━━━●┉◯⊰┉ الفصل 7 ┉⊱◯┉●━━━
‘هلْ أخطأتُ في الشُّعورِ؟’
مِلتُ برأسي وأعدتُ النَّظرَ إلى كومةِ الأعشابِ.
خلالَ الأسبوعِ الماضي، تجوَّلتُ هنا وهناكَ بجدٍّ لجمعِ ما أحتاجُه، وبحثتُ في الغرفةِ الفارغةِ عنِ الأدواتِ اللازمةِ.
لكنَّ ما جمعتهُ كانَ قليلًا جدًّا.
‘الدَّواءُ الثَّاني لا بأسَ بهِ. لكنْ بعدَ ذلكَ، سأحتاجُ للذَّهابِ إلى السُّوقِ.’
هلْ سيصحبُني عمي؟
‘يبدو أنَّ وقتَ استيقاظِه زادَ قليلًا.’
لكنْ، لستُ متأكّدةً إنْ كانَ يستطيعُ مرافقتي إلى السُّوقِ.
في هذهِ المدينةِ، يوجدُ سوقُ أدويةٍ منْ أفضلِ ثلاثةٍ في الإمبراطوريّةِ، وقدْ زرتُه كثيرًا في حياتي السابقةِ.
لكنْ، إنْ أخذتُ عمي إلى هناكَ ونامَ فجأةً…
هززتُ رأسي وانا ادحض هذه الفكرة.
بالمناسبةِ، مرَّ أسبوعٌ منذُ بدأتُ إعطاءَ عمي الدَّواءَ. كانَ يجبُ أنْ يلاحظَ التأثيرَ الآنَ…
‘هلْ يخجلُ منَ الاعترافِ بهِ الآنَ؟’
هكذا همُ النَّاسُ دائمًا.
‘ماذا تعرفُ فتاةٌ صغيرةٌ؟’
‘أنتِ صيدلانيّةٌ؟ أنتِ؟’
‘لا يمكنُنا الثّقةُ بطبيبةٍ صغيرةٍ مثلِكِ…’
التحيُّزاتُ ضدي مألوفةٌ بالنِّسبةِ لي.
لذلكَ، كنتُ بحاجةٍ إلى قصّةٍ.
قصّةٌ تجعلُهم يؤمنونَ بي رغمَ صغرِ سِنّي.
‘قدرتي الطَّاغيةُ في الأدويةِ موجودةٌ بالفعلِ حتى الآن.’
النَّاسُ يبحثونَ عنْ مبرّرٍ للثّقةِ. في هذهِ الحياةِ، ما الذي يمكنُ أنْ يكونَ رمزًا أو مادّةً للاستفادةِ منها…
بينما كنتُ أغادرُ الأعشابَ وأمشي بسرعةٍ في الرّواقِ، سمعتُ دويًّا.
دويٌّ–
كأنَّ فيلًا يركضُ.
“يااا!”
التفتُّ، لكنّني انتفضتُ منَ الصَّدمةِ.
“ما–ما هذا!”
كانَ عمي بي رانغ يركضُ منْ نهايةِ الرّواقِ.
لكنْ، بدا…
‘كالمجنونِ!’
ما الذي فعلتُه؟ لمْ أعطهُ سوى الدَّواءِ! ما الذي أصابهُ؟؟
أيُّ شخصٍ عاديٍّ سيخافُ منْ رؤيةِ شخصٍ يطاردُه بلا سببٍ!
عندما أفقتُ من صدمتي، كنتُ أركضُ بكلِّ قوتي.
‘اللعنةُ، لياقتي سيّئةٌ!’
“يااا!”
“لماذا، أيّتُها الصَّغيرةُ!”
كانَ بي رانغ مجنونًا حقًا. وإلّا، لمَ يطاردُ طفلةً تركضُ؟
“لمَ تهربينَ؟”
نظرتُ خلفي، وشعرتُ بالدَّهشةِ منْ تعبيرِه المحيّرِ.
“لأنّكَ تطاردُني، هااه، هييكْ!”
“آه.”
ماذا يعني بــ ‘آه’ أيُّها الوغد؟
ألستَ مُخيفًا بما فيهِ الكفايةُ؟ في لقائِنا الأوّلِ، كدتَ تخنقُني!
“لكنْ، أنا لا أطاردُكِ.”
“ماذا؟”
كانَ ذلكَ آخرَ وجهٍ رأيتُه لهايك بي رانغ.
تجاوزَني بسهولةٍ، ثمَّ استدارَ بسرعةٍ ليقطعَ طريقي.
مهلًا، لحظةً…! لحظةً!
‘تصادمٌ! سنتصادمُ!’
بوف.
“هذهِ المرّةَ، أمسكتُكِ دونَ أنْ تتأذّي، أليسَ كذلكَ؟”
رفعتُ رأسي، فرأيتُ وجهًا يبتسمُ بلطفٍ وهو يحملني.
ضحكَ عمي بسخريةٍ.
‘ما الذي يتحدّثُ عنهُ؟’
كنتُ مشغولةً بأنفاسي المتقطّعةِ:
“كح، كح، كح كح!”
“ما، ما الذي يحدثُ؟ لمَ أنتِ هكذا…؟”
كانَ التَّنفّسُ صعبًا. اللعنةُ، لياقتي سيّئةٌ، وهلْ تعلمُ مدى ضعفِ هذا الجسمِ يا عمي؟
“ياا أيتُها الصَّغيرةُ ما الخطب…؟”
بدا وجهُ عمي، الذي لا يعرفُ طبيعةَ جسدي، جادًّا.
“هلْ تموتينَ الآنَ؟”
ما الذي تقوله أيُّها البليد؟
دفعتُ وجهَه القريبَ بقوّةٍ. يا لهُ من مزعجٍ حتّى عندما أدفعهُ كالطّينِ القذر، يبدو وسيمًا!
أخيرًا، توقّفتُ عنِ السُّعالِ، ومسحتُ عينيّ الدامعتين، ونظرتُ إلى عمي الجالسِ جاثيًا أمامي.
“ما الخطبُ، ألمْ تبكي للتو؟”
“لماذا أبكي؟”
“لأنَّ تعبيرَكِ… حسنًا، لا بأسَ. لكنْ لمَ لا تبكينَ؟”
بدتْ تعبيراتُ عمي مندهشةً.
ماذا يفترضُ بي أنْ أفعلَ؟
“حسنًا، لمَ طاردتَني فقط؟”
حكّ عمي بي رانغ مؤخّرةَ عنقِه. حيث بدا متردّدًا، ثمَّ أنزلَ رأسَه ورفعَه فجأةً:
“آه، اللعنةُ. حسنًا، أنا لا أجيدُ اللَّفَّ والدَّورانَ.”
بالطَّبعِ.
“ما الذي كنت تعطيني إياه لأشربَه؟”
اتّسعتْ عينايَ، ثمَّ ابتسمتُ بفرحٍ.
أخيرًا، لاحظَ التَّأثيرَ!
‘إنْ أدركَ التَّأثيرَ، فالأمورُ ستسيرُ بسلاسةٍ منْ الآنَ!’
إنْ أصبحَ والدُ البطلةِ حليفي، سأتمكَّنُ منْ فعلِ الكثيرِ.
إنّه قوّةٌ هائلةٌ ومساعدٌ عظيمٌ.
حسنًا، إذنْ، لنبدأَ القصّةَ التي سأرويها له…
ثمَّ، سقطَ.
لحظة…ماذا؟
‘سقطَ؟’
مهلًا!
“عمي؟”
“…”
لمْ أصدّقْ ما رأيتُه.
“آغهه!”
صررتُ على أسناني بأنزعاجٍ
منْ ينامُ هكذا؟
انهارَ على الأرضِ كنجمةِ بحرٍ! هناكَ شيئانِ يغضبانِ النَّاسَ، الأوّلُ هو التَّوقّفُ عنِ الكلامِ في منتصفِه والثاني…
‘ماذا كنتَ ستقولُ بعدَ ذلكَ؟!’
صرختُ في داخلي.
‘إنْ لمْ تتحدّثْ الآنَ، سأضطرُّ للانتظارِ أيامًا أيّها الوغد!’
خلالَ الأسبوعينِ الماضيينِ، وبينما أتبعُ هايك بي رانغ، تعلّمتُ نمطَ نومِه تقريبًا.
