━━━●┉◯⊰┉ الفصل 1 ┉⊱◯┉●━━━
「إمبراطوريّةُ ‘بايهو’ في القارّةِ الغربيّة.」
وتحديدًا أمام العائلةُ الإمبراطوريّة.
في غرفةِ استقبالٍ شاسعةٍ، جلسَ أشخاصٌ قليلونَ أمامَ طاولةٍ عريضةٍ جعلَ اتّساعُها يبدو بلا معنى.
كانوا زعماءَ القوى العُظمى التي يُمكنُها التحكّمُ بمصيرِ هذه الإمبراطوريّة.
“إذن، قرّرنا الاعترافَ بإنجازِكِ في الحصولِ على ما يُسمّى بـ’إكسيرِ الخلود’، الذي يجعلكَ لا تشيخُ ولا تموت.”
عندَ كلماتِ وليِّ العهدِ، قبضتُ يدي خِفيةً.
‘أخيرًا!’
كم عانيتُ وسقطتُ وتعثّرتُ حتى وصلتُ إلى هذا المكانِ!
“هل أحضرتِ الإكسيرَ بالفعل؟”
“نعم، يا سُموَّك.”
ابتسمتُ برِقّةٍ، ثمَّ انطلقتُ بالكلماتِ التي أعددتُها سلفًا.
“من أجلِ هذا الإكسيرِ، تجوّلتُ في الجبالِ كلِّها، وجرّبتُ الأعشابَ بنفسي! وابتلعتُ السُّمومَ لاختبارِ فعاليتِها!”
‘آه، يا لها من صفقةٍ رابحةٍ!’
“…يبدو أنَّكِ تاجرةُ أدويةٍ ليس إلّا.”
“نعم، أنا تاجرةُ أدويةٍ.”
هذا صحيحٌ، أنا أفضلُ طبيبةٍ وأمهرُ تاجرةِ
أدويةٍ في هذا البلدِ.
وداعًا لتلكَ الأيّامِ التي بكيتُ فيها حينما وجدتُ نفسي عالقةً في روايةٍ ملعونةٍ.
هذه الإمبراطوريّةُ تعُجُّ بالأطباءِ والصيادلةِ الذين يتنافسونَ فيما بينَهم.
أما أنا، فقد كنتُ مُهاجرةً من القارّةِ الشرقيّةِ.
ورغمَ التمييزِ الكبيرِ ضدَّ الشرقيّينَ، كنتُ العبقريّةَ التي صنعَت ‘إكسيرَ الخلود’.
وها أنا أُكرَّمُ اليومَ باعتباري أفضلَ طبيبةٍ
وصيدليةٍ في هذا البلدِ.
“يُمكنُك تجربتُه قبلَ اتّخاذِ القرارِ.”
“حسنًا. لقد أعطيتِنا نوعينِ من الإكسيرِ، سنبدأُ بتجربتِهِ على جلالةِ الإمبراطورِ المريضِ، ثمَّ أجربُه أنا لاحقًا.”
“نعم، إنّهُ لشرفٌ ليّ!”
وفي الواقع…
في داخلي كنتُ أسخرُ منه.
‘يا له من ابنٍ عاقٍّ مغرورٍ! يستخدمُ
والدهُ المريضَ كفأرِ تجارب.’
كان خبثُ وليِّ العهدِ مشهورًا حتّى في البلدانِ الأُخرى.
وفي القصّةِ الأصليّةِ، كان يستغلُّ البطلةَ مرارًا وتكرارًا.
“هممم، إذن أيّتها الطبيبة! يجبُ أن تعتبريه شرفًا عظيمًا أن يُستخدَمَ دواؤكِ على أجسادٍ بهذه المكانةِ النبيلةِ.”
“أنّي أعتبره شرفًا لعائلتي ولأحفادي من بعدي.”
عندما ابتسمتُ، احمرَّ وجهُ أحدِ
النبلاءِ، فبدا المشهدُ مُقززًا.
“هممم، شخصٌ من أصولٍ شرقيّةٍ متواضعةٍ
يتحدّثُ مع أشخاصٍ بمكانتنا؟”
“بل إنّ تلك العائلةَ الحقيرةَ التي جاءت منها قد انهارت تمامًا.”
“كفى.”
عند كلماتِ وليِّ العهدِ، صمتَ النبلاءُ الذين
كانوا يُتمتمونَ باستياءٍ.
“إذن، قلتِ إنّ لديكِ أُمنيةً تُريدين تحقيقَها
مقابلَ تقديمِ إكسيرِ الخلودِ.”
“نعم، يا سُموَّك.”
كنتُ أنوي طلبَ كنزٍ واحدٍ فقط.
‘هذا كلُّ ما أحتاجُه.’
لقد كرّستُ حياتي بأسرِها من أجلِ ذلك.
“ولكن، ماذا عساي أن أفعل؟”
“…عذرًا؟”
“للأسف، يبدو أنّهُ من الصعبِ تلبيةُ أُمنيتِك.”
شعرتُ بشعورٍ مُريبٍ عندما رأيتُ الفرسانَ يقتربونَ. ولم يكن ذلك إلّا بدايةً لمأساةٍ حقيقية…
“لقد علمنا أنّكِ بارعةٌ للغايةِ في علاجِ جروحِكِ بنفسِكِ.”
“ما الذي…؟!”
“لذا، سنحرصُ على قتلكِ في ضربةٍ واحدةٍ.”
في تلك اللحظة، بصقتُ الدمَ من فمي.
“طبيبةٌ عبقريةٌ تستخدمُ الماءَ في العلاجِ. ولكن…قيل إنّكِ تواجهينَ صعوبةً إذا لم يكن هناك ماءٌ نقيٌّ بجانبِكِ.”
اهتزّتْ عيناي في دهشةٍ.
‘مَن أخبرهُ بذلك؟ لم يكن أحدٌ يعلمُ بهذا تقريبًا!’
لقد كان لديَّ الكثيرُ من الأعداءِ طوالَ حياتي.
لأنّني كنتُ من أصولٍ شرقيةٍ تُعاني من التمييزِ بشكلٍ مُستمرٍ.
كما كنتُ فتاةً شابةً على عكس كبار الأطباء العجائز.
ولكنّني كنتُ مؤمنةً دومًا أنّي موهوبةٌ إلى حدٍّ استثنائيٍّ للأعترافِ بيّ.
“إذا تركناكِ على قيدِ الحياةِ، ستقومين بصنعِ إكسيرِ الخلودِ للآخرين. كيف لنا أن نثقَ بوعودِكِ؟”
“…”
“لا حاجةَ لي بخالدينَ آخرينَ سواي.”
“…”
ابتسمَ وليُّ العهدِ ابتسامةً خبيثةً.
“لذا عليكِ أنّ تموتي.”
كنتُ على وشكِ الصراخِ للاعتراضِ، لكنَّ الألمَ منعني من قولِ أيِّ شيءٍ.
“حتّى أفضلُ طبيبةٍ شرقيةٍ لا تستطيعُ
مواجهةَ هجومٍ مفاجئٍ.”
رفعتُ رأسي بصعوبةٍ. حتى رأيتُ جميعُ
النبلاءِ يبتسمونَ بخبثٍ.
“عرفنا أنّه لا يُمكنُ لشخصٍ شرقيٍّ
متواضعٍ أن يُطالبَ بأُمنيةٍ.”
“كان يجبُ عليها معرفةُ مكانتِهِا، أو على الأقلّ أن تتحلّى ببعضِ الحياءِ…”
“لكنّ مهارتَها كانت مُذهلةً، أليس كذلك؟ هاها.”
بينما كنتُ أمسحُ الدمَ، فكّرتُ في الأمرِ.
‘في الحقيقة، توقّعتُ أن ينتهيَ الأمرُ هكذا.’
أنا أفضلُ طبيبةٍ وأعظمُ عبقريةٍ في الإمبراطوريّةِ.
رغمَ أنّني وصلتُ إلى المكانِ الذي طالما حلمتُ به، أدركتُ أنّني كنتُ وحيدةً دومًا.
لا أصدقاءَ، لا عائلةَ، ولا أقاربَ.
‘لقد خانوني جميعًا، أو انهاروا بالكاملِ.’
تنفّستُ الصعداءَ. ثمّ توقّفتُ عن مسحِ الدمِ.
“سموّ وليِّ العهدِ.”
“…”
ابتسمتُ ابتسامةً خبيثةً.
“احذر على شعرَكَ.”
“ماذا؟ ماذا تعنين؟”
“لقد طلبتَ مني سرًّا دواءً لعلاجِ الصلعِ. هل
تظنُّ أنّني لن أعرفَ؟”
في تلك اللحظة، اتّسعتْ عينا وليِّ
العهدِ كأنّهما ستنفجران.
“بما أنّكَ خبيثُ القلبِ، فقد هربَ منك شعرُكَ.”
“أنتِ…!”
“توقّف عن ارتداءِ الباروكات، إن كنتِ تُريد الحفاظَ على ما تبقّى من شعرِكَ.”
كان النبلاءُ يضحكونَ بمرحٍ، ولكنّهم فجأةً تجمّدوا، ونظروا بدهشةٍ نحو وليِّ العهدِ.
ذلك الجبينُ العريضُ الذي بدا وكأنّهُ أكبرُ مما
يجب. احمرّ وجهُ وليِّ العهدِ حتّى
بدا وكأنّهُ يغلي.
“لا…لا تنظروا إليَّ! هذا غيرُ صحيحٍ على الإطلاق!”
‘ما الذي تهذي به؟ مستقبلُكَ هو الصلعُ بلا شكّ.’
“ثمَّ إنّي بالأمسِ فقط التقيتُ سرًّا بثلاثِ ممالكَ، وأخبرتُهم بأنّي سأُقدّمُ إكسيرَ الخلودِ إلى العائلةِ الإمبراطوريّةِ لبايهو.”
ارتعش الجميعُ في خوفٍ ملحوظٍ.
الإمبراطوريّةُ على وشكِ الانهيار.
في ظلِّ الصراعِ المحمومِ على القوّةِ بين الدولِ، أصبحَ إكسيرُ الخلودِ الذي صنعتُهُ كنزًا تتهافتُ عليه جميعُ الممالكِ والقوى العظمى الناشئة.
أما في القارّةِ الغربيّةِ، فإنّ الحربَ هي
المصدرُ الرئيسيُّ للثروةِ.
إنّهُ عصرٌ يعيشُ فيه الناسُ من أجلِ الحروبِ، وإنّ هذا الإكسيرَ سيُصبحُ ذريعةً ممتازةً للغزوِ.
“أنتم خائفونَ، أليسَ كذلك، أيها الأوغاد؟”
هل تظنّونَ أن قتلَكم لي سيجعلُ حياتَكم سعيدةً؟
“لقد قدّمتُ لهم دليلًا قاطعًا. جرّبوا فقط أن تقولوا لهم إنَّ إكسيرَ الخلودِ ليس موجودًا هنا.”
ما الفرقُ بالنسبةِ لي إذا اندلعتِ الحربُ بعدَ موتي أو إذا انهارتِ الإمبراطوريّةُ تمامًا؟
“هذا جزاؤكم على ما اقترفتْهُ أيديكم من آثامٍ.”
لما كان عليكم أن تكونوا متغطرسينَ وظالمينَ مع الممالكِ الأخرى؟
“تبًّا لكم أيها الحمقى!”
ضحكتُ بصوتٍ عالٍ، لكنّ عيناي
بدأتا تغيمانِ شيئًا فشيئًا.
‘آه، يبدو أنّهُ من الصعبِ المواجهةُ بمفردي.’
لم يكن لي أيُّ حلفاءَ يقفونَ إلى جانبي.
ظننتُ أنّ كوني عبقريّةً قادرةً على التفوّقِ على الجميعِ بمفردي سيُغيّرُ الأمورَ.
لكنّني أدركتُ ذلكَ متأخّرةً جدًّا.
رغم ذلكَ، كنتُ أعلمُ أنّ الفرصةَ لا تزالُ أمامي.
“وداعًا للجميع! أتمنّى أن تُدمَّروا جميعًا في خِضَمِّ الحروبِ!”
اذهبوا جميعًا إلى الجحيمِ، أيّها الأوغادُ الذين قتلوني.
“وأذكّرُكم، إنّ جسدي بعدَ موتي سيُطلقُ السمَّ في كلِّ مكانٍ. لذا حاولوا البقاءَ أحياءَ إن استطعتم.”
ثمّ تذكّرتُ شيئًا أخيرًا أردتُ قوله.
“آه، صحيح!”
رغم أنّني كنتُ أفضلَ طبيبةٍ وصيدليّةٍ تتعاملُ مع السّمومِ والأدويةِ، إلا أنّني كنتُ في الوقتِ نفسِهِ…
‘محتالةً بارعةً.’
“ذلك الإكسيرُ؟ مزيفٌ.”
أنا؟ لا بأسَ بيّ.
‘أُفٍّ، يبدو أنّ هذه الحياةَ أيضًا فاشلةٌ.’
***
“آهغ، آآههه!”
ما إن فتحتُ عينيَّ حتى بدأتُ بالغثيانِ.
بالطبعِ، لم يخرجْ شيءٌ.
كان هذا مجرّدَ أثرٍ جانبيٍّ بعدَ العودةِ بالزمنِ.
اللعنة، لقد فشلتُ مرّةً أخرى!
بينما كنتُ أسعلُ وأُصدرُ أصواتَ القيءِ لحوالي ثلاثينَ دقيقةً، رفعتُ رأسي أخيرًا بصعوبةٍ.
ما أمامي كان نافذةً زجاجيّةً مُحطّمةً، انعكستْ
عليها صورتُي.
وجنتاي كانتا شاحبتينِ وناعمتينِ كالحليبِ، لكنَّ وجهي كان يبدو مُرهقًا للغايةِ.
رغم ذلك، بقيت ملامحي جميلةً بشكلٍ لافتٍ.
كان عُمري ثلاثَ سنواتٍ فقط الآن.
“اللعنةُ.”
حاولتُ التكلّمَ، لكنّ السّعالَ لم يُمهلني.
“فشلتُ مرّةً أخرى.”
عبثتُ بشعرِي بعصبيّةٍ.
ما انعكسَ في الزجاجِ المحطّمِ كان وجهَ طفلةٍ
صغيرةٍ بشعرٍ بنفسجيٍّ فاتحٍ مُبعثرٍ.
“يجبُ أن أعيشَ عشرونَ عامًا أخرى! آآآآه!”
صرختُ بأعلى صوتي، لكنّ صداهُ ارتدَّ
في المكانِ الفارغِ من حولي فقط.
إنّهُ ذنبُ تلكَ الصديقةِ التي لم أكن أحبُّها.
لقد علقتُ في قصّتِها المفضّلةِ عن تربيةِ الأطفال!
__تَرْجم بِكلِّ حُبٍّ مِنْ قَبْلِ كَارِيبِي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 1"