8
━━━●┉◯⊰┉ الفصل 8 ┉⊱◯┉●━━━
أطفالُ عائلةِ هايك إمَّا أنْ يصبحوا محاربينَ، أو يسلكوا طريقَ الأطبَّاءِ أو الصَّيادلةِ.
لكنَّ هايك دايوي كانَ منْ الذينَ لمْ يملكوا أيَّ موهبةٍ.
ومعَ ذلكَ، وبسببِ كونهِ ابنَ العمَّةِ الكبرى، استولى على فرصٍ كثيرةٍ.
“لمَ لا تستسلمُ بهدوءٍ؟ منذُ ولادتِكَ، كانَ والدُكَ…هكذا، أليسَ كذلكَ؟ إنهُ مجنونٌ.”
“بفففت! هاهاها هذا مضحكٌ جدًّا.”
نظرَ هايك كيوون، وهو يحتضنُ سلَّةَ الأعشابِ، إليه بنظرةٍ غاضبةٍ كالذِّئبِ.
“توقَّفْ عنِ إزعاجي واخرجْ.”
“أوه، مخيفٌ! ماذا، هل ستصفعُني؟ افعلْ ذلكَ! اصفعْني! سينتشرُ الخبرُ بسرعةٍ فقطْ.”
“…”
“ابنُ المجنونِ عنيفٌ بسببِ دمِ والدهِ.”
نقرتُ بلساني:
‘حسنًا، هذا الرجل كانَ مشكلةً حتّى عندما كبرَ.’
لو كانَ ذكيًّا مثلَ العمَّةِ الكبرى، لربَّما كانَ الأمرُ مختلفًا.
في حياتي الأولى والثَّانيةِ، كنتُ مشغولةً بدراسةِ الصَّيدلةِ أو التَّعرّضِ للاستغلالِ، لكنَّ الحياةَ الثَّالثةَ كانتْ مختلفةً عنِ الرِّوايةِ الأصليّةِ.
اختفتِ البطلةُ فجأةً.
‘كانَ ذلكَ غريبًا حقًا. خرجتُ لفترةٍ قصيرةٍ، وعندما عدتُ، اختفتْ…’
ماتتِ الجدَّةُ، رئيسةُ العائلةِ، مبكّرًا، وورثتِ العمَّةُ الكبرى منصبَ الرِّئاسةِ، لكنَّها ماتتْ فجأةً أيضًا، فأصبحَ هايك دايوي رئيسَ العائلةِ.
عائلةُ هايك التي كانت بقيادةِ دايوي عارضتني في كلِّ خطوةٍ.
كانتْ العقبةَ الأكبرَ أمامَ نجاحي.
‘يا الهي، كنتِ لعبتي طوال الوقت، ومعَ ذلكَ، هلْ تعتقدين بأنني سأدعكِ تنجحين هكذا؟’
في ذلكَ الوقتِ، لمْ أتحمّلْ، وحاولتُ تدميرَ عائلةِ هايك التي كانت تحتَ قيادتهِ بيديَّ…
لكنْ ظهرَ ابنُ عمّي، هايك كيوون.
كانَ هايك كيوون، موهبةً واعدةً حقًا فهو يشبهُ والدهُ المحاربَ العظيمَ.
‘في الرِّوايةِ الأصليّةِ، أتذكَّرُ أنَّه كانَ يساعدُ البطلةَ…’
ربَّما بدأتْ مأساةُ هايك كيوون منْ هذا الحدثِ الذي أراهُ الآنَ.
ضربَ كيوون دايوي ومجموعةً منَ الأطفالِ بمثل عمرهِ بوحشيّةٍ، فسُجنَ في سجنِ القاعةِ الرَّئيسيّةِ.
بسببِ ذلكَ، لمْ يتلقَّ والدُه، العمُّ الأكبرُ، الرِّعايةَ، فتفاقمَ مرضُه.
لاحقًا، وصلَ جنونُه إلى ذروتِه، فأحدثَ ضحايا وماتَ هو أيضًا.
بعدَ خسارةِ والدهِ، التقى هايك كيوون، المليءُ بالنَّدمِ، بالبطلةِ، التي عانقتهُ بدفءٍ وأصبحَ حليفَها.
لكنْ في الحياةِ الثَّالثةِ، كانَ الأمرُ مختلفًا.
اختفتِ البطلةُ، وغادرتُ العائلةَ، واندلعَ حريقٌ كبيرٌ في العائلةِ.
استغلَّ كيوون، الذي سُجنَ لضربهِ دايوي، الفوضى وهربَ منَ السِّجنِ.
لاحقًا، عندما أصبحَ بالغًا وظهرَ مجدَّدًا…
‘دمَّرَ عائلةَ هايك بيديهِ.’
لمْ أكنْ أعرفُ ذلكَ آنذاكَ لأنّني كنتُ مشغولةً بالهروبِ منَ العائلةِ، لكنْ كانَ هناكَ سببٌ لاختلافِ الحياةِ الثَّالثةِ عنِ الرِّوايةِ.
‘هذهِ المرَّةَ، يجبُ أنْ أفكّرَ في ذلكَ.’
في هذهِ الأثناءِ، رسمَ دايوي ابتسامةً خبيثةً على وجهِه الممتلئِ:
“أيُّها اللَّعينُ…”
“…”
“آه، و والدُكَ لعينٌ أيضًا، فمن المتوقعِ أن تكونَ أحمقًا لعينًا مثلهُ، أليسَ كذلكَ؟”
لا يمكنُ تركُه هكذا.
‘هذهِ المرَّةَ، سأمنعُ اختفاءَ البطلةِ وسجنَ كيوون هذا.’
ركضتُ إلى الأعشابِ القريبةِ.
جمعّتُ بسرعةٍ الأعشابَ والثِّمارَ التي رأيتُها. وضعتُ بعضَها في فمي ومضغتُها.
‘أعظمُ طبيبةٍ في العالمِ قادمةٌ!’
انتظرْ، يا أخي الذي سيصبحُ الشَّريرَ المستقبليَّ!
“يااا، أيُّها الأوغادُ!”
تمكَّنتُ منْ إيقافِ كيوون قبلَ أنْ يمسكَ دايوي منْ ياقتِه.
نجحتُ! لقدْ حافظتُ تقريبًا على
مستقبلِ شابٍّ واعدٍ (?)!
“هااه، اه، التَّعدّي، هيكك، على واحدٍ، هيكك، منْ قِبلِ جماعةٍ، أليسَ ذلكَ، هييك، أليس هذا سيّئًا؟”
“ما هذهِ الصَّغيرةُ؟”
كانَ اقتلاعُ الأعشابِ والعودةُ مسافةً شاقَّةً لطفلةٍ في الثَّالثةِ…!
نظرَ إليَّ أتباعُ دايوي بدهشةٍ.
“هلْ كانَ هناكَ أحدٌ بشعرٍ بنفسجيٍّ في عائلتِنا؟”
“أنا أراها للمرَّةِ الأولى.”
“آه، أعرفُها!”
رفعَ أحدهم يدَه بحماسٍ:
“إنَّها ابنةُ هايك بيهو، الذي تزوَّجَ منْ امرأةٍ ذاتِ عيونٍ ملونةٍ. قالوا إنَّها جميلةٌ جدًّا بشعرٍ بنفسجيٍّ!”
“آوه؟”
ضحكَ دايوي بصخبٍ وصفقَ:
“يبدو أنَّ هناكَ تجمّعًا للُّعناءِ هنا اليومَ!”
كما توقَّعتُ، لا يمكنُ تركُ فمِ هذا الخنزيرِ دونَ ردٍّ.
“أحثُرُكَ، ابتعدْ.”
“ماذا تقولينَ، أيتُها الحمقاءُ؟”
“التَّحثيرُ الأخيرُ.”
“تحذيرٌ، أيتُها الغبيّةُ.”
ضحكَ دايوي بسخريةٍ ودفعَني. أمسكَ كيوون بي وأنا على وشكِ السَّقوطِ.
“هايك بيونا، ابتعدي، إنّه خطرٌ. سأتولَّى الأمرَ.”
ابتسمتُ وأنا اقول:
“كما توقَّعتُ، أعلمُ أنّكَ طيّبٌ.”
“ماذا؟”
أعرفُ أنّكَ ابنٌ بارٌّ مثيرٌ للشَّفقةِ. في هذهِ الحياةِ، دعنا نسعدُكَ معَ والدِكَ.
همستُ بهدوءٍ كيوون وأنا أتكئُ عليهِ، متأكّدةً أنّه سمعَني:
“لديَّ طريقةٌ. عندَ العدِّ إلى ثلاثةٍ، ابتعدْ. هلْ تحتاجُ إلى أن أقومَ بسدِّ فمِكَ بنفسي أيضًا؟”
“ماذا؟ ما هذا…”
“واحدٌ… ثلاثةٌ!”
بوم!
رميتُ الثَّمرةَ التي في يدي بكلِّ قوتي.
‘حتّى لو قلتُ لهُ تَّراجعَ، بالطَّبعِ لنْ يفعلَ منَ الصَّدمةِ، أليسَ كذلكَ؟’
نظرتُ خلفي وفوجئتُ:
‘واه، متى وصلَ إلى هناكَ؟’
كما يليقُ بابنِ محاربٍ، كانَ يغطّي فمَه بعدَ
رؤيةِ الدُّخانِ.
‘نعمْ، المساعدون الذينَ يفهمونَ بسرعةٍ همُ الأفضلُ.’
شعرتُ بالفخرِ، لا الخيانةِ أو تأنيب الضمير، تجاهَ ابنِ عمّي، الذي اخترتُه ليكونَ مساعدي المستقبليِّ دون أخذ رأيه.
“كح، كح، ما هذا؟”
صرخَ دايوي وهو يكحُّ كخنزيرٍ:
“يااا! كح! لا تخفْ! هذهِ ثمرةُ شجرةِ بورزوم!”
نباتاتُ هذا العالمِ تشبهُ أسماءَ النَّباتاتِ في كوريا، لكنْ بسببِ البيئةِ المختلفةِ، تختلفُ خصائصُها قليلًا رغمَ تشابهِ المظهرِ.
على سبيلِ المثالِ، ثمرةُ شجرةِ بورزوم التي أحضرتُها هي المادَّةُ الأساسيّةُ لقنبلةِ دخانٍ.
لذلك عندَ كسرِها على الأرضِ، تُنتجُ دخانًا يسبّبُ السُّعالَ.
ضيَّقتُ عينيَّ وأنا أنظرُ إليهم:
‘حتّى لو كانت ثمرةً متعفنةً فهي لا تزالُ جيّدةً.’
كانَ دايوي يستحقُّ التَّقديرَ لأنهُ تعرَّفَ على الثَّمرةِ، لكنْ…
بصقتُ العشبَ الذي مضغتُه. عندما انتشرَ رذاذُ العشبِ في الهواءِ، تغيَّرَ لونُ الدُّخانِ.
‘لمْ تعرف هذا، أيُّها الوغد.’
تحوّلَ الدُّخانُ إلى دخانٍ سامٍّ.
“كح، ابتعدوا! شيءٌ ما غريبٌ! إنّه ليسَ دخانًا عاديًّا!”
“أوغ، أوغ، سيدي هايك دايوي، بطني…! كح!”
“آه! إنّه يُسبّبُ الحكَّةَ!”
بدأ البعضُ يحكُّ أجسامَهم بقوَّةٍ، والبعضُ الآخرُ يتدحرجُ منْ ألمِ البطنِ.
كانَ دايوي، الذي اعتادَ على السُّمومِ منذُ الصِّغرِ، الوحيدَ الذي بدا متماسكًا نسبيًّا.
ربما لقد ظهرتْ بقعٌ على وجهِه فقطْ؟
“أنتِ، أنتِ… لمَ أنتِ بخيرٍ؟”
“كيفَ طعمُه يا دايوي؟”
“كيف تجرؤين أيتُها الصَّغيرةُ
الحمقاء بحجمِ الفأرِ…!”
عندما هززتُ ثمرةَ بورزوم المتبقّيةَ في يدي، صرخَ هايك دايوي وهو يسقطُ.
بدتْ أعينُ أتباعِه خائفةً.
“سيدي هايك دايوي، دعنا نساعدُكَ…!”
“اتركوني! لنْ أتركَ هذهِ الصَّغيرةَ تفلت بفعلتها!”
ركضَ الخنزيرُ نحوي ومدَّ يدَه. آه، إنْ فعلَ ذلكَ، فهذا يناسبُني على ما أعتقد…؟
في تلكَ اللحظةِ، أُمسكتْ يدُه.
ثمَّ ظهرتْ رجلٌ منْ مكانٍ ما، ركلَ هايك دايوي، فطارَ واصطدمَ بجدارِ المبنى، مُحدثًا ضجيجًا.
يستحقُ هذا.
حينها أغمي على هايك دايوي.
“سيدي هايك دايوي!”
“اخرجوا، إنْ لمْ تريدوا المصيرَ ذاتَه.”
كانَ كيوون منْ أنقذَني. وهو ينظرَ إلى الباقينَ بنظرةٍ مخيفةٍ.
“يا، يا، هيَّا نذهبْ.”
“ساعدوهُ بسرعة!”
يا للمهزلةِ. حملَ الأطفالُ هايك دايوي وهربوا وهم يعرجونَ.
“استخدموا عشبَ البتلةِ! السُّمُّ سيزولُ بسرعةٍ!”
يبدو أنَّ أحدهم التفتَ. ربَّما فهمَ ما قلتهُ بعضَ الشَّيءِ. حينها نقرتُ بلساني، وأظلَّني ظلٌّ منَ الجانبِ.
“هلْ أنتِ بخيرٍ؟”
كانَ وجهًا قلقًا، مختلفًا عنِ السَّابقِ.
يبدو أنّه لاحظَ الخدوشَ على يدي منْ رحلتي المتسرّعةِ إلى الأعشابِ.
بدتْ حيرتُه وكأنّه طفلٌ حقًا.
ابتسمتُ.
بلْ، حاولتُ الابتسامَ…
ولكن حينها جرى دمٌ منْ زاويةِ فمي.
“آه…”
“…!!”
ظننتُه لعابًا، لكنْ عندما مسحتُه، كانَ دمًا.
في الحياةِ الثَّالثةِ، كنتُ مقاومةً للسُّمومِ، لكنَّني الآنَ طفلةٌ مجدَّدًا. لذلك اجتاحَني الألمُ بسهولةٍ
لكنْ، لم أندم على ما فعلته للتو. وعلاوةً على ذلكَ، هذا السُّمُّ ليسَ شيئًا حتى.
‘الماءُ سيُصلحُه بسرعةٍ.’
تركتُ إناءَ الماءِ هناكَ…
“أخي؟”
كنتُ سأطلبُ منهُ إحضارَ الإناءِ، لكنَّ ابنَ
عمّي أمسكَ كتفيَّ بوجهٍ شاحب:
“أنتِ…! هلْ تتألمينَ؟!”
حسنًا، منْ النَّاحيةِ الفنيّةِ، أنا متألمةٌ بسببِ السُّمِّ، لذا أحضرِ الإناءَ.
“تألمتِ ومعَ ذلكَ ساعدتِني…؟”
هذا صحيحٌ أيضًا، لكنْ أحضرِ الإناءَ فقط…
‘توقَّفْ عنْ هزّي واتركْني!’
فقدَ كيوون شراستَه وبدا كجروٍ الآن بدلا من ذئبٍ، وسألَ بعينيْن دامعتيْن:
“أنتِ…ستموتينَ الآن؟”
يبدو أنَّ هناكَ سوءَ فهمٍ هنا…
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 8"