لكنْ، لسوءِ الحظِّ، الآنَ هو وقتٌ لنْ يستيقظَ فيهِ لأيامٍ.
***
‘يقولونَ إنَّ الحظَّ السيّءَ يجعلُكَ تكسرُ أنفَكَ حتّى لو سقطتَ على أرضٍ غير قاسية!’
الأميرةُ النَّائمةُ، لا، العمُّ النَّائمُ، غطَّ في نومٍ عميقٍ. ولهذا كانَ عليَّ التَّفكيرُ في الخطوةِ التَّاليةِ.
‘الدَّواءُ الثَّاني يمكنُ إعطاؤُه فقطْ عندما يستيقظُ.’
حتّى يفتحَ عينيْه، كانَ عليَّ أنْ أجدَ شيئًا آخرَ لأفعلَه.
بالطَّبعِ، إنْ أجهدتُ هذا الجسمَ الضَّعيفَ، قدْ تنتهي هذهِ الحياةُ في سنِّ الثَّالثةِ، لذا يجبُ أنْ أكونَ حذرةً.
رتبّتُ الخطواتِ في ذهني:
‘أوّلًا، يجبُ أنْ أسيطرَ على هذا المبنى.’
في الجناحِ الغربيِّ الرَّئيسيِّ، يوجدُ أطبّاءٌ وصيادلةٌ ممتازونَ وحرّاسٌ يحمونَهم.
يومًا ما، سأتجاوزُ مستوى أحدهم.
‘العمّةُ، وبالأخصِّ عمتي الكبرى…’
دخلتُ مبنىً جديدًا وأنا غارقةٌ في التَّفكيرِ.
كانَ منْ بينِ مباني الجناحِ الشَّرقيِّ المهجورةِ، مكانًا نادرًا ما أضعُ قدمي فيهِ.
اصطدام!
“آه…”
كنتُ أدورُ حولَ زاويةٍ، غارقةً في أفكاري، فلمْ أنتبهْ للأمامِ.
جمعت قواي ورفعتُ رأسي، فرأيتُ فتىً. يبلغُ منَ العمرِ تسعَ سنواتٍ تقريبًا؟
شعرٌ أسودُ متشابكٌ بشكلٍ عشوائي.
فمٌ مغلقٌ بعنادٍ.
كانَ فتىً وسيمًا، لكنَّه يعطي انطباعًا عنيدًا وعدائيًا.
‘هلْ هو في التَّاسعةِ حقًا؟ ذاكرتي مشوّشةٌ.’
لمْ أتفاجأْ.
لأنّني جئتُ لرؤيتِه.
كانَ هايك كيوون، ابنُ العمِّ الأكبرِ، أيْ سيكونُ ابنَ عمّي.
ومثلَ عمي الصَّغيرِ بي رانغ، فإنَّ والدَ كيوون مصابٌ بمرضٍ مستعصٍ أيضًا، وهو شخصيّةٌ ثانويّةٌ في الكتابِ.
“منْ أنتِ؟”
لمْ أتوترْ، وابتسمتُ بفرحٍ:
“أنا بيونا!”
في تلك اللحظة، شعرتُ أنَّ الفتى انتفضَ لوهلةٍ.
“…بيونا؟”
“نعمْ، بي يو! أنتَ كيوون، أليسَ كذلكَ؟”
“…كيفَ تعرفينَ اسمي؟”
“لأنّنا أبناءُ غمٍ!”
“أبناءُ غمٍ؟ غمٍّ؟”
ماذا يقولُ؟
أنتَ ابنُ عمّي، أيُّها الأحمقُ.
أخيرًا، فهمَ هايك كيوون كلامي وعبسَ:
“وماذا في ذلكَ؟”
لمْ أهتمَّ بعنادهِ.
‘مهما كانَ عنيدًا، هلْ يضاهي عمي الصغير؟ بالطبعِ لا! فذلكَ الرَّجلُ بدأ بالشَّتائمِ عند لقائنا الأوا!’
منذُ كانَ في الخامسةِ، بدأ هذا الفتى يعيشُ في الجناحِ الشَّرقيِّ معَ والدِه المريضِ.
