– زوجة الأب مستمرة بسرقة الأبطال الذكور.
الفصل الواحد والعشرين
في قاعة القصر الفسيحة، حيث كانت الشمس تتسلل عبر النوافذ العالية لتضيء الأرضية الرخامية، وقفت هيلين إيميلديا ممسكة ببطاقة أعمال أنيقة قدمها لها بلين ديارك، الرجل الذي يُعدّ أغنى أثرياء الإمبراطورية. كانت البطاقة تحمل اسمه وعنوان شركته: [بلين ديارك، المدير التنفيذي لشركة فلاي مون]
اسم الشركة بدا غريبًا بالنسبة لهيلين، لا يتناسب إطلاقًا مع شخصية بلين الصلبة والجادة. ‘فلاي مون؟’ فكرت هيلين، وهي تكبت ضحكة. هل يمتلك هذا الرجل المهيب، الذي يبدو كتمثال من الرخام، أي حس رومانسي يسمح له باختيار اسم كهذا؟ أم أن مستشاريه، سواء كانوا مخلصين أو مجرد متملقين، لم يجرؤوا على الاعتراض على اختياره؟ ربما، كما فكرت هيلين، يعكس هذا الاسم طموحه الجامح في تحويل المستحيل إلى حقيقة، وهو ما يتماشى مع فلسفته في عالم الأعمال.
لم تستطع هيلين كبح ضحكتها الصغيرة، فانفجرت في رذاذ من الضحك الخفيف.
“هل هناك مشكلة في البطاقة؟” سأل بلين بنبرة جادة، وهو يرفع حاجبًا في استغراب.
“لا، لا شيء!” ردت هيلين بسرعة، محاولة إخفاء إرتباكها. لكن في داخلها، ضحكت على نفسها. ‘إذا قال المدير افعل، فافعل!’ فكرت بسخرية، مدركة أنها ليست بأفضل حال من موظفي بلين الذين ينفذون أوامره دون نقاش.
وضعت البطاقة على الطاولة ونظرت إلى وجه بلين، الذي كان يحمل تعبيرًا لا يمكن تفسيره، مزيجًا من الثقة المطلقة والبرود. ‘أغنى رجل في العالم يقف إلى جانبي…’ فكرت هيلين بدهشة. لكنها صححت نفسها بسرعة: ‘ليس إلى جانبي أنا، بل إلى جانب الأخوات الثلاث.’ كان بلين قد وافق على دعم الأخوات إيميلديا، وهو ما يعني أن أي زواج محتمل لهن مع نبلاء الإمبراطورية سيكون مدعومًا بثروته الهائلة، مما يضعهن في موقف قوي لا يُضاهى.
في الرواية الأصلية، “الأميرة المثالية أنجلينا”، كان بلين قد قطع علاقته بهيلين تمامًا بسبب سلوكها المشين، مما جعل من المستحيل عليه مساعدة الأخوات الثلاث رغم رغبته في ذلك. كانت هيلين، في الرواية، قد حصلت على دعوة إلى الحفل الإمبراطوري بفضل شركة منافسة لبلين، التي استخدمتها للإيقاع به. لكن تلك الدعوة كانت بداية نهايتها، إذ أدت إلى إهانتها للأميرة أنجلينا ومن ثم إعدامها. الآن، كانت هيلين مصممة على تغيير هذا المصير، مستغلة ذكرياتها كـ هان يينا لاتخاذ قرارات أكثر حكمة.
“حسنًا… سأذهب الآن.” قال بلين بنبرة مقتضبة، ثم استدار ليركب سيارته الفاخرة التي بدت كقطعة معدنية لامعة، لكنها تصدر أصواتًا مزعجة وهي تتحرك بعيدًا عن قصر إيميلديا.
***
عادت هيلين إلى القصر، حاملة معها آمالاً جديدة ولكن أيضًا عبء مهمة لم تكتمل بعد. كانت قد اشترت هدايا للأخوات الثلاث – ليليانا، جينا، والأخت الصغرى – عبارة عن سيف حاد وثوبين أنيقين. كانت تخطط لتقديمها في العشاء، لكنها شعرت أن ذلك قد يبدو كمحاولة لاستعراض كرمها، فترددت وأجلت الأمر. كانت تعلم أن اختيار الهدايا صعب، لكن تقديمها كان أصعب بكثير، خاصة مع الأخوات اللواتي كنّ ينظرن إليها بعين الشك بسبب ماضيها المثير للجدل.
عندما دخلت القصر، وجدت الأخوات الثلاث منهمكات في تنظيف المطبخ وترتيب الطعام الذي أرسله بلين كهدية. كانت هذه فرصة مثالية. وضعت هيلين الهدايا على طاولة الطعام النظيفة بعناية: سيف ستيليتو لامع يعكس براعة صانعه، وثوب من الحرير الأرجواني الأنيق، وثوب وردي رقيق يناسب الأذواق الأكثر نعومة.
نظرت الأخوات الثلاث إلى الهدايا بعيون خضراء زمردية مليئة بالفضول والحيرة. لم تكن هناك علامات تحدد لمن كل هدية، لكنهن عرفن على الفور لمن صنعت. كانت الأخوات يتشاركن كل شيء، من الأسرار إلى الأحلام. كانت ليليانا، الأخت الكبرى، قد أصبحت الخادمة الرئيسية للأميرة أنجلينا، وكانت جينا قد فازت للتو في اختبار الفرسان الإمبراطوري، وكانت الأخت الصغرى دائمًا محور اهتمامهن.
“خذن ما يعجبكن!” قالت هيلين بنبرة مترددة، محاولة إخفاء إحراجها. بدأت الأخوات بفحص الهدايا بحذر، كأنهن لا يصدقن أن هيلين، التي دمرت حياتهن سابقًا، يمكن أن تقدم شيئًا كهذا. تبادلن النظرات في صمت، حتى تقدمت ليليانا، كالعادة، لتتحدث باسمهن:
“شكرًا، أمي.” قالت بنبرة هادئة لكنها صادقة.
“أه… حسنًا، أنا متعبة، سأذهب للنوم.” ردت هيلين بسرعة، ثم هرعت إلى غرفتها، محاولة الهروب من الموقف المحرج. لاحظت ليليانا، التي كانت تراقبها، أن الساعة لم تتجاوز الثامنة والنصف مساءً، وهو وقت مبكر جدًا للنوم. ‘غريب…’ فكرت ليليانا، وهي تميل رأسها في حيرة.
***
في القصر الإمبراطوري، كانت الأميرة أنجلينا على وشك الوصول إلى ليفيا خلال أسبوع واحد فقط. كانت ليليانا، بصفتها الخادمة الرئيسية، غارقة في التحضيرات. كانت مهمتها الأساسية هي تجهيز غرفة أنجلينا بطريقة تجمع بين الفخامة والراحة. اختارت طلاء الجدران باللون الوردي المفضل لدى أنجلينا، وصممت الغرفة على غرار قصر هيربيانت لتجعلها تشعر وكأنها في منزلها. أضافت أثاثًا إمبراطوريًا مزينًا بالذهب، وستائر زهرية ملونة للحماية من برد ليفيا، وفراشًا خفيفًا لكنه دافئ لضمان راحتها.
في ذلك اليوم، كانت غرفة أنجلينا تعج بالناس. كانت هناك رفوف ملابس متنقلة مليئة بعشرات الفساتين الفاخرة، ورفوف أحذية مزينة بأحذية أنيقة، وخمس خادمات يحملن صناديق مجوهرات مليئة بالأحجار الكريمة النادرة. وقفت ليليانا، مرتبكة، تحاول فهم ما يحدث. فجأة، نهض سيغهارت من الأريكة حيث كان يجلس وقال بنبرة مترددة:
“هذه… كلها لتجهيز خزانة ملابس الأميرة أنجلينا.”
لكنه توقف، كأنه يخفي شيئًا. لاحظ أن ليليانا ترتدي فستانًا أرجوانيًا جديدًا من الحرير، وهو الفستان الذي اشترته هيلين لها. رغم أن ييغهارت لم يكن من النوع الذي يحكم على الناس بناءً على ملابسهم، إلا أنه لاحظ منذ فترة أن ملابس ليليانا كانت دائمًا بالية وغير مناسبة لمقامها كابنة كونت. كان يخطط لتقديم بعض الفساتين لها تحت ذريعة تجهيز خزانة أنجلينا، لكنه تردد خوفًا من رفضها.
“هل هناك ميزانية محددة أو عدد معين من الفساتين؟” سألت ليليانا وهي تفحص الفساتين بعناية.
“لا حدود للميزانية، ولا لعدد الفساتين. يمكننا طلب المزيد إذا لزم الأمر.” أجاب سيغهارت، ثم أضاف بنبرة دافئة: “وبما أنكِ الخادمة الرئيسية للأميرة، يمكنكِ اختيار ما تريدين لنفسكِ أيضًا.”
فهمت ليليانا على الفور نواياه. كانت دائمًا سريعة البديهة في مثل هذه المواقف. لكنها شعرت بالإحراج العميق. كانت تعلم أن ملابسها القديمة جعلتها محط أنظار وسخرية الآخرين، لكن أن يلاحظ سيغهارت ذلك جعلها تشعر بأنها أقل شأنًا. رغم أنها كانت ترتدي اليوم فستانًا جديدًا من هيلين، إلا أن فكرة أن سيغهارت رأى حالتها السابقة جعلتها تشعر بالخجل.
أرادت أن تخفي وجهها المحمر، لكنها، كابنة كونت، رفعت رأسها بكبرياء وقالت: “أنا بخير. كما ترى، لدي فستان جديد بالفعل.”
كانت هذه كبرياء زائفة. كانت ليليانا تشعر بالنقص، وكبرياؤها منعها من قبول عرض سيغهارت بسهولة. لكنه لم يستسلم. أخرج من صندوق المجوهرات زوجًا من الأقراط اللؤلؤية البسيطة لكنها مشعة ببريق ساحر. اقترب منها وقال: “هذه الأقراط ستبدو رائعة عليكِ. إنها تناسب فستانكِ.”
وضع الأقراط بالقرب من أذنيها، وعندما رأت ليليانا انعكاسها في المرآة، شعرت أنها تحولت إلى شخص آخر. كانت الصورة مثالية. كابنة كونت وخادمة رئيسية، لم تمتلك ليليانا أي مجوهرات منذ أن أفلس القصر. كانت تملك في السابق ثلاث صناديق مجوهرات مليئة بالقلائد والأقراط، بما في ذلك زوج مشابه لهذه الأقراط، ورثته عن والدتها البيولوجية. لكنها أعطت كل شيء للخدم الذين لم يتلقوا رواتبهم بعد إفلاس العائلة.
“هذه مكافأة على جهودكِ الرائعة في تجهيز غرفة الأميرة. رفضكِ سيجعلني أبدو سيئًا.” قال سيغهارت بنبرة جادة، وهو ينظر إلى انعكاسها في المرآة.
لم تستطع ليليانا الرفض هذه المرة. كان سيغهارت محقًا؛ غرفة أنجلينا التي جهزتها بدت أجمل وأكثر راحة من قصر هيربيانت نفسه. “حسنًا… سآخذ الأقراط فقط…” قالت بنبرة مترددة.
“وهذا الحذاء أيضًا.” أضاف سيغهارت، وهو يتناول زوجًا من الأحذية الحريرية الأرجوانية الداكنة، مزينة بشريط وكريستال لامع. “إنه ليس لكِ فقط، بل لجميع الخادمات كعربون تقدير.”
كان هذا العرض ذكيًا. لو رفضت ليليانا، لمنعت الخادمات الأخريات من قبول الهدية، مما سيضعها في موقف محرج. تنهدت ليليانا ووافقت على مضض، وهي تشعر كأنها تبتلع دواءً مرًا. انحنى سيغهارت، وفي حركة غير معتادة لدوق، خلع حذاءها القديم الأسود ووضع الحذاء الجديد في قدميها بنفسه. كان الحذاء مناسبًا تمامًا، كأنه صُنع خصيصًا لها.
عندما وقفت ليليانا وخطت خطوة، شعرت وكأنها في حكاية خرافية. الحذاء جعلها تشعر وكأنها أميرة تحولت بفعل سحر. اختفى الإحراج من وجهها، وحل محله ابتسامة هادئة. كانت قد أجلت حفل دخولها الرسمي للمجتمع (الظهور الأول) بسبب مرض والدها ومسؤولياتها تجاه أخواتها. لم تتزين بمثل هذه الطريقة منذ سنوات، وكان شعورًا غريبًا ومبهجًا في آن واحد.
نظرت إلى المرآة، ورأت امرأة شابة أنيقة تنظر إليها. ‘متى كبرتُ هكذا؟’ فكرت ليليانا، وهي تتأمل نفسها كما لو كانت تراها لأول مرة. لقد كانت منشغلة دائمًا برعاية الآخرين، لكن الآن، للحظة، شعرت أنها تستعيد جزءًا من نفسها.
~~~
ليليانا وصيفة وكبيرة الوصيفات بس الكوري انها رئيسة الخادمات بس هي رئيسة الخادمات بس الخادمات الملكيات يلي يكونوا للاميرات من ابناء كونت أو بارون
لا تنسوا الاستغفار والصلاة على النبي!
حسابي انستا: roxana_roxcell
حسابي واتباد: black_dwarf_37_
التعليقات لهذا الفصل " 21"