من خلال سير الأمور، بدا أن هايلي تعتقد أنها قلدت فستانها.
بصفتها شابة من عائلة كونتية المرموقة، لم تستطع تحمل هذا العار أكثر.
“لو كان لون فستان الآنسة هايلي قد سُرّب بالفعل، لما كان هناك شخص آخر يرتدي نفس اللون، تماماً مثل الأميرة أنجلينا!”.
كان لكلام سيسيليا منطق. لو كان لون فستان هايلي قد سُرّب، لكانت الشابات الأخريات قد تجنبنه.
كانت هايلي تتمتع بجمال بارز، وكانت عائلة ماركيز فيير من العائلات النبيلة المرموقة.
ما الفائدة من ارتداء فستان بنفس لون فستانها؟.
شعرت الآنسة سيسيليا بالضيق بسبب اللون المشابه لفستان الآنسة هايلي، لكن لم يكن لديها خيار آخر.
لأن اللون الأزرق الكوبالت كان لونها المفضل.
عضت هايلي شفتها بغضب، بعد أن أدركت أن هناك منطقاً في كلام سيسيليا.
لم تستطع أن ترد على كلامها بأي حجة.
‘الآنسة سيسيليا تعرضت للخداع من قبل الآنسة ليليانا.’
‘ألا تكون الاثنتان قد تآمرتا لتخريبي؟’.
كانت هذه الكلمات تكاد تخرج من حلقها، لكن عقلها كبتها بصعوبة.
لأنها شعرت أنه إذا قالت هذه الكلمات، فقد تتشوه سمعتها.
ومع ذلك، ظلت هايلي تعتقد أن ليليانا وسيسيليا خدعتاها.
كل ما في الأمر أنها كانت تشعر بالظلم لعدم وجود دليل.
“… لـ-لا أعتقد أن الآنسة ليليانا قد تكون سربت شيئاً…”. قالت الآنسة بيرتيا بوجه متفاجئ، وهي تنظر إلى موكب الضيوف الذي يدخل القصر الإمبراطوري من النافذة.
كانت إحدى الشابات اللاتي صرخن على ليليانا سابقاً “كيف يمكنك فعل ذلك؟”.
كانت بيرتيا ترمش عينيها باستمرار، متسائلة عما إذا كان ما رأته صحيحاً. سألت هايلي: “ماذا تقصدين بذلك؟”.
“… أرى أن الرؤية أسرع من الكلام.”
أشارت الآنسة بيرتيا إلى النافذة، وحوّل الجميع أنظارهم إلى النافذة في نفس الوقت.
(المفاجعة وصلت)
***
بمجرد نزولها من العربة، لفتت هيلين انتباه جميع النبلاء إليها.
في العادة، كان من اللياقة للضيوف المدعوين لحفل الظهور الأول أن يرتدوا ملابس أقل لفتاً للانتباه لتسليط الضوء على الشابات بطلات الحفل.
كانت هيلين بالفعل تتمتع بجمال مبهر وملفت.
ولكن أن تكون أكثر فخامة من ذلك، وأن يناسبها هذا الجمال إلى هذا الحد، كان جمالها لغزاً حقيقياً.
“أليس من المفترض أن تعرف، كونها من عامة الشعب، أنه لا ينبغي لها أن تلفت الانتباه أكثر من بطلات حفل الظهور الأول؟”. قالت نبيلة، كانت تتزين بالعقيق في جميع أنحاء جسدها، بذهول.
“هاه، لكنها جميلة حقاً…” فقد نبيل عقله تماماً عندما رأى هيلين.
على الرغم من أنهم شتموا هيلين لكونها غير مراعية للآداب، إلا أن نبلاء الحفل لم يستطيعوا رفع أعينهم عن هيلين التي كانت أمامهم.
“… الـ-الجميع ينظر إليكِ فقط.”
تمنى بلين أن يعض لسانه ويموت.
لسانه هذا كان دائماً يتحدث بما يخالف قلبه.
في الحقيقة، أراد أن يقول لها “أنتِ جميلة”، لكنه أصيب بخلل في الكلام مرة أخرى بمجرد رؤية هيلين.
“هل أنا مبهرة جداً؟ أنا أعرف.”
لكن هيلين لم تشعر بالخجل على الإطلاق. ابتسمت هيلين ابتسامة عريضة ومدت يدها تطلب من بلين مرافقتها.
جمع بلين شجاعته وقدم لهيلين وردة حمراء أعدها فائيل.
الوردة الحمراء ناسبت هيلين حقاً.
“… يا إلهي.”
شمّت هيلين رائحة الوردة، وعندما نظرت إلى الوردة التي تلقتها من بلين، تذكرت شيئاً ما ووضعتها في عصابة الرأس التي كانت ترتديها. كانت تعتقد أن الزينة كانت قليلة، لكن الوردة التي أحضرها بلين جعلت مظهرها مثالياً.
كانت هيلين قد أسدلت شعرها الأحمر المتدلي الطويل اليوم.
كان جلدها الأبيض عند عظم الترقوة المكشوفة كاليشم الأبيض، والقلادة الياقوتية اللامعة ذات الحجم الهائل حول عنقها جعلت وجهها الباهر أكثر إشراقاً.
كان الفستان ذو اللون الأحمر الداكن مرصعاً بالياقوت الصغير مثل النجوم، وكانت التنورة المصنوعة من التول تذكرنا ببتلات الورد.
كان مظهرها فخماً لدرجة أنه كان يمكن أن تكون بطلة حفل التعارف بدلاً من ضيفة.
كانت جميلة لدرجة أنها بدت كالشيطان الذي يقلد إلهة لإغواء البشر. أمسك بلين بيد هيلين ليقودها، ولاحظ وجود تسلية خفية في الابتسامة التي ارتسمت على شفتيها.
بدا أن حفل الظهور الأول هذا سيشهد اضطراباً.
***
“… إذا كانت الآنسة ليليانا قد سربت الفستان بالفعل، ألم تكن لتخبر زوجة أبيها بلون فستان الأميرة أنجلينا أولاً؟”.
تجمعت الشابات النبيلات حول النافذة وهن يراقبن هيلين.
كانت الآنسة بيرتيا محقة.
من ذا الذي سيرتدي فستاناً مشابهاً للون فستان الأميرة أنجلينا، التي ستكون إمبراطورة المستقبل أو دوقة كبرى؟.
باستثناء الحمقى وغير المراقبين، لن يفعل ذلك أحد.
“…”
“على الرغم من كل شيء، ألم يكن على الآنسة ليليانا أن تخبر زوجة أبيها…”.
خفت صوت بيرتيا بدافع الشفقة.
إذا كانت أنجلينا هي الوردة الحمراء المشرقة التي تفتحت للتو، فإن هيلين كانت الوردة الحمراء الداكنة التي تفتحت بالكامل وكانت أكثر عطرية.
على الرغم من اختلاف درجات وشدة اللون، إلا أن التصميم الذي يكشف عن الترقوة والطول الذي يلامس الأرض كان متشابهاً.
كان فستان هيلين يجذب أنظار جميع النبلاء.
مع رد الفعل هذا، عندما تظهر الأميرة أنجلينا لاحقاً، من المؤكد أن الناس سيهتمون أولاً بأن فستانها يشبه فستان هيلين، بدلاً من جمال الأميرة أنجلينا.
هرعت هايلي إلى النافذة ونظرت إلى الخارج.
كان عدد النبلاء الذين يشاهدون هيلين يتزايد مع كل خطوة تخطوها على الدرج.
إن محاولتها التفوق على بطلات حفل التعارف هذا ستجعل سمعتها في الحضيض.
لكن هذا كان المجتمع.
كانوا يلعنون هيلين، لكنهم كانوا ينظرون إلى فستانها وأي دار أزياء صنعته، وأي قلادة ارتدتها، وكيف سرحت شعرها، بعيون مليئة بالحسد.
كانت هايلي تشعر بنفس الشيء.
‘يا إلهي، كيف تفعل شيئًا كهذا…’.
لو كانت هي الأميرة أنجلينا، لما سامحت هيلين أبداً.
أن تعرض فستاناً مشابهاً لفستانها أمام الناس أولاً في حفل الظهور الأول الذي لا يتكرر إلا مرة واحدة في العمر.
هذه المرأة ستكون محط سخط الإمبراطورة المستقبلية أو الدوقة الكبرى.
هل ستُدعى إلى الحدث الاجتماعي القادم؟.
لكنها لم تعرف لماذا شعرت بالضحك.
كتمت هايلي ضحكتها المتصاعدة.
“… هـ-هل أنتِ بخير يا سمو الأميرة؟”.
أحاطت الشابات بالأميرة أنجلينا وسألنها.
استبدلت أنجلينا تعبيرها الجامد بابتسامة على عجل.
“… حسناً.”
“… الشيء المهم ليس لون الفستان، بل أنا التي أرتدي الفستان.”
كانت أنجلينا على وشك قول شيء ما، لكن هايلي قاطعتها فجأة.
كانت هايلي فضولية.
كانت تتساءل عما إذا كانت الأميرة أنجلينا، التي تُدعى الملاك، ستظل ملاكًا عندما يُسلب الاهتمام الذي كان موجهاً إليها وحدها من قبل شخص آخر.
لكن يجب ألا تجعل الأميرة أنجلينا عدوة لها.
“كيف تجرؤين على مقاطعة كلام الأميرة؟”.
عندما رأت هايلي نظرة أنجلينا القاسية، سارعت بالاعتذار.
“… آه، هكذا قالت لي سمو الأميرة أنجلينا! حقاً، سمو الأميرة مختلفة تماماً عنا!”.
عندما انحنت هايلي بسرعة وتحدثت مع أنجلينا، تبعتها باقي الشابات، وكررن كلماتها مثل الببغاوات، ومجدن أنجلينا.
فحصت هايلي تعبيرات أنجلينا.
أحياناً كانت هايلي تخاف من أنجلينا، التي تُدعى “الملاك”.
“… ربما من الأفضل أن نستعد للخروج الآن.”
غيرت أنجلينا الموضوع.
كان يبدو أن جميع ضيوف الحفل قد وصلوا.
حان الوقت أخيراً لظهور البطلات.
***
وقفت بطلات حفل التعارف، بدءاً من أنجلينا وصولاً إلى ليليانا، في “قاعة الكريستال”.
اصطفت الفتيات على أنغام الأوركسترا.
كان الإمبراطور والدوقة الكبرى يجلسان على الكراسي الشرفية في أقصى الداخل.
بجانبهما، جلس الجنرالات ورئيس الوزراء، الذين نادراً ما يحضرون المناسبات الاجتماعية، بالإضافة إلى شخصيات اجتماعية بارزة أخرى.
على الرغم من أنهم يقولون ذلك في كل حفل ظهوؤ أول سنوي، إلا أن حفل هذا العام كان مميزاً حقاً.
الأميرة أنجلينا هيربيانت، التي تُدعى ملاك الإمبراطورية، والآنسة ليليانا المخلصة، التي يُزعم أنها جعلت زوجة أبيها الساحرة الحمراء تتوب، بالإضافة إلى هايلي من عائلة فيير الماركيزية النبيلة في ليفيا.
كان المكان مليئاً بالشخصيات التي ستصبح شخصيات اجتماعية بارزة في المستقبل.
كان النبلاء يتوقعون التأثير الذي ستحدثه هؤلاء الشابات على المجتمع.
خرجت الشابات، بطلات اليوم، في صف وشكلن دائرة، ثم تبادلن التحية والرقص.
لحسن الحظ، لم يحدث ما كانت الدوقة الكبرى تخشاه، وهو أن تتجاهل الشابات شخصًا معينًا أو لا يلقين التحية عليه عمداً.
بعد انتهاء طقوس شابات حفل التعارف، حان وقت مناداتهن وتقديمهن واحدة تلو الأخرى.
بما أن الترتيب كان حسب المكانة الاجتماعية، وقفت الأميرة أنجلينا في المقدمة.
عند سماع صوت الأبواق الذي هزّ الآذان، توقف الجمهور عن الحديث وركزوا على الدرج المركزي للقصر.
“إنها سمو الأميرة أنجلينا هيربيانت، من عائلة هيربيانت الدوقية!”
~~~
الأحداث كتالي، بطلات الحفلة كانوا بقاعة لحال بعيدين عن بقية النبلاء ف فستان انجلينا محد شافه لسه ف دخول هيلين وهي تلبس لون مشابه لفستانها كأنها تعطي انطباع أول للناس لو يشوفون فستانها بعدين شافو فستان انجلينا بتجي على بالهم هيلين ف ما رح ينعجبون بانجلينا كثير ويقارونها بهيلين
التعليقات لهذا الفصل " 83"