━━━●┉◯⊰┉ الفصل 5 ┉⊱◯┉●━━━
لمْ تكنْ هذهِ التجربةُ غريبةً بالنسبةِ إليهِ.
كانَ الشرقيّونَ، الذينَ يقدسون السماءَ، يمتلكونَ قدراتٍ متنوّعةً مستمدّةً منَ الطبيعةِ.
في عائلةِ هايك، كانَ أصحابُ قدراتِ الماءِ والرياحِ يولدونَ بكثرةٍ.
لقدْ شاهدَ كليهما منْ قبلُ، ومؤخّرًا، رأى صيدليًا منَ العائلةِ يستخدمُ قوةَ الرياحَ.
‘هلْ تملكُ هذهِ الصغيرةُ قدرةً؟’
القدرةُ التي يمتلكُها أطبّاءُ وصيادلةُ عائلةِ هايك
البارزونَ حتمًا. ليستْ غريبةً.
‘لكنْ، هذهِ مختلفةٌ بعضَ الشيءِ.’
رمشَ هايك بي رانغ بعينيْه.
“أنتِ…”
“آه، لا تتكلّم! ألمْ أقلْ لكَ أنْ لا تفعل هذا؟ أعلمُ، أعلمُ كانَ عمي شخصًا عظيمًا في يومٍ منَ الأيامِ.”
قبلَ مرضِه، كانَ بي رانغ منْ أبرزِ المحاربينَ في عائلةِ هايك.
كانَ يحرسُ ظهورَ الأطبّاءِ العظماءِ و رئيسةَ
العائلةِ، وهو منصبٌ مشرّفٌ.
“أنا جادّةٌ، فابقَ ساكنًا.”
كانَ سيردُّ بسخريةٍ مجدّدًا، لكنْ بي رانغ لمْ يستطعْ مواصلةَ الكلامِ.
كانَتْ عيناهُ مثبتتينَ على معصمٍ نحيلٍ. حيث توج عليه علامةٌ حمراءُ متورّمةٌ على شكلِ يدٍ.
تذكّرَ أنّه أمسكَ بها بقوّةٍ فورَ استيقاظِه.
لمْ تكنْ تلكَ القوّةُ شيئًا يتحمّلُه طفلٌ في الثالثةِ منْ عمرهِ.
‘ألمْ أتحكّمْ في قوّتي؟’
ولكن…
الطفلةُ… لمْ تصرخْ حتّى.
***
‘واه، هذا مقززٌ. مقززٌ جدًا.’
نقرتُ بلساني وأنا أرى التشخيصَ الذي بدأ يظهرُ.
قدرتي الأولى هي أنَّ الماءَ يشفيني عندَ لمسِه.
أمّا الثانيةُ… فهي تشخيصُ الآخرينَ وصناعةُ الأدويةِ.
الأمراضُ التي عالجتُها سابقًا يمكنُني صناعةُ أدويتِها فورًا إنْ توفّرتْ المكوّناتُ.
هذهِ هي القدرةُ التي استخدمتُها في الاختبارِ سابقًا.
المهمُّ هو عندما أواجهُ مرضًا مجهولًا. في هذهِ الحالةِ، أُشخّصُ المريضَ، ثمَّ أعرفُ المكوّناتِ والنسبِ المطلوبةِ للدواءِ.
بعدَ صناعةِ الدواءِ مرّةً واحدةً، يمكنُني إنتاجُه بسهولةٍ وسرعةٍ عبرَ الماءِ إنْ توفّرتْ المكوّناتُ.
هذهِ القدرةُ جعلتني أفضلَ طبيبةٍ وصيدليّةٍ في الإمبراطوريّةِ في حياتي الثالثةِ.
والأهمُّ، أنَّ حيواتي الثلاثَ السابقةَ منحتني قاعدةَ بياناتٍ هائلةً.
لقدْ مررتُ بكلِّ أنواعِ التجاربِ كطبيبةٍ، وتعرّضتُ
للكثيرِ مِن الصعاب.
بمعنى آخرَ، يمكنُني علاجُ معظمِ الأمراضِ فورًا إنْ توفّرتْ المكوّناتُ.
‘هذا بفضلِ كلِّ تلكَ التجاربِ القاسيةِ.’
لكنْ، هذا العمُّ كانَ مختلفًا.
‘لمْ يكنْ مصابًا بلعنةٍ أو مرضِ عضالٍ في الروايةِ عبثًا…’
فتحتُ فمي بدهشةٍ وأنا أفكّر:
‘واه، كميّةُ الأدويةِ التي يجبُ صناعتُها مذهلةٌ…’
عندَ التشخيصِ، أعرفُ كمْ مرحلةً منَ الأدويةِ يحتاجُ المريضُ.
على سبيلِ المثالِ، في حياتي الثالثةِ، كانَ هناك وباءٌ معيّنٌ يُعالجُ بثلاثِ مراحلَ، أيّ ثلاثةُ أدويةٍ متتاليةٍ.
لكنْ مرضُ هذا العمِّ…
‘واو، إنهُ عددٌ لمْ أرَه منْ قبلُ.’
كانَ عددُ الأدويةِ أكبرَ منْ ذلكَ الذي يحتاجُه مريضٌ على وشكِ الموتِ حتى.
‘عند النظرِ هنا… الدواءُ الأوّلُ سهلٌ بعضَ الشيءِ، والمكوّناتُ متوفّرةٌ.’
مع هذه الفكّرة أوقفت قدرتي ببطء.
‘معَ الوقتِ والمكوّناتِ، يمكنُني إيجادُ علاجٍ كاملٍ.’
في حياتي الأولى والثانيةِ، لمْ يُمنحْ ليّ وقتٌ لفهمِ واستخدامِ قدرتي بدقّةٍ.
في الثالثةِ، وصلتُ إلى ذروةِ قدرتي، لكنّني متُّ وحدي.
‘لنْ أدعَ ذلكَ يتكرّرَ.’
سأختارُ مرضى ذوي قدراتٍ لعلاجِهم. سأمنحُهم حياةً سعيدةً، وأكتسبُ القوّةَ منهم للعودةِ إلى بيتي.
كانَ هتيك بي رانغ يرمشُ بعينيْه، بينما جبهتُه مبتلّةٌ بالعرقِ.
لا بدَّ أنّه مندهشٌ منْ قدرةِ ابنةِ أخيهِ المفاجئةِ.
‘لو يصبحُ حليفي على الفورِ، سيكونُ ذلكَ رائعًا.’
لكنْ، لنْ يحدثَ ذلكَ.
في الروايةِ، كانَ بي رانغ، والدُ البطلةِ، صعبَ المراسِ، ينتقي الناسَ بعنايةٍ.
على عكسِ وجهِه الوسيمِ الذي يجعلهُ يبدو كأميرٍ نبيلٍ، كانت شخصيّتُه ملتويةً.
“ما هذا الهراء اللعين…”
كما قالت صديقتي، كانَ فمُه مليئًا بالشتائمِ. يا عمي، أينَ أدبُكَ؟
لكنْ، إلى أينَ ينظرُ منذُ البدايةِ؟
بينما كنتُ أميلُ رأسي لأتبعَ نظرتَه، فتحَ بي رانغ فمَه:
“لا تتكلّمي أبدًا عن هذا، أنا لستُ مريضًا!”
قالَ صديقتي إنَّ الروايةَ تروّجُ لـ بي رانغ كأبٍ للبطلةِ، ينهارُ باستمرارٍ، فمُه قذرٌ، لكنَّه يتمتّعُ بجمالٍ بهيٍّ رغم مرضهِ لذلك أصبحَ يُدعى ذو الجَمالِ المريض مع قصةٍ مأساويةٍ تليقُ بجماله.
جمالٌ مريضٌ؟ إنّه يحدّقُ بي بوجهٍ يبدو
وكأنهُ يريدُ قتلي وتمزيقي!
“مهلاً، دعني أشخّصُكَ.”
“لن أستمعَ إلى هذا الهراء!”
دائمًا هناكَ مرضى عنيدونَ. أنا معتادةٌ على هذا.
“إنْ كانتْ لديكِ هذهِ القدرةُ، اذهبي إلى القاعةِ الرئيسيّةِ. لمَ أنتِ هنا؟”
“فقطْ استمعْ مرّةً واحدةً. أليسَ نومُكَ في الرواقِ غيرَ طبيعيٍّ؟”
“بلْ، إنّه طبيعيٌّ!”
“ليسَ هذا أوّلَ مرّةٍ أراكَ نائمًا في الرواقِ.”
“كنتُ أنظّفُ الأرضيةَ آنذاكَ في المرات السابقة.”
هلْ هذهِ محادثةٌ معَ شخصٍ بالغٍ حقًا؟
‘مَنْ في الثالثةِ منْ عمرِه؟’
بقيتُ هادئةً.
“أحذّرُكِ، لا تتحدّثي عني بأحاديثَ تافهةٍ. أنا منزعجٌ بالفعلِ منْ اختباراتِ القدراتِ التي تُقام هنا وما شابهَ لذلك أبتعدي عني بما أن قدراتكِ لا تزالُ في طور النمو.”
جثا بي رانغ ببطءٍ وقرّبَ يدَه، دافعًا جبهتي بخفّةٍ.
تراجعتُ بفعلِ الدفعةِ، فبدأ مرتبكًا للحظةٍ.
“آه، لمَ تراجعتِ؟”
أنتَ مَنْ دفعني، يا هذا!
‘أنا في الثالثةِ، أيُّها الأحمق!’
نفضتُ جبهتي بيديّ:
“على أيِّ حالٍ، إنّه مؤلمٌ.”
“همم، هلْ تعتقدينَ أنّني لمْ أرَ أطبّاءً وصيادلةً منْ قبلُ؟”
كلا، ولكن…
لا أحدَ أكثرُ كفاءةً منّي.
تنهّدَ هايك بي رانغ بوجهٍ يحملُ كلَّ تعبِ العالمِ:
“حسنًا، أنا مريضٌ لعينٌ. هل أنتِ راضيةٌ الآن؟”
“…”
“لنْ أستمعَ إليكِ أبدًا. فهمتِ؟ أنا مللتُ منْ سماعِ أنَّ مرضي اللعينَ لا علاجَ لهُ.”
عندما التقيتُ عينيْه بعيني، شعرتُ بقشعريرةٍ تسري في عمودي الفقري.
كانتْ تلكَ نيةَ قتلٍ.
لا بأسَ.
‘كنتُ أعلمُ أنّه لنْ يصدّقَ حتّى لو أظهرتُ قدرتي.’
في الماضي، كانَ هناكَ مَنْ يرفضونَ حقيقيةَ وجودِ علاجٍ لهم حقًا ويشهرونَ سيوفَهم نحوي معتقدينَ بأنني محتالةٌ لا أكثر.
ارتجفتُ غريزيًا منْ نيةِ القتلِ هذه، لكنّني تكلّمتُ بوضوحٍ:
“ستندمُ إنْ لمْ تستمعْ.”
عندَ ردّي الباردِ، بدا هايك بي رانغ مندهشًا:
“هااه، يا لكِ منْ صغيرةٍ مزعجةٍ.”
هززتُ كتفيّ وقلتُ بهدوءٍ:
“حسنًا، لا تستمعْ إذن.”
“ماذا؟”
كانَ مريضًا حساسًا بسببِ مرضِه الطويلِ. لمْ أتوقّعْ إقناعهُ بنجاحٍ منَ المرّةِ الأولى.
‘سأبدأُ بصناعةِ الدواءِ الأوّلِ، ثمَّ أفكّرُ في طريقةٍ لهذا.’
آه، هذا العمُّ العنيدُ هو الوحيدُ الذي يمكنُني التعاملُ معهُ الآنَ.
في الجناحِ الشرقيِّ، حيثُ أعيشُ، هناكَ ثلاثةُ مرضى:
والدي، عمّي، وعمّي الأكبرُ.
كانَ هذا العمُّ العنيدُ أفضلَ خيارٍ قي الوقت الحالي.
“اخرجي، واذهبي إلى والدِكِ.”
قالَ هايك بي رانغ هذا، ونظرَ إليَّ بحذرٍ، ثمَّ دفعَ جبهتي مجدّدًا بأصبعهِ:
“ولا تذهبي إلى أخي الثاني لتشكينَ لهُ ما فعلتُه.”
حينها نظرتُ إلى ظهرِه وهو يبتعدُ بخطواتٍ واسعةٍ.
افعلْ ما شئتَ.
عددتُ في ذهني بهدوءٍ:
واحدٌ.
اثنانِ.
وحتّى العشرةِ.
ثمَّ، انهارَ هايك بي رانغ.
قالَت صديقتي إنَّ هايك بي رانغ، رغمَ شخصيّتِه السيّئةِ، فهو يبدو كـ ‘الأميرةِ النائمةِ’ بجسدهِ الهشِّ.
‘بلْ، كـ العم النائم السيّء.’
هززتُ كتفي وأنا اتنهد.
“هاااه.”
حانَ وقتُ صناعةِ الدواءِ.
***
منذُ ذلكَ اليومِ، كانتْ بيونا تتبعُ بي رانغ أينما نامَ، تضربُه بلطفٍ لإيقاظِه.
صفعةٌ! صفعةٌ!
“عمي! عمي!”
صفعةٌ!
“استيقظْ! استيقظْ، أقولُ لكَ استيقظْ! فمُكَ سيتشنّجُ!”
كيفَ كانتْ تعرفُ مكانَه؟
حتّى لو نامَ في زاويةٍ، كانتْ تجدُه كالأشباحِ وتوقظُه.
كانتْ بيونا واثقةً من إيجادهِ في كُلِّ مرةٍ.
‘عشتُ هنا لسنواتٍ، لذلك أعرفُ كلَّ شيءٍ.’
بعدَ عشراتِ الصفعاتِ، ثارَ بي رانغ:
“هلْ جنّنتْ أيتها الصغيرةُ؟”
“آوه! لقد استيقظَ!”
“سأمزّقُكِ وأرميكِ!”
كانَ بي رانغ، المثقلُ بالنومِ المفرطِ، يعيشُ معَ الغضبِ والتوترِ المستمر.
عندما تصلُ حساسيّتُه إلى ذروتِها، حتّى أخوهُ الأكبرُ، الذي يقتربُ منَ الجنونِ، كانَ يتجنّبُه.
لكنْ، هذهِ الصغيرةُ كانتْ خصمًا قويًا له!
“فمُكَ قمامةٌ!”
“ماذا؟”
“قمامةٌ! قمامةٌ!”
كانتْ تشيرُ إليهِ وتشتمهُ بجرأةٍ!
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"