

 

أطلقت تنهيدة عميقة وأومأت برأسي.

 

 

“فهمت. سأثق بك.”

 

 

“شكرًا. الآنسة ليفيا لطيفة بالفعل.”

 

 

قبل أن تنتهي كلماتي، ابتسم ليمون بلطف كما لو أنه لم يُظلم أبدًا.

 

 

كالعادة، انتقلت أنا وليمون إلى مقاعدنا المخصصة.

 

 

في الحقيقة، لم يكن انتقالًا حقيقيًا؛ فقط جلسنا عند مكاتبنا.

 

 

بمجرد أن وضعت اليوميات التي جلبتها، أبدى ليمون اهتمامًا.

 

 

“ما هذه اليوميات؟”

 

 

“هل تريد رؤيتها؟”

 

“هل يمكنني؟”

 

“نعم.”

 

عرضت اليوميات على ليمون.

 

كما يليق بقائد النقابة الذي يجمع المعلومات، قلب اليوميات بعيون مهتمة.

 

 

لكن سرعان ما أصبح تعبيره غامضًا.

 

 

“هذا…”

 

 

“كيف يبدو؟”

 

 

“حسنًا، بالتأكيد ليست اللغة الإمبراطورية. إيلونية؟ ليست كذلك أيضًا. ريفية؟ ولا هذه. ولا اللغة القديمة.”

 

 

فجأة، بدا أنه فهم ونظر إليّ.

 

 

“إنها شيفرة، أليس كذلك؟”

 

 

أومأت.

 

 

“هذا صحيح.”

 

 

“لكنها غريبة. لم أرَ شيفرة بهذا الترتيب والشكل من قبل.”

 

 

“سيكون كذلك. إنها شيفرة صنعها فرد للاستخدام الشخصي.”

 

 

“آه، فهمت. في هذه الحالة، إنها شيفرة مصنوعة جيدًا جدًا. عادةً، الشيفرات التي يصنعها الأفراد تكون مهملة لدرجة أنها تُكشف بسهولة.”

 

 

“ذلك لأنها صُنعت بواسطة أستاذ في الأكاديمية الإمبراطورية. ليست مهملة لهذه الدرجة.”

 

 

عند ذكر أستاذ في الأكاديمية الإمبراطورية، أضاءت عينا ليمون.

بتعبير جشع، سألني،

 

 

“هل يمكنني أخذ هذه اليوميات معي؟ سأدفع لكِ بسخاء.”

 

 

كان ذلك منطقيًا.

 

 

يوميات قديمة استخدمت كشيفرة بواسطة أستاذ في الأكاديمية الإمبراطورية.

 

 

يبدو أنها قد تكون مليئة بالأسرار.

تستحق الرغبة بالفعل.

 

 

ومع ذلك.

 

 

“لا يمكن ذلك. مهما كان الثمن، لا أستطيع تسليمها. لكن.”

 

 

بينما استعدت اليوميات، واصلت الحديث.

 

 

“يمكنني مشاركة المعلومات.”

 

 

“حقًا؟”

 

 

بينما سأل بعودة بوجه متفاجئ، أومأت.

 

 

“بعد كل شيء، نحن نتعاون.”

 

 

هذا يعني شيئين.

 

 

أولاً، لا تنسَ أن علاقتنا تعاون.

ثانيًا، لا مشاركة للمعلومات إلا ما هو ضروري لأهدافنا.

 

 

‘حتى لو كان مجنونًا، إنها خصوصية.’

 

 

حتى لو كان يُفترض أنه ميت، لم أرد مشاركتها بشكل عشوائي.

 

 

إنها مسألة أدب أساسي.

 

 

يبدو أنه فهم أفكاري، على الرغم من الأسف، أومأ ليمون.

 

 

“لكن الآنسة ليفيا، هذه اليوميات مشفرة، هل يمكنكِ فك تشفيرها؟”

 

 

ألمح إلى وجود خبير فك التشفير في نقابته.

 

 

لكنني هززت رأسي بحزم.

 

 

“خلال أيامي في الأكاديمية، كنت أنا وهذا الأستاذ على علاقة وثيقة إلى حد ما. في ذلك الوقت، تعلمت أيضًا كيفية فك هذه الشيفرة.”

 

 

“يجب أن يكون قد قضى وقتًا طويلاً في صنع شيفرة معقدة كهذه، لكنه شاركها مع طالبته.”

 

 

تحدث ليمون، وهو ينظر إليّ.

 

 

“ليفيا، يبدو أنكِ محظوظة جدًا.”

 

 

“…أفترض ذلك.”

 

 

أردت أن أبقى غير مبالية، لكن ابتسامة مريرة تشكلت لا إراديًا.

 

 

هو، الذي كان يراقب وجهي بصمت، غيّر الموضوع فجأة.

 

 

“كيف استمتعتِ بحفل الأكاديمية؟ أنا متأكد أنه كان مثيرًا للغاية زيارة مدرستكِ القديمة بعد كل هذه السنوات.”

 

 

مال رأسي عند كلماته.

 

 

“لدي سؤال متعلق بذلك.”

 

 

“ما هو؟ من فضلك، أخبريني.”

 

 

تقوست عينا ليمون كالقمر الهلالي، وهو يبتسم، مشيرًا إلى أنه سيجيب على أي سؤال.

 

 

ترددت للحظة قبل أن أتحدث.

 

 

 

“هل كان هناك أي تقرير من الأكاديمية؟ مثل أن أحدهم مات أو اختفى…”

 

 

“هوه…؟”

 

 

أضاءت عيناه عند كلماتي.

 

 

ثم هز رأسه.

 

 

“لا، لم تصلنا أي تقارير من هذا القبيل.”

 

 

“لا شيء؟”

 

 

 

أنا، التي كنت أُعد قلبي للإجابة، ذهلت من الرد.

 

 

“ها، ولا واحد؟ حتى هذا الصباح؟”

 

 

“نعم. بالطبع، الأكاديمية منطقة غير قابلة للانتهاك، لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع الدخول، بل إن أعضاء نقابتنا منتشرون حولها. إذا مات أحدهم أو اختفى، نعلم بذلك من خلال أعضاء نقابتنا. لكن…”

 

 

انخفضت نبرة صوته.

 

 

ابتلعت وانتظرت ما سيقوله بعد ذلك.

 

 

لكن، كاسرًا التوتر، ابتسم وقال.

 

 

“لم تكن هناك تقارير من هذا القبيل. سارت الاحتفالية دون عوائق، وبعدها عادت الأكاديمية إلى روتينها اليومي.”

 

 

“حقًا…”

 

 

كيف يمكن أن يكون ذلك؟

 

 

نظرت إلى ليمون بعيون متذبذبة.

خبر الموت قد يكون ممكنًا.

 

 

كانت الغابة عميقة ونائية للغاية وحتى ذهبت إلى حد الاختباء في كهف.

 

 

سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً ليجده أحدهم.

 

 

لكن من غير المعقول عدم وجود تقرير عن شخص مفقود.

 

 

لم يكن طالبًا عاديًا، بل أستاذًا.

 

اختفى لما يقرب من عشرة أيام دون كلمة؟

 

 

‘هل هذا منطقي؟’

 

 

ما لم يكن هناك شخص يحاول محو الأدلة، فهذا مستحيل.

 

 

“آه، بالمناسبة…”

 

 

صفق كما لو تذكر شيئًا.

 

 

انتزعتني من أفكاري بالصوت، نظرت إليه بعيون متفاجئة.

 

 

“سمعت بعض المعلومات أن أستاذًا استقال فجأة.”

 

 

“استقال فجأة؟”

 

 

“نعم، من قسم اللاهوت…”

 

 

رفع حاجبه، يدرس تعبيري، ثم انفرجت شفتاه.

 

 

“جيفري كوسبرت.”

 

 

“…”

 

 

“قبل أسبوع، قدم فجأة خطاب استقالة وترك العمل. وتم شغل المنصب مؤقتًا بواسطة كاهن من المعبد.”

 

 

“…هل قدم خطاب الاستقالة بنفسه؟”

 

 

“جلبته عائلته. أخذوا كل شيء معهم.”

 

 

تسللت قشعريرة أسفل عمودي الفقري.

 

 

“هذا مستحيل.”

 

 

هززت رأسي، ومال ليمون برأسه.

 

 

“مستحيل؟ ما الذي مستحيل؟”

 

 

“جيفري… جيفري كوسبرت، ليس لديه عائلة.”

 

 

سمعت ذلك من جيفري نفسه.

 

 

لقد قُتلت عائلته بالكامل في اقتحام منزلي.

 

 

أصيب جيفري لكنه بالكاد تمكن من البقاء على قيد الحياة.

 

 

ومع ذلك، أدى ذلك الحادث إلى زوال عائلة جيفري بالكامل، وذهبت جميع الممتلكات المتبقية إلى أيدي أقربائه.

 

 

لذا، قطع جيفري كل علاقاته مع أقربائه تمامًا.

 

 

على العكس، كان جيفري يحقد على أقربائه. لأنهم أخذوا كل المال، لم يستطع حتى إقامة جنازة لائقة.

 

 

لكن فجأة ظهرت عائلة جيفري وقدمت خطاب استقالة واختفت؟

 

 

حتى لو كان هناك أفراد عائلة لم أعرف عنهم، فإن التوقيت كان مصادفة كبيرة.

 

 

“هل هناك أي معلومات أخرى؟ لا يجب أن تكون متعلقة بالاختفاء أو أي شيء. إذا كان هناك أي أخبار ملحوظة بعد الحفل، من فضلك أخبرني.”

 

 

سألت بأيدي مرتجفة.

 

 

حدق بي ليمون وتحدث ببطء.

 

 

“كان هناك حريق.”

 

 

“حريق؟”

 

 

أومأ ليمون.

 

 

“لم أره مباشرة، لكن يُقال إن دخانًا أسودًا ارتفع من زاوية الأكاديمية. استغرق الأمر وقتًا طويلاً لإخماده باستخدام سحر الماء.”

 

 

“…هل تلك المنطقة في الاتجاه الشرقي للأكاديمية بالصدفة؟”

 

 

عند ذلك، ضحك ليمون وأجاب.

 

 

“أنتِ تعرفين جيدًا.”

 

 

“….”

 

 

‘إنه أمر لا لبس فيه.’

 

 

‘إنه مؤكد.’

 

 

الباب الذي هربنا منه أنا وكارديان كان الباب الخلفي إلى الشرق.

 

 

بما أن المسافة من الكهف إلى الباب الخلفي لم تكن بعيدة جدًا، إذا كان هناك حريق، لكان يبدو أنه في الطرف الشرقي من أراضي الأكاديمية.

 

 

غطيت شفتيّ.

 

 

تحول الشك إلى يقين.

 

 

“…جيفري كوسبرت ميت.”

 

 

“ميت؟”

 

 

سأل، عيناه تلمعان.

 

 

أومأت برأسي.

 

 

على أي حال، كان هذا شيئًا كنت أنوي مشاركته مع ليمون.

 

 

لأنه من الواضح أن له صلات عميقة بالمعبد القديم.

 

 

بدا قلقًا عميقًا بينما واصلت إخباره بما حدث في الأكاديمية.

 

 

مع تقدم القصة، أصبح تعبيره أكثر جدية، لكن عينيه لمعتا أكثر من أي وقت مضى.

 

 

“…لذا، هربتِ أنتِ وسموه من الباب الخلفي.”

 

 

“بعد ذلك، كان هناك حريق، وشخص لا وجود له ظهر فجأة، قدم خطاب استقالة، واختفى.”

 

 

“هذا صحيح.”

 

 

“إذًا هناك إجابة واحدة فقط.”

 

 

خدش ليمون ذقنه، كاشفًا عن أسنانه بابتسامة ماكرة.

 

 

“شخص ما محا الآثار عمدًا.”

 

 

*ੈ✩‧₊˚༺☆༻*ੈ✩‧₊˚