– زوجة الأب مستمرة بسرقة الأبطال الذكور.

الفصل الأربعون. 

بعد انتهاء العشاء، بدأت ليليانا تدرك حجم الموقف تدريجيًا. غدًا، ستغادر إبريل إلى برج السحر. وفي هذا اليوم بالذات، تذكرت أن الأميرة أنجلينا، التي يجب أن تخدمها، قد وصلت.

عندما فتحت الباب ورأت أنجلينا تقف وجهاً لوجه مع الدوق الأكبر سيغهارت، شعرت ليليانا على الفور بشعور بالهزيمة.

كانت أنجلينا أجمل وألطف وأكثر جاذبية مما تخيلت. كانت حقًا تستحق لقب “ملاك الإمبراطورية”. أن تصبح رئيسة الوصيفات لهذه الدوقة كان شرفًا عظيمًا. لكن الآن، مع وصول أنجلينا، كان عليها البدء فورًا في التحضير للحفل الراقص الأول لها. هل يمكن أن تتغيب عن أول يوم لها كوصيفة؟.

لاحظت هيلين التعبير الجاد على وجه ليليانا وسألت بحذر: “ما بكِ؟ هل أصبتِ بعسر هضم؟”.

“لا، ليس ذلك… اليوم وصلت الأميرة أنجلينا، قبل موعدها بيومين” أجابت ليليانا.

شعرت هيلين بقلبها يخفق بسرعة. لقد وصلت أنجلينا أخيرًا! مرت أحداث رواية [الدوقة المثالية أنجلينا] في ذهنها كشريط سينمائي. كانت أنجلينا، البطلة الجميلة والمحبوبة، تجذب جميع الأبطال الذكور دون مقاومة: الدوق الأكبر سيغهارت، ولي العهد لوينهارت، وحتى بلين، الوصي على الأخوات الثلاث، الذي يبدو كآلة خالية من المشاعر. فكرة مشاهدة هذه الأحداث تتكشف أمام عينيها كانت مثيرة ومخيفة ومزعجة في آن واحد، مزيج معقد من المشاعر.

“إذن، ألا يعني ذلك أن عليكِ بدء عملك كوصيفة رسميًا من الغد؟” سألت هيلين مباشرة.  

ندمت ليليانا على الفور على إخبار هيلين بوصول أنجلينا. غدًا، ستغادر أختها الصغرى إبريل إلى برج السحر، ولم يكن منصب رئيسة الوصيفات أو أي شيء آخر يهم في هذه اللحظة.

“لا بأس! يمكنني أخذ إجازة مرضية…” قالت ليليانا، لكن نبرتها كشفت أنها تكذب.

كانت ليليانا، من بين كل من تعرفهم هيلين، أسوأ من يكذب. 

لم تكن قادرة على خداع أحد. إذا اكتشف أحدهم كذبتها، قد يتعرض منصبها كرئيسة وصيفات للخطر، خاصة أن هناك العديد ممن يطمعون في هذا المنصب. وفي رواية [الدوقة المثالية أنجلينا]، كانت أنجلينا تمتلك قوة غامضة تشبه الجاذبية، تجعل كل من يحاول إيذاءها أو الغيرة منها ينهار تلقائيًا. هيلين نفسها، في القصة الأصلية، تم إعدامها بسبب كلامها الجارح. ليليانا، التي تحب الدوق الأكبر سيغهارت سرًا، لن تكون استثناءً إذا كذبت كرئيسة وصيفات، فقد يُفسر ذلك كخيانة. التغيب في أول يوم لوصول الدوقة قد يُعتبر تمردًا.  

“ما الذي تقولينه؟ أنتِ رئيسة الوصيفات، المسؤولة الأولى! ماذا لو اكتشفوا ذلك؟” قالت هيلين بحزم.  

لم تستطع ليليانا الرد، فهي تعلم أن هيلين محقة. كابنة كونت منهار، كان منصب رئيسة الوصيفات للدوقة قد تصبح إما زوجة ولي العهد أو الدوقة الكبرى شرفًا لا يصدق. كان على رئيسة وصيفات أن تكون ملمة بالسياسة، والمجتمع، والاقتصاد، وحتى أن تعرف جميع شخصيات الطبقة الاجتماعية في العاصمة. بفضل الكتب التي قدمها سيغهارت ومساعدة مستشاريه، استعدت ليليانا بشكل مثالي. كانت تستمتع بعملها كرئيسة وصيفات. في الماضي، كانت تخاف من الفتيات في سنها وتنكمش أمامهن، لكن بعد أن أصبحت رئيسة وصيفات، بدأت الفتيات الأرستقراطيات يعاملنها بلطف. فكرة التخلي عن هذا العمل جعلت قلبها ثقيلًا. لكن عندما يتعلق الأمر بأختيها، كانت ليليانا أكثر عنادًا من أي شخص آخر.

“ليلي، ألا يجب عليكِ كأخت كبرى أن تظهري لأختك الصغرى صورة مسؤولة؟” قالت هيلين.

“صحيح! لا أريد أن أرىكِ تضحين بنفسك من أجلي بعد الآن. هذا يجعلني أشعر بالعبء. على عكسكِ، سأفعل كل ما أريد!” أضافت إبريل، التي أدركت الموقف بسرعة ودعمت هيلين.  

كانت إبريل تشعر ببعض الحزن لأن ليليانا لن تتمكن من وداعها إلى برج السحر، لكنها لم ترغب في رؤية ليليانا تضحي بشيء آخر من أجلها. كانت قد سمعت من جينا أن ليليانا معجبة بالدوق الأكبر سيغهارت، ولم ترغب في إعاقة حياتها أو حبها بعد الآن.

“لكن إبريل لا تزال في العاشرة، وهي بحاجة إلى وصي…” احتجت ليليانا.

“سأكون أنا وصيتها،” قالت هيلين بحزم.  

تفاجأت ليليانا لدرجة أنها لم تستطع الرد. منذ وفاة والدتهما، شعرت ليليانا بثقل مسؤولية رعاية أختيها. على الرغم من أن هيلين أصبحت زوجة أبيهن منذ وقت قصير، إلا أنها تحولت إلى الشخص الوحيد الذي تعتمد عليه ليليانا. الاعتماد على شخص آخر كان شعورًا لم تعشه منذ زمن طويل.

حاولت إبريل الحفاظ على تعبير محايد، لكنها كانت تصرخ داخليًا: ‘هيلين ليست واصيتي!’ لكنها أدركت أن الرفض سيجعل ليليانا تشعر بعدم الراحة. إذا وافقت على الذهاب مع هيلين، فقد يطمئن قلب ليليانا. أومأت إبريل برأسها موافقة.

“غدًا، سأرافق إبريل إلى برج السحر. أما أنتِ، ليليانا، فعليكِ أن تكوني أختًا لا تخجل أمام أختيكِ، وأن تبذلي قصارى جهدك في عملك كرئيسة وصيفات،” قالت هيلين.  

لاحظت إبريل أن شفتي ليليانا ترتجفان. فبدأت تقول كلامًا لا تعنيه: “أنا ذاهبة لأصبح ساحرة، ولا أريد أن أرى أختي تبكي بجانبي! أرجوكِ، سيكون يومًا سعيدًا ولا تفسديه!”.

انسكبت دمعة دافئة من عين ليليانا، التي كانت تعرف جيدًا متى تكذب إبريل، فقد رأتها منذ كانت طفلة صغيرة. كيف نضجت هكذا فجأة؟ مسحت ليليانا دموعها بسرعة. كان عليها أن تحتفل بذهاب إبريل لتصبح ساحرة، ولم تستطع أن تبكي كأخت كبرى بينما أختها الصغيرة تحاول كبح دموعها. أدركت أن أفضل هدية وداع يمكنها تقديمها هي إعطاء إبريل فراقًا خفيفًا يملؤه التشجيع.

“حسنًا… زوجة أبي، أرجوكِ اعتني بإبريل جيدًا،” قالت ليليانا بابتسامة مشرقة ودموع تلمع في عينيها.  

***

على الرغم من أن جينا كانت مستلقية على سرير فاخر لأول مرة منذ وقت طويل، إلا أنها لم تستطع النوم. كانت ذكريات الليلة الماضية تطاردها. حاولت إنكار أنها ليست حلمًا، لكن حوارها مع لوينهارت كان واضحًا وحيًا للغاية. لقد أخبرها لوينهارت أنه ملعون، غير قادر على حمل السيف، وشاركها هذا السر. بل وطلب منها، بطلب مستحيل، أن تكون سيفه. 

شعرت جينا برغبة مفاجئة في البكاء، لكن لم يكن هناك وقت للتفكير. في الظهيرة، كان عليها التوجه لمواجهة الوحش العملاق فيوموس.

قررت جينا أن الجلوس في الغرفة سيجعلها تشعر بالضيق أكثر، فخرجت لتغيير مزاجها. ركلت الأغطية الفاخرة وخرجت من السرير. في قصر إيكلانغ، تم تخصيص غرف نوم فاخرة للجنود، كل منها مزود بحمام خاص. استحمت جينا في الماء الدافئ، ثم ارتدت ثوبًا تقليديًا من إيكلانغ مزينًا بأنماط زهور ملونة، وخرجت من الغرفة.

“واو…”.

لم تستطع جينا إلا أن تطلق صيحة إعجاب عندما خرجت من غرفتها. في الردهة المؤدية إلى القاعة المركزية، كانت هناك مجموعة مذهلة من الأعمال الفنية. كان سكان العاصمة ليفيا يميلون إلى النظر إلى إيكلانغ كمنطقة ريفية، مليئة بالحقول والأراضي الزراعية فقط. لم تتوقع جينا أبدًا أن ترى مثل هذه الأعمال الفنية الراقية، التي يمكن أن تنافس متاحف العاصمة.

بينما كانت تتأمل التماثيل واللوحات، شعرت جينا بشعور مألوف عند رؤية أحد التماثيل. كانت متأكدة أنها رأته من قبل. ثم لاحظت لوحة تبدو مألوفة أيضًا. أدركت فجأة أن هذه الأعمال الفنية كانت موجودة في غرفة لوينهارت. لقد أرسلها إلى إيكلانغ. وفي تلك اللحظة، ظهر لوينهارت نفسه، مرتديًا ثوبًا تقليديًا من إيكلانغ، كما لو كان قد خرج للتنزه فجرًا.

~~~

هنا تنتهى دفعة بسيطة، هذي الدفعة عشان بنشغل لشهر ونص بروايتين واكملهم للاخير أن شاء الله

لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!

حسابي انستا:  roxana_roxcell

حسابي واتباد: black_dwarf_37_