الفصل [133] 

–

الارك 15. عيد ميلاد سعيد

كان ميناء فيلوسا مزدحمًا بالناس. وذلك لأنه كان من المقرر أن ترسو سفينة انتوهو في الساعة السابعة مساء اليوم.

ولعل هذا هو السبب وراء امتلاء مدينة فيلوسا السياحية الصغيرة بالحياة.

على الرغم من أن الساعة كانت بعد الساعة الخامسة بقليل، كان الجميع في فيلوسا يتحدثون عن إنتوهو.

“يقولون أن السفينة كبيرة جدًا بحيث لا يمكنك حتى تخيلها. حتى صاحبة الجلالة الإمبراطورة الأرملة تركبها!”

“بفضل ذلك، سنكون أيضًا قادرين على رؤية الدوق يوتا أورجون.”

“يا إلهي، هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها وحشًا إلهيًا. في النهاية، اختار الوحش الإلهي يوتا، أليس كذلك؟ “

“حسنًا، إنه كاهن رفيع المستوى يؤيد إرادة الخاكم، سيكون من الغريب أنه لم يتم اختياره!”

قبل بضع سنوات، توفيت الدوقة مارياز أورغون وأصبح ابنها بالتبني يوتا هو الدوق.

كان هناك الكثير من الحديث عن أن الوحش الإلهي لم يختار يوتا، ولكن من المدهش أنه بمجرد وفاة مارياز أورغون، اختار الوحش الإلهي يوتا على الفور.

مع مرور الوقت، أصبح الجميع بطبيعة الحال يقبلون يوتا باعتباره سيد أورجون.

كان من غير المسبوق أن يعمل كاهن رفيع المستوى في المعبد أيضًا كدوق، لذلك نمت سمعته العامة.

ساهم أيضًا مظهر يوتا الملائكي ووجهه المبتسم دائمًا.

علاوة على ذلك، فقد اشتهر بتفضيله من قبل رئيس الكهنة، حتى أن جميع الكهنة أحنو رؤوسهم له.

بالإضافة إلى ذلك، ليلي، وحش العشب الإلهي كانت حاضرة دائمًا، يعانقها يوتا بينما تمضغ العشب بوجه لطيف. لقد كان مشهدًا سلميًا حقًا للمشاهدة فقط.

“هل سمعت؟ سمعت أن الدوق يوتا ذهب في مهمة تطوعية مرة أخرى، هذه المرة إلى مملكة إيتا. “

“مملكة إيتا؟ هذا المكان الذي تدور فيه حرب أهلية وحيث يكون من الخطورة جدًا الذهاب إليه من اجل تجنب الاذية إذا لم يكن لديك قوة إلهية جيدة؟ “

“نعم. يقال أن هناك الكثير من رواسب الحجر الرومي التي لا يمكن استخراجها، لذا فهم لا يستمعون حتى إلى أي قوة إلهية مهمة. هل تعرف الرومستون؟ هذا الحجر الكريم لديه درجة أعلى من تحييد الوحش الإلهي من الحجارة السحرية. “

“ومع ذلك فإن القس يوتا هو الذي ذهب إلى هناك وليس شخصًا آخر؟”

“نعم. أليس الأشخاص الذين ينتقدون الهيكل ليس لديهم ضمير حقًا؟ هل يمكنهم المخاطرة بحياتهم والتطوع في مثل هذا المكان؟

“في هذه الأيام، يتزايد عدد الأشخاص الذين ينتقدون المعبد… أعتقد أنه أمر وقح حقًا.”

“يوتا، كاهن رفيع المستوى، يذهب إلى مثل هذه الأماكن الصعبة. من يجرؤ على الإصرار على أن الهيكل فاسد؟” 

وبينما كان الناس يطنون، كان هناك رجل عند كشك بائع متجول، يمضغ الحبار مع تعبير ساخط.

“لماذا يتحدثون عن يوتا؟ اسمي مكتوب أيضا في الصحيفة. انظرو. جو، لي، آن، لا، آر، ر. لماذا بحق السماء لا أحظى بأي اهتمام؟”

كان جوليان هو الذي لم يجد ذكرياته بعد.

كان يرتدي رداءً أسودًا ويضع نظارة سميكة ذات إطار قرني، ولم يتعرف عليه أحد.

وقال شولفا وهو يأكل طبق السمك أمامه برشاقة:

“أولاً، لا يستحق ذكر الفرق بين كونك خليفة لدوقية أورغون وعائلة الكونت ذات التاريخ القصير. ثانياً، لا يستطيع المتكبرون الذين عفا عليهم الزمن أن يجرؤوا على السخرية من كاهن رفيع المستوى يتجول للقيام بأعمال تطوعية. ثالثًا، يحب الناس علنًا شخصًا طيب الطباع مثل يوتا، لكنهم لا يحبون علنًا شخصًا يبدو متنمرًا مثلك.” 

“كيو، كيوهم!”

“هناك عدد قليل من أكثر. هل تريد مني أن أخبرك المزيد؟ “

“لا، هذا يكفي. أم إذن…”

عقد جوليان ذراعيه في عدم الموافقة وسأل أكثر.

“كيف تقارن بي قبل أن أفقد ذاكرتي؟”

“بادئ ذي بدء، لو كان جوليان في ذلك الوقت، لما أجرى مثل هذه المقارنات التي لا معنى لها وغير مجدية.”

تحدث شولفا بصراحة دون أي تغيير في التعبير.

“الغيرة قبيحة جدًا يا جوليان. لماذا بحق السماء أنت مهووس بيوتا؟”

لقد عادوا الآن إلى كونهم أصدقاء ويتفاعلون بشكل مريح مع بعضهم البعض.

“هناك سبب. سأخبرك عندما تعود إلى أن تكون واحدًا من شعبي. “

كانت علاقة يوتا وروزي سرية للغاية. لذا فإن جوليان لم يخبر شولفا حتى.

لذلك، لم يتمكن من إخبار شولفا، “أنا ويوتا أخوين روزي الأكبر سناً، ولهذا السبب أظل أشعر بالمنافسة”.

لكن شولفا رفض على الفور عرض جوليان الخفي.

“لا، نحن بحاجة إلى بعض الأسرار بيننا. أنا نصف راضٍ عن وظيفتي الحالية”.

“نصف؟”

“نعم. عندما قمت بتغيير وظيفتي لأول مرة، كان الأمر رائعًا لأنه كان هناك الكثير من العمل للقيام به، لكن قدرات الدوق مذهلة… لقد سار العمل بشكل أسرع مما توقعت. إنه أمر محزن.” 

كان شولفا لا يزال مساعدًا لجايد.

لقد كان الاختيار الصحيح لروزي هو إجبار شولفا على البقاء مع جايد لمدة عام.

وفي العام التالي، شجع جايد شولفا على مواصلة العمل تحت قيادته وضاعف راتبه. هذا هو مدى تميز قدرته كمساعد.

“على أي حال، في الوقت الحالي، ما زلت بحاجة إلى الدوق أكثر منك.”

قال شولفا بلا تعبير أثناء شرب كوب من الماء.

“الكونت نورت على قيد الحياة وبصحة جيدة، وأنت تحت حماية المقاطعة. لكن الدوق دائمًا في المقدمة، ويواجه الخطر عن طيب خاطر. “

رفع نظارته وتنهد قليلا.

“بفضل ذلك، لحسن الحظ، هناك أيام كثيرة يجب أن أتولى فيها مسؤولية الدوقية. إنه نفس الشيء هذه المرة أيضًا.”

“همم. إن استخدام كلمة “محظوظ” في هذا الوقت هو أمر رائع بالنسبة لك شولفا نودياك.”

كان الاشمئزاز على وجه جوليان وهو يهز رأسه. ثم وضع الحبار المتبقي في فمه وقال بلا مبالاة:

“حسنًا إذن… فلنذهب ونلتقي بالطفل قريبًا. لا ينبغي أن يتأذى كثيرًا.”

أومأ شولفا ببطء بهذه الكلمات. كان شولفا يقيم أيضًا في فيلوسا بسبب جايد.

“شولفا، هل تعلم؟”

“بالطبع لا أعرف، أنت لم تقل ذلك بعد.”

تمتم جوليان وهو ينظر إلى البحر البعيد.

“الصغيرة، إن عيد ميلادها اليوم.”

“أوه، أعرف ذلك. في مثل هذا اليوم من كل عام، يطلب الدوق كعكة ويجمع الهدايا. عندما لم أكن أعرف أي شيء أفضل، قمت بإعداد الأشياء بشكل سيئ ولم أفعل ذلك بشكل صحيح بعد ذلك.”

“…لم أقدم لها هدية عيد ميلاد قط، ولا حتى بشكل سيء. لم أكن أعرف سوى عيد الميلاد المزيف.” 

ابتسم جوليان بمرارة. ثم أضاف بخجل:

“أنا سعيد جدًا لأنني أعتقد أننا سنكون قادرين على الاجتماع مرة أخرى قريبًا، لكنني لا أستطيع حتى الاحتفال بعيد ميلاد صغيرتي الحادي والعشرين بهذه الطريقة.”

أطلق تنهيدة حزينة.

لم يكن شولفا جيدًا في مواساته، لكنه ظل يربت على ذراعه.

“لقد بذلت قصارى جهدي لمدة تسع سنوات مع التصميم على الاحتفال بعيد ميلادي القادم بشكل صحيح، سواء كان ذلك من أجل الطفل الصغير أو من أجلي، ولكن أعتقد أنني فشلت”.

“لقد كبرت كثيرًا من خلال إصرارك. قال الجميع أنك لا تستطيع العودة إلى ما كنت عليه من قبل، ولكن أعتقد أنك كما كنت من قبل. حقًا.”

“لا، شولفا. لا.”

هز جوليان رأسه.

“أنا لست عبقريًا يعرف المستقبل كما اعتدت…”

في هذه الأثناء، كان جوليان يقرأ دائمًا آخر ملاحظة قدمتها له روزي. لقد كان الأمر مفاجئًا دائمًا لأنه كان لديه معدل توافق يزيد عن 80٪.

“حسنًا، لقد كنت قويًا، لكنك لم تكن أبدًا عبقريًا مطلقًا يعرف المستقبل. من فضلك لا تمجد ذلك “.

هز شولفا رأسه بحزم ونظر نحو الميناء بتعبير حازم.

“على أي حال، حان الوقت، لذلك دعنا ننهيه بشكل جيد.”

عند تلك الكلمات، وقف جوليان. تم شحذ العيون التي تنظر إلى البحر البعيد مرة أخرى.

´⛧ ⛧ ⛧ ´

لقد وصلنا أنا ورينا وجايد إلى غرف الدرجة الثانية والثالثة بأمان.

كان الحراس صارمين عندما كنت أصعد، لكن عندما رأوا وجوه رينا وجايد، قاموا تلقائيًا بإخلاء الطريق.

بعد المرور عبر المقصورة المخصصة للطاقم فقط بالأسفل، ظهر أخيرًا الدرج المؤدي إلى الطابق السفلي.

أمام تلك السلالم، كان هناك الكثير من الفرسان الذين ينتمون إلى المعبد. حتى أنه كان هناك باب حديدي مغلق بإحكام في أسفل الدرج. لقد كان هيكلًا لا يمكن للمرء رؤية الطابق السفلي فيه على الإطلاق.

“من فضلك أخبريهم يا أميرة.”

تحدث جايد ببطء خلفنا.

“يبدو أنهم سيستمعون بشكل أفضل إلى كلماتك.”

كما هو متوقع، لم تكن نظرة البلادين نحو جايد وبير جيدة جدًا.

أومأت رينا برأسها بفتور وسألت بالادينز.

“سمعت أن هناك كهنة هنا؟”

“…الأميرة، هذا…”

“أخبرتني صاحبة الجلالة الإمبراطورة الأرملة. على حد علمي، سمعت أن هناك قوارب نجاة هنا. لماذا الكهنة هنا؟” 

لقد فوجئ الفرسان قليلاً بسؤال رينا.

في ذلك الوقت وقف جايد بجانبي ببطء وقال:

“إن أعراض الربو والمضاعفات التي تعاني منها صاحبة الجلالة الإمبراطورة خطيرة. قالت إن هناك كهنة رفيعي المستوى هنا وطلبت مني أن أتصل بهم “.

“انتظر من فضلك. سوف ننقل رسالتك.”

عندما تحدث بالادين بتصلب، أجاب جايد بحاجب مرفوع.

“لقد نقلنا ما يكفي في وقت سابق.”

انحنى بمهارة إلى الأمام، وللحظة، تلامست أطراف أصابعنا مع بعضها البعض.

على الرغم من التوتر المتزايد، شعرت أن تركيزه موجه نحوي.

° . • .✦ . ◌ ⋆ ° ✬ • ✫ ⋆｡ .° ◌ • .●

لا تنسو التعليقات على الفقرات وابداء أراكم في الرواية ~ دمتم سالمين إلى حين فصل جديد 💓