الفصل 06
أدرتُ رأسي مع جي تشوان في اللحظة نفسها.
اقتربت لين يوان.
بدت غاضبة بعض الشيء.
“ألستَ أنتَ من قلتَ إنك قد نسيتَها؟ نحن على وشك مغادرة هذا المكان، ومع ذلك اشتريتَ المنزل الذي كانت تسكنه. إن كنتَ لا تزال عاجزًا عن تركها، فلماذا لا تذهب وتبحث عنها إذن!”
لا!
لا ينبغي لـ جي تشوان أن يأتي باحثًا عني!
كان عليه أن يعيش بخير!
لم أُرِد لـ جي تشوان أن يموت!
“ابحث عنها؟ ثم ماذا؟ إنّها لا تعرف حتى ما يعنيه أن يُحبّ المرء أحدًا.”
“وهل تكرهها إذن؟”
“لا أكرهها. لم ترتكب خطأً؛ إنما لم تُحبّني. غير أنني لا أملك شجاعة أن أحبّها مجددًا. لا أجرؤ على المحاولة.”
عمّ كانا يتحدثان؟
لِمَ كان جي تشوان يقول هذا الكلام مرة أخرى؟
كنتُ أعلم ما يعنيه أن يُحبّ المرء أحدًا!
وإن متُّ في الثامنة عشرة، فها أنا اليوم في الثامنة والعشرين!
كنتُ أمقت أن يُستخفّ بمشاعري!
إنهم ليسوا أنا، فكيف يتوهّمون أنهم يفهمونني؟
قال جي تشوان بهدوء، “أنا مثل وردة في هذا البستان، لا أختلف عن سواها. اليوم قد تعجبها هذه، وغدًا أخرى.”
ذلك لم يكن صحيحًا.
كان جي تشوان مختلفًا.
“طوال السنوات العشر الماضية لم أغيّر رقم هاتفي. كنتُ دائمًا أجيب على مكالمات الأرقام المجهولة، خشية أن تكون هي.”
جي تشوان، قبل أن يُرسلوني إلى المستشفى النفسي، أخذ أبي هاتفي.
كنتُ أريد أن أجدك، لكنني لم أستطع.
“قال والدها إنني لستُ جديرًا بها، وإنها عاشت في منزلٍ فاخرٍ معزول منذ طفولتها، محاطة بأفضل ما في الحياة. قال إن وجودها معي لن يجلب لها سوى المشقة. عملتُ بجدٍّ لا يعرف الكلل لأثبت أنني أهلٌ لها، وأنني لن أتركها تعاني. إن إصراري على عدم الاستسلام هو ما أوصلني إلى ما أنا عليه اليوم.”
“الآن، أنا في القمة. كان يمكنها أن تجدني لو أرادت، لكنها لم تفعل.”
جي تشوان، إنني بجوارك الآن.
“ربما قد نسيتني منذ زمن بعيد.”
ما نسيتُك أبدًا.
“كان والدها على حق؛ فهي لم تفهم أبدًا ما يعنيه أن يُحبّ المرء أحدًا. كنتُ أنا من خدعها.”
لا تقل ذلك.
جي تشوان، لقد كنتُ أنا من أحبك أولًا، ومن طلب منك أن تبقى معي.
جي تشوان لم يبكِ.
لكن لين يوان بكت.
“لنَعُد إلى الخارج. لن نعود أبدًا إلى هنا؛ فهي لا تستحق.”
وضع جي تشوان الصورة التي كان يحملها على الأرض.
“حسنًا.”
ومشى جي تشوان.
جلستُ على الأرض، أحدّق في المغيب وحدي.
لأول مرة، تذوّقتُ مرارة الدموع.
جي تشوان، لقد تعلّمتُ البكاء.
هكذا يكون إحساس فقدان شخصٍ ما، إنه حقًا يحطّم القلب.
جي تشوان، لقد متُّ.
ولذلك فلن أستطيع أن أكون معك بعد الآن.
حتى لو وجدتُك، فلن تتمكن من رؤيتي.
كانت روحي تغدو شفافة، قادرة على الانجراف حيث تشاء.
طفوتُ إلى منزل هي دُو دُو.
فرأيتُ حاسوبها.
“فضائح عبقري الإنترنت جي تشوان.”
“كنتُ زميله في الجامعة. نعم، كان لديه بعض المهارات التقنية، لكن أخلاقه كانت سيئة للغاية. في سنته الأخيرة، درّس فتاةً ثرية وحاول استغلالها، محاولًا أن يصير صهرًا لعائلة غنية. لكن في النهاية طُرد شر طردة. كان قد حصل على مقعد لدراسة الماجستير، لكن أحدهم بلّغ عن الحادثة، ففقد فرصته. وبعد ذلك لم يعد قادرًا على البقاء في الجامعة، فتركها وسافر للخارج.”
“في الخارج، اعتمد على لين يوان ليؤسس شركته. وكل ما لديه اليوم إنما هو بفضل تعلقه بفتاة غنية.”
“إنه مثال واضح لمن يركض وراء الارتقاء الاجتماعي بأي وسيلة، مستغلاً الآخرين دون ضمير.”
….
ذلك ليس صحيحًا!
من منحهم الحق في أن يُشوّهوا سمعة جي تشوان هكذا!
“هي دُو دُو، أرجوكِ، ساعديني، قولي لهم إن هذا ليس هو الحق!”
كم كنتُ أتمنى لو أنّي حين نُشرت تلك الافتراءات عن جي تشوان وضاع منه مقعد لدراسة الماجستير، كنتُ إلى جانبه لأُبرّئه من كل الشائعات!
لا عجب أنه لم يعُد يحبّني.
كم كان لا بد أن يشعر بالعجز، واقفًا وحده في وجه تلك الشائعات!
لو أنّني فقط كنتُ معه آنذاك، لما اضطر إلى ترك الجامعة.
لكنني تخلّيتُ عنه.
لا بد أنّ جي تشوان قد تحطّم قلبه.
ومع ذلك، قال إنه لا يكرهني؛ بل إنه فقط لم يجرؤ على أن يحبّني مجددًا.
“هي دُو دُو، أرجوكِ…ساعديني….”
ويبدو أنّ هي دُو دُو قد سمعت توسّلي، فاتصلت بصديق قديم من جامعة بكين.
“سينيور، أذكر أنّك كنتَ زميلًا لـ جي تشوان. كم تعرف عن هذه الشائعات المنتشرة على الإنترنت؟”
“لقد رُصد جي تشوان وهو يواعد فتاة غنية، والتُقِطت له صور. ثم لم يكتفوا بإبلاغ الجامعة، بل نشروا الصور كذلك في منتدى الجامعة.”
“قد يبدو جي تشوان هادئ الطبع، لكنه لم يكن ليصمت أمام أي ظلم يُقترف بحقه. لقد تتبّع عنوان بروتوكول الإنترنت وكشف زميله الذي نشر الإشاعات. ذلك الشخص كان يسعى لسرقة مقعده في دراسة الماجستير، لكنه في النهاية خسر كل شيء وتعرّض هو نفسه لعقوبة تأديبية.”
“أمّا الفتاة الغنية، فلم يكن هناك دليل ملموس. الجامعة طلبت من جي تشوان أن يُحضر صديقته لتوضيح الأمر، لكنه رفض. وفي النهاية، ولإخماد الغضب العام، لم تجد الجامعة خيارًا سوى إلغاء مقعده في الماجستير.”
“كان الجميع يعرف أنّ جي تشوان لن يحاول إغواء فتاة تعاني مشكلات إدراكية من أجل الزواج بالمال. كثير من الفتيات اللواتي يطاردنه كنّ جميلات وذوات مال. لكن كثيرين انتهزوا الفرصة لمهاجمته وهو في وضع ضعيف، فتعرّض لتنمّر شديد. وفي نهاية المطاف، اضطر إلى ترك الجامعة.”
“أمّا لين يوان، فهي شقيقته الصغرى من أبيه وأمّه. كانت تزوره في الجامعة آنذاك. وبعد طلاق والديهما، غيّرت شقيقته اسم عائلتها وسافرت مع أمّهما إلى الخارج.”
يتبع في الفصل القادم.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات