━━━●┉◯⊰┉ الفصل 4 ┉⊱◯┉●━━━
عندما فَتَحْتُ عَيْنَيَّ، زالَ ذلك الانطباعُ الضَّعيفُ المريضُ، وحلَّ محلَّه إحساسٌ حادٌّ جافٌّ يملأ الأجواء.
“أَتُرِيدين أنْ تَمُوتي؟”
إذا استعرتُ كلماتِ صديقتي، لكان
وصفُه في هذه اللحظة:
‘جميلٌ إلى حدٍّ لا يُصدَّق، ولكن لسانُه أقذرُ من الوَحْلِ.’
وبالفعل، لم تكن لهجتُه رقيقةً بأيِّ حال.
“ب…بي… أَنا، أَنا! بيونا!”
حاولتُ تقديمَ نفسي بيأسٍ شديد. أردتُ أن أُظهرَ عبقريَّتي بأسلوبي الفريد كطفلةٍ ذكيَّةٍ ومهذَّبة، ولكن…لم أتمكَّن من التنفُّس حتى!
في النهاية، لم أُخرِج سوى اسمي.
“وماذا يعني ذلك؟ هل تظُنينَ أنَّك الوحيدةُ
التي يبدأ لقبها بـ بي هنا؟”
“وَ، وو، ج…”
“ج؟”
“جُوكَا! جُوكَا!”
“جُوكَا؟ هذا غريبٌ جدًّا.”
[توضيح/ في القصة أن البطلة بيونا ما زالت طفلة صغيرة لذلك من المحتمل في بعض الأحيان أن يكون نطقها غير صحيح تمامًا، حيث أنها هنا حاولت قول كلمة 「أنا أبنة أخيك」ولكن بسبب نطقها الخاطئ وتواجد كلمة مشابهة وهي كلمة غير لائقة لذلك عند نطقها بدا وكأنها تقول كلمة غير لائقة لعمها.]
ألا يفهمُ والدُ الطفلةِ كلامَ طفلته؟ كيف لا يستطيع التفريقَ بين السِّباب وكلامِ الأطفال؟
“جُوكَا! جُوكَا! جُوكَا! أقصدُ أنني ابنةُ أخيك!”
بصراحة، في منتصف الحديث أطلقتُ
سبابًا من شدَّة الغضب.
“ماذا؟”
توقَّف بي رانغ فجأةً، وجذبني إليه ليتأمَّلني عن قرب.
ومن هذه المسافةِ القريبةِ، بدت ملامحُه الشاحبةُ أكثرَ وضوحًا.
“آه. إذن أنتِ…تلك، ابنةُ أخي الصَّغيرة، بيونا؟”
“بيونا!”
“نعم، هذا هو. إذن، أنتِ ابنةُ أخي الثاني؟”
للحظةٍ شعرتُ بأنَّني سأُفارقُ الحياةَ قريبًا.
بكلِّ ما أملكُ من قوَّة، دفعتُ بي رانغ بقدمي، وأصبحتُ أنظر إليه بغضبٍ شديد.
لا أستطيعُ التنفُّس!
“تسك، ما هذا الطَّبع؟”
وأخيرًا، أنزلني على الأرض.
“كُح، كُح! كُح!”
اختنقتُ تمامًا بسبب الطريقة التي أمسكَ بها عنقي.
أنا طفلةٌ في الثالثةِ من عمري فقط، أحقًّا
يحدثُ هذا ليّ؟
بدأتُ أكرهُ هذه الروايةَ التي تدور حولَ
الأطفال بنسبة %٢٠ إضافيَّة.
والسببُ بالطبع هو بي رانغ. يبدو أنَّ القصصَ التي تتمحورُ حول الأطفال لا تناسبني حقًّا.
رفعتُ رأسي بوجهٍ محمرٍّ وأنا أتنفَّس بصعوبة.
‘يا له من طولٍ مفرط.’
بالنظر إليه من الأسفل، بدا أطولَ مما كنتُ أعتقد.
رغم أنَّ بنيتَه كانت تبدو نحيفةً مقارنةً بطوله.
‘من الطبيعي أن يبدو هكذا، طالما أنَّه لا يأكلُ جيدًا.’
“إنَّكِ تشبهينَ زوجةَ أخي تمامًا.”
قال بي رانغ بلهجةٍ لا مباليةٍ، بينما كان يضع
يديه على صدره.
“هل أنتِ الفراشةُ الصغيرة؟”
“الفراشة؟”
نظرتُ إليه وأنا أَسْعُلُ.
ما علاقةُ الفراشةِ بالأمر الآن؟
حتى صديقتي كانت تُطلِقُ عليَّ لقبَ ‘الفراشة’ بدلًا من ‘بيونا’ ولكن لا أعلم إذا كان هناك أيُّ صلةٍ بينهما.
‘لا أستطيع تذكُّرَ أيِّ شيءٍ متعلِّقٍ بذلك.’
رغم معرفتي الجيدة بالقصة، إلا أنَّ بعض
التفاصيل الدقيقةِ قد نسيتُها.
وهذا أمرٌ طبيعي.