‘الممرّضونَ غالبًا ما يكونونَ حسّاسينَ مثلَ المرضى.’
الآنَ، في التَّاسعةِ، ربما يعتني بوالدِه أفضلَ منْ بعضِ الكبارِ.
‘إنّه مثيرٌ للشَّفقةِ أيضًا…’
“جئتُ لرؤيتِكَ، أخي!”
“هاه، لمَ أنا؟ لأنَّ والدَكِ مريضٌ أيضًا، فتريدينَ
التَّعاطفَ معي؟”
“…”
توقّفتُ لحظةً. يا للجرأةِ لديه!
‘بالفعلِ… والدي مريضٌ أيضًا، أليسَ كذلكَ؟’
لرئيسة العائلةِ الحاليِّة خمسةُ أبناءٍ وثلاثُ بناتٍ.
لكنْ في الماضي، أصيبَ ثلاثةٌ منْ أبنائِها، الذينَ كانوا يتنافسونَ على المركزِ الأوّلِ كمحاربينَ عظماءَ، بأمراضٍ مستعصيةٍ مختلفةٍ.
تسبّبَ مرضُهم في الجنونِ أو النَّوباتِ أو إيذاءِ الآخرينَ لأسبابٍ متعدّدةٍ.
لمْ تتحمّلْ الجدّةُ هايك موران ذلكَ، فنفتْ الأبناءَ الثّلاثةَ المرضى إلى الجناحِ الشَّرقيِّ.
هذهِ هي القصّةُ الخلفيّةُ لوالدِ البطلةِ، هايك بي رانغ.
أمّا مرضُ والدي…
لا، لا أريدُ التَّفكيرَ في ذلكَ الآنَ.
على أيِّ حالٍ، لمْ آتِ للتَّعاضدِ مع كيوون هذا.
“مهلًا!”
التفتُّ، فرأيتُ ظهرَ الفتى يبتعدُ كثيرًا.
استدارَ الفتى للحظةٍ:
“أنا مشغولٌ. ليسَ لديَّ وقتٌ للاستماعِ إلى شكواكِ عنْ مرضِ والدِكِ. اعتني بوالدِكِ بنفسِكِ.”
“…”
تجمّدتُ للحظةٍ. يا للوقاحةِ!
‘جئتُ لعلاجِ والدِكَ أيها الأبله…’
خدشتُ خدّي ونهضتُ منْ مكاني.
آه، لقدْ تشكّلتْ كدمةٌ منَ السَّقطةِ.
“اللعنةُ… الأطفالُ مزعجونَ حقًا، كما قلتُ سابقًا.”
خطوتُ بثقةٍ.
‘تشخيصُ عمي بي رانغ يُظهرُ أنَّ علاجَه سيستغرقُ وقتًا طويلًا. ووالدُ كيوون لنْ يكونَ مختلفًا عنه.’
إنْ كانَ كلاهما سيستغرقانِ وقتًا طويلًا، فمنَ الأفضلِ أنْ أبدأَ هنا الآنَ.
‘لكنْ هناكَ شيءٌ مخيفٌ بعضَ الشيءِ… كنتُ أنوي جعلَ هايك بي رانغ حارسًا لي. ولكنني قدْ فشلتُ.’
***
لمْ أمضِ بعيدًا حتّى رأيتُ هايك كيوون مجدّدًا.
كانَ محاطًا بمجموعةٍ منَ الفتيانِ.
“يا لكَ منْ مخلصٍ!”
شعرٌ رماديٌّ وملابسُ زرقاءُ موحّدةٌ، يبدونَ منْ عائلاتٍ فرعيةٍ من عائلةِ هايك.
“لماذا تفعلُ شيئًا لا فائدةَ منهُ مجددًا؟ بففت، ما زلتَ لمْ تستسلمْ بعد، أليس كذلك؟”
كنتُ أتذكّرُ ذلكَ الذي يضحكُ بسخريةٍ.
‘هايك دايوي.’
ابنُ العمّةِ الكبرى.
‘الأكثرُ طمعًا والأسوأُ كفاءةً كصيدلانيٍّ…!’
يا إلهي، لم أتوقع أن أراهُ مجدّدًا.
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات