الفصل 48 ــ الطفلة نمرة الثلج من عائلة النمر الأسود
“همم؟ رسالة؟”
رأت السيدة العجوز حمامة تقف على النافذة فأسرعت بفرح لفتحها. دخلت الحمامة وحطت على كتف السيدة العجوز، وفتحت جناحيها تعبيرًا عن السعادة.
“من أين جاءت هذه الحمامة؟ دعيني أرى.”
فتحت السيدة العجوز الرسالة التي كانت تحملها الحمامة. كان الختم على الرسالة هو ختم العائلة الإمبراطورية لـإمبراطوري كرايسون.
“إنها من كرايسون.”
اتجهت الحمامة نحو وعاء الماء وبدأت تشرب، فقد كانت عطشى بعد رحلتها الطويلة دون توقف. سكبت السيدة العجوز، إستيلا، بعض الحبوب في طبقٍ لتأكل الحمامة.
كانت هذه الحمامة واحدة من تلك التي أهدتها إستيلا للعائلات الإمبراطورية والملكية منذ زمن بعيد. وكان لهذه الحمامات قدرة خاصة، وهي أنها تستطيع إيجاد إستيلا أينما كانت.
‘ذكية جدًا.’
لم تكن إستيلا تستطيع الاستقرار في مكان واحد، فقد كانت تحب التجوال والتنقل. وعندما كانت تجد نفسها بدون مال لشراء القماش، كانت تخيط فستانًا وتستبدله بالقماش. لذا، لم يكن صحيحًا أنها كانت تخيط فقط للملوك والنبلاء.
ولكن، بسبب تنقلها المستمر، لم يكن هناك من يستطيع الوصول إليها إلا عبر الحمامات التي كانت قد أهدتها بنفسها.
عبثت إستيلا بإطار نظارتها بينما قرأت الرسالة حتى نهايتها. كانت الرسالة تطلب منها أن تخيط بعض الفستانا لفتاة صغيرة.
“أوه.”
أطلقت إستيلا ضحكة خفيفة. من الواضح أنها توقفت عدة مرات عند كلمة فتاة. هل يمكن أن يكون ولي العهد الإمبراطوري قد وقع في الحب؟
كتبت إستيلا ردًا سريعًا على الرسالة وهي تبتسم، تخبرهم أنها موجودة حاليًا في إمبراطورية كرايسون وستتمكن من تسليم الفساتين في الوقت المناسب.
“حسنًا، هذه المرة دورك.”
قامت إستيلا بربط الرسالة في ساق حمامة أخرى لتحل محل الحمامة التي وصلت للتو، وأطلقتها من النافذة المفتوحة.
* * *
“ها أنتم هنا.”
طرق إياندروس النافذة بخفة. الأطفال الذين كانوا منشغلين بتناول الكعك رفعوا رؤوسهم.
“إيان!”
صرخت ثيل بفرح. نظرت أوليفيا إلى إياندروس بحذر، كما فعل بيردي ولوديان أيضًا.
“ما الأمر، كيف وصل إياندروس إلى هنا؟ هل أخبرتهما؟”
“مستحيل.”
وفع بيردي كتفيه.
“التقيت بالماركيز أثناء طريقي إلى قصر أستيريان، وأخبرني أنكم جئتم إلى هذا المخبز.”
دخل إيان بطريقة طبيعية وجلس. فجأة، اجتمع ولي عهد الإمبراطورية وورثاء عائلتين في مخبز صغير في الأطراف.
أما ميشيل، مالك المخبز الصغير، فقد حاول السيطر على نفسه ليبقى هادئا، لكنه شعر بأن يديه ترتجفان بشدة، فقرر إنهاء العمل لهذا اليوم.
مع وجود فرسان أستيريان وحراس القصر الإمبراطوري في الخارج، لم يكن هناك أي احتمال لقدوم زبائن آخرين…
قلب ميشيل لافتة “مفتوح” إلى “مغلق” ليتمكن السادة من الحديث براحة.
نظر بيردي إلى إيان الذي جلس بشكل طبيعي، وسأله بنبرة غير راضية:
“ألا تعتقد أنك تزور قصر أستيريان كثيرًا، سمو ولي العهد؟”
“أبدًا، كنت آتي بنفس التردد سابقًا. أعتقد أنكم أصبحتم أكثر حساسية منذ قدوم ثيل.”
“آه، ما هذا؟ كنت أريد قضاء بعض الوقت مع ابنة خالي اللطيفة، لكن هؤلاء الضيوف غير المرحب بهم أفسدوا كل شيء.”
تذمرت أوليفيا. كانت أوليفيا قريبة من إياندروس، بيردي، ولوديان منذ الطفولة، لذا كانت تتعامل مع ولي العهد بشكل عادي.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "48"