1
كان جسدي يسخن أكثر فأكثر،
وكأن جلدي يكاد يذوب.
كل شيء حولي أصبح ضبابيًا،
لم أعد أرى شيئًا…
أسرع إيثان بالجلوس على السرير، مرتعبًا يتنفس بعنف، عاجزًا عن فهم ما يحدث.
“هاه!؟ أكان هذا حلمًا؟”*
وضع يده على جبينه، ماسحًا خصلات شعره الأسود الناعم إلى الخلف، محاولًا تهدئة نفسه، عندما لفت انتباهه فجأة صوت منبه الساعة المزعج على طاولة السرير المجاورة.
مد يده نحو اللعينة، وأطفأها بسرعة، ثم نظر حوله بهدوء أخيرًا.
“انتظر… أين أنا؟”
أدار بصره في المكان، يتفحص البيئة غير المألوفة؛ هذه ليست غرفته.
على الجدران الزرقاء الداكنة، تعلقت ملصقات لألعاب متنوعة، وبعض الملابس مبعثرة على الأرض، بينما تتراكم صناديق من الورق المقوى في زاوية الغرفة.
بدا المكان كغرفة مراهق انتقل حديثًا إلى هنا.
نهض إيثان من السرير وتوجه نحو المرآة بجوار الباب.
عندما رأى انعكاسه، أصيب بالذعر وتراجع خطوات إلى الوراء في حيرة.
“ما هذا الهراء؟!”
لم يكن هذا جسده. كأنه تقلص حجمه وعاد إلى سن السابعة عشرة.
لم يتذكر الكثير، لكنه أدرك أن الشخص في المرآة ليس هو.
كان أمامه شاب بشعر أسود لامع، وملامح وسيمة، وجسم متناسق رغم وضوح سنه الصغير.
ولاحظ أيضًا أن نظره ليس الأفضل، وليس مفاجئًا وجود نظارة طبية على الطاولة بجوار المنبه.
بعد أن ارتدى النظارة، التفت نحو المرآة مرة أخرى.
لقد تغير جسده بالكامل، لكن شيءًا واحدًا بقي كما هو: عيناه.
كانت عينا إيثان بلون برتقالي مائل للأحمر. لم يكن اللون صارخًا لدرجة تبدو مزيفة، لكنها بالتأكيد جعلته يبرز بين أي حشد.
“إيثان، الإفطار جاهز! أسرع، ستتأخر على المدرسة!”
صوت عذب وحازم ارتفع من الطابق السفلي.
تجمد إيثان عند سماعه. كان في بيئة غريبة تمامًا، وعليه أن يتعلم كيف يتعايش مع حياته الجديدة.
فتح خزانة الملابس، يقلب بحثًا عن شيء يرتديه للمدرسة.
بينما كان يفعل ذلك، شعر وكأن شيئًا ما يطرق مؤخرة رأسه، كأنه كان بالغًا من قبل وتخرج بالفعل، لكن لم تكن هناك ذكريات واضحة، مجرد شعور غامض يمتزج بالحيرة.
ارتدى قميصًا أبيض طويل الأكمام مع سترة سوداء فوقه، ثم بنطالًا جينزًا أسود، قبل أن يعود إلى المرآة يلملم شعره بيد بينما يرتدي الجوارب باليد الأخرى.
غادر غرفته، ونزل الدرج بخطوات متثاقلة. تدور في رأسه أسئلة مثل:
“كم شخصًا سيكون هناك؟”
“من ناداني؟”
“كيف أتعامل مع هؤلاء؟”
عند آخر درجة، رأى امرأة تلتفت نحو طاولة المطبخ.
كانت طويلة ونحيلة، بشعر أسود ينسدل على كتفيها وعيون بلون العسل.
بمجرد أن رآها، شعر وكأنه يعرفها منذ سنوات، وكابن ضال، انهمر بمشاعر الحب تجاهها.
“أهلاً يا نمر! هل تتناول الإفطار؟”
ابتسمت له.
“أسرع، لقد أعددت لك توست بالجبن واللحم، وعصير البرتقال المفضل لديك لأنه يومك المهم أول يوم في المدرسة! مثير، أليس كذلك؟”
تحدثت المرأة العطرة بينما تضع الطبق الشهي على الطاولة.
