استمتعوا 

 

كانت إليانا تتناول الشاي مع الملكة في الحدائق الخلفية. 

 

أعجبت الملكة بإليانا، 

وكانا دائمًا يسيران معًا لمسافة قصيرة ويتحدثان بعد الغداء.

 

استمرت المحادثة الفكرية مع إليانا إلى ما لا نهاية،

وتدفقت موضوعات المحادثة بحرية. 

 

وبينما كانت على دراية بالموضوعات التي تستمتع بها النساء عادةً، مثل الملابس والإكسسوارات، كانت أيضًا على دراية جيدة بمجالات مثل الفن والزهور.

 

“عندما يلاحظ المرء الأميرة القرينة، قد يعتقد المرء أنك تعلمت لتصبحي ملكة. مع هذا التميز في كل جانب، كان من الممكن أن تكون خسارة كبيرة إذا لم يقابلك يوليسيس.”

 

“أوه، لا. أنت تبالغين حقًا. سموه رائع في جوانب مختلفة، وبالتالي لم يكن ليتكبد خسارة، بغض النظر عن الانسة النبيلة التي تزوجها.”

 

ابتسمت إليانا وهي تضع فنجان الشاي على شفتيها. 

 

كانت الملكة فخورة بتصرفات إليانا الحكيمة لأنها تجنبت بمهارة المجاملات وكانت دائمًا تنسب الثناء إلى مزايا يوليسيس.

 

جوهرة. لقد كانت الجوهرة بين الجواهر. الملكة لم تدخر الثناء لها.

 

“لكن من الصعب جدًا العثور على انسة نبيلة مثل إليانا.

لأن إليانا جميلة حقًا مثل الماس.”

 

“أنا ممتنة حقًا لكلمات جلالتك الرقيقة.

وأنا أدرك جيدًا أن جلالتك تتغاضى بلطف عن عيوبي العديدة.”

 

“إليانا.”

 

“لمنح مثل هذا المنصب المهم لامرأة أجنبية، وهو المنصب الذي أثار مثل هذا الجدل في ذلك الوقت… أنا أدرك أن العائلة المالكة تتعامل مع كل هذا.”

 

“أنت ذكية بشكل لا يصدق. أنت تدركين أكثر مما هو مطلوب منك.”

 

وضعت الملكة فنجان الشاي واختفت ابتسامتها. 

 

كان وقت تناول الشاي الذي بدا هادئًا على ما يبدو أيضًا من أجل عرض لبعض الأرستقراطيين، الذين لم يقبلوها بعد كعضو في العائلة المالكة.

 

كان ذلك لإظهار مدى الاعتزاز بها داخل العائلة المالكة، ومدى سلاسة اندماجها في العائلة المالكة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. 

 

في حين أنه بدأ من توجيهات الملك،

إلا أن ذلك وحده لم يكن من الممكن أن يستمر لهذه الفترة الطويلة. 

 

لقد استمتعت الملكة حقًا بالوقت الذي قضته مع إليانا.

 

لقد أظهرت دائمًا اللياقة المناسبة، لكنها أدركت بسرعة اهتمامات الملكة ودرست ذوقها وموضوعاتها بشكل طبيعي. 

 

وكان صدق إليانا واضحا من خلال الجهد الذي بذلته وأظهرت حكمتها المتأصلة، والتي وجدتها الملكة نادرة وجديرة بالثناء.

 

لكن اليوم، بدت مسحة من الحزن واضحة على وجه إليانا. 

 

ومع تزايد ثقل القصر تدريجيًا، أمسكت الملكة بيدها ببطء، 

وتذكرت اللحظات التي عاشتها عندما كانت هي نفسها أميرة.

 

“أنت تحت ضغط كبير، أليس كذلك؟“

 

ابتسمت إليانا ببساطة. 

 

لم تكن قادرة على حمل نفسها على مشاركة مشاعرها الصادقة مع الملكة. 

 

وكانت هي أيضًا إحدى الفاحصين الذين اختبروها. 

 

وعلى الرغم من أنها كانت تقف إلى جانبها حاليًا، 

إلا أنه لم يكن هناك ما يشير إلى متى قد تتغير الظروف.

 

كل خيار تم اتخاذه داخل القصر كان سياسيًا. 

 

كان كل فعل وكلمة يمثلان وجهها، وكذلك وجه يوليسيس. 

 

شعرت إليانا بثقل هذه المسؤولية بشكل أكبر. 

 

حيث أن الفترة الحالية كانت ذات أهمية كبيرة.

 

لقد كان الوقت الذي تم فيه اختبار قدرات يوليسيس، وكان الوضع الخارجي خارج مملكة كونتر محفوفًا بالمخاطر. 

 

توميير لوموس. 

 

لقد كان هو الشخص الذي كانت إليانا مهتمة به إلى حد ما هذه الأيام. 

 

فارس ذو قدرة رائعة على تحريض الناس. 

 

على الرغم من أن براعته التكتيكية كانت مفتقدة إلى حد ما، 

إلا أنه عوض بسرعة نقاط ضعفه من خلال نشر قوة قادرة.

 

ربما لم يكن فارسًا جيدًا، لكن كان من الممكن أن يكون قائدًا جيدًا. 

 

لو كان لطموحه تكوين إمبراطورية،

لكان من الممكن أن يجعل لوسيجنت ممتازًا وقويًا. 

 

ومع ذلك، كان رجلاً ذو طموحات كبيرة،

وكان يحشد قواته بسرعة حتى عند هزيمته. 

 

ربما لم يكن قوة لا تقاوم وواصلت المضي قدمًا،

لكنه كان بلا شك شخصية تهديدية.

 

‘هل سار اجتماع المجلس اليوم بشكل جيد؟‘

 

وضعت إليانا مخاوفها جانبًا واستمرت في القلق بشأن يوليسيس. 

 

لاحظت الملكة بعناية تعبير إليانا. 

 

بدت إليانا وكأنها فقدت تفكيرها لفترة وجيزة، 

قبل أن تلتقي بنظرة الملكة مرة أخرى.

 

“كنت تفكرين في يوليسيس.”

 

“نعم. سمعت أن مسألة مهمة ستتم مناقشتها في اجتماع المجلس اليوم، لذلك كان سموه منزعجًا إلى حد ما. وبما أنني لم أتمكن من تقديم الكثير من المساعدة بسبب افتقاري إلى المعرفة، فقد أصبحت قلقة.”

 

“لست بحاجة إلى معرفة كل شيء. لأن إليانا هي زوجة يوليسيس الأميرة، وليست استراتيجيته.”

 

“نعم. سأضع ذلك في الاعتبار.”

 

لم تستمع إليانا إلى كلمات الملكة بإهمال. 

 

حتى لو كانت نصيحة حسنة النية. 

 

كان عليها أن ترد باللياقة المناسبة، 

وتتجنب الكشف عن أي نقاط ضعف. 

 

كان هذا مطلبًا لنساء العائلة المالكة. 

 

ومع ذلك، شعرت الملكة بالقلق من أن هذه الواجهة قد تنتهي في نهاية المطاف باستهلاك إليانا. 

 

كان سلوكها المتحرر واللطيف مألوفًا بالفعل في المجتمع. 

 

عند مناقشة موضوعات أكثر ليونة قليلاً، 

كان التعبير الذي كانت عليه خارج القصر يظهر من حين لآخر. 

 

لكنها سرعان ما عادت إلى موقف متوتر قليلاً.

 

‘إنها تدرك جيدًا موقف يوليسيس المحفوف بالمخاطر. وأنها يمكن أن تصبح أعظم نقاط ضعف يوليسيس. ولهذا السبب فإنها تمارس المزيد من الحذر. يا لها من طفلة حكيمة. لكنها لا تزال شابة تحتاج إلى الحماية… يجب على يوليسيس أن يدرك ذلك بسرعة.’

 

عرفت الملكة أن هذا ليس شيئًا يمكنها التدخل فيه. 

 

كل ما استطاعت فعله لها هو مواصلة وقت تناول الشاي ومراقبة حالة إليانا.

 

بالطبع، كانت مهمة متكررة التأكد من عدم وجود قوى خارجها تريد الحذر منها أو تهديدها، ومنعها من الوقوف إلى جانب إليانا، بحذر أحيانًا.

 

وربما كانت إليانا، التي تركت آذانًا كثيرة مفتوحة داخل القصر وخارجه، تعرف كل شيء عن تصرفات الملكة. 

 

لذلك، بغض النظر عن مدى لطف ابتسامة الملكة، 

لم تتعرف إليانا إلا على شدتها وحافظت على يقظتها.

 

‘سنحتاج إلى مزيد من الوقت لنصبح عائلة.’

 

تذكرت الملكة الماضي البعيد،

عندما أصبحت هي نفسها الأميرة القرينة. 

 

على الرغم من أنها لم تكن أجنبية ولم تتزوج مرة أخرى،

فقد واجهت أيضًا صعوبات كبيرة في البداية. 

 

كانت تبكي كل ليلة، وكثيرًا ما كانت تتوق إلى الهروب من القصر والعيش كزوجة مزارع بسيطة في الريف.

 

وبدون تحمل تلك التجارب، لم يكن من الممكن أن تعتاد على هذه الحياة. 

 

لقد كانت طقوس مرور وحشية من نوع ما. 

 

تطايرت البتلات مع النسيم. 

 

وبينما كانت الملكة تراقبهم،

اعتقدت أن الوقت سيساعد في حل جميع مشاكلها.

 

“إليانا.”

 

“نعم يا صاحبة الجلالة.”

 

“لا يمكن لأحد أن يكون مثاليا في كل شيء.”

 

“…”

 

“لذلك، هذا لا يعني أن كل شيء سوف يدمر إذا ارتكبتي خطأ. 

هناك الكثير من الفرص للتعويض. حتى داخل هذا القصر الصارم. نحن، كأعضاء في العائلة المالكة، لدينا هذا الحق. أنتي أيضًا جزء من عائلتنا، لذا تذكري أن لديك هذا الحق. ولا تنسي أنه مسموح لك أن تكوني جريئة بعض الشيء في بعض الأحيان.”

 

ابتسمت إليانا بهدوء على كلمات الملكة. 

 

إذا سمع النبلاء والعامة هذا، فقد يبدأون في انتقادهم. 

 

غالبًا ما كان يُنظر إلى الملوك على أنهم وقحون ومتعجرفون. 

 

أي أفعال محرجة سوف تتلاشى في نهاية المطاف مع مرور الوقت، 

إذا أنكرها الشخص بشدة بما فيه الكفاية.

 

ومع ذلك، على الرغم من وجود بعض الحقيقة في هذا المنظور، 

إلا أن تلك النظرات كانت مليئة بالتحيز المتعجرف. 

 

كانت هناك أوقات كان على المرء فيها أن يكون هكذا، 

حتى لو لم يرغب في ذلك. 

 

وكان من الضروري إحداث التغييرات.

 

كان لدى إليانا فهم أوضح للمشاعر الخانقة التي شعرت بها أثناء نقعها في حوض الاستحمام الحجري.

 

لقد شعرت بقدر أقل من اليأس للبقاء على قيد الحياة بعد أن أصبحت جزءًا من العائلة المالكة مقارنة بالوقت الذي قضته في عائلة هانتر. 

 

لم يكن خطر الموت أو الفقر يلوح في الأفق.

 

لكن التهديد بإبادة عائلتها والسقوط من النعمة المجتمعية كان أقرب بكثير.

 

إذن أين كان الحب من كل هذا؟ هل كانت حقا تحب يوليسيس؟ هل كان الحب حقا؟ ألم يكن هذا الاختيار هو أفضل خيار يمكن أن تقوم به؟

 

لم تشكك إليانا في اختيارها. 

 

لقد خرجت كمنتصرة خلال فترة مضطربة من الزمن. 

 

لقد كانت البطلة التي أنقذت الجميع واكتشفت الأدلة في قلب الأحداث.

 

أظهر جميع الرجال المحيطين بإليانا شكلاً من أشكال الإعجاب والتفضيل تجاهها. 

 

ووجدت أنه من المناسب استخدام ذلك لصالحها،

حيث أن مناصبهم وسلطتهم جعلت مهامها أسهل.

 

في ظل هذه الظروف، كان يوليسيس مختلفا قليلا. 

 

لقد أعطاها مشاعر مختلفة، لذلك اختارته. 

 

لقد تجاهلت حقيقة أنه سيكون الأمير المسؤول عن مملكة كونتر، 

وهذا يعني أنه بعد أن يتولى العرش، 

سيتعين عليها القيام بواجباتها كملكة له لبقية حياتها.

 

لم يكن الأمر أقل من الوقوع في دوامة لا نهاية لها وعنيفة بعد الخروج بالكاد من العاصفة.

 

‘لذا فأنا أقف بالفعل في عين الإعصار.’

 

فكرت إليانا فيما أعطاها القوة لتحمل هذا الوضع. 

 

هل كان حب يوليسيس لها شفافاً؟

وهل كان الاختيار لا يتأثر بالسياسة؟ لماذا لم تشك في ذلك من قبل؟

 

ربما عندما أرادت فقط اختياره عندما التقت به لأول مرة. 

 

أوليفر نورتون. 

 

كان يحمل بعض القوة، لكنه كان مثل المتسكع. 

 

كان لديه مستوى معين من المكانة، لكنه لم يكن خطيرا. 

 

لقد كان هو الشخص الذي حررها من كل ما ربطها بحبه اللطيف والمحرر.

 

الآن فقط أدركت إليانا أخيرًا الخلفية الأكبر وراء يوليسيس،

والتي كانت خانقة مثل المشد الذي كانت ترتديه. 

 

شربت الملكة شايها بابتسامة مريرة وهي تلاحظ تعبير إليانا المعقد. 

 

ثم تحدثت بصوت رخيم.

 

“أليست السماء مرئية من القصر الملكي عالية وجميلة للغاية؟ 

حتى أن هناك نكتة تقول أن هذا هو أقرب مكان إلى السماء.”

 

نظرت إليانا إلى السماء. 

 

بطريقة ما، بدا أن مزاجها يغرق أكثر على الأرض.

 

– تَـرجّمـة: شاد. 

~~~~~~

End of the chapter