‘كيف يمكنني أن أتذكَّرَ أمورًا غيرَ
متعلِّقةٍ بالبقاء على قيد الحياة؟’
أمسكتُ بطرف ملابسه. لا أعرفُ إلى أين أذهب، لذا من الأفضل أن أتحدَّثَ معه أوَّلًا.
“لماذا كنتَ تنامُ وحدكَ في الخارج؟”
“انطقي بوضوحٍ، أيتها الصغيرة. لا أفهمُ ما تقولين.”
“إنَّكَ تفهمُ جيدًا ما أقوله.”
“…”
“لماذا كنتَ تنامُ وحدكَ؟”
ارتجفَ حَاجِباهُ للحظةٍ، لكنه أجاب
بصوتٍ غيرِ مبالٍ:
“لأنَّ الطقسَ جميل.”
كذب.
لم يكن ينامُ في أيِّ مكانٍ عشوائي كما يدَّعي.
في الواقع، طبيعته أقربُ إلى الوسواسِ القهري.
ولهذا السبب، يعاني من ضغطٍ شديدٍ
انعكسَ على مظهره الشاحب.
في هذا المكان، في الجزء الشرقي من القصر، يعيش ثلاثةُ رجالٍ يعانونَ من أمراضٍ خطيرة.
وكانت مشكلةُ عمي هي مرضَ النوم القهري ومرضَ المشي أثناءَ النوم.
النومُ القهري مرضٌ يسببُ نوباتِ نومٍ مفاجئةٍ وغيرَ طبيعية.
وكان عمي يسقطُ نائمًا في أيِّ وقت، لدرجة أنَّه لم يكن يستطيعُ حتى إكمالَ وجباته.
هذا المرضُ سلب منه الكثير، حتى أنَّه لم يتمكَّن من حبِّ ابنته الوحيدة كما يجب.
‘بل إنه بسببِ المشي أثناءَ النوم، أرسل البطلةَ إلى
المبنى الآمن في الجزء الغربي، وعزلَ نفسه هنا.’
هنا، في الجزء الشرقي، أعيش أنا، بيونا، مع
الرجال الثلاثة المرضى، وابن عمي الأكبر.
والدي أيضًا موجودٌ في مكانٍ ما هنا.
بعد حوالي عشر سنوات، ستُعالجُ
البطلةُ أحدهم فقط.
أما الآخران، فسيموتان قبل ذلك.
ومن بينهما، والدي.
‘رغم أنَّ الوقتَ ما زال طويلًا.’
وهنا تكمن المشكلة.
لا يزال أمامَ البطلةِ الصغيرةِ طريقٌ طويلٌ لتنمو.
وفي تلك الفترة، سيعاني الكثيرون، بمن فيهم والدُ البطلةِ والأشخاصُ الآخرون الذين ستُنقذُهم لاحقًا.
ماذا عني؟
أريدُ أن أحصلَ على ‘كنز’ القصر الملكي
في أسرعِ وقتٍ ممكن.
ولهذا يجب أن أتحالفَ مع الأشخاصِ الذين
تتوافقُ مصالحهم مع مصالحي.
‘عمي، سأساعدُكَ لتعيشَ حياةً سعيدةً مبكرًا.’
لذا، أرجوكَ ساعدني أنتَ أيضًا.
“عمي، هل أنتَ مريض؟”
“ما الذي تهذين بهِ، أيُّتها الصغيرة؟ هل وصفتَني بالمريضِ قبلَ قليل؟”
جلسَ القرفصاء فجأةً ونظرَ إليَّ بعينينِ متَّقدتَين، وكأنَّهُ زعيمُ عصابةٍ.
كلَّما نامَ بي رانغ، ضاقَ عالمُه أكثرَ فأكثر.
ورغم أنَّهُ أبعدَ ابنتَهُ عنهُ لأجلِ سلامتها، إلَّا أنَّ المسافةَ التي لم تستطع يداهُ بلوغَها كانت تُشعِرُهُ بالحزنِ العميق.
رَبَّتُّ على ركبتيهِ برفقٍ وقلت:
“عمي، لديَّ سرٌّ أريدُ أن أُخبرَكَ بهِ وحدَكَ.”
“ما هذا الهُراء؟ لحظة، بما أنَّكِ هنا في الجناحِ الشرقي، فأنتِ أيضًا مجنونةٌ كوالدِكِ الثاني؟”
‘يا لهُ من شخصٍ لا يُراعي مشاعرَ الأطفال!’
“هاه؟”
مالَ وجهُهُ الوسيمُ قليلًا وكأنَّهُ أدركَ أمرًا غريبًا.
وقفَ بي رانغ يحدِّقُ بالصغيرةِ التي أمامَهُ بلا حَراكٍ.
حينَ فتحَ عينيهِ، كانَ أولُ شعورٍ يغمرُهُ
هو الانزعاجُ والملل.
فعلى عكسِ الناسِ العاديينَ الذينَ يشعرونَ بالانتعاشِ بعدَ النوم، كانَ هو يعاني من شللٍ، وهلاوسَ، ونوباتِ نومٍ غيرِ طبيعيَّةٍ.