جلس إيثان إلى الطاولة، جاذبًا الطبق نحوه ليبدأ بالأكل.
“ربما يمكنني معرفة المزيد عن هذا الجسد إذا تصفحت هاتفي. فقط عليّ العثور عليه.”
“أمي، هل رأيتِ هاتفي؟ لا أستطيع العثور عليه…”
سأل المرأة التي تعامله كابنها، متمنيًا أن يكون هذا أسلوب “إيثان الأصلي” في الحديث معها.
“آه، الهاتف… أعتقد أنه كان يشحن في غرفتي. أخبرتني البارحة أن بطاريته على وشك النفاد وطلبت شاحني.”
قالت بتمعن، كأنها تحاول جاهدة تذكر مكانه.
“بالمناسبة، هل تريد توصيلك إلى المدرسة؟ لا أعرف إن كنت تتذكر الطريق. لا تقلق!”
قالت مازحة، “يمكنني أن أوصلك إلى زاوية بعيدة عن أعين الطلاب، حتى لا تخجل لأن ‘ماما’ أوصلتك!”
“لماذا قد أخجل من ذلك؟ هل كان إيثان غريبًا إلى هذه الدرجة؟”
“لا تقلقي، يمكنكِ توصيلي إلى الباب مباشرةً.” ضحك وهو يرد.
بعد أن أنهى إفطاره بسرعة، اندفع إلى الطابق العلوي.
بما أن هناك غرفتين فقط، لم يكن صعبًا أن يجد غرفة أمه.
فتح الباب بحذر، ليجد الهاتف يشحن على الأرض بجوار الخزانة.
اقترب منه، ولاحظ أنه هاتف أبيض رمادي جديد، لكنه من الطراز القديم بغطاء ينطبق.
أمسك الجهاز الصغير، وفتحه ليرى التاريخ: 2005.
في تلك اللحظة، انقض صداع شديد على رأس إيثان، وبدا أن الذكريات تتسابق في عقله.
تذكر أنه عندما كان في السابعة من عمره، حمل هاتفًا مشابهًا. لكن كل شيء أظلم فجأة، ولم يتذكر شيئًا بعدها.
“إذن هذا الماضي؟ لكن لماذا؟ هذا محير…”
قرر أن يلقي نظرة سريعة على الرسائل وجهات الاتصال والصور المحفوظة.
إحدى الرسائل كانت من شخص اسمه “ديفيد”، تتعلق بواجب مدرسي، مع تهديد: “إذا لم تدعني أنسخه، سأضربك عند الخروج.”
“إذن، كان إيثان يتعرض للتنمر؟”
واصل التصفح حتى وجد رسالة من “King666Draco”.
حدق في الاسم، مائلًا برأسه بفضول، لكن قبل أن يفتحها، ظهرت أمه عند الباب.
“إيثان، ما الذي تنتظره؟ ستتأخر على المدرسة!”
أصيب بالذعر من ظهورها المفاجئ، اتسعت عيناه للحظة، ثم استجمع نفسه وأومأ برأسه وتبعها إلى السيارة.
عندما رآها، فهم ما تعمل فيه.
كانت السيارة طرازًا قديمًا تُستخدم في الشرطة.
تساءل: “هل انتقلوا لأنها ترقت في وظيفتها؟ أم لأن إيثان كان يُضايق في المدرسة؟”
ركبا وربطا أحزمة الأمان قبل الانطلاق.
نظر إيثان حول المقعد، يتفحص كل شيء في السيارة بحثًا عن أدلة أخرى عن حياة “إيثان الأصلي”.
“عزيزي، لا أستطيع إعادتك اليوم، لذا عليك العودة سيرًا. ما زلت تتذكر الطريق، أليس كذلك؟ إنها ليست بعيدة.” قالت الأم بقلق.
“لا بأس، أستطيع الاعتناء بنفسي.” أجاب إيثان وهو يحدق فيها.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 2 - هل تريد استغلالي 2025-07-22
- 1 - أين أنا 2025-07-20
التعليقات لهذا الفصل " 1"