2
على كل حال، لم يكن ثمّة بُدٌّ من المضيّ.
أخذ يو-دان صندوق الكعكة بحذر، ثم استأنف خطاه. ثم التفت خلفه التفاتةً خاطفة.
لم يكن يخلو من شيءٍ من الرجاء في نفسه…
غير أنّ الثقب ما زال يتعقّبه.
كان منظره وهو يبتلع قلب المدينة زاحفًا، شبيهًا بفيلمٍ من أفلام السريالية. المارّة، وإن لم يَرَوا ذلك الثقب، فإنهم كانوا يتفادونه لا شعوريًّا. وأحيانًا يبتلعهم بأجسادهم كاملة، ثم يخرجون بعد حين سالمين كأن لم يكن شيء.
فذلك إنما يترصّد غيرهم، لا إيّاهم.
خفق جبينه بألم، كأنّ أحدًا قد ختمه بختمٍ غير مرئي. وكان كل ما حوله من المشهد عاديًّا مألوفًا، أمّا أن يكون هو وحده يعاني هذه الغرابة، فذلك ما لم يكد يصدّقه.
‘هذا جزاءُ تدخّلي فيما لا يعنيني.’
تمتم متذمّرًا وأسرع في مشيته.
‘هذه المرّة دخلتُ إلى المكان الصحيح على ما يبدو. أهذا المتجر الذي ذكرتْه ميا؟’
ظلّ يتردّد في نفسه حتى استدار عند المنعطف، فأدرك أنّه قد اهتدى إلى الموضع المنشود.
شارع شجرة الحوار.
المعروف أيضًا باسم شارع التراث.
كان الطريق فسيحًا، وعلى جانبيه مصطفّة أسقفٌ قرميدية على هيئة البيوت الكورية القديمة. وكانت الأشجار كثيرة، والجوّ فيه مسحة من البرودة. مكتبات للكتب القديمة، متاجر للحرف، بيوت للهنبوك، مقاهٍ تقليدية، مطاعم… صورة ساكنة، وفيها أنس ووقار.
‘أفي سيول مثل هذا المكان؟’
ظل يو-دان يتلفّت وهو يمشي.
كانت ميا قد قالت له إنّه في حال كان “مسحورًا باليوكاي” كما الآن، فلن يعجز عن العثور عليه. وحقًّا، ما هي إلا لحظات حتى وقعت عيناه على لوحة صغيرة كُتب عليها:
<بانولدانغ>.
م. بانول نصف القمر، دانغ القاعة وعند جمعها تدعى قاعة نصف القمر
كان بيتًا كوريًّا ذا طابقين، حديقته صُغرى على الطراز التقليدي. يبيع التحف ويقدّم الشاي، فلا يبدو بين أبنية الشارع إلّا بناءً عاديًّا.
قيل إنّ صاحب المكان، المدعوّ السيّد بايك، يعين منذ غابر الأزمان أولئك الذين يستحوذ عليهم اليوكاي.
‘ألعلّ ميا أوني كانت تمزح؟’
دخل متردّدًا. غير أنّ الأسقف العتيقة، والأعمدة ذات العروق الحيّة، والأبواب المنزلقة المصنوعة من الورق المصقول، كلّها أوحت بأنّ عمرها يزيد على مئة عام.
وكان الباب الخشبي مواربًا، فما إن دفعه حتى انفتح بلطف بلا أدنى مقاومة.
كان الداخل مظلمًا بعض الشيء.
وأوّل ما وقع بصره عليه: كثرة الأشياء المكدّسة.
جدارٌ كامل مرصوص بالكتب القديمة، وأثاث وتحف يملأ الأركان. عبير الخشب العتيق، ورائحة الورق البالي، مع شذى الحبر الصيني الرقيق. ولولا المقام لظنّه شيئًا مملًّا، لكنه وجد فيه غبطة غريبة، كأنّ صدره قد انفسح.
وسرعان ما أدرك السبب.
فهنا لم يكن لتلك الأشياء أثر.
لا الظلال السوداء التي تتكوّم عند الزوايا، ولا الكتل العجيبة المعلّقة بسقوف البيوت، ولا الوجوه التي تطلّ من وراء الشبابيك… لم يكن منها شيء.
حقًّا، لأمر عجيب.
أنزل يو-دان صندوق الكعكة على الطاولة، ثم خطا خطوة إلى الداخل.
عندها فقط انتبه.
كان ثمّة من يتمتم متذمّرًا في زاوية.
“ويحي! أكاد أسقط ثانيةً إذ تعثرت قدمي بتلك الأكوام! لأحرقنّها كلّها!”
وكان رجلاً في أواسط العمر، ملامحه عابسة، ينظر بحنقٍ إلى ركام الكتب المكدّسة. يلبس قَباءً وجبّة، وفي يده مروحة، أشبه ما يكون بوجيهٍ من وجوه النبلاء.
“والأماكن أضيق من أن تتّسع! لمَ لا تُباع هذه المهملات؟!”
“هلا استعملتَ عقلك هيونغ؟”
جاءه صوتٌ حادّ من داخل قاعة الشاي حيث الطاولات والكراسي متقابلة. كانت امرأة تنظّف الفناجين وهي تصبّ الكلام عليه صبًّا.
وهي الأخرى لم تكن عادية.
كان ثوبها أشبه بلباس فنون القتال أو بزيّ تاريخي للموظفين، وفي خصرها سيف عتيق الطراز.
شعرها الأسود القاتم قد جمعته بعشوائية كأنّها ضجرت منه، وحركاتها وهي تمسح الأكواب لم تخلُ من خشونة. لكن وجهها، وإن خلا من اللطف، كان على قدرٍ من الجمال البارد المهيب، يكاد يخطف الأبصار.
“『مجلة الرسم الشرقي』! من ذا الذي يشتري هذا الكنز المهجور الذي يجلب التثاؤب لمجرّد سماع اسمه؟ لو دفعتَ لامرئ مليون وونٍ ليستحمل حملها لرَفَض، وأنت دفعتَ مليونًا لشرائها! لهذا ينعتونك بالـ’مغفّل الأكبر’! حتى تتخلّص من هذا الركام فليكن غذاؤك صباحًا ومساءً وعشيًّا حساءَ الأرز لا غير!”
وحدجته بعينين ارتدّ فيهما بريق أزرق حاد، أشبه بحدّ السيف.
لقد بدا أنّ الرجل قد انخدع واشترى تلك المجلات البالية، وعليها من الغبار ما يجعلها مستحيلة البيع.
“لقد حلّت بنا الكارثة.”
قالت فتاة صغيرة، وهي تكنس الأرض بممسحة. كانت تشبه تلك المرأة في لباسها، لا يتجاوز عمرها أربع عشرة أو خمس عشرة سنة. وكانت ملامحها بريئة، عينان صافيتان وخدّان ممتلئان أبيضان.
“『مجلة الرسم الشرقي』 لن تُباع أبدًا. وستظلّ أختي تأبى أن تطهو للعم، والعم سيظلّ يشرب حساء الأرز حتى يذبل ويموت من سوء التغذية. ونحن سنظلّ نقفز فوق هذه الأكوام إلى أن نصاب جميعًا بالتهاب المفاصل قبل مضيّ عشر سنين، فلا بدّ لنا من العكّازات!”
“ليس الأمر كذلك.”
قاله صبيّ عند النافذة وهو ينفض أوراق نباتٍ في أصيص. كان شديد الشبه بالفتاة، حتى ليظنّهما توأمًا.
“『مجلة الرسم الشرقي』 ستُباع سريعًا. التجارة حظّ. لا يعلم امرؤ ما يأتي في اللحظة التالية. قد تكون بضاعة كاسدة، فإذا ظهر الزبون المربوط بها بالقَدَر، بيعت حالًا. انظروا، ها هو الزبون قد حضر. لا شك أنّه مولع بالرسم الشرقي!”
وفجأة تهاوت الأنظار على يو-دان، فارتبك.
ولم يكن في نفسه أدنى ميلٍ إلى الرسم الشرقي، بل إلى كلّ رسوم الدنيا. وإن كان، فليس الآن وقت شراء لوحات. فالتفت مسرعًا إلى الرجل الأوسط العمر وقال:
“أأنت السيّد بايك……؟”
“ماذا؟”
التفت الرجل بعنف، ولمع بريق في عينيه الجاحظتين.
فما لبثت الرؤية أن اضطربت، ورأى فوق صورهم صورًا أخرى.
الرجل : جرّة خزفية.
المرأة: أفعى عظيمة مكسوّة بحراشف كالأوبسيديان.
التوأمان: جذر صغير من الجنْسِنغ تتفتح فيه زهرة.
تراجع يو-دان منذهلًا.
‘أهُم بشرٌ إذًا؟! أنظر بعيني هاتين ولا أتبين حقيقتهم؟! إنّ لهم باطنًا عظيمًا!’
وما زاد العجب أنّهم يعيشون بين الناس ويخالطونهم وهم يوكاي!
“أيجوز لليوكاي أن يفعلوا هذا؟”
ما إن تمتم بها حتى جفل الجميع. رفعت الأفعى رأسها بعنف.
“أتراك لم تدخل مصادفةً؟! كيف عرفتَ أنّا لسنا بشرًا؟! من تكون؟ أمن أحدٍ أمرك؟ أفصح عن سريرتك الآن وإلّا!”
وتقدّمت تحجبه عن الجمع، وبدا كأنها ستستلّ سيفها في أي لحظة، فارتعد التوأمان وأسرعا يستعطفانها.
“رويدك، أختاه! ما جاء بسوء!”
“صدقتِ! لا يحمل سلاحًا!”
“مهلًا، لننظر…”
تدخّل الرجل وهو يفتح مروحته بحركة واثقة.
“ما هذا الطالع؟ إنّ حظّ هذا الفتى قويّ. آه، انظروا… عينه اليسرى…”
وتأمّل عينه اليسرى فارتجف.
“ماذا؟ أتعرف شيئًا؟”
“لستُ أعلم تمامًا، لكنّ أمره خطير. هه… لن يكون له عيشٌ هانئ. واحد، اثنان، ثلاثة… لقد اجتاز مأزقًا عظيمًا منذ عشر سنين، لكنّ الأمر لم ينته بعد. ‘كمن يسير على قشرة الجليد في ربيعٍ دافئ’… عليه أن يحذر في كل حين. لكنه طائش، فوقع في مصيبة عظيمة. يا للأسف… لقد فقد أمه يومها، وبقي له أبوه وحسب. وليس بينهما وُدٌّ شديد، غير أنّه أبوه آخر الأمر، والدم لا ينقطع. فاذهب اليوم نفسه إلى والدك، وودّعه الوداع الأخير.”
“ولكنه في الصين! كيف….”
قالها بلا وعي، ثم توقف فجأة.
أن يطّلع هذا الرجل على ما لم ينبس به بكلمة، فتلك مصيبة. لكن هذا أوضح من نذير موت.
“ما الذي تقول؟! أمُقدّر لي أن أموت اليوم؟! ولن تعينني؟!”
كان يو-دان يقرّ في نفسه أنّه ليس بالإنسان الصالح، غير أنّه إذا أبصر مظلومًا في كرب، بذل جهدًا لنجدته.
لكن…
‘هو يوكاي، أفأرجو منه خيرًا؟’
لم يكن يُدرى لِمَ ذلك الدوكابي المسمّى بايك سونغ يضمُّ تحت يده ثلاثة من اليوكاي الآخرين، غير أنّ الأمر إذ صار كذلك فقد غدا احتمال النجاة أضعف وأوهن.
وكما أن يو-دان يُبغضهم، كذلك هم يضمرون له البغضاء.
م. خلوني أشرح لكم، ران يوكاي ثعلب بس دان يحسب الشايب هو المالك والشايب دوكايبي واللي معناها الروح الحارسة.
“هاه! أنظر إلى سلوكك! أيبعث هذا على الرغبة في معاونتك؟!”
ولا سيّما تلك الأفعى، إذ تتصرّف وكأنّها صارت عدوة ليو-دان لا تُصالحه أبداً، فلا ريب أنّها ستحول بينه وبين عون بايك سونغ.
فلولا الحال غير الحال لانصرف يو-دان من غير أن يلتفت وراءه.
لكن…
لمّا تخيّل خاله وخالته، وأخته الكبرى ميا، وأخاه الأكبر سو-هيون شاخصين في وجه صورته التأبينية مبهوتين، وجد أنّه لا قِبَل له بذاك.
فأطرق يو-دان رأسه وقال:
“أعينوني… أرجوكم.”
“أرفض.”
أدارت الأفعى رأسها فجأة.
غصّ يو-دان بغيظه.
‘أما كنت أعلم؟ لم يكن في نيتهم أن يعينوني أصلاً.’
“أتسخر منّي الآن؟”
عاد العجوز وتكلم:
“مهلاً، أيتها الأخت. تقولين أرفض؟ أليس في ذلك ما يُوهم خطأ؟ إنّا بطبيعة الحال نودّ أن نعينك، ونودّ ذلك بكل ما في وسعنا. غير أنّ سيّد هذا المكان مشغول في هذه الساعة.”
دهش يو-دان وقال:
“رويدك. ألستَ أنت يا عمّ هو بايك سونغ بعينه؟ ألستَ ربَّ هذا المكان؟”
“كلا. إنما أنا مستخدم أُنيط بي تدبير الحانوت. وعلى كل حال فقد سررت بلقياك. فامضِ في طريقك.”
ودفعه الرجل الكهل دفعاً أعمى. فكاد يو-دان يختنق غيظاً.
“ما هذا؟ أيُعقل أن يطردني قبل أن يسمع قصّتي؟ لا تفعل، أعنّي! دعني أرى السيّد!”
“كفّ صخبك!”
فانتزعت الأفعى نفسها بعنف من يدي التوأم اللذين كانا يثنّيانها، وانقضت:
“لا تُحدث ضجّة! أتدري أين أنت حتى تفتري على هذا النحو؟ أيّاً يكن ما يلابس عينيك من سرّ، فإنْ نطقت بكلمة أخرى قطعتك!”
“ماذا…؟”
“أقولها جدّاً: سأقطّعك إرباً!”
ولم يكن وعيداً، بل حقيقة. فما إن همّ يو-دان بالكلام حتى انبثق برق أمام ناظريه.
فصرخ التوأمان.
واندفع شعاع حادّ صريح يوشك أن يشطره نصفين.
ومع ذلك لم يملك أن يتراجع.
فلو طُرد خارجاً فسيجد ذلك الثقب الأسود في انتظاره. وكان يكره ذلك أشدّ من الموت.
“حسناً إذن! افعل ما شئت!”
في تلك اللحظة أحسّ ببرودة على خدّه.
ورغم بريق السيف الخاطف، أدار يو-دان رأسه.
فرأى من وراء الحاجز في الزاوية، عند السلم الصاعد إلى الطابق العلوي، شخصاً قائماً. وكان ظلّاً أبيض في العتمة، حتى ليُخيّل أنه شبح.
“كنت أقول: ما بال الضوضاء؟ فإذا بضيف قد حضر.”
فتجمّد الجميع.
بل حتى الأفعى التي كانت تشهر سيفها وتضجّ بوحشيّة، جمدت في مكانها كالحجر.
“ثم إنّه ليس ضيفاً عادياً.”
وتحرّكت ذيول ثوب أبيض.
وخرج الظلّ من الظلام، فانكشف جليّاً.
ففتّح يو-دان عينيه.
كان فتى، أو بالأحرى شيئاً في هيئة فتى، مهيباً بزيّ قديم الطراز، عريض الأكمام أبيض اللون، كأنّه مُصوّر بالحبر الخفيف في عالم ملون، يبعث جوّاً هادئاً بارداً.
ومن بين شعره الكستنائي الفاتح برزت أذنان حادّتان سميكتان كأذني وحش.
“ثعلب…؟”
“كما ترى.”
وكان جوابه بارداً لا حفاوة فيه.
“إنّه الثعلب المذكور في الأساطير، ذاك الذي يأكل كبد الإنسان ويتحوّل فيغويه.”
“…”
“خير لك أن تكفّ عن التحديق. فذلك يزعجني.”
“آه، عذراً…”
ارتبك يو-دان.
ولمّا رآه أحسّ أنّ غضبه المتراكم منذ عشر سنين يخمد، وأن صدره يستكين.
وأدرك حينها أنّ هذا المكان مغاير لسائر ما رآه من قبل.
فهؤلاء اليوكاي ليسوا كغيرهم ممّن لقي.
قال اليوكاي الثعلب:
“أفهم ما بك. فمثل هذا لا يُرى في حدائق الحيوان. لكن أليس الأولى أن تحتاط قليلاً؟”
ورمقه بنظرة ازدراء.
“أرى أنّ الأرض التي تقف عليها صلبة آمنة، غير أنّ الحقيقة أنّها قد تنكسر بغاية السهولة. حتى لو كان السبب خطأ بسيطاً في تلقّي خرزة.”
وهزّ كمّه الأبيض.
فشعر يو-دان بنسمة باردة، وأحسّ بحرارة لاذعة في جبهته.
فالتفت إلى المرآة القديمة المقابلة.
فإذا بخاتم أسود جليّ يسطع على جبينه، ولم يكن هناك شيء من قبل.
فارتاع يو-دان ارتياعاً شديداً. وكذلك فُزع اليوكاي الذين كانوا يرمقونه بطرف أعينهم.
“ذلك… طلسم دفع البلاء!”
فوثبوا إلى الوراء مذعورين.
فقال الثعلب:
“لا بأس. لقد أفزعتُ العذاب قليلاً فهرب. غير أنّه شأن عليك أن تحلّه بنفسك، فلن يزول عنك أبداً. لكن رجوعه يحتاج إلى بعض الوقت.”
وكان يتكلم برصانة الخبير.
فحدّق فيه يو-دان وسأله:
“إذن أنت بايك سونغ، ربّ المكان؟”
“أنا بايك-ران. ومن الذي ابتدع ذلك اللقب الغريب ‘سيدي’؟”
“هي… أختي… ميآ، ابنة خالتي.”
فقالوا جميعاً “آه” في صوت غريب. وتهلّل وجه التوأم الفتى.
“إذن أنت من أقارب الآنسة ميآ!”
غير أنّ الأفعى صرخت:
“لكن ذلك لا يغيّر شيئاً! تلك الفتاة المشؤومة! كنتُ أعلم أنّها ستجرّ إلينا يوماً مثل هذه المصيبة! أيها السيّد الثعلب، عيناه هاتان فيهما غرابة عظيمة! فلا تقربه!”
فقال الثعلب:
“دعي ذلك لي.”
وأجاب ببرود غامض وهو يحدّق في يو-دان بوجه لا يُقرأ.
‘قال لا تحدّق فإنّ ذلك يزعجه، وها هو يحدّق بي هو نفسه… عجباً.’
وشعر يو-دان بحرقة في عينيه تحت ذلك البصر.
“إنّه حقّاً مزعج.”
“وأنت الذي تنظر إليّ!”
قالها بفتور ثم تذكّر شيئاً.
فأخذ صندوق الكعك الذي تركه على الطاولة وقدّمه.
فقال الثعلب متعجّباً:
“ما هذا؟”
“كُلْ.”
“الآن؟”
“ألست تحبّه؟”
“ومن قال؟ إني لا آكل شيئاً ميتاً. ولا سيما ما يفوح منه رائحة السكر الكريه.”
فاض يو-دان غيظاً.
“أكان لزاماً أن تقولها بهذه الحدّة؟ حسناً، سأزيحه إذن.”
“لكن…”
وما إن نطق الثعلب تلك الكلمة حتى وجد يو-دان أنّ يديه لا تتحرّكان!
‘ما هذا السحر؟’
فقال الثعلب:
“لكنّ من في هذا المكان يطيب لهم مثله، وقد شكروك. ولعلّ السيّدة نفسها لا تزال تذكر.”
وعندها ابتسم الثعلب ابتسامة خفيفة لأول مرّة.
ابتسامة بالكاد تُرى، كتموّج الماء إذا ما انمحى.
***
وقعت لران⚡
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 6 - دفع البلاء ⁶ والأخير 2025-08-30
- 5 - دفع البلاء ⁵ 2025-08-30
- 4 - دفع البلاء ⁴ 2025-08-30
- 3 - دفع البلاء ³ 2025-08-30
- 2 - دفع البلاء ² 2025-08-30
- 1 - الحكاية الأولى: دفع البلاء¹ 2025-08-30
التعليقات لهذا الفصل " 2"