وكانت حالتهُ الذهنيةُ المُشوَّشةُ مجرَّدَ نتيجةٍ إضافية.
كلَّما استيقظَ شعرَ باليأس وهو يفكّر:
‘كم من الوقتِ مرَّ هذه المرَّة؟’
كانَ وقتُهُ بالنسبةِ لهُ يُلقى في الفراغِ بلا فائدةٍ.
جسدُهُ، الذي كانَ مبارَكًا ببركةِ التنانين، كانَ أقوى من أجسادِ البشرِ العاديين.
فهو يستطيعُ البقاءَ حيًّا دونَ طعامٍ أو نومٍ، لكنَّ
ذلك كانَ كلَّ شيءٍ.
لم يعرفْ أحدٌ كيفيَّةَ علاجِه.
حتَّى أفضلُ الأطباءِ وأكثرُ أفرادِ العائلةِ موهبةً قد استسلموا. كانَ الأمرُ أشبهَ بلعنةٍ.
عندما استيقظَ هذه المرَّة، شعرَ بشللٍ في يدِهِ. كانَ يشعرُ وكأنَّهُ يُمسكُ شيئًا بشكلٍ غريزيٍّ، لكنَّهُ لم يكنْ لديهِ وعيٌ كافٍ للتحكُّمِ في قوَّتِهِ.
“انتبهْ، عمي.”
أوَّلُ ما وقعتْ عيناهُ عليهِ عندما استيقظَ كانَ شعرًا أرجوانيًّا فاتحًا للغاية.
طفلةٌ صغيرةٌ جدًّا.
وجنتاها ممتلئتان، لكنَّ ذراعَها، التي كانَ يُمسكُ بها، كانت نحيلةً للغاية.
ورغمَ أنَّهُ لم يهتمَّ بالعالمِ كثيرًا، إلَّا أنَّهُ أدركَ أنَّ الطفلةَ أمامَهُ فائقةُ الجمال.
‘لكنَّها ليست بجمالِ ابنتي.’
كانَ وجهُها مألوفًا. يبدو تمامًا كما كانت تبدو زوجةُ أخيهِ.
‘هل كانَ لأخي الثاني وقتٌ لرعايتِها؟’
ظهرتْ لمحةٌ من الحزنِ على وجهِهِ القاسي للحظةٍ.
كانَ يُفكِّرُ في العلاقةِ بينَ مرضِ أخيهِ الثاني وإهمالِهِ لهذهِ الطفلةِ.
كانتْ هذهِ أقلَّ درجاتِ التعاطفِ التي يمكنُهُ إظهارُها.
“هل تستمعُ إليَّ، عمي؟”
“ماذا؟”
كانَ وجهُهُ العابسُ محاولةً لإخفاءِ تعاطفِهِ.
“في الواقع، أنا عبقريَّة!”
ردَّ بي رانغ بتعابيرَ متفاجئةٍ على إعلانِ الطفلةِ عبقريتَها.
“وما الفائدةُ من ذلك؟”
كانتْ نبرتُهُ بعيدةً عن أيِّ تعاطفٍ، ولم يكنْ يعتزمُ تغييرَها.
‘طالما أنَّني أكونُ لطيفًا مع ابنتي، فهذا يكفي. وإن كنتُ لا أستطيعُ حتَّى الاعتناءَ بابنتي، فلماذا أهتمُّ بابنةِ أخي؟’
لكنَّ الطفلةَ لم تُظهِرْ أيَّ ارتباكٍ. على العكس، بدتْ عيناها تتألَّقان وكأنَّ بريقًا يُشِعُّ منهما.
“لكن، هل يمكنني علاجَ مرضِكَ، عمي؟”
“ماذا؟”
“أستطيعُ علاجَ مرضِكَ.”
قالتِ الطفلةُ ذاتُ السنواتِ الثلاثِ بحماسٍ، واضعةً يديها الصغيرتينِ على خصرِها.
“هذا ما يجعلُني عبقريَّة!”
ما الذي تقولهُ هذهِ الصغيرة؟ هل هي مريضةٌ أيضًا؟
فكَّرَ بي رانغ بينما كانَ يهمُّ بقولِ شيءٍ، ولكنَّ الطفلةَ ابتسمتْ على نطاقٍ واسعٍ ورفعتْ زجاجةَ ماءٍ.
“سأُريكَ الآن! انظرْ جيدًا.”
بدأ الماءُ يتدفَّق بالفعل.
‘…ما هذا؟ ما الذي تريدني أن أُشاهِدَه؟ تدفُّقَ الماء؟’
وضعتِ الطفلةُ إصبعَها في الماءِ الموجودِ في غطاءِ الزجاجةِ.
وفجأة…
سُوووووووك-!
بشكلٍ لا يُصدَّق، خرجتْ كميَّةٌ هائلةٌ من الماءِ وكأنَّها شلَّالٌ، وأغرقتْ بي رانغ بالكامل.
لكنَّ المفاجأةَ الكبرى كانتْ أنَّه:
‘يُمكنكَ التنفسُ براحةٍ الآن، أليس كذلك؟’
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 4"