Chapters
Comments
- 2 - هل تريد استغلالي 2025-07-22
- 1 - أين أنا 2025-07-20
توقف إيثان عن التحديق في الأشياء داخل السيارة وبدأ يركّز على الطريق الذي يسلكانه؛ فهو لم يكن يعرف إلى أين هما ذاهبان.
كانت الشمس مشرقة في ذلك اليوم، لكن ذلك لم يكن يعني أن الطقس دافئ.
الجو لا يزال بارداً، والناس الذين كانوا يمشون في الشوارع بمعاطفهم الثقيلة كانوا دليلاً واضحاً على ذلك.
ظل الاثنان صامتين حتى وصلا إلى المدرسة، لكن الصمت لم يجعل الأجواء غير مريحة.
اللحظات التي قضاها إيثان مع والدته حتى الآن أوحت بأن الشخص الذي كان في جسده سابقاً كانت تربطه علاقة طيبة بها.
“ها قد وصلنا!” قالت المرأة وهي تركن السيارة أمام الكلية.
“حظاً سعيداً، عزيزي! إذا واجهت أي شيء، فقط اتصل بي وسآتي فوراً. ماما دائماً بجانبك.”
عانقته بشدة وقبّلته على جبينه وهي تقول ذلك.
بادلها إيثان العناق وابتسم بخفة قائلاً: “شكراً، امي، لا بأس.”
بدا على والدته بعض الدهشة من ردة فعله، لكن ذلك كان شيئاً إيجابياً على أي حال.
فاكتفت بالابتسام واستدارت نحو المقود لتغادر.
اتجه إيثان نحو مدخل المدرسة الثانوية، ولاحظ على الفور لافتة ضخمة كتب عليها:
“مدرسة فوركس الثانوية: موطن المحاربين السبارطيين.”
(م/م : شرح كلمة سبارطيين راح تكون في اخر الفصل )
بدت له التسمية مألوفة، لكنه لم يستطع تذكّر من أين سمع بها. حاول أن ينبش في ذاكرته، لكن لم يخطر له شيء، فهز كتفيه وتابع طريقه إلى الداخل.
كانت خطته الرئيسية هي الذهاب إلى مكتب المدير لمعرفة الصف الذي يجب أن يكون فيه، لأنه لم يكن يعرف حتى كم عمره، وبالتالي لم يكن متأكداً من الصف الدراسي المناسب له.
بينما كان يدخل المدرسة، بدأت الفتيات ينظرن إليه بدهشة، مما جعل الفتيان أيضاً يلتفتون نحوه.
كان إيثان في الواقع وسيماً للغاية، يملك ملامح توحي بالقوة والثقة، وهي صفات كفيلة بجذب الانتباه نحوه، ومع عينيه المتوهجتين باللون البرتقالي المحمر، بدا وكأنه تعويذة سحرية تمشي على الأرض لمن يقع نظره عليه.
تجاهل الهمسات التي كانت تدور حوله، واستمر في السير مباشرة نحو المكتب، إلى أن أوقفته فتاة نحيلة ذات شعر بني قصير قليلاً، تضع تاجاً أسود على رأسها، وعيناها تتلألآن بدرجات الأزرق الداكن، وسألته:
“مرحباً، من أنت؟”
توقف إيثان فجأة، واقترب جسده من جسد الفتاة.
“ومن يريد أن يعرف؟” قال مازحاً وهو يخطو خطوة صغيرة إلى الوراء ليبتعد قليلاً.
“أنا جيسيكا، تشرفت بمعرفتك. أنت الطالب الجديد، أليس كذلك؟”
قالت وهي تحدّق في عينيه اللامعتين.
شعر إيثان أنه قد رأى هذا الوجه من قبل، لكنه لم يستطع أن يتذكر أين.
“الشرف لي أيضاً، جيسيكا. اسمي إيثان. هل يمكنك أن تخبريني أين…”
قبل أن يكمل جملته، ظهرت فتاة أطول قليلاً بجانب جيسيكا.
كانت تضع شعرها الأسود الطويل في ذيل حصان، وترتدي نظارات بيضاء غريبة.
ابتسمت بلطف وهي تلف ذراعها حول كتف جيسيكا وقالت:
“جيسيكا، وجدتك!”
“مرحباً، أنا أنجيلا، صديقة جيسيكا. لا بد أنك أحد الطالبين الجديدين… هل عرفت في أي صف أنت؟”
‘أحد الطالبين؟ ‘
نظر إيثان نحو الفتاة الطويلة وأجاب:
“مرحباً أنجيلا، أنا إيثان. لا، للأسف فقدت جدولي الدراسي في الطريق إلى هنا. هل يمكنك أن تدليني على مكتب المدير؟”
“أكيد! فقط سر في هذا الممر، ثم خذ يساراً عند النهاية، وستجد مكتب المدير هناك.”
أجابت أنجيلا وهي تشير إلى نهاية الممر بيد، بينما تحمل كتباً دراسية باليد الأخرى.
“رائع، شكراً جزيلاً!”
قال إيثان وهو يتحرك مبتعداً عن الفتاتين متجهاً إلى المكتب.
عندما اقترب من المكتب، رأى من خلال نافذة الباب طالباً جالساً يتحدث مع المديرة.
طرق الباب بخفة لجذب انتباه المديرة. نظرت إليه ورفعت يدها لتشير له بالدخول.
ما إن دخل، حتى سمعها تقول:”هيا يا إريك، أنت مُعفى الآن. لكن اسمعني جيداً، لا أريدك أن تزعج بقية الطلاب بهذه الجريدة، وإلا سأطردك من البرنامج، مفهوم؟”
“لم أكن أزعج أحداً، كنت فقط أحاول جعل الجريدة أكثر إثارة.”
ردّ الفتى القصير ذو الملامح الآسيوية وشعره الأسود المستقيم، وهو يرتدي حقيبته ويهم بالخروج.
“إريك!”
نادته المديرة بنبرة توبيخ، لكنه غادر دون أن يرد.
“آسفة على التأخير. لا بد أنك إيثان، الطالب الجديد؟ تفضل بالجلوس! ما الذي تحتاجه؟”
قالت المديرة بلطف وهي تبتسم. كانت امرأة صغيرة ذات شعر أشقر قصير جداً. ورغم ملامحها الودودة، إلا أن هيبتها وشخصيتها القوية كانت واضحة.
“حسناً… لقد أضعت جدولي الدراسي أثناء الانتقال، هل يمكنك إعطائي نسخة جديدة؟”
قال إيثان وهو يجلس، مدعياً أن السبب مجرد فقدان الجدول، حتى لا تُعطيه توبيخاً في أول يوم دراسي.
“أوه، فهمت! أنت في الصف الأخير، صحيح؟ دعني أبحث عن اسمك في النظام.”
أنا في الصف الأخير؟ معلومة جيدة.
وأثناء بحثها، لاحظ إيثان بعض الهمسات والحركة خلفه.
“هل هو هذا؟”
“نعم، قال إنه سيأتي إلى هنا.”
“وسيم جداً.”
“اهدئي، لا شيء مميز فيه!”
نظر إلى الخلف من خلال نافذة الباب ورأى مجموعة طلاب تهمس وتنظر إليه، منهم جيسيكا، أنجيلا، إريك، وولدان آخران، اختبأوا بسرعة حين لاحظوا أنه رآهم.
“هاك، إيثان.”
قالت المديرة وهي تسلمه بعض الأوراق.
“هل فكرت في النادي الذي ستنضم إليه؟ سمعت من مدرستك السابقة أنك ممتاز في الرياضيات. لدينا بعض النوادي التي قد تعجبك!”
أضافت وهي تعطيه منشورات عن أنشطة المدرسة.
“لست متأكداً بعد، لكن سأقرر قبل نهاية الأسبوع.”
قال وهو يبتسم بخفة ويقلب المنشورات.
وبعد لحظات، دق الجرس معلناً بدء الحصص.
“من الأفضل أن تذهب الآن حتى لا تتأخر، سيد كولمان. حصة موفقة!”
“شكراً، سيدتي المديرة. أتمنى لك يوماً سعيداً!”
ردّ الفتى بأدب.
عند خروجه، رأى أولئك الطلاب يتوجهون صعوداً إلى صفوفهم.
أخذ يقرأ في ورقة جدوله الدراسي، وكان أول صف له هو “التفاضل والتكامل المتقدم لغرفة 209، الطابق الثاني”.
فتوجه إلى هناك، ولم يكن في الممرات أحد؛ على ما يبدو أن الجميع قد دخلوا صفوفهم.
عند وصوله، فتح الباب ببطء، محاولاً ألّا يلفت الانتباه، ودخل. لاحظ أن إريك، الفتى من مكتب المديرة، كان يجلس في أحد المقاعد الخلفية. فتوجه إيثان إلى أحد المقاعد الفارغة القليلة، والذي كان بجانب النافذة وفي الصف الأمامي.
كان المعلم في الصف وبدأ ينادي على الطلاب. وعندما وصل إلى الحرف “E”، لاحظ اسماً غير مألوف.
“السيد كولمان؟”
قال وهو ينظف نظارته بمعطفه، متأملاً إن كانت المشكلة في الرؤية أو أن الطالب فعلاً جديد.
“أنا هنا يا أستاذ!”
ردّ إيثان وهو يرفع يده اليمنى.
“آه، لا بد أنك الطالب الجديد. تشرفت بمعرفتك، إيثان! أنا أستاذ ميلر، مدرس التفاضل والتكامل.”
قال وهو يضع علامة الحضور بجانب اسمه.
“كيف لم تسمع عنه يا أستاذ؟ هذا إيثان، ‘ساحر الأرقام’. سمعت إنه عبقري في مدرسته السابقة!”
قال صوت مألوف من خلف الصف، بنبرة مزاح فيها شيء من السخرية.
هل تمزح معي؟ ما حكاية هذا الولد؟
فكر إيثان في نفسه وهو ينظر إلى إريك بنظرة مستاءة.
آخر ما كان يريده هو جذب الانتباه. كان بحاجة أولاً لفهم حياته الجديدة.
“أوه، هل هذا صحيح يا إيثان؟ إذاً هذا أمر مختلف.”
قال الأستاذ رافعاً حاجبيه بدهشة.
“ما رأيك نبدأ الحصة بطريقة مميزة؟ سأكتب سؤالاً على اللوح، وأريد من إيثان أن يقدّم حله أمام الصف!”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
إبن هاديس في الغسق
تحتوي القصة على موضوعات حساسة أو مشاهد عنيفة قد لا تكون مناسبة للقراء الصغار جدا وبالتالي يتم حظرها لحمايتهم.
هل عمرك أكبر من 15 سنة
التعليقات