━━━●┉◯⊰┉ الفصل 9 ┉⊱◯┉●━━━
عضَّ ابنُ عمّي شفتَيْه.
“هلْ كنتِ مريضةً أصلًا؟ أمْ أنَّ هذا الألمَ بسببِ استنشاقِ السُّمِّ؟ تبدو أعراضِكِ مختلفةً عنهم، أنتِ كنتِ مريضةً منْ قبلُ، أليسَ كذلكَ؟ كيفَ لمريضةٍ أنْ تتناولَ السُّمَّ بغباءٍ… لكنَّه ليسَ سُمًّا قويًّا، أليسَ كذلكَ؟”
‘أعطني فرصةً لأتكلَّمْ!’
أدركتُ أنَّه، بعدَ سنواتٍ منْ رعايةِ والدِه المريضِ، أصبحَ لديهِ عينٌ ثاقبةٌ.
كانَ ينظرُ إليَّ كمريضةٍ الآن.
“لمَ لا يتوقَّفُ النَّزيفُ؟”
“أمم، هذا…”
“حسنًا، أنتِ ستموتينَ، أليسَ كذلكَ؟”
“ماذا؟”
شحبَ وجهُ ابنِ عمّي، هايك كيوون، الوسيمُ جدًّا.
“كنتُ أشعرُ أنَّ شيئًا ما يبدو غريبًا. لو كنتِ سليمةً، لأُرسلتِ إلى قاعة يونغ هيون في المنزل الرئيسي مثلَ ابنةِ العمِّ الثَّاني.”
‘يقصدُ البطلةَ؟’
‘لقدْ أُرسلتْ إلى هناكَ لأنَّها أظهرتْ
علاماتِ موهبةٍ منذُ الصِّغرِ.’
أمَّا أنا، فبسببِ ضعفِ جسدي وعدمِ وجودِ
تلكَ العلاماتِ، أُرسلتُ إلى هنا معَ أبي…
‘على أيِّ حالٍ، أعطني فرصةً لأوضّحَ!’
“اسمعْ، أنا بحاجةٍ إلى دلوِ الماءِ ذاك…”
“ماءٌ؟ تريدينَ شربَ الماءِ؟”
لحسنِ الحظِّ، أحضرَ كيوون دلوَ الماءِ. لكنْ، قبلَ أنْ أفتحَ الغطاءَ، انتزعَه منّي.
رفعَ كيوون يدَه ومسحَ وجهي بقطعةِ قماشٍ بقوَّةٍ.
“آه، م-ماذا، توقَّفْ، ماذا تفعلُ؟”
“استنشقتِ دخانَ السُّمِّ، المسحُ أمرٌ أساسيٌّ. تعرفينَ هذا، فلمَ تتصرَّفينَ هكذا؟”
شعرتُ بالظُّلمِ وهو يفركُ وجهي بقوَّةٍ.
“توقَّفْ، كفى!”
“كفى؟ ليسَ بعد! سأمسحُ وجهكِ أكثر!”
‘كلا، أقصدُ إنَّ الماءَ سيكون كافيًا لشفائي فقط دونَ الحاجة لفرك وجهي هكذا!’
‘يا إلهي! أنا أتألَّمُ!’
***
بعدَ قليلٍ.
كنتُ جالسةً بوجهٍ متجهّمٍ أمامَ ابنِ عمّي.
“…إذنْ، تقولينَ إنَّ لديكِ قدرةَ الشّفاءِ؟”
“أجلْ، ألمْ ترَ؟”
أوضحتُ سوءَ الفَهمِ. أمْ أنَّني لم أوضحهُ بعد حقًّا؟
على أيِّ حالٍ، استخدمتُ قدرتي أمامَ كيوون لشفاءِ جسدي، لكنَّه بدا غيرَ مصدّقٍ.
‘ظننتُ أنَّ وجهي سينخلعُ منْ شدَّةِ الفركِ.’
اختفى الاحمرارُ النَّاتجُ عنِ الفركِ معَ قوة الشّفاءِ.
“إذن أنتِ جئتِ لتشفي والدي؟”
“أجلْ.”
“وقدْ بدأتِ بالفعلِ في علاجِ العمِّ الثَّاني، وكانَ هناكَ تحسّنٌ؟”
“أجلْ!”
أخبرتُه عنْ بي رانغ أيضًا. وكانَ منَ الأفضلِ لو كانَ بي رانغ هنا ليرى كيوون كيف تحسن.
‘ربَّما حانَ وقتُ استيقاظِ ذلكَ الرَّجلِ.’
حسبتُ الأيَّامَ، لكنْ لا يزالُ استيقاظهُ مبكّرًا. سيستغرق بعض الوقت أكثر.
‘هذا لا يساعدُ، لا يساعدُ.’
‘أن عمي ذاك كأميرةٍ نائمةٍ في الغابةِ لا تفيدُ بشيء!’
“فهمتُ كلَّ شيءٍ. يبدو كلامُكِ خياليًّا، لكنْ بما أنَّكِ أظهرتِ قدرتَكِ…”
نظرَ إليَّ كيوون بعدَ تفكيرٍ ثم قال:
“لكنْ، لا أستطيعُ إرشادَكِ إلى والدي.”
“لمَ؟ أتظنُّ بأنَّني أكذبُ؟”
“لا.”
هزَّ كيوون رأسَه وقال:
“والدي الآنَ في فترةِ هوسٍ جنوني. لقدْ أنغلق على نفسهِ مُنعزلًا عنْ الجميعِ.”
هايك بيوان.
بالنّسبةِ إليَّ، هو عمي الكبيرُ.
مرضُه يُسمَّى ‘الجنون’.
الألقابُ: المجنونُ، الوحشُ.
فتراتُه تنقسمُ إلى عاديّةٍ وهائجةٍ. عندما يهيجُ، لا يستطيعُ أحدٌ إيقافَه.
‘قبلَ مرضِه، كانَ محاربًا عظيمًا، ينافسُ على المركزِ الأوّلِ أو الثَّاني.’
بقدرتِه على التَّحكّمِ بالبرقِ، إحدى قوى الطَّبيعةِ التي يستخدمُها الشَّرقيّونَ، إلى جانبِ قوَّتِه البدنيّةِ، كانَ الإمبراطورُ يتوقُ إلى ضمِّه إلى جانبه…ولكن هذا قبلَ مرضِه.
“يجبُ انتظارُ انتهاءِ هذهِ الفترةِ.”
‘إنْ كانَ الأمرُ كذلكَ، لا خيارَ لدي.’
لقدْ رأيتُ عمي الكبير، هايك بيوان، في حياتي الأولى.
لقدْ متُّ بسببِ هيجانِه.
“حسنًا، سأعودُ حينَها.”
“انتظري لحظةً.”
‘ماذا؟’
توقَّفتُ وأنا أنهضُ.
“قرَّرتُ.”
‘قرَّرتَ ماذا؟’
“حتَّى لو أصبحَ عددُ المرضى اثنينِ بدلًا منْ واحدٍ، فإنَّ واجبي لنْ يتغيَّرُ.”
‘ما الذي يتحدَّثُ عنهُ فجأةً؟’
“خلصتُ إلى أنَّه لا مشكلةَ في رعايتِكِ أيضًا.”
“ماذا؟”
‘أنا لستُ مريضةً!’
“لمَ ترعاني أنتَ؟”
‘صحيحٌ أنَّ عمري قصيرٌ ويبدو أن حياتي لن تكون طويلةً إذا أستمرتْ هذه المصائبُ يوميًا، لكنْ ذلكَ أمرٌ سأفكّرُ فيهِ لاحقًا.’
“لمْ يُحلَّ سوءُ الفَهمِ بعدُ؟ أنا لستُ مريضةً!”
“تريدينَ قولَ ذلكَ، أفهمُكِ. والدي أيضًا لمْ يعترفْ بمرضِه لوقتٍ طويلٍ.”
‘لا، أنا جادَّةٌ!’
يبدو أنَّ ابنَ عمّي لا يصغي إليَّ. مما جعلني أشعرُ بالظُّلمِ والأحباط.
“هايك دايوي سيعودُ بالتَّأكيدِ للانتقامِ. لذلك عيشي معي.”
‘آه، إنَّه يشعرُ بالمسؤوليّةِ إذن.’
حينها فكَّرتُ قليلًا.
لا يزالُ أمامَ عمي الصَّغيرِ وقتٌ ليستيقظَ. إنْ كنتُ سأعالجُ عمَّي الكبيرَ، فالأفضلُ أنْ أبقى قريبةً.
‘لدى أبن عمي سوءُ فهمٍ؟ فليكنْ. هذا لا يهمُّ بعد الآن.’
سيدركُ قريبًا أنّني لستُ مريضةً إنْ عشنا معًا.
‘كلُّ هذا حدثَ بسببِ نزيفٍ بسيطٍ بسببِ السُّمِّ.’
أومأتُ، فابتسمَ كيوون ابتسامةً خفيفةً.
كانتْ ابتسامتُه لطيفةً، لكنْ فيها شيءٌ منَ البرودةِ تقشعرُ لها الأبدان.
“اعتبريها علامةَ شكرٍ. أشعرُ أنَّني مدينٌ لكِ بمعروفٍ كبيرٍ.”
مدَّ كيوون يدَه إلى الأمامِ.
أغمضَ عينيْه وكأنَّه يركّزُ، ثمَّ، منْ أطرافِ أصابعِه، تطايرَ شرارٌ صغيرٌ.
‘هذا برقٌ.’
“إنَّه سرٌّ. أنا أيضًا أمتلكُ قدرةً.”
الأطفالُ الذينَ يظهرونَ علاماتٍ أو قدراتٍ مرتبطةً بالطَّبيعةِ يجبُ أنْ يتربَّوا في قاعةِ يونغ هيون في المنزل الرئيسي.
لكنْ، لو فعلَ ذلكَ، لما استطاعَ رعايةَ والدِه، لذا اختارَ إخفاءَ قدراتِه.
‘لكنْ… في القصَّةِ الأصليّةِ، أيقظَ قدراتِه في السّجنِ. هلْ هذه أحداثٌ مخفيّةٌ سرًا؟’
أغمضتُ عينيَّ.
“بفضلِكِ، أعتقدُ بأنني تجنَّبتُ أولَ محاولةِ قتلٍ لي.”
“…”
“والدي كانَ سيحزنُ لو سُجنت بسبب قتل أحدهم.”
تحدَّثَ ابنُ عمّي الوسيمُ اللطيف، بابتسامةٍ غريبةٍ.
“اعتبريها ردَّ جميلٍ.”
لو انتهى الأمرُ هنا، لكانَ مؤثّرًا.
لكنْ بعدَ قليلٍ، كنَّا جالسينَ وجهًا لوجهٍ في غرفتي.
“سأربّيكِ.”
نظرَ كيوون إلى غرفتي بتعبيرٍ متعبٍ:
“أنتِ أيضًا ستكونينَ أفضلَ حالًا
بعيدًا عنْ هذا الخرابِ.”
‘ماذا، أيُّها الوغدُ؟!’
***
مرَّتْ أيَّامٌ.
كانَ هايك كيوون شخصًا مجتهدًا جدًّا.
منذُ الصَّباحِ، يجلبُ الماءَ منَ البئرِ، ويطهو طعامًا ساخنًا.
وأحيانًا، يصنعُ دواءً منَ الأعشابِ.
‘ظننتُه محاربًا فقط، ولكن ما الذي لا يستطيعُ فعلَه؟’
بلْ، ساعدَني في الاغتسالِ وغسلَ الملابسَ أيضًا.
‘…يا إلهي، هذا أفضلُ ممَّا توقَّعتُ!’
‘أهوَ جنّيٌّ سحريٌّ يحققُ الأمنيات كما في القصصِ؟’
العيشُ في منزلِ كيوون كانَ مريحًا بشكلٍ لا يصدَّقُ…!
‘إنْ كانَ هذا اختطافًا، فهو مقبولٌ.’
كنتُ أعيشُ على أكلِ الأعشابِ، وبالرَّغمِ منْ أنَّ الخدمَ كانوا يجلبونَ بعض الموادِّ الغذائيّة، إلا أنني كنتُ أرسلُها إلى أبي ولمْ أرغبْ في الذَّهابِ إلى هناك بصراحةٍ.
“متى يمكنُني رؤيةُ عمي الكبيرِ؟”
كنتُ آكلُ، وكانَ كيوون يطوي الملابسَ. حتى ردَّ دونَ أنْ ينظرَ إليَّ:
“كلي ملعقةً أخرى. إنْ أكلتِ، سأخبرُكِ.”
كانَ ابنُ عمّي ماهرًا في التَّعاملِ معَ النَّاسِ.
‘الطَّعامُ لذيذٌ، لذا سأكلُ!’
“أكلتُ!”
“قريبًا ستستطيعينَ الذَّهابَ.”
“اليومَ؟”
“أجلْ، يبدو أنَّ الوقتَ مناسبٌ.”
أنهى كيوون طيَّ الملابسِ وجلسَ بجانبي:
“لكنْ أكملي طعامَكِ أوّلًا. تتناولينَ كميّةً قليلةً جدًّا. يجبُ أنْ تكبري بسرعةٍ.”
ثمَّ أخذَ ملعقةً وأطعمني مجددًا.
‘لكنّني شبعتُ!’
“أنتِ نحيفةٌ جدًّا. كلي أكثرَ. يجبُ أنْ تنهي كلَّ شيءٍ حتَّى أصطحبَكِ.”
‘هلْ يراني حقًّا كطفلةٍ؟’
‘حسنًا، سأكلُ ثمَّ أحاسبهُ لاحقًا.’
أجبرَني هذا الفتى ذو التِّسعةُ أعوامٍ على إنهاءِ الحساءِ.
‘في حياتي الثَّالثةِ كانَ شرّيرًا. لمَ يستخدمُ ذكاءَه هذا معي الإن بدلًا من إستخدامهِ في الشر؟’
بعدَ الطَّعامِ، بدأنا السير إلى مكانِ عمي الكبيرِ.
“أستطيعُ غسلَ الأطباقِ!”
“ماذا؟ إنْ تركتُكِ تغسلين الأطباقَ بيديكِ هاتين، متى ستنتهينَ؟”
“سأكبرُ أكثر!”
“أجلْ، ولكن اكبري أوّلًا قبل هذا.”
‘أنا جيّدةٌ في ذلكَ! عشتُ لسنواتٍ كثيرة وحدي
أكثر منكَ، أيُّها الصَّغيرُ!’
بعدَ غسلِ الأطباقِ، حملَني كيوون لأنَّ خطواتي بطيئةٌ.
وحينها صلنا أخيرًا إلى المكان المنشود.
“ها نحنُ ذا.”
كانَ ذلكَ المكانُ حيثُ يُحتجزُ عمي الكبيرُ، أثناءَ فترة جنونه.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات