الفصل 01
في الليلة التي متُّ فيها، اندلع حريقٌ مفاجئ في المستشفى النفسي.
وبسبب البنية الفريدة للمستشفى، عجز كثيرٌ من المرضى عن الفرار، فهلكوا في الحريق.
بعد وفاتي، بقيتُ أُراوح حول المستشفى.
في البداية، كان هناك بعض الرفاق ما زالوا يؤنسون وحدتي.
غير أنّهم، واحدًا تلو الآخر، توارَوا عن الأنظار، وتركوني هنا وحدي.
لم أكن أستطيع الابتعاد كثيرًا عن المستشفى، فكنتُ أقضي أيّامي جالسةً عند النافذة.
شهدتُ غروب الشمس عددًا لا يُحصى من المرّات، أكثر بكثير من أربعٍ وأربعين مرّة.
مرّت عشر سنوات على هذا الحال.
تدهور وضع المستشفى تدريجيًا.
ارتفع العشب البريّ من حوله، وتشبّثت الأشواك بجدرانه المتداعية، وتفتّحت الورود البرّية بين أنقاضه.
وكان سكان الجوار جميعًا يقولون إنّ المكان تسكنه شبحُ امرأةٍ تأكل الناس، ويحذّرون الأطفال من الاقتراب، زاعمين أنّ الأطفال العُصاة ستخطفهم تلك الشبح.
يا لهُ من هراء!
لم آكُل أحدًا على الإطلاق!
ولم أُؤذِ طفلًا أبدًا!
***
ثم في يومٍ ما، ظهرت فتاة، تحدّث نفسها والهاتف بيدها.
“مرحبًا بالجميع، أنا هي دُو دُو. هذا هو مستشفى تشينغشان النفسي المسكون الشهير، المهجور منذ عشر سنوات حتى الآن. يقولون إنّ حريقًا هنا أودى بحياة سبعةٍ وعشرين شخصًا آنذاك. ويُشاع أنّ أصغر الضحايا كان في الثامنة عشرة فقط. حتى إنّ المدير قد اعتُقل بعد الحريق. هذه الليلة، سنكتشف ما إذا كانت الأشباح موجودة هنا حقًّا.”
اقتربتُ من كتفها، لألمح ما على هاتفها.
فهمتُ الأمر!
إنّها تبثّ مباشرًا!
وبعض سكان المنطقة كانوا يفعلون ذلك أيضًا من أجل المال.
ارتجفت قليلاً ثم واصلت حديثها قائلة، “على الرغم من أنّ عشر سنوات قد مرت، ما زال بإمكانكم رؤية مدى فداحة الحريق؛ الجدران كلّها مسوّدة ومحترقة….”
استمرت تسرد ذلك وهي تتجوّل، حتى بلغت غرفتي. جالت بعينيها في الظلام الدامس، ثم استقرّ بصرها على زاوية من الجدار.
انحنت هي دُو دُو، وأخرجت من شِقٍّ في الجدار صندوقًا من الصفيح متفحّمًا.
قفزتُ في مكاني من شدّة الغيظ.
“ذلك لي!”
“لي!”
“لا تلمسيه!”
لكنّها لم تكن تسمعني، بل فتحت صندوقي أيضًا.
“آه!”
لقد انكشف سرّي هكذا بكل بساطة.
كانت شريرة للغاية!
أخرجت الصورة المحترقة نصفها، ورفعتها أمام الكاميرا قائلة، “انظروا، يا جماعة! الفتاة في هذه الصورة جميلة. تبدو صغيرة في السنّ، أتساءل إن كانت بالغة.”
صرختُ، “لا تظنّي أنّي سأغفر لكِ لمجرّد أنّكِ وصفتِني بالجميلة! وقد كنتُ بالغة! لستُ صغيرة إلى ذلك الحدّ!”
كان لي حبيب أيضًا!
وانهمرت التعليقات على الشاشة.
【لا بُدّ أنّها تلك المريضة ذات الثمانية عشر عامًا التي ماتت، أليس كذلك؟】
【ضغينة الأرواح القاصرة قويّة؛ لا ينبغي لكِ لمس متعلّقاتهم!】
【يا للأسى، ماتت وهي في ريعان شبابها.】
【يبدو أنّ المستشفى كان صارمًا جدًّا في ذلك الوقت، وإلا لما مات كلّ هؤلاء المرضى في الحريق.】
【تمهّلوا، يبدو أنّ هناك شخصًا آخر إلى جوارها في الصورة. يمكنكم رؤية جزء من كتف بملابس سوداء، يبدو أنّه رجل.】
【أيمكن أن يكون شخصًا أحبّته؟】
【وهل يستطيع المصابون بأمراض نفسيّة أن يحبّوا غيرهم أصلًا؟】
【أن تُحَبّ من قِبَل مجنون أمرٌ مروّع.】
حين اطلعتُ على تلك التعليقات، اجتاحني حزن عميق.
لم أكن مريضة نفسيًّا؛ إنّما…كنتُ مصابة بالتوحّد.
وقد قال أبي إنّه إن تحسّنت حالتي، فسأستطيع المواعدة كسائر الناس.
كنتُ قادرة على الحبّ.
ولستُ مجنونة.
عقدت هي دُو دُو حاجبيها وهي تحدّق في هاتفها وقالت، “إن لم تستطيعوا التحدّث كأناس محترمين، فغادروا بثّي. تنعتون أحدًا بالمجنون، وكأنّكم أنتم في قمّة التعقّل.”
في تلك اللحظة، لم تَبْدُ هي دُو دُو سيّئةً إلى ذلك الحدّ.
قلبت الصورة، فإذا بها تلاحظ كلمتين مكتوبتين على ظهرها.
“جي تشوان.”
يتبع في الفصل القادم.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات