بعد أن أصبحت جينا رسميًا واحدة من فرسان هيرسن الإمبراطوريين الموقرين، شعرت هيلين برغبة عارمة في مكافأتها بشيء مميز يعكس إنجازها العظيم. كانت جينا، التي تغلبت على كل الصعاب لتصبح فارسة رغم خلفيتها المتواضعة، تستحق هدية تليق بجهودها. وجدت هيلين نفسها، دون أن تدرك كيف، تقف أمام متجر أسلحة فخم في قلب حي ليفيا التجاري النابض بالحياة، حيث كانت الشوارع تعج بالحركة والألوان، وتتردد أصوات الباعة والزبائن في الهواء.
“سلاح…” تمتمت هيلين لنفسها، وهي تتذكر بحسرة مجموعة السيوف التي كانت تملكها عائلة إيميلديا، والتي ورثتها عن والد جينا، راؤول. لقد باعت هيلين تلك المجموعة منذ زمن بعيد، بما في ذلك سيف تذكاري كان يُعتبر إرثًا عائليًا لآل إيميلديا. كانت تلك الفترة من حياتها مليئة بالقرارات المتهورة، حيث أقنعها رجل زئبقي يُدعى إيريك، كان يعمل مضيفًا في إحدى الصالونات، ببيع السيف لتمويل حياة جديدة معًا في الخارج. لكن ذلك الوعد كان مجرد خدعة، تاركًا هيلين وحيدة ومثقلة بالندم. نتيجة لذلك، لم يكن لدى جينا سوى سيف خشبي قديم يُستخدم للتدريب، بينما كان جميع المتنافسين في المبارزة يستخدمون سيوفهم الخاصة المصنوعة بعناية.
‘لو كان لديها سيف يليق بمهاراتها، لأصبحت أقوى بكثير!’ فكرت هيلين، وهي تتخيل جينا وهي تتألق في ساحة المبارزة بسلاح يعزز سرعتها ودقتها. كانت هيلين ترى في شراء سيف لجينا استثمارًا في مستقبلها، وأيضًا مكافأة مستحقة لتحقيق حلمها بأن تصبح فارسة. قررت هيلين أن تجد السلاح المثالي الذي يناسب أسلوب جينا السريع والمرن.
“مرحبًا، سيدتي! هل تبحثين عن شيء محدد؟” سأل صاحب متجر الأسلحة، وهو رجل ذو ملامح ودودة وابتسامة عريضة، اقترب منها بسرعة كالبرق بمجرد أن لاحظ اهتمامها. كانت المتجر مليئًا بالأسلحة المعروضة بعناية، من المطارق الحربية الضخمة التي تبدو قادرة على تحطيم عظام بضربة واحدة، إلى السيوف اللامعة المزينة بنقوش دقيقة. لفتت انتباه هيلين مطرقة حربية مخيفة، لكنها سرعان ما تذكرت أنها تبحث عن سيف يناسب جينا.
“أود رؤية سيوف تناسب فارسًا، شيء خفيف وسريع.” قالت هيلين، وهي تفكر في أسلوب جينا القتالي الذي يعتمد على السرعة والمرونة بدلاً من القوة الخام. أحضر صاحب المتجر سيفًا رفيعًا ومدببًا يُعرف باسم “ستيليتو”. كان السيف مصنوعًا من الفولاذ عالي الجودة، خفيفًا بشكل مثالي، ومصممًا لتوجيه ضربات دقيقة ومميتة. كان المقبض مزينًا بنقش مميز لصانعه، وهو حداد شهير، مما أضفى عليه لمسة من الفخامة. أوضح صاحب المتجر أن هذا السيف مثالي لشخص يعتمد على السرعة والدقة، مما جعل هيلين تشعر أنه الخيار المثالي لجينا.
“كم سعره؟” سألت هيلين بحذر، مدركةً أن الجودة العالية تعني عادةً سعرًا باهظًا.
“ألف ذهبية.” أجاب صاحب المتجر بنبرة واثقة.
تجمدت هيلين للحظة. ألف ذهبية كانت مبلغًا ضخمًا، خاصة بالنسبة لعائلة إيميلديا التي كانت تعاني من ضائقة مالية. وضعت السيف على الطاولة بحرص، محاولةً إخفاء خيبة أملها، لكن عينيها ظلتا معلقتين بالسيف. كانت تعلم أنه الخيار المثالي، وكلما حاولت النظر إلى أسلحة أخرى، كان الستيليتو يجذب انتباهها كالمغناطيس.
