لطيفة بألم عميق وخوف أعمق: أنا لقيت زقاير في أغراض حمود
مشعل قفز وهو يقول بغضب كاسح: وشو؟؟ زقاير؟؟ ماعاد إلا ذا؟؟
كان ثائرا بشكل مرعب لم تره لطيفة مطلقا بهذه الثورة
وكان يريد الخروج لولا أن لطيفة تمسكت فيه بشدة وهي تهمس برعب: وين بتروح؟؟
مشعل بذات نبرة الغضب المرعبة: بأروح أكسر رأسه
حن شيبان ماعمر حد منا عرف الزقاير.. وذا أبو 12 سنة قده يعرف
لطيفة مازالت تمسك فيه وهي تقول بنبرة تهدئة لمشعل: تكفى مشعل هذا مهوب حل
أصلا هو الحين راقد
وثاني شي عمرنا ماضربنا عيالنا.. ولا عمر الضرب كان أسلوبنا معهم… تبي تجيء تضربه الحين
مشعل غاضب فعلا: بس عمرها ما وصلت الزقاير.. زقاير مرة وحدة ياحمود
لطيفة بذات النبرة المهدئة لمشعل رغم أنها داخلها يذوب ألما وقلقا:
ضرب لا لا
بكرة الصبح أبي أكلمه انا وياك بالهداوة.. لأنك عارف إن العند والتهديد يمكن يخليه يزيد ويعاند
وبعدين حن ماندري بعد وش سالفة الزقاير ذي.. خل نسمع منه.. ونحل المسألة بالهداوة
مشعل يتناول غترته ليلبسها وهو يهمس بمرارة: أنا ماني بطايق أقعد
بأطلع أي مكان لين أهدأ.. لا أصحي ولدش وأرتكب فيه جريمة
وأنتي لو إنش منتبهة لعيالك.. ماكان وصلت إن ولدش يدخن وأنتي ماتدرين عن شيء
لطيفة بصدمة حقيقية وألم مر: أنا ماني بمنتبهة لعيالي؟؟
مشعل يستعد للخروج وهو يقول بغضب مكتوم: إيه أنتي
لطيفة بغضب مكتوم مشابه: مشعل أنا ما أسمح لك تقلل من اهتمامي بعيالي
أو تحسسني إني قصرت في حقهم
لأني متأكدة إنه مافيه أم مهتمة في عيالها قد ما أنا مهتمة بعيالي
لكن دامك بتتهم.. شوف من اللي لاهي في شغله عن أشياء كثيرة
وأنت عارف إن ولدك داخل على سن مراهقة.. والحين هو محتاجك أكثر
والولد ما يربيه إلا أبيه على المراجل
مشعل يعود وهو يصر على أسنانه: لا لطيفة أنا اللي ما أسمح لش..
صحيح إني مشغول.. بس عمري مالهيت عن عيالي
وخصوصا حمود وعبود دايما معي في المجلس وعيني عليهم
لطيفة تتنهد: شوف مشعل لا تسمح لي ولا أسمح لك
عندنا مشكلة نبي نحلها بكرة الصبح واحنا مبينين قدام حمود متفاهمين وهادين
عندنا عتب على بعض.. خله نتعاتب بيننا عقب
غرفة فارس والعنود
الساعة 11 مساء
فارس يدخل للصالة أولا
كانت الصالة مضاءة
ولكن غرفة النوم معتمة جزئيا
تنهد بعمق
ودخل للغرفة
كانت تتمدد على السرير ومتغطية بالغطاء بدون أن يظهر منها شيء
شعر بالألم يجتاحه
كيف يحبها كل هذا الحب وفي ذات الوقت لديه كل هذه القدرة على تجريحها؟!!
اقترب منها جلس جوارها ورفع الغطاء عن وجهها
همست العنود بصوت مختنق: فارس تكفى خلني في حالي
فارس بحنان همس لها: قومي ياقلبي كلميني
العنود شهقت: ما أبي أقول لك شيء ولا تقول شيء
شعر أن شهقتها كما لو قطعت شريانا ما في قلبه وأن دمه ينبثق ساخنا متفجرا من الألم
العنود كانت مجروحة منه بعمق.. ليس من أجل موقفه الليلة ولكنها تراكمات سابقة
فكل يوم لابد أن يجد سببا ليحتد عليها.. تعلم أنه يحبها وهي أيضا بدأت تحبه فعليا وبتعمق يزيد كل يوم
ولكنها لم تعتد على تعامل قاس كهذا.. ولا تستطيع أن تتخيل أنها قد تعيش حياتها كلها على هذا المنوال
إذا كان أكثر من مرة يحتد عليها أمام والدته.. فكيف غدا عندما يصبح بينهما أطفال.. هل سيحتد عليها أمام ابنائها؟؟
في حياتها كلها لم تسمع صوت والدها يرتفع على أمها أو يحتد عليها أمامهم
فلِـمَ فارس عاجز عن التصرف كزوج طبيعي؟!!
انحنى فارس عليها ليقبل أذنها ثم همس في عمقها: آسف حبيبتي
وأنا عمري ما أعتذرت لأحد قدامش
فلا تحسسيني إن اعتذاري ماله قيمة
رغم ان العنود لم يكن بها رغبة للحديث ولكنها لم تصدق أن فارس بغروره وتكبره قد يعتذر
ولم ترد أن تشعره أن اعتذاره لا قيمة له كما يقول
لذا نهضت بضعف واستوت جالسة وهي تمسح وجهها
فارس أمسك بيديها وأنزلها لجوارها
وأمسك هو وجهها بين كفيه ليمسح بإبهاميه دموعها المنحدرة التي شعر بها كشفرات مسمومة تشرّح جسده
قرّب وجهه منها ليقبل عينيها ثم يتتبع بشفتيه مجرى دموعها وهو يهمس بعمق وخفوت:
آسف.. آسف.. آسف.. آسف
والله العظيم الأسف صعب علي.. بس عشانش أسوي كل شي
همست العنود بعتب حزين: فارس تكفى مايصير كل يوم تهزئني قدام أمك
أسند رأسها لكتفه وهو يحتضنها ويهمس لها: أنا أغار عليش يا قلبي
ويوم أشوفش لابسة كذا قدام حد أجن.. أنا أبيش لي أنا بروحي
ومابي حد يشوف ذا الزين غيري
العنود بخفوت: وأنا أنبسط يوم أدري إنك تغار علي.. بس مهوب بذا الطريقة ولا بهذا الأسلوب
أنا ما تعودت على ذا الشدة في الكلام.. قل لي اللي تبيه بالهدواة وبيني وبينك
وصدقني كل اللي تبيه فوق رأسي وعيني
فارس يحتضنها بشدة وهو يهمس: خلاص أحاول.. بس استحمليني شوي ياقلبي.. بس شوي
وكله ولا دموعش تكفين.. قلبي ما يستحمل
مطار هيثرو
طائرة راكان وموضي تحط على أرض المطار
تعجب راكان كثيرا من تجلد موضي بعد أن أخبرها باعتقال مشعل
تقبلت الخبر بثبات رغم أنه يعلم يقينا شدة تعلق شقيقات مشعل به
موضي كان داخلها يذوي قلقا وخوفا على شقيقها
ولكنها ليست في موقف يسمح لها برفاهية التعبير عن مشاعرها
فهي مع آخر شخص تريد أن تنهار أمامه فيجد نفسه متورطا بها ومعها
ومن ناحية أخرى.. هيا ومشعل يحتاجان صلابتها الآن وليس الوقت أو المكان هما المناسبان لإظهار حالات الضعف الأنثوي الممقوتة
فور أن أنهيا إجراءتهما توجها لاستراحة المطار
سألا عن هيا
وموضي توجهت لغرفتها وراكان طلب منها إحضار هيا
حتى يتوجهوا جميعا لشقة عائلة آل مشعل في أدجوارد رود
ليتوجه هو بعدها لمشعل وللسفارة
موضي طرقت الباب بخفة
جاءها صوت هيا المختنق يهمس بالانجليزية : من؟؟؟
موضي بهدوء حانٍ: هيا افتحي الباب.. أنا موضي
هيا فتحت الباب فورا
لم تصدق أنها ترى أمامها موضي التي تركتها بالأمس فقط
كانت موضي أمامها بعباءتها ونقابها .. رائحة أهلها وعبق مشعل
موضي هنا في لندن ومعها!!
عاجزة عن التصديق وألف انفعال يسحقها
ارتمت هيا في حضن موضي وهي تنتحب بعنف وجسدها كله يرتعش
موضي كان بودها أن تشاركها البكاء ولكنها تجلدت وهي تقول لها:
هيا الله يهداش ليش ذا البكاء كله
ترا السالفة بسيطة.. مجرد اشتباه بسيط ويوم وإلا يومين ويفكونه
هيا من بين شهقاتها وهي تنتحب في حضن موضي: كله مني.. كله مني
لولا أوراقي ماكان جاء بريطانيا وهو عارف إنه ممنوع من دخولها
ليت حن قعدنا في الدوحة أحسن
موضي تربت على ظهرها بحنان بالغ: صدقيني الموضوع بسيط
ويالله قومي البسي.. راكان ينتظرنا برا
عشان نروح لشقتنا اللي هنا
هيا باستغراب وهي تمسح أنفها: راكان؟؟
موضي وهي تنهضها وتبدأ بجمع أغراضها: هذي سالفة ثانية
الحين خليه يودينا الشقة عشان يروح لمشعل
واشنطن
قبل المغرب
يوسف يكاد يجن.. لا يعلم إلى أين ذهبت
فهو لا يعرف سكن الطالبات حيث كانت تسكن
ولا يعرف أحدا من أصدقائها عدا هيا
حتى هاتفها الأمريكي لا يعرف رقمه
كان قد اتصل به مرة واحدة حين كان دفترها معه والرقم على الدفتر
ولكنه لم يحفظ الرقم خصوصا بعد ردها الجارح عليه في المكالمة
يكاد يجن قلقا فعلا
أين ذهبت؟؟
أين ذهبت؟؟
يعلم أنها تستطيع أن تتصرف لوحدها.. فهي عاشت مستقلة لسنوات طويلة
ولكنها الآن زوجته وهو المسؤول عنها
ذهب للجامعة
وذهب لكليتها ودار بها عدة مرات وانتظر بها مطولا ولكنه لم يلمحها
حين تعب قرر أن يمر بالمقهى حيث كان يعمل
فربما مرت هناك
حين دخل المقهى.. صرخ العاملون ترحيبا به
حياهم بتوتر لم يظهر على محياه
تلفت حوله ولم يجدها.. فسألهم عنها
فهم كانوا يعرفونها جيدا لكثرة ماكانت تمر
النادلة التي كانت تحادثت مع باكينام في آخر مرة كانت فيها همست له وهي تقطب جبينها وهي تتذكر:
لقد جاءت في نفس اليوم الذي سافرت أنت فيه
وحسبت أنها تريد دفترها
ولكنها قالت أنها تريدك أنت شخصيا
ثم خرجت دون أن تأخذ دفترها.. ومازال دفترها هنا
يوسف استغرب بشدة أنها جاءت للسؤال عنه.. ولكنه نحى مشاعره جانبا وهو يهمس بهدوء: أرجوكِ أعطيني إياه
النادلة توجهت للأمانات وأحضرته
كان يوسف على وشك المغادرة حين نادته النادلة:
جو هناك شيء آخر .. لا أعلم إن كان يجب أن أخبرك به
يوسف بقلق: ماذا؟؟
النادلة بهدوء: حين أخبرت فتاتك أنك غادرت
بدا لي أنها صُدمت بشدة
وغادرت دون أن ترد علي رغم أني ناديتها مرارا لأعطيها دفترها
ثم حين أصبحت في الشارع
انهارت وأغمي عليها ونقلها المارة لمستشفى جورج تاون القريب
يوسف برعب: ماذا؟؟ انهارت
يوسف غادر بسرعة وهو يشعر أنه مشوش مشوش لأبعد حد
(لِـمَ انهارت؟؟
من أجلي؟؟
مستحيل.. مستحيل..
هذا التأثر يكون من أجل حب عميق.. وهي لا تحبني
فلِـم انهارت؟؟ لِـمَ؟؟
هل تكون مريضة بشيء معين؟!!)
خاطر مرضها سبب له رعبا جديدا عليها
يوسف خرج وهو يتصل برقمها الذي أخذه من الدفتر
ولكنه كان مغلقا
حينها قرر التوجه للمستشفى
بما أنها دخلت المستشفى يوم سفره فهو يعرف التاريخ تماما
يستطيع أن يجد عنوان سكنها في ملفات المستشفى
ويسأل عن سبب انهيارها وظروف دخولها المستشفى
بيت ناصر
بعد صلاة الفجر
ناصر يعود من المسجد.. وهو يمني نفسه أنها قد تكون خرجت من سجنها الاختياري
ولكنه لم يجدها
يشعر بألم لا يستطيع تفسيره..
يعلم أن الغرفة غير مفروشة والجو فيها شديد البرودة
وهي كانت ترتدي بيجامة حرير خفيفة…فكيف قضت ليلتها؟؟
هو ذاته البارحة قضى ليلة سيئة لم يغمض له فيها جفن وهو يقضي معظم الليلة جالسا على أريكة في الصالة
وهو أيضا متوتر جدا لأن اليوم موعد تركيب ساقه الاصطناعية
وغضب مشاعل هو ما كان ينقصه
كان يستفزها طوال الأسابيع الماضية وهي تحتمل كل شيء منه.. فلماذا قررت أن تعلن الثورة اليوم بالتحديد؟؟
هي لا تعلم أن اليوم هو موعده الهام.. فهو لا يخبرها بشيء مطلقا
يشعر داخليا أنه يحتاجها بشدة
يريد فقط أن يراها قبل الذهاب لموعده
محياها العذب.. ابتسامتها الدافئة المغلفة بحزن عميق
ولكن بما أنها لن تخرج.. فلن يطرق عليها الباب
فلتبقَ أسبوعا لو أرادت.. لن يسأل عنها
رغم أنه بينه وبين نفسه وإن كان ينكر حتى على نفسه
يعلم أنه وقف مرارا أمام الباب وعلى وشك طرقه
لأن قلقه عليها يتزايد ويتزايد
ولكن الوقوف أمام الباب أعاد له ذكريات مؤلمة جارحة تطعنه في عمق رجولته وكبرياءه الممقوت
لذا قرر تركها حتى تخرج لوحدها
حتى لو بعد أسبوع!!!
يستحيل أن يعود لعيش ذات التجربة مرة أخرى.. يستحيل!!!
شقة آل مشعل
في أدجور رود
شارع العرب المعروف في لندن
شقة قديمة نوعا ما أجري عليها العديد من التعديلات والتجديدات
كان الجد مشعل هو من اشتراها منذ سنوات طويلة
ثم قرر أبناءه تركها كما هي.. وتكون لهم جميعا..وخصوصا أنه غالبا هناك أكثر من زيارة في السنة لكل واحد منهم
لإجراء فحوص طبية.. أو بغرض السياحة أو دراسة اللغة
من التعديلات التي أُجريت أنها فُصل بين صالة المدخل الواسعة وباقي البيت بباب
حتى تصبح هذه الصالة بمثابة مجلس للرجال لها حمامه الخاص
وللشقة مدخل آخر مع المطبخ
يستخدمنه النساء غالبا في حالة تواجد رجال في المجلس حيث مدخل الشقة الرئيسي
والشقة تتكون من أربع غرف نوم.. غرفتين رئيسية بحمامات خاصة
وغرفتين بينهما حمام مشترك
وهاهو راكان ومعه الفتاتان يصلون جميعا للشقة
راكان استأجر سيارتين من المطار
سيارة لحمل الحقائب من أجل حقائب مشعل وهيا
وسيارة كان يجلس فيها بجوار السائق والفتاتان في المقعد الخلفي
ما أن وصلوا..
ودخلوا
راكان نادى موضي وهو واقف عند الباب
موضي عادت له وهي ترد بحرج: لبيه
راكان بهدوء وهو يحافظ على مسافة فاصلة بينهما:
أنا بأروح لمشعل ويمكن أتأخر
لا تفتحون لأحد إلا للحارس.. أنا بأعطيه الحين فلوس عشان يجيب لكم أغراض
وشنطتي خلوها في المجلس
وهاكم خذوا رقمي سيفيوه عندكم
أي شيء تبونه دقوا علي
كل خطابه لها بصيغة الجماعة.. فهما كلاهما في مهمة طارئة
كل منهما يقوم بدوره في هذه المهمة
وأخر من يهمه في هذه المهمة
هو
نفسه!!!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "76"