الفصل 51 – الطفلة نمرة الثلج من عائلة النمر الأسود 

 

 

“كيف كانت ردة فعلهم؟”

 

سأل سيندر ببطء. بينما ردت كورنيليا، التي كانت واقفة مقابله بابتسامة خفيفة.

 

“لا توجد أي ردة فعل حتى الآن.”

 

“لا بد أنهم يشعرون وكأن النار تحت أقدامهم.”

 

قال سيندر ببرود.

 

كما توقع أستيريان، كان نيستيان هو من نشر الأسطورة المخفية الأخرى.

 

في الأصل، لم يكن ممكنًا إلا لنيستيان. فهذه الأسطورة كانت تنتقل فقط بين عائلتين من قبيلة النمور.

 

“هل تظن أنني سأقدم معروفًا لهؤلاء الأوغاد؟”

 

عدم القدرة على استخدام قواهم بسبب الجنون المتأصل في دمائهم كان حال نيستيان وأستيريان معًا.

 

ومع ذلك، تفوقت قوى أستيريان بشكل ساحق على نيستيان. إذا ما حُلّت مشكلة الجنون، فلن يستطيع أحد إيقاف أستيريان.

 

لابد من إيقاف ذلك بأي ثمن.

 

إذا لم تكن قوة نيستيان كافية، فلا مانع من الاستعانة بالعائلات الأخرى!

 

رغم أن عائلة وايلف انضمت إلى جانب أستيريان، فإن اتحاد العائلات الثلاث الأخرى قد ينجح في إيقافه.

 

“اللعنة، لو أنني علمت بذلك أولًا.”

 

من كان ليصدق أن الطفلة التي لم تظهر أي قدرات حتى سن السابعة ستظهر فجأة قوة الضوء بعد ذهابها إلى أستيريان؟

 

لذلك لم يكن الأمر خطأ سيندر تمامًا، لكنه كان خطأه أيضًا.

 

لو لم يعامل ثيل بهذه الطريقة القاسية، لما فكرت ثيل بالهروب من نيستيان.

 

ولو لم تهرب، لكانت قوة الضوء الأسطورية أصبحت من نصيب نيستيان.

 

ووفقًا للأسطورة، كان نيستيان سيستعيد قوته الأصلية ليصبح أغنى عائلة في الإمبراطورية…

 

“تبًا!”

 

لعن سيندر بغضب. فما الفائدة الآن من الندم؟ لقد وقع الأمر وانتهى.

 

نشر الأسطورة المخفية التي تناقلتها عائلة النمور بين جميع العائلات. والآن، أستيريان سيبذلون كل جهدهم لحماية تلك الصغيرة.

 

لو كان هذا هو نيستيان المعتاد، لما أقدم على تصرف طائش كهذا.

 

لكن الوضع مختلف الآن.

 

‘لقد قطع أستيريان بالفعل طرق التجارة مع نيستيان.’

 

لم يقتصر الأمر على ذلك، بل أوقفوا أيضًا دعم الإمدادات. شيء لم يحدث أبدًا مهما كانت المشاكل بين العائلتين!

 

فقد نيستيان الكثير بسبب تفويتهم لذلك ثيل.

 

ومن لا يملك شيئًا يخسره يكون دائمًا أخطر ممن يملك الكثير ليخسره.

 

“لينا…”

 

عند سماع صوت سيندر المليء بالغضب، ارتجفت كورنيليا قليلًا.

 

سيندر أحب لينا، حقًا.

 

كانت لينا ابنة رائعة… حتى وقعت في خداع كاسيوس أستيريان!

 

لكن بغض النظر عن حب سيندر لها، كانت لينا سببًا في إلحاق ضرر كبير بنيستيان.

 

فقد رفضت وهي حية تولي منصب رئيس نيستيان، وتركت بعد موتها طفلة عديمة الفائدة!

 

كانت كورنيليا قد فهمت بسرعة أن غضب سيندر كان موجهًا إلى لينا. فابتسمت بلطف.

 

“لا تقلق يا أبي.”

 

“…؟”

 

“أنا هنا. سأعوض مكان أختي…”

 

“أنت لا تفهمين شيئًا! لا شيء!”

 

صرخ سيندر بغضب. فوجئت كورنيليا بالحدة في صوته وتراجعت خطوة إلى الوراء.

 

“أنت لا تعرفين ما الذي تمثله لينا بالنسبة لنيستيان… لا شيء، كورنيليا.”

 

نظر إليها بعينين باردتين كالجليد.

 

الفتاة التي وُلدت بقوة التجميد التي تفوقت على قوة النار.

 

أول واحدة والأخيرة ربما…

 

ظلت كورنيليا تراقبه بصمت بينما كان يتمتم لنفسه.

 

عضت شفتيها بقوة حتى تكونت بقع صغيرة من الدم عليها.

 

“سترون يا أبي…”

 

سأثبت أنني أكثر فائدة من لينا التي ماتت بتلك الطريقة العبثية.

 

وسأثبت أن ابنتي روان أكثر قيمة من ثيل!

 

“استرح الآن.”

 

قالت كورنيليا وهي تستدير بسرعة وغادرت.

 

* * *

 

“حتى لو كان عيد ميلاد ولي العهد، فلا حاجة لجعله حدثًا كبيرًا.”

 

عندما سأل الخدم عن كيفية التحضير، رد بيردي بابتسامة ساخرة:

 

“اجعلوه بسيطًا. إنه يقضي عيد ميلاده خارج قصره، فإذا طلب احتفالًا ضخمًا، سيكون ذلك قلة ذوق منه.”

 

كان كلام بيردي منطقيًا. فلم يكن الحفل حقيقيًا، بل مجرد حفلة صغيرة بين أطفال عائلة أستيريان.

 

ومع ذلك، كانت كلماته وقحة قليلاً إذا ما قيلت بحق ولي عهد الإمبراطورية.

 

لحسن الحظ، لم يكن إيان يهتم كثيرًا بتلك الأمور.

 

بل وافق جزئيًا على كلام بيردي؛ فهو لم يكن يريد تنظيم حفل كبير في منزل أستيريان.

 

كل ما أراده هو قضاء الوقت معهم، لا أكثر.

 

ومع ذلك، وبما أنها كانت أول حفلة للأطفال معًا، حرص خدم أستيريان على تزيين القصر بعناية فائقة.

 

كان منزل أستيريان بالفعل ضخمًا ومبهرًا، لكنه بدا أكثر روعة بفضل زينة الخدم.

 

من نافذة غرفتها، نظرت ثيل إلى الحديقة بدهشة وهمست:

 

“جميل جدًا… يبدو أن خدم أستيريان ماهرون للغاية. أليس كذلك يا ليا؟”

 

أجابت ليا بابتسامة مشرقة:

 

“بالطبع، خدم أستيريان يجب أن يكونوا بهذا المستوى.”

 

هزّت ثيل رأسها موافقة.

 

كان خدم أستيريان حقًا ماهرين.

 

الطهاة يعدّون الطعام ببراعة، والبستانيون أحيوا النباتات الذابلة، والخادمات نظفن الممرات لدرجة اللمعان، أما الفرسان فقد ساروا بدروعهم اللامعة في دوريات منظمة.

 

كل شيء كان مثاليًا…

 

ما عدا أن ثيل لم تستطع الخروج لرؤية ذلك بنفسها.

 

“هل تشعرين بالحر يا آنستي؟”

 

سألت ليا بلطف، وهي تضع قطعة صغيرة من الثلج في فم تيل.

 

ابتلعت ثيل الثلج وأومأت برأسها:

 

“نعم…”

 

“لم يصل الصيف بعد… هذا مقلق.”

 

على عكس نيستيان، حيث كانت الثلوج والرياح الباردة طوال العام، كانت أستيريان دافئة في كل الفصول.

 

وباعتبار ثيل نمرة ثلج قصيرة الفراء، لم تستطع إلا أن تشعر بالحرارة.

 

“ماذا نفعل الآن… لا يمكننا نقل كل ثلوج نيستيان إلى هنا.”

 

“هاه؟”

 

فتحت ثيل عينيها بدهشة عند سماع تمتمة ليا.

 

لكن هذا مستحيل! لماذا يفكر خدم أستيريان في شيء كهذا؟

 

“بالطبع لا يمكننا فعل ذلك.”

 

جاء صوت بيردي من الخلف، وهو يبتسم بهدوء.

 

“سيدي!”

 

تراجعت ليا بخفة إلى الخلف، بينما جلس بيردي بجانب ثيل وأخذ كوب الثلج من يد ليا.

 

“هيا، افتحي فمك.”

 

“آه—”

 

ووضع قطعة ثلج أخرى في فمها.

 

“لا يمكننا فعل ذلك. سيذوب الثلج كله قبل أن يصل.”

 

أوه، كان هذا هو السبب؟ ارتفعت حاجبا ثيل قليلاً.

 

“إذا ذاب كله، لن يكون له أي فائدة.”

 

قال بيردي ببساطة.

 

لم يظهر عليه أي شعور بأن أخذ شيء من أرض الغير قد يكون مشكلة.

 

“حسنًا، هذا صحيح، ولكن…”

 

“لا تقلقي، ثيل. سأهديك أراضي نيستيان لاحقًا.”

 

أراضٍ؟ بدلًا من الثلج؟

 

“هاه؟”

 

نظرت ثيل إلى ليا في حيرة، لكنها وجدت ليا تنظر إلى بيدي بعينين متلألئتين، وكأنها تقول: “فكرة رائعة جدًا!”

 

قررت ثيل التوقف عن الكلام.

 

“هيا، لنذهب. لقد وصل إيان.”

 

“حقًا؟”

 

تلألأت عينا ثيل. وفي اللحظة نفسها، ظهرت سمكتان ذهبيتان صغيرتان تطوفان حولها.

 

منذ خروجها لتناول الكعك في ذلك اليوم، لم تستطع ثيل التحكم تمامًا في قوتها.

 

كلما كانت سعيدة، تظهر أضواء صغيرة وتدور حولها بشكل عشوائي.

 

كان ذلك مقبولًا، بل جميلاً.

 

الأضواء كانت لطيفة، والسمكات الذهبية كانت رائعة.

 

لكن…

 

‘لماذا لم تكن ردة فعلها هكذا عندما جئتُ أنا؟’

 

لم يستطع يردي إخفاء شعوره بالخسارة، وكأن إيان قد تفوق عليه، عندما رأى ردة فعل ثيل المتحمسة لسماع وصوله.

 

لكن ثيل نفسها شعرت بالارتباك بسبب ظهور قوتها فجأة.

 

“آه، لماذا يحدث هذا؟ تعالوا هنا، يا أصدقائي.”

 

بمجرد أن تحدثت ثيل، اجتمعت الأضواء التي كانت تحوم حولها مثل أطفال مطيعين في كف يدها الصغيرة.

 

عندما قبضت يدها ثم فتحتها، اختفت الأضواء التي كانت تتجمع فيها على الفور.

 

‘على الأقل يبدو أنها بدأت تستجيب لي.’

 

تذكرت تيل كيف كانت في البداية تجد صعوبة كبيرة في التحكم بقوتها عندما ظهرت لأول مرة.

 

كانت الأضواء تبدو وكأنها تستجيب لها، لكنها في الوقت نفسه تفعل ما تشاء دون أي تحكم منها.

 

ولكن خلال الأيام القليلة الماضية، وبعد ليالٍ طويلة من التدريب وحيدة، تمكنت ثيل من تعلم كيفية التحكم في قدراتها.

 

بالط

بع، لم تصل بعد إلى مستوى إخوتها الأكبر أو أوليفيا التي كانت تتحكم بمهاراتها بحرية تامة.

 

ومع ذلك، كان ما حققته بالفعل إنجازًا كبيرًا.

 

‘لا أزال في البداية، لا أريد التسرع.’

 

أحكمت ثيل قبضتها، وهي عازمة على تحسين سيطرتها تدريجيًا.

 

 

يتبع…

 

ملاحظة هي انا الفصول بنزلهم اولا في حسابي في الواتباد 

وذا اسمو :

@yoi_novels