كان حمد من بادر وهو يشد والدته ويقبل رأسها ثم يحتضنها بكل قوته
اشتاق لها.. اشتاق لعبق رائحتها
اشتاق لدفء أحضانها.. اشتاق حتى لشدتها وحرصها
“اشتحنت لش فديت عينش.. اشتحنت لش”
نورة تهمس بألم وهي تملأ روحها من رائحة ابنها: اشتحنت لي وأنت مخليني ذا كله!!
حمد يبعدها قليلا ليحتضن وجهها ثم يقبل رأسها ويهمس بألم مشابه: والله العظيم غصبا عني
ثم التفت حمد للوجوه الغضة الثلاثة التي تقف خلف أمه.. ابتسم بحنان وهو يفتح ذراعيه على اتساعها : والقطاوة ما يبون يسلمون
تقدمن الثلاث بخطوات خجولة تتقدمهن معالي
ليشدهن حمد إليه ويحتضهن بحنو وهو يوزع قبلاته عليهن ويهمس بصدق موجع:
وحشتوني يا بنات.. والله العظيم وحشتوني فوق ما تتخيلون
حينها انخرطت الفتيات في البكاء وهن يشهقن: وحن بعد اشتقنا لك واجد
حمد بحنان: بسكم.. حد قايل لكم إني كنت مهاجر ورجعت.. كلها دورة كم شهر.. يعني مافرقت عن يوم كنت أدرس ماجستير
كانت نورة من أجابت: لا فرقت.. يوم رحت ماجستير.. تلفونك عندي وكل مابغيتك كلمتك..
لكن دورتك ذي يالله أسمع صوتك مرة كل كم أسبوع
حرام عليك يأمك.. ماعاد فيني حيل
حمد عاد لها ليحتضن كتفيها ويقبل رأسها ويهمس بود عميق: السموحة يالغالية جعلني أخذ شرش
نورة بهمس موجوع: إلا جعلني أخذ شرك أنت وخواتك
معالي تمسح دموعها وتبتسم: بنكتبها في التاريخ.. نورة بنت مشعل قالت لنا كلمة حلوة
ثم أردفت بمرح تزيل به بقايا تأثرها العميق: إلا حمد وش ذا النيولوك.. طالع واو
حمد يلتفت لها ويقرص خدها بحنان: وش نيولوكه أنتي بعد؟؟ هناك كنت أرتب لحيتي بنفسي بس الشعر ماقصيته
والشنطة لكم أنتم طلعوها لغرفكم مهوب لغرفتي.. أنا مالي شيء فيها..أنا جاي بس باللبس اللي علي.. اشتقت للبس الثوب والغترة
نورة بحنان: ثيابك وغترك كلها في غرفتك مكوية ومبخرة
حمد يميل على كفها ليرفعها ويقبلها: الله لا يخليني منش
.
.
وهاهي نورة تفتح باب غرفته اليوم بهدوء
ومع دخولها الغرفة فوجئت أنه كان مستيقظا واستحم وهاهو يمشط شعره أمام المرآة
ابتسمت نورة: صباح الخير يأمك
ابتسم وهو يرتدي نظارته ويهمس باحترام حنون: صباحش أخير جعلني فداش
نورة بحنان: تعال فديتك.. خواتك ينتظرونك على الريوق كل وحدة منهم مسوية لك شيء
ثم أردفت بابتسامة: الله يستر عليك لا تسمم بس
حمد بحنان: جعلني ما أذوق حزنهم..
ثم أردف بمرح: حتى لو بأتسمم بأكله.. أكلة تاريخية ذي
بناتش كلهم داخلين المطبخ
كانت نورة على وشك المغادرة للأسفل انتظارا لحمد
وحمد كان واقفا أم المرآة يغلق أزرار جيب ثوبه .. همس بنبرة اجتهد حتى تكون غاية في الطبيعية: يمه أشلون جدتي وخوالي؟؟
نورة وقفت وردت بتلقائية: طيبين كلهم.. ولا تنسى لازم اليوم تروح تسلم على جدتك
حمد بذات النبرة الطبيعية غير الطبيعية: أكيد بدون شك.. وعمتي أم مشعل وعيالها أشلونهم؟؟
حينها انتبهت نورة لمغزى أسئلته وأحبت أن تختصر عليه المسافة وهي تهمس بحزم:
موضي طيبة وبخير ومبسوطة واشتغلت شغل زين في منصب زين……… وتزوجت
حمد كان يستمع بشبه ابتسامة حتى وصلت للكلمة الأخيرة.. حينها تقلصت أصابع يديه بشدة وهو يشعر كما لو أن قلبه قفز ليقف في بلعومه
ورأسه تضرب به آلاف المطارق الثقيلة الموجعة
وهو يهمس بجزع حقيقي: تزوجت.. مسرع!!
نورة بحزم: حمد.. موضي خلاص مالك شغل فيها.. جاها ماكفاها منك
وحتى لو كانت ما تزوجت أنت عارف إنها ماعاد تحل لك
خلها توفق وتروح في طريقها
حمد تنهد بعمق وسحب أنفاسه بدا صعبا عليه كما لو كان مع شهيقه يسحب أمواسا لتشّرح روحه.. ومع زفيره ينفث نارا محرقة
ولكنه يفكر أنه لابد أن يتجاوز كل هذا.. فهو لم يبتعد عن أهله طوال هذا الوقت ويعاني كل هذه المعاناة في العلاج ليعود وينسف كل هذا
همس بهدوء قدر ما يستطيع: الله يوفقها.. من تزوجت؟؟
همست نورة بهدوء وهي تخرج: ولد عمها راكان
نزل الاسم على رأس حمد كالصاعقة.. تمنى لو كانت تزوجت من رجل غير ابن خاله راكان.. شخص يكون بعيدا عن عينيه
ولا يذكره بخسارته الجسيمة لموضي كلما رآه
ثم أن يكون راكان.. راكان بالذات الذي ضربه من أجلها وجعله يغادر الدوحة غارقا في دمائه..
بدت له المصادفة موجعة.. مــوجــعـــة
ثم أن تتزوج شخصا هو بالمنطق الطبيعي وفي نظر الناس قــد يكون أفضل منه
بدت له المقارنة قاسية بل شديدة القسوة ومتوحشة
فراكان أصغر منه سنا وأكثر وسامة.. وفي منصب وظيفي أفضل ويتمتع بالشهرة وبطل رياضي ..هذه هي الشكليات التي قد لا تكون مهمة
لكن الأهم من كل هذا أنه عُرف بشخصيته الجذابة الواثقة الهادئة والمعطاءة
وناتج كل هذه المعطيات أن راكان قد يستطيع الاستيلاء على قلب موضي الذي يعلم حمد يقينا أنه بقي حصنا منيعا أمامه
وكان هذا من الأسباب التي تستثيره لضربها
وهو يعلم على الناحية الأخرى أنه كلما ضربها كلما استحال عليه الوصول لقلبها ليضربها أكثر وأكثر
في دائرة ألم لا تتوقف بين شد وجذب
يتذكر كل هذا ويتنهد بعمق.. ويحاول أن ينفض كل هذه الأفكار من رأسه
لينزل إلى أسرته التي قصّر في حقها كثيرا وهي من يجب أن تكون أولويته الآن
أمّا موضي فقد اكتفت منه ومن وجعه.. وأصبحت السعادة حقا طبيعيا لها
ذات الوقت
بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية
لطيفة وقفت لترتدي نقابها وتعدل عباءتها: خلاص بأروح بروحي ولو أنه مشعل ما يحب أطول في السوق وأنا ما معي إلا الخدامة
وهي تقف عند الباب همست لموضي بعفوية: إيه نسيت أقول لش
حمد ولد عمتي وصل من السفر البارحة في الليل متأخر
قولي لأمي عشان تهني خالي وعمتي بسلامته
وقتها كانت موضي تصب لنفسها كأسا آخر من الكرك وعائدة لمقعدها
ولطيفة قالت جملتها وخرجت
ليسقط الكأس من يد موضي على الرخام
ويتكسر بصوت مدوٍ
ويتناثر السائل الساخن على قدميها
موضي ارتاعت وهي تضغط جرس استدعاء الخادمات لينظفن المكان
وتتوجه لغرفتها بسرعة لتبدل ملابستها.. فجلابيتها الطويلة والخفين حميا ساقيها وقدميها من شظايا الزجاج وخطر الاحتراق
كانت ترتدي ملابسها على عجل وهي تهمس لنفسها:
طول عمرك موذي ياحمد
والغريب وأنه بعد تجاوزها لصدمتها بعودة حمد.. لا يشغل بالها الآن سوى راكان ومنافساته التي تريد أن تشهدها منذ البداية..
وحمد يختفي تماما من عقلها وينزاح أمام اهتمامها براكان في إحساس عميق أشبه بالسحر
فهي كانت أمام موقفين يستدعيان كلاهما أقصى الانفعالات
عودة حمد
ومنافسات راكان
فأيهما يجب أن يكون له أولوية اهتمامها؟!!
راكان وكل ما يخصه كان لهما كل الأولوية والاهتمام والتأثر
لذا عادت للنزول بسرعة بالغة وهي تتخشب أمام التلفاز ولكنها انتقلت للمجلس الداخلي حتى لا يزعجها أحد
لم تكن متفائلة كثيرا بحصول راكان على ذهبية وهي ترى قوة المنافسين
ولكنها أملت أن يحصل على فضية أو برونزية حتى لا يعود خالي الوفاض
وخصوصا أن هذه ستكون بطولته الأخيرة قبل الاعتزال
في الأيام الماضية كان أدائه أكثر من رائع وهو يركز مشاركته على البندقية الهوائية..
رغم أن راكان كان له مشاركات سابقة في المسدس .. ولكنه قرر أن يحصر تفكيره في هذه المسابقة في البندقية فقط
واجتاز مرحلة التصفيات التي كان تتركز على إطلاق 60 طلقة على بعد 10 أمتار.. ليصيب راكان 59 طلقة من الطلقات الستين
ولكن هذه النتيجة أحرزها لاعبون آخرون.. كما أن هناك لاعب صيني استطاع احراز 60 من 60 لذا كان أمل موضي متذبذبا في الذهبية..
رغم أن راكان في كل مكالمة لها كان يطمئنها أنه سيحرز الذهبية هذه المرة
حينما رأت ظهور راكان الأنيق المهيب على الشاشة بلباسه الكاكي المختلط بألوان العلم القطري
بدأت دقات قلبها بالتصاعد حتى شعرت أنها تكاد تصم أذنيها دقاتها المتعالية
راكان اجتاز المراحل جميعها بنجاح.. وصل مع ستة آخرين للنهائي
وشعرت موضي أنها تكاد تصاب بسكتة قلبية وهي تراه يقترب من الذهبية يخطى حثيثة
اجتاز المرحلة الأخيرة (مرحلة الخمسة والسبعون ثانية) بنجاح باهر وبقي فقط انتظار نتائج الآخرين
استرخت موضي على مقعدها قليلا رغم أعصابها المشدودة وهي تنظر له بشغف عميق وهو ينهي الإطلاق بنجاح على الصحن الأخير
كانت الكاميرا تتابعه وهو ينزع النظارة عن عينيه بمهابة
ثم يبتعد للحافة ويمد يده في جيبه ليستخرج هاتفه
استغربت موضي (من اللي هو بيتصل فيه ذا الوقت وفي ذاك المكان؟)
ولكن استغرابها لم يطل.. ليحل مكانه تأثر عميق متجذر اكتسح روحها.. وهاتفها يرن
التقطته بلهفة وشجن وهي تهمس بعمق موجع لراكان وتنظر له عبر شاشة التلفاز وهاتفه في أذنه: الناس كلهم بيسألونك الحين من كلمت؟؟
همس بعمق: ما يهمني حد غيرش.. والذهبية إن شاء الله جبناها
وتراها لش وعشانش
قالها وهو يلتفت للكاميرا ويلوح لها بكفه..
لـــهــا فقط..
ويكفيها أن تعلم أنها المقصودة!!
ليتزلزل قلبها بكل العنف الكوني!!
ذات الوقت
بيت محمد بن مشعل
المقلط الداخلي
أم مشعل بن محمد تصب القهوة على عمتها وعلى أم مشعل بن عبدالله
الجدة هيا همست بحزم: خلصنا من القهوة.. شكّرنا (شكّر= اكتفى من القهوة)
ثم التفتت لمريم وهي تهمس لها بحنان حازم: مريوم يأمش العنيّد مهيب مسلمة علي..
قد لها كم يوم ما جاتني.. وكل ماسألت عنها قلتوا لي لاهية في الجامعة
اليوم مافيه جامعة وانا جايتها بروحي
مريم تنهدت بعمق.. فهي تعلم أن العنود كانت تتقصد الاختباء من جدتها
فهي منذ انتشار خبر خصامها مع فارس وهي تتحاشى مقابلة جدتها
فهي تعلم محبة جدتها لفارس.. فكونه وُلد يتيما والشيء الوحيد الذي بقي لها من ابنها سعود جعل له معزة خاصة عند جدته
وليس معنى ذلك أن جدتها ستقف معه لو كان مخطئا.. فجدتها لا ترضى بالخطأ
ولكن بما أن العنود ترفض العودة له ولا تذكر لذلك سببا فذلك يجعلها هي في خانة الخطأ في وجهة نظر جدتها
وهي تعلم أن جدتها لابد أن تعاتبها بل قد تتجاوز العتاب للقسوة والتوبيخ
وهي لن تحتمل كلمات جدتها الحادة
ولكن بما أن جدتها جاءتها بنفسها للبيت فلابد أن تنزل لمقابلتها ولابد أن تحتمل ما سيأتيها منها
يا بنت الحلال انزلي واخذي المقسوم قدام تصيدش في مجلس مليان نسوان وتحرجش
الحين مافيه حد غير خالتي أم مشعل
العنود تنهدت بوجل وهي تنزل بخطوات مترددة وتدعو الله أن يكون توبيخ جدتها لطيفا قدر المستطاع
ذات الوقت
ولكن بتوقيت آخر
الصباح بتوقيت أسبانيا
مدينة قرطبة الأندلسية قديما.. الأسبانية حديثا المعروفة باسم كوردبا Cordoba بالأسباني والانجليزي
والتي تقع على نهر الوادي الكبير في الجنوب الأسباني
وتحديدا في جامعها الكبير المعروف بجامع قرطبة (كوردبا موسكيتا)..والذي يقع قريبا من النهر وسط حارة أموية قديمة بزقاقها الضيقة
تحفة معمارية حقيقية تشهد على روعة المعمار الإسلامي القديم.. فهذا المسجد يرجع تاريخ بنائه لسنة 92 هـ منذ عهد الخليفة الأموي الأول في الأندلس عبدالرحمن الداخل
ومن أشهر معالمة الرائعة اليوم الصحن الذي يتوسط المسجد والذي عُرف بصحن النارنج محاط بسور مبهر في عمارته وينفذ منه سبعة أبواب لنواحي المسجد المختلفة..
والمؤلم والموجع أن هذا الجامع تحول إلى كنيسة مسيحية.. رغم محافظته على طابعه الإسلامي ووجود الآيات القرآنية والمحراب فيه..
ويحضى المحراب فيه بإقبال غير طبيعي من السياح الغربيين..
ناصر يحتضن خصر مشاعل وهما يمشيان في أروقة الجامع ويهمس لها بحنان:
بس ياقلبي.. بسش بكا.. أخاف يقولون إني خاطفش على البكاء ذا كله
مشاعل تمسح أنفها المحمر: يعني تبيني أشوف في كل زاوية في المسجد صليب لا وحاطين فيه كنيسة بعد وما أبكي..
ناصر بهدوء: الإنسان يشوف ويعتظ.. مسلمين الأندلس لما كانوا متمسكين بدينهم حكموا أسبانيا كلها..
ولما تخلوا عن دينهم ولهوا في الدنيا بدت مدنهم تطيح في يد الأسبان مدينة مدينة لين طاحت غرناطة آخر شيء
مشاعل بهمس مبحوح: وبكرة بنروح غرناطة بعد؟؟
ناصر بود: بنروح.. بس أخاف لا شفتي قصر الحمراء تقعدين تبكين بعد
وأقلب الآية وأقول لش مثل ما قالت أم عبدالله بن الأحمر له: إبك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال
مشاعل بألم حقيقي عميق كعمق التاريخ : بس والله شيء يقهر.. من يوم جيت ذا الديرة وانا مقهورة
كل ما شفت آثار المسلمين ومساجدهم اللي صارت بيد اللي مايرعى حرمتها انقهر
ناصر بجدية: حبيبتي إذا بغيتي نروح مكان ثاني رحنا؟؟ حن معنا تأشيرة للعبور عبر دول الاتحاد الأروربي كلها..
والحين أصلا شهر مارس مهوب شهر سياحة..بنغير حجزنا وين ما تبين؟؟
مشاعل برجاء لطيف: يعني منت بزعلان إني جبتك أسبانيا وعقبه كرهتها؟!!
ناصر بحنان وهما يتجهان خارج الجامع: أنا قلت لش تدللي والسفرة هذي على كيفش..
مشاعل بعذوبة: يعني نطلع باريس مثلا وإلا روما؟؟
ناصر يبتسم: نطلع موزمبيق لو تبين.. المهم نرجع قبل عرس مريم
قبل ذلك بساعات ولكن بتوقيت آخر
واشنطن
مساءً
باكينام كانت في زيارة لهيا في بيتها والاثنتان في غرفة هيا القديمة
ومشعل كان في غرفته يعمل على أطروحته
مشعل لا يعلم مطلقا بغضب باكينام من يوسف
فهيا لم تخبره لأنها خشيت أن يحتد عليها مرة أخرى ويظن أنهم هم سبب مشاكلها مع زوجها
ويوسف قابل مشعل عدة مرات الأيام الماضية في الجامعة
واكتشف من حديث مشعل أن مشعلا يظنه مايزال في بيته ومع زوجته
لذا فهو طبعا لم يغير تفكير مشعل حفاظا على مظهره عنده
باكينام لم ترَ يوسف منذ أيام
منذ زيارته الليلية الغريبة التي لم تستغرق سوى عشر دقائق خرج بعدها شبه مطرود من بيته
والليلة هي الليلة الأولى التي تتأخر فيها خارج البيت وتذهب في مشوار عدا الجامعة
هيا تصب كأسا من الشاي لباكينام ثم تهمس لها: باكي أنتي استأذنتي يوسف تسهرين عندي؟؟
باكينام تبتسم: حلوة النكتة دي؟؟
هيا بجدية: ومن قال نكتة أتكلم من جدي..
باكينام بغيظ: اسكتي بس واتلهي
هيا ابتسمت: صراحة مخش جزمة قديمة على قولتكم.. يعني أنتي بروحش قايلة لي إنه منبه عليش ما تطلعين مكان إلا قايلة له
ولو بتتأخرين هو يوديش ويجيبش.. يعني سوري باكينام.. بس أنتي كذا عصيتيه متعمدة.. وعصيانه عصيان لربش وأنتي عارفة
باكينام بضيق: خلاص هيا ما تحبكيهاش.. يوسف عارف إني بأزورك على طول
لو كنت رايحة مكان تاني كنت عصرت لمون على ئلبي واستأزنته
هيا بابتسامة: زين اسمعيني إذا رحت أوصلش أنا ومشعل دوري لمشعل أي عذر ليوسف عشانه ماجاء يأخذش
ترا مشعل ما يدري إنكم متزاعلين.. وأخاف يسوي لي سالفة إذا درا
باكينام باستغراب: وأنتو توصلوني أساسا ليه.. أنا وحدة لفيت الدنيا ولوحدي
هأخاف من مشوار ئريب كده
هيا بهدوء: لو ماجاء يوسف يأخذش مشعل مستحيل يخليش تروحين متاخر بروحش.. أنتي صرتي عارفته
على الجبهة الأخرى كان مشعل يخرب مخططاتهما وهو يتصل ليوسف:
شوف مايصير توصل باب البيت وترجع
يوم وصلت مرتك هنا ومادخلت.. عديتها لك
بس الحين إذا جيت تاخذها لازم تدخل وتتقهوى.. عيب عليك
يوسف شعر بالتشويش ولكنه استوعب أن باكينام عندهم.. ومشعل يظنه من أوصلها ومن سيأخذها.. لذا همس بثقة: خلاص ولا يهمك
لما اجي أخذ باكينام هأنزل عندك شوية
وأصبحت معضلة يوسف أنه لا يعرف مكان شقة مشعل
ويستحيل أن يسأله وهو يظنه من أوصل باكينام لذا وجد أن أهون الشرين أن يتصل بباكينام ويسألها
ولكن قبل أن يتصل بها كان مشعلا قد اتصل بهيا وطلب منها أن تعد القهوة والشاي والفوالة وتضعها في الصالة قبل أن يصل يوسف ليأخذ زوجته
هيا التفتت لباكينام وهي تهمس: يوسف جاي يأخذش ومشعل يقول لي أسوي شاي وقهوة
أنا رايحة شوي وبأرجع لش
باكينام فتحت عينيها بذهول: إيه حكاية يوسف جاي يأخدني دي؟؟
هيا تنهض متجهة للمطبخ وتهز كتفيها: وأنا وش دراني
استغراب باكينام لم يطل.. فمع خروج هيا اتصل يوسف فردت عليه بشكل مباشر: إيه حكاية إنك جاي تاخدني
يوسف بغضب: وأنتي إيه حكاية إنك طالعة من البيت لمكان غير الجامعة بدون ما تاخدني ازني مع أني منبه عليكي
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "96"