كانت الورقة خالية من أية نقطة من الحبر. ومع ذلك، لم يكن لدى لوديان أية نية في كتابة شيء.
“هذا الشقي بيردي…..”.
بيردي ولوديان توأمان.
لذلك كان الاثنان يعرفان بعضهما البعض أكثر من أي شيء آخر.
بغض النظر عن مدى براعة بيردي في إخفاء مشاعره، إلا أنه لم يستطع خداع عيون لوديان.
“وغد غبي.”
سخر لوديان من بيردي عندما تذكر المرة الأولى التي سمع فيها الخبر.
”…… من أتى؟”
في الرسالة المرسلة من أستيريان، كُتب أن أختهم الصغرى التي كان يظن الجميع بأنها مع ماتت مع لينا، كانت في الواقع على قيد الحياة وكانت حاليًا تقيم في قصر أستيريان، لذا يجب عليهما الإسراع للعودة إلى المنزل.
ولكن لم يتم ذكر لينا في أي جزء من الرسالة.
لقد توفيت والدتهم منذ سبع سنوات، وعلى الرغم من حدوث معجزة عودة أختهم على قيد الحياة ، إلا أن هذه الحقيقة لم تتغير.
والشيء الوحيد الذي كانوا يحدثون عنه في العربة هو عن أختهم الصغرى. سأل لوديان بصوت متحمس.
“بيردي ،كيف تحس؟ لقد قلت منذ فترة طويلة أنك تتمنى أن يكون لديك أخت صغرى.”
“هذا صحيح، أنا سعيد للغاية بأختنا الصغرى.. ….’’
لطيف، احمر وجه بيردي وهو يتكلم.
كان هناك ترقب وتشوق واضح في صوته.
عاد لوديان وبيردي إلى القصر أستيريان وفي قلوبهما حماس شديد للقاء أختهما الوحيدة. لكن.
‘أهلاً.’
لقد كانت غريبة.
لماذا يتصرف هكذا؟
عيون بيردي التي كانت مليئة بالترقب، أصبحت باردة عندما رآى ثيل.
وسرعان ما عاد إلى وجهه المبتسم المعتاد، لكنه لم يستطع خداع لوديان.
نظر لوديان إلى بيردي في حيرة.
‘هل خاب أمله؟’
هل كان ذلك لأن ثيل هي هجينة بفراء نمر الثلج و عيون نمر أسود؟ كان بيردي أحمقا ليركز على بمثل هذه الأشياء، لذلك كان الأمر ممكنا.
ومع ذلك، كانت ثيل لطيفة للغاية لدرجة أن مثل هذه الأشياء لم تكن مشكلة على الإطلاق، لذلك لم يعر لوديان المزيد من الاهتمام لبيردي.
كان من الأدق القول بأنه لم يكن مهتمًا.
لأن اهتمام لوديان كانت كله منصب على ثيل.
إنها تبدو صغيرة ولطيفة، وفوق كل ذلك، فهي أظهرت قوة الضوء…
منذ أن سمع لوديان لأول مرة من كاسيوس أن ثيل قد أظهرت قوة الضوء، أراد أن يصبح أقرب إلى ثيل في أقرب وقت ممكن.
بحيث كان كل ما يشغل باله هو أنه يريد لمس خدود ثيل الناعمة. لكن…..
“أختكم الصغيرة خجولة للغاية، لذا امتنعو عن قول الأشياء غير ضرورية. ولا تقتربوا منها في الوقت الحالي.”
بموجب أمر كاسيوس، مُنع لوديان من الحديث مع ثيل.
لم يكن الحديث فقط بل حتى اللقاء محظورًا.
قاوم لوديان، لكنه لم يتمكن من عصيان أوامر كاسيوس.
لذلك، بقي لوديان يراقب ثيل دون علم كاسيوس.
بحيث كان يخطط لإخبارها مرة أخرى عندما يتحدث معها بأنه أخوها الأكبر.
استخدمت قدراتي وتسلقت إلى الطابق الثاني لإلقاء نظرة خاطفة على غرفتها من خلال النافذة الموجودة في غرفتها.
بالطبع، كنت أتعرض للتوبيخ في كل مرة يتم القبض فيها علي، لكن هذا لم يكن مهمًا حقًا.
لقد كانت ثيل صغيرة ولطيفة حقًا. لذلك كان ذلك يستحق التوبيخ عليه!
ولكن كان هناك ما يثير الدهشة.
“مهلا، لماذا تستمر في تتبعي؟”
كان من الواضح أن بيردي أصيب بخيبة أمل عند رؤية ثيل، لكنه استمر في تتبع لوديان.
كنا نسترق النظر لها معا في غرفتها، وأيضا كنت نتجسس عليها من وراء شجيرات الورد.
كان لوديان يعرف بيردي جيدًا. بيردي لم يحب ثيل.
ولكن لماذا يستمر في تتبعي؟
‘هل هو قلق من أن يتم سحب منصب سيد الأسرة منه؟’
على أية حال، لم يكن لمنصب سيد عائلة أستيريان أي علاقة بلوديان.
لأن خليفة أستيريان كان بيردي الابن الأكبر لأستيريان.
كان منصب سيد الأسرة ينتمي إلى بيردي. وهذا شيء متفق عليه من قبل الجميع.
ومع ذلك، عندما أصبح معروفًا أن الأخت الصغرى الجديدة قد أظهرت قوة الضوء الأسطورية……
هناك احتمال كبير بأن يتعرض منصب بيردي كسيد للأسرة للتهديد.
لأن قوة الضوء كانت قوة عظيمة. لذا ربما يقرر الجد تسليم منصب سيد الأسرة إلى ثيل.
هل هذا سبب كرهك لثيل؟
“بالنظر إليك، يبدو أنك لم تحب ثيل. إذا لماذا تستمر في تتبعها؟ بيردي، إذا كنت لا تحب أختنا الصغيرة، فلماذا لا تغادر فقط؟”
همس لوديان بتعبير ساخر ولوح بيده كما لو كان يطلب منه الابتعاد عن الطريق بسرعة.
تمتم بيردي، الذي رمش عند هذا المنظر، بهدوء.
“أوه، فقط…….إنها مزعجة.”
ضاقت عيون لوديان على الإجابة غير المتوقعة.
مزعجة؟
اعتقدت أنك ستقول بأنك خائف من فقدان منصبك كسيد للأسرة، أو أنك قلق من أن كل ما حققته حتى الآن سيذهب سدى.
واصل بيردي الحديث دون أن يعرف بأن لوديان قد ظن ذلك.
“إنها صغيرة جدًا لدرجة أنها مزعجة. بحيث تبدو وكأنها سوف تنكسر قريبًا. وكأنها سوف تختفي في أي لحظة. بحيث لم يكن هناك أحد صغير مثلها في أستيريان من قبل. فعلى عكسنا، تبدو عيناها مستديرة بعض الشيء……هل تشبه أمنا؟”
أصبح وجه لوديان متصلبا. بحيث في تلك اللحظة، مرت ذكرى عبر عقل لوديان.
” هذا مزعج ، إنها زخرفة أحبها كثيرا لكن قد تنكسر.”
في اليوم الذي تلقى فيه بيردي سيفًا ثمينًا كهدية لعيد ميلاده. احتفظ بالسيف الثمين في الغرفة لأنه كان منزعجا وخائفا من أن الزخرفة الجوهرية التي على السيف الثمين قد تنكسر.
ومع ذلك، فهو لم يُظهر أي كره للسيف، لذلك تساءلت لماذا فعل ذلك.
’’هذا الموقف، هو نفسه في ذلك الوقت‘‘
ربما لأنه ولد باعتباره الابن الأكبر لعائلة أستيريان، كان لديه ميل نحو الكمال وعادة عدم إظهار مشاعره.
وعدم القدرة على التعبير عن حبه او إعجابه كان أيضًا جزءًا من تلك العادة.
لذا، ليس الأمر أن بيردي لا يحب ثيل، بل أن ثيل……لطيفة للغاية ، لذلك وجدها مزعجة.
وما يؤكد ذلك هو تصرف بيردي أمام إياندروس اليوم.
“إن ثيل لاتزال صغيرة جدًا بحيث لا يمكنها مقابلة ضيوف من القصر الإمبراطوري. وبالرغم من أن إيان هو من أحضر ثيل….إلا أنه من