سألت ليليانا وهي مستغربة من ملابس هيلين، التي كانت لا تزال ترتدي ملابسها العادية: “لكن… أنتِ لم تغيري ملابسك بعد.”
“أ-أنا سافعلها الآن…”.
كانت قصة لم تخبر بها ليليانا، المشغولة بعملها ككبيرة الوصيفات.
بمجرد خروجها من السجن تحت الأرض، زارت هيلين دار أزياء أوسكار مرة أخرى.
في الأصل، كانت ليليانا هي بطلة حفل التعارف، لذلك طلبت هيلين فستانًا بسيطًا محتشمًا وراقيًا، لكنها غيرت رأيها.
– “… إذن، ما هو اللون الذي تريدينه؟”.
سأل أوسكار، الذي كان بالكاد يكبت غضبه من كلام هيلين لتغيير لون الفستان الآن، على الرغم من أن الطلب كان مستعجلاً بالفعل.
‘هل يجب أن أترك الأمر وأرحل، سواء كان طلب مالك المبنى أم لا؟’. كان اوسكار يفكر.
– “… لون الانتقام.”
لكن أوسكار لم يستطع منع الإلهام من التدفق مرة أخرى عندما سمع كلمات هيلين تلك. كان لون الانتقام مناسبًا لهيلين أكثر من أي شخص آخر في العالم.
في مثل هذه اللحظات، كان يكره نفسه حقًا.
بسبب طلب هيلين غير المعقول، كان أوسكار لا يزال يعمل على الفستان حتى يوم حفل التعارف.
“إذا كنت محظوظًا، فسينتهي اليوم.”
تحدث أوسكار بفظاظة لأنه لم ينم جيدًا لعدة أيام، لكن كان لديه يقين بأن الفستانين اللذين صنعهما في موسم التعارف هذا سيقلبان المجتمع رأساً على عقب.
في تلك اللحظة، فتح مساعد السير أندريه الباب ودخل.
“السير أندريه ينتظر عند الباب الآن.”
لقد وصل أندريه في الوقت المحدد لاصطحاب ليليانا.
بدأت ليليانا تشعر بالقلق مرة أخرى، بسبب حقيقة أن الوقت قد تأخر. أمسكت هيلين بيد ليليانا بهدوء وطمأنتها.
بعد أن استعادت ليليانا هدوءها، أومأت برأسها وخرجت من الباب.
***
لم يستطع أندريه الذي كان واقفاً عند الباب إخفاء توتره.
لقد تدرب وتدرب لكي يؤدي دور شريك حفل التعارف على أكمل وجه، ولكن كلما تدرب، زاد توتره.
بعد انتهاء حفل تعارف ليليانا اليوم، كان أندريه يخطط لطلب مواعدتها رسمياً.
لقد وقع في حبها من النظرة الأولى، وكلما التقى بها، زاد حبه لها بسبب طبيعتها النقية واللطيفة.
“هل انتظرت طويلاً؟”.
رفع أندريه رأسه. ولم يستطع أن يرفع عينيه عنها.
لقد شعر بجمال ليليانا عدة مرات من قبل، لكن ليليانا بفستان حفل التعارف كانت أكثر جمالًا بشكل مختلف تمامًا.
إذا كانت ليليانا العادية تتمتع بجمال يداعب القلب كزهرة الأقحوان النقية، فإن ليليانا التي أمامه كانت تشبه الملكة التي يرغب في الركوع وعبادتها.(هاي؟!)
“آه، الآنسة ليليانا…”.
أعد أندريه العديد من العبارات، وفكر في عبارة أعجبته حقًا، لكنه شعر فجأة وكأنه أصبح أحمق.
أنزل أندريه عينيه على عجل ولم يتمكن من التواصل البصري مع ليليانا بشكل صحيح مرة أخرى.
“… أنا آسفة لإبقائك تنتظر، آمل ألا تكون غاضبًا؟”.
“آه، لا. الآنسة ليليانا جميلة جداً لدرجة…”.
كانت العبارة التي أعدها أندريه أكثر جدية ورجولة.
لكنه أحمر خجلاً وحوّل وجهه بعيداً لأنه لم يكن يجرؤ على النظر إلى ليليانا الجميلة.
ابتسمت ليليانا بابتهاج للمجاملة الصادقة.
أمسكت ليليانا بذراع أندريه وبدأت تسير. كان أندريه يسير بخطوات تشبه مسيرة الإوز، بسبب شدة توتره، وكأنه في موكب عسكري.
وصلوا إلى العربة بأعجوبة بهذه الخطوات.
توجهت العربة الخضراء، التي تحمل رمز عائلة فاند (الديك)، نحو القصر الإمبراطوري الذي يتلألأ بالألعاب النارية في سماء الليل الزرقاء.(ههههه رمز عائلتهم ديك🐔)
***
القصر الإمبراطوري لإمبراطورية هيرسين، الذي يمر بأعلى ازدهار له منذ تأسيسه، كان يجدد فخامته وعظمته في كل حفل يقام.
قام الإمبراطور ببناء قاعة رقص جديدة خصيصًا لحفل الظهور هذا، أطلق عليها اسم “قاعة الكريستال”.
بدأ القصر الإمبراطوري بأعمال بناء واسعة النطاق لإنشاء قاعة الكريستال.
كان ارتفاع سقفها يعادل ارتفاع ثلاثة طوابق من القصر الإمبراطوري، وكانت معلقة من السقف إحدى وثلاثون ثريا، وهو نفس عدد شابات حفل الظهور الأول.
صُنعت كل ثريا بتصميم مختلف واستخدمت فيها عشرات الآلاف من الكريستالات، وكان حجم كل واحدة منها بحجم ثور.
بمجرد وصول الشابات، أحاط بهن الخدم والخادمات، وأُخفين عن الأنظار، وتم اصطحابهن مباشرة إلى الغرف الخاصة.
كان الهدف هو لفت الانتباه بشكل أكبر عند ظهورهن.
أردن تجنب تسريب مظهرهن مسبقاً بأي ثمن.
تمكنت الشابات النبيلات أخيراً من رؤية زميلاتهن اللاتي سيشاركن في حفل الظهور الأول.
كن جميعاً قد بذلن قصارى جهدهن في زينتهن من الرأس إلى أخمص القدمين.
كانت هناك شابات تزيّن بالعديد من المجوهرات، وشابات أخريات برزن بارتداء ملابس مبالغ فيها وتجريبية لم يسبق لهن رؤيتها.
كانت الشابات يقمن بتقييم بعضهن البعض سراً في كل مرة تدخل فيها واحدة منهن.
لكن كل شيء فقد معناه عندما دخلت بطلة الحفل، الأميرة أنجلينا.
“… يا إلهي!”.
“… كما هو متوقع، إنها جميلة بشكل لا يصدق!”.
أثارت أنجلينا ضجة بين جميع الشابات بمجرد ظهورها.
كان فستان الأميرة أنجلينا بلون الورد الأحمر المتفتح حديثاً، تماماً كما أشارت الآنسة ليليانا.
كما هو متوقع، لم ترتكب أي شابة حماقة ارتداء فستان بنفس لون فستان أنجلينا.
عندما اختارت أنجلينا، اللطيفة والمحبوبة في العادة، هذا اللون، اعتبر الاختيار جريئاً، لكنه ناسبها تماماً.
أظهرت أنجلينا جمالها دون إخفاء، بعد أن نضجت لتصبح سيدة كاملة.
تلألأ تاج الياقوت الذي تلقته كهدية عيد ميلاد من الإمبراطور على رأس أنجلينا. ألقت أنجلينا تحية.
“يا إلهي، تبدون جميعًا رائعات وجميلات…”.
انحنت عينا أنجلينا بجمال كبراعم الورد. لكن الشابات لم يتمكنَّ حتى من رد التحية بأناقة كما تدربن.
لم تستطع الشابات رفع أعينهن عن مظهر أنجلينا.
لقد كانت تفوق التوقعات حقًا.
اعتقدن أنه لا يمكن لأحد أن يكون أجمل من أنجلينا.
في تلك اللحظة، حدثت همهمة عند المدخل، ودخلت ليليانا.
“… الآنسة لـ-ليليانا؟”.
“… هل هذه الآنسة ليليانا حقًا؟”.
عبرت الشابات اللاتي رأين ليليانا عن اسمها بأسئلة في نهاية كلامهن.
“هل أنا الوحيدة التي لم تعلم أن موضوع حفل الظهور الأول هذا هو “المفاجأة”؟”.
بدأت الشابات في الهمس.
في العادة، كانت الآنسة ليليانا جميلة إذا تمعنت فيها، لكن مظهرها كان باهتًا لأنها كانت دائمًا تتزين بتواضع وبساطة.
في عيون أولئك الذين يحبون البذخ فقط، كانت تُعتبر ذات انطباع ضبابي.
لكن ليليانا الآن كانت مختلفة. فستانها الأخضر المصنوع من التول والمزين بالدانتيل الذهبي الذي يشبه الكرُمات خطف الأنظار بالتأكيد.
بدت الآنسة ليليانا اليوم أكثر فخامة وجمالًا من أي شخص آخر.
هل كان هذا مجرد شعور؟.
بدا رأس ليليانا المرفوع قليلاً شامخًا وأنيقًا.
“يقال إن الملابس تصنع الشحص…”.
بدا أن ليليانا، ابنة الكونتية الساقطة، هي الملكة على الرغم من أنها كانت من أدنى الطبقات في هذا المكان.
لا بد أن أكثر من لفت الانتباه في حفل التعارف هذا هما الأميرة أنجلينا والآنسة ليليانا.
على الرغم من أن الأميرة أنجلينا هي بطلة حفل الظهور الأول، إلا أن المظهر المفاجئ للآنسة ليليانا، التي كان من المفترض أن تدعمهن، جعل بعض الشابات لا يستطعن إخفاء انزعاجهن.
من بين هؤلاء الشابات كانت هناك هايلي.
كان الفستان الذي اختارته هايلي لحفل التعارف هذا هو اللون الأزرق الكوبالت.
في البداية، اختارت اللون الأحمر مثل الأميرة أنجلينا، لكنها تخلت عنه عندما علمت أن الأميرة أنجلينا سترتدي بالفعل فستانًا بهذا اللون.
كانت هايلي واثقة من جمالها.
لكن السبب في تراجعها عن لون الفستان لم يكن لأنها ستخسر أمام الأميرة أنجلينا، بل لأنها لم ترغب في أن تكسب عداءها دون داعٍ.
زخرفت هايلي تاج عائلتها المتوارث بالياقوت السخي لتكون نجمة اليوم، لكن بصرف النظر عن الأميرة أنجلينا، كانت الآنسة ليليانا تلفت الانتباه بشكل غير متوقع.
أن تتفوق عليها الآنسة ليليانا، ابنة عائلة كونتية ساقطة!
لماذا لم تكن هي نفسها تبرز؟.
اكتشفت هايلي السبب على الفور.
كانت هناك خمس شابات يرتدين فساتين بدرجات اللون الأزرق، مثل فستانها.
نظرت هايلي إلى سيسيليا الواقفة أمامها.
كانت ترتدي فستانًا باللون الأزرق الكوبالت مثل فستانها تمامًا. بالطبع، كان اللون أفتح قليلاً والتصميم مختلف بعض الشيء، لكن الزخرفة بالياقوت بدت متشابهة للغاية.
كان من الطبيعي ألا تبرز بوجود شابة ترتدي فستانًا مشابهاً. والأهم من ذلك، كان وضع الياقوت على فستانها غريبًا.
أليست عيناها زرقاوين مثل عينيها؟.
‘… ربما سربت لون فستاني لتتغلب علي.’
~~~
بتسوي هايلي مشكلة بس ليليانا رح تطلع منها وبعدين تجي المفاجعة الكبرى هيلين
التعليقات لهذا الفصل " 81"