ركب مصعدًا داخليًا يعمل بالسحر إلى الطابق الثالث، مكتبه الخاص.

كان في أعلى القصر وفي مركزه. بعد تغيير ملابسه، جلس مباشرة أمام المكتب وبدأ عمله.

خلع ملابسه المبللة وارتدى قميصًا وسروالاً فقط، لكن جوّه تغير تمامًا عن السابق. لم يعد ماكسيميليان الطبيعي، بل الدوق ماكسيميليان. في تلك اللحظة، دخل السكرتير صامويل. كان رجلاً يرتدي نظارات، يشبه المهووسين بالمعرفة.

“وصل خطاب من القصر الإمبراطوري.”

“من القصر؟”

لم يرفع ماكسيميليان رأسه عن الخطاب، بل رفع عينيه فقط لينظر إلى صامويل.

ابتلع صامويل لعابه أمام نظرة الدوق التي تشبه الوحش. لمعت عيناه البرتقاليتان، وكأن نظرته تخترق أعماقه.

‘يا للجمال الشديد.’

دون أن يدري، أعجب صامويل بوجه الدوق. رغم أنه سيده، إلا أن عينيه الثاقبتين كالبشر تثير الإعجاب التلقائي كل مرة.

سمع ماكسيميليان أفكار صامويل الداخلية، فضحك ضحكةً خفيفة ثم أمر بتعبير راضٍ أن يخرج.

“يمكنك الخروج الآن.”

“حسنًا.”

بعد خروج صامويل، بدأ يقرأ الخطاب من القصر. بدأ خطاب الإمبراطور ماريون بـ”تحياتي”، وكان يقول إن ابنة رئيس البرج السحري الذهبي الثانية تريد رؤية ميستيكو، فهل يمكنك إرشادها جيدًا؟

كان النص مهذبًا ومحترمًا. كتب كاقتراح، لكن المضمون كان إرشاد إحدى الفتيات الجميلات في ميستيكو.

“ما هذه الخطة؟”

تذكر ماكسيميليان الإمبراطور ماريون وعبس. ظهر غضب خفيف على وجهه.

ماريون هيستيا، ابن عمه الأصغر الذي أصبح إمبراطورًا في سن مبكرة. كان مختلفًا عنه تمامًا. في نظر ماكسيميليان الحر الروح، كان الإمبراطور ماريون شخصًا جامدًا ومتزمتًا، باختصار، ممل.

بالإضافة إلى الاختلاف في الطباع، كان ماكسيميليان يحمل حذرًا غريبًا تجاه الإمبراطور ماريون.

السبب هو أن قدرته الخارقة في سماع أفكار الآخرين لا تعمل مع الإمبراطور ماريون وحده. بالنسبة لماكسيميليان الذي اعتاد اتخاذ قرارات بناءً على سماع أفكار الآخرين، كان شخصًا صعب التعامل معه.

علاوة على ذلك، أصبح الآن إمبراطورًا وابن عمه. أراد الحفاظ على علاقة جيدة مع العائلة الإمبراطورية قدر الإمكان. اعتبر الضيف الذي يريد زيارة ميستيكو أمرًا خفيفًا كما في نص الخطاب.

“الابنة الثانية؟”

تذكر بشكل غامض رؤية ابنة الماركيز ماركوليشيه الكبرى في موسم الاجتماعات. لم يكن لديه ذكرى عن الابنة الثانية. ربما فتاة لم يلتقِ بها أبدًا.

‘حسنًا، التفاصيل ستتضح عند اللقاء.’

سيكتشف نوايا الإمبراطور ماريون الحقيقية عند لقاء الضيفة الجديدة وسماع أفكارها. كانت هذه فرصة لاستخدام قدرته الخارقة بشكل صحيح.

‘لم أكن أعرف ما يخطط له ماريون، لكن هذا جيد.’

رفع ماكسيميليان الخطاب من على المكتب ونادى صامويل. دخل السكرتير الذي كان يقف خارج الغرفة. قال وهو يمسك الخطاب بين أصابعه.

“أعد حفلة حديقة وفقًا لجدول زيارتهم. أرسل ردًا مناسبًا إلى العائلة الإمبراطورية.”

“حفلة حديقة؟”

سأل صامويل مرة أخرى لأنه لم يفهم الوضع. سلمه ماكسيميليان الخطاب وقال.

“هناك ضيف جديد قادم، أليس علينا أن ننظم حفلة ترحيب؟”

كانت ابتسامة خبيثة على وجه ماكسيميليان.

“خطاب توصية من جلالة الإمبراطور؟”

تفاجأت تشيريشي بكلام الماركيز وسألت بتعبير متعجب. تذكرت رسم الإمبراطور ماريون، البطل الرئيسي في <طريق الإمبراطور>.

‘هل يساعدني؟’

لماذا بالضبط؟ شعرت بغرابة. كانت قد استحوذت على شخصية إضافية لتجنب الارتباط بأبطال القصة الأصلية قدر الإمكان.

رغم أنها لم تقصد، إلا أن مساعدته ستمكنها من الذهاب إلى ميستيكو، مما أثار شعورًا غريبًا.

“نفوذ أبيكِ يصل إلى هذا الحد.”

ضحك الماركيز ماركوليشيه “هاها” وتفاخر، لكنه هو أيضًا تعجب من كتابة الإمبراطور للخطاب. لم يعرف نوايا الإمبراطور، لكنه سعيد بتحقيق رغبة تشيريشي، فابتسم ابتسامةً مشرقةً.

“يا إلهي، هذا جيد. إذن، غدًا نخرج معًا لشراء ملابس جديدة؟”

اقترحت السيدة بيلاتريشيه زوجة الماركيز الخروج وهي تنظر بحذر إلى ابنتها.

كما يقولون، أزل الشوكة وهي ساخنة، كانت مصممةً على عدم إعادة ابنتها إلى الغرفة بعد خروجها. بينما كانت تشيريشي جالسةً مذهولةً، بدأ أفراد عائلتها يتحدثون فيما بينهم مرة أخرى دونها.

“روزالين، هل لديكِ الوقتُ غدًا؟”

“غدًا سأعمل، لكن يمكنني أخذ إجازة لمدة نصف يوم. أليس كذلك يا أبي؟”

“يمكنكِ تقديم الأوراق بعد الذهاب إلى العمل، لن تكون مشكلة.”

‘مهلًا، انتظروا. ماذا يجري؟ لماذا تخططون لوحدكم؟ لم أؤكد بعد أنني سأذهب.’

تعرضت تشيريشي لصراع داخلي شديد في لحظة قصيرة.

‘يمكنني الذهاب إلى ميستيكو؟ هذا جيد، لكن… لن أتمكن من زيارة غابة الجنيات. هذا مؤسف قليلاً.’

هل هذا ما يسمونه كعكتين في اليدين؟

كانت مذهولةً من الحظ الزائد فجأة. دون أن يعلموا أنها تندب عدم زيارة غابة الجنيات داخليًا، كانت العائلة تخطط بجد للذهاب إلى ميستيكو.

“إذن، متى سنذهب؟”

“غدًا أو بعد غد، حسب الاستعداد.”

“إذن، غدًا سأطلب إجازة نصف يوم وإجازة كاملة.”

“هذا جيد.”

عندما سألت روزالين، أجاب الماركيز. بفضل الذكريات المتزامنة لتشيريشي، أدركت أن روزالين والماركيز يعملان معًا في برج السحر الإمبراطوري. لكن…

‘مهلًا، ما أريده ليس رحلة عائلية.’

كانت تشيريشي تُحرك شفتيها دون فائدة وترفع نفسها. كانت العائلة بالفعل تخطط للطريق والإقامة والجدول الزمني هناك. إذا بقيت هكذا، ستكون رحلة عائلية مؤكدة.

“سأعود إلى غرفتي الآن.”

اختارت تشيريشي التراجع خطوةً لتنظم أفكارها. كانت بحاجة إلى وقت للتفكير الآن. في مثل هذه الأوقات، ساعدتها شخصية تشيريشي الأصلية.

قلدت شخصيتها التي تحب الحبس في الغرفة قليلاً، وكان التأثير مذهلاً.

مجرد إسقاط كتفيها وخفض صوتها جعل حديث العائلة يتوقف فجأة. نظروا إليها بحذر وقالوا بصوت حذر.

“نعم، أنتِ متعبة؟ اذهبي واستريحي بسرعة.”

“نعم. اذهبي واستريحي.”

“استريحي جيدًا.”

بدأت بكلام زوجة الماركيز، ثم تابعت روزالين والماركيز. ما إن سمحوا لها حتى هرعت تشيريشي إلى غرفتها بخطوات سريعة.

‘ما مصير إجازتي؟’

أغلقت الباب بسرعة وبدأت تمشي في الغرفة وذراعاها مطبقتان. إذا استمر الأمر هكذا، ستكون زيارة ميستيكو مع العائلة مؤكدة.

أنا سعيدة لأنني سأذهب إلى وجهتي المرغوبة، لكن ما خطب الرحلة العائلية؟

أصبح وجهها مكتئبًا و كأن الغيوم قد غطته.

توقفت نظرتها على السرير أثناء المشي.

بوابة العودة إلى الحياة الحقيقية!

إذا استلقت هناك الآن وصاحت “خروج”، يمكنها العودة إلى حياتها الحقيقية كأن شيئًا لم يكن. نظرت إلى البوابة وترددت بين “الخروج” و”رحلة عائلية مع غرباء”.

كانت ميستيكو على بعد خطوة. المتغير غير المتوقع الوحيد هو “الرحلة العائلية”!

‘آه، هل أخاف من الديدان فلا أصنع المخلل! لنذهب.’

ملاحظة : المثل دا عشان المخلل ممكن يكون معرض انو يكون في ديدان بس الاحتمال ضعيف، فأكيد مش هتخلف تعمل مخلل بسبب الديدان

لو كان هناك شخص بجانبها، لما فهم ما تعنيه.

قررت قبول المتغير وهو أن تكون هذه الرحلة “رحلة مع العائلة”.

أليس السفر دائمًا مليئًا بالمتغيرات؟ ولقد كان هذا شاطئ ميستيكو بالذات.

لقد كان هذه هي الرواية الأخيرة التي يُمكنها الدخول إليها بتذكرة الاستحواذ الأخيرة، لكن أن تهدر هذه الفرصة فقط لأنها كانت غير راغبة في السفر مع الغرباء كان مؤسفًا للغاية.

‘ربما يكون هذا جيدًا، فأنا أيضًا لا أعرف الطريق.’

علاوة على ذلك، للدخول إلى ملكية الدوق، من الأفضل أن يكون الماركيز ماركوليشيه معها.

“حسنًا، نعم، سأذهب!”

كأنها تثبت قرارها، صفقت بقوة وأصدرت صرخة حماس.

بما أن الأمر وصل إلى هنا، أرادت رؤية ذلك المكان غير الواقعي بسرعة والعودة إلى حياتها الحقيقية.

كان ماكسيميليان يحرس البوابة الأخيرة للوجهة، لكنها اعتقدت أن هذا الأمر سيُحل بطريقةٍ ما فحتى الإمبراطور نفسه يساعدها.

‘هل سنذهب حقًا؟’

رغم أنها دخلت إلى الرواية للذهاب، إلا أن ظهور علامات الذهاب إلى ميستيكو جعل الوضع يبدو غير واقعي فجأة.

رغم إرادتها، كانت العائلة تستعد للسفر. إذا وضعت قدمها بينهم كأنها مستسلمة، سيسير كل شيء بسلاسة.

“هوو!”

بدأت تشعر بالسفر حقًا. ارتفع الأدرينالين وخفق قلبها. شعرت أيضًا بحماس الإثارة.

‘إذن، ماذا أفعل الآن؟’

عندما اعتقدت أنها ستذهب، اختلطت عليها الأمور من أين تبدأ. هل تحزم حقيبة سفر؟ فتحت باب الخزانة بقوة.

“يا إلهي! مذهل.”

فتحت فمها أمام الخزانة المليئة بفساتين ملونة. كيف لفتاة إضافية أن تمتلك كل هذه الملابس؟

علاوة على ذلك، كانت تشيريشي من النوع المنعزل، صحيح؟

كانت تلك خزانة تظهر ثراء العائلة. مقارنةً بالاستحواذ الثاني، كانت مذهلة.

قلبت تشيريشي الملابس بسرعة، ثم تذكرت كلام أمها في غرفة الطعام ورجت رأسها.

[يا إلهي، هذا جيد. إذن، غدًا نخرج معًا لشراء ملابس جديدة؟]

مع كل هذه الملابس، ما حاجتها لشراء جديدة؟ بالنسبة لتشوي يون-جو، الفتاة البخيلة من كوريا، كان تصريحًا غير مفهوم.

علاوة على ذلك، بما أن تشيريشي كانت تكره الخروج، بدت معظم الملابس جديدةً.

في هذه الأثناء، فتحت السيدة بيلاتريشيه زوجة الماركيز والماركيز ماركوليشيه باب غرفة ابنتهما قليلاً، ورأيا ابنتهما أمام الخزانة، ثم أغلقا الباب بحذر مرة أخرى. في الممر، تبادلا النظرات وفسرا سلوك ابنتهما كإشارة إيجابية.

“عزيزي، لننطلق غدًا.”

قالت بيلاتريشيه بوجه جاد. كانت تعني الرحيل قبل أن يغلق قلب ابنتهما المفتوح مرة أخرى.

فهم الماركيز ماركوليشيه معنى كلام زوجته فورًا، وعبس بجدية وأومأ برأسه.

“حسنًا.”

نزلا إلى الطابق السفلي بهدوء.

إسراء : الموضوع حزين أوي انها مش بنتهم 😭😭😭