***
بعد مفاوضات شاقة، وجدت هيلين نفسها ممسكة بالسيف الستيليتو، الذي اشترته مقابل 900 ذهبية بعد أن نجحت في إقناع صاحب المتجر بتخفيض السعر قليلاً. ‘إنه استثمار!’ كررت في ذهنها، محاولةً تبرير الإنفاق الباهظ. كانت تؤمن أن هذا السيف سيمنح جينا ميزة إضافية في رحلتها كفارسة، وسيكون رمزًا لدعمها لها. لكن فجأة، شعرت بوميض من القلق. ‘هل يكفي أن أهدي جينا فقط؟’ فكرت، وهي تتذكر ليليانا وأيبريل، شقيقتي جينا.
كانت خزانة ملابس هيلين مليئة بالفساتين الفاخرة والحديثة، بينما كانت ليليانا وأيبريل يرتديان ملابس بالية وخارجة عن الموضة، بالكاد تذكر هيلين متى كانتا قد اشترتا شيئًا جديدًا. قررت أن هذا هو الوقت المناسب لتدليلهما أيضًا. ‘إنه استثمار في سعادة الأخوات الثلاث!’ فكرت، وهي توجه خطواتها نحو حي الخياطين الفاخر في ليفيا، حيث كانت المحلات تعرض أحدث صيحات الموضة.
اختارت هيلين فستانين بعناية. الأول كان فستانًا أنيقًا من الحرير الأرجواني، مزينًا بتطريزات دقيقة، كان مثاليًا لليليانا التي تتمتع بأناقة طبيعية. الثاني كان فستانًا ورديًا ساحرًا لأيبريل، مزينًا بطبقات من الدانتيل الأبيض، يناسب براءتها الطفولية. كلف الفستانان معًا ألف ذهبية أخرى، مما جعل هيلين تشعر بثقل المبلغ في قلبها، لكنها كانت مقتنعة بأن الأمر يستحق ذلك. بينما كانت تنتظر الخياطين لتغليف الفستانين، لاحظت كومة من بقايا الأقمشة في زاوية المتجر.
“هل هذه الأقمشة سيتم التخلص منها؟” سألت هيلين، وهي تشير إلى الأقمشة.
“نعم، إنها مجرد بقايا.” أجاب الخياط، متعجبًا من اهتمامها.
“هل يمكنني أخذها؟” سألت هيلين، وبريق في عينيها. كانت خزانتها مليئة بالفساتين، لكن منذ أن بدأت تتذكر ذكريات حياتها السابقة، شعرت بغرابة عند ارتداء ملابسها القديمة. كانت تأمل أن تصنع من هذه الأقمشة شيئًا جديدًا يناسب ذوقها المتغير. وافق الخياط، الذي كان سيرمي الأقمشة على أي حال، ووضعها في كيس التسوق مع الفستانين. شعرت هيلين بسعادة غامرة للحصول على هذه الهدية غير المتوقعة.
‘الآن، حان وقت الاحتفال!’ فكرت هيلين، وهي تتخيل إقامة حفل صغير للاحتفال بنجاح جينا في اختبار الفرسان. كانت تعلم أن الأخوات الثلاث يعشقن اللحم المشوي، خاصة طريقة هيلين في إعداد “السامغيوبسال”، وهي وجبة مستوحاة من ذكرياتها من حياتها السابقة. تخيلت أيبريل وهي تلف اللحم بأوراق الخس والشيزو، محشوةً فمها مثل سنجاب صغير، مما جعل هيلين تبتسم. توجهت إلى الجزار المحلي، وهي تغني بصوت خافت من شدة سعادتها.
فجأة، لمحت ظلًا مألوفًا في الشارع. كان رجلاً بشعر أشقر لامع مربوط في ذيل حصان، مزينًا بإكسسوارات براقة وملابس مبهرجة. شعرت هيلين برغبة مفاجئة في صفعه دون سبب واضح. عندما استدار الرجل، رأت وجهه: أربع تجاعيد حول عينيه عندما يبتسم، وهالات سوداء تمتد إلى ذقنه، ووجه لامع كأنه مدهون بالزيت. كان إيريك، الرجل الذي خدعها وباع إرث عائلة إيميلديا. كان قد اقترض منها 100,000 ذهبية، واعدًا بحياة جديدة معًا، ثم اختفى بمجرد أن حصل على المال. لم ترَ هيلين أثرًا له في الحانات أو صالات القمار منذ ذلك الحين.
عندما رآها إيريك، اتسعت عيناه كعيني أرنب خائف، ثم انحنى بسرعة وحاول الفرار إلى زقاق قريب. “أيها الوغد!” صرخت هيلين، وهي تشعر بغضب يشتعل في صدرها. كانت تحمل أكياس التسوق الثقيلة، لكنها لم تكن لتدعه يفلت. بدأت تركض خلفه، مصممة على استعادة أموالها بأي ثمن.
***
في مكان آخر، كان الخادم العجوز فايل يقف مندهشًا أمام اختراع جديد كان يُعرض في ورشة عمل في ليفيا. كان سيده الجديد، بلين، رجل أعمال شاب ومبتكر، يعمل على مشروع ثوري يُسمى “السيارة”، وهي عربة تتحرك بدون خيول أو سحر. كان فايل، الذي خدم سابقًا في بلاط ملكي أجنبي قبل أن يُجبر على المنفى، مفتونًا بهذا الاختراع. كان بلين واثقًا من أن هذه السيارة ستغير العالم إذا تم إنتاجها تجاريًا.
“إنها لا تزال نموذجًا أوليًا، لكنها شبه مكتملة.” قال بلين، وهو يشير إلى السيارة ذات اللون الأزرق الداكن اللامع، التي بدت أكثر أناقة من أي عربة نبيل. لكن فايل، الذي كان يرى كومة من المعادن والتروس، وجد صعوبة في تصديق أنها يمكن أن تتحرك بدون خيول. لاحظ بلين نظرة الشك في عيني فايل، ففتح باب السيارة وقال: “تشك في الأمر؟ سأريك بنفسي. ستكون أول شخص خارج فريقنا يجربها، فتشرف بذلك!”
شعر فايل بالخوف، لكنه لم يستطع رفض حماس سيده الشاب. جلس بجانب بلين، وهو يحاول تهدئة أنفاسه. بدا بلين نفسه متوترًا أكثر من فايل، وهو يعبث بالأزرار والعتلات. “حسنًا… انطلق!” قال بلين، وبعد لحظات من التردد، بدأت السيارة بالتحرك ببطء، مما جعل فايل يتشبث بمقعده بدهشة.
***
في شوارع ليفيا المزدحمة، كانت هيلين تركض بسرعة مذهلة، ممسكة بأكياس التسوق الثقيلة في يديها. ‘هل ركضت هكذا من قبل في حياتي؟’ تساءلت، وهي تشعر بطعم الدم في حلقها من الإرهاق وأرجلها ترتجف. لكنها لم تستطع التوقف. كانت هيلين قد ارتكبت أخطاء كثيرة في حياتها، لكن إيريك كان الشخص الوحيد الذي أذنب بحقها. كان هو الهدف الوحيد لكراهيتها وغضبها، وكانت مصممة على مواجهته واستعادة الـ100,000 ذهبية التي سرقها.
فجأة، واجهت حشدًا كبيرًا من الناس يتجمعون في الشارع كالنمل حول قطعة حلوى. كانوا يحيطون بشيء غريب – السيارة التي يقودها بلين. لكن هيلين لم تكن لتتوقف. ‘يجب أن أعبر هذا الحشد!’ فكرت، وهي تشق طريقها بقوة بين الناس، مصممة على اللحاق بإيريك.
***
“يا لها من تجربة!” قال فايل، وهو يشعر بنسيم الهواء يداعب وجهه من نافذة السيارة. لم يكن يتخيل أبدًا أنه سيتنقل في شوارع ليفيا داخل كومة من المعادن بدون خيول. لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً. عند دخولهم الحي التجاري، بدأ الناس يتجمعون حول السيارة بدهشة، مما جعل التقدم مستحيلاً.
“ابتعدوا! إنه خطر!” صرخ بلين، محاولاً تفريق الحشد. عندما نزل من السيارة، لاحظ الناس ملابسه الأنيقة وخمنوا أنه نبيل، فبدأوا يفسحون الطريق خوفًا من غضبه. ‘أخيرًا، يمكننا المضي قدمًا.’ فكر بلين، وهو يستعد لتشغيل السيارة مرة أخرى. لكن فجأة، رأى شيئًا يندفع نحوه كالنار: كانت هيلين، تندفع عبر الحشد بغضب واضح، ممسكة بأكياس التسوق وكأنها على وشك الانقضاض على فريسة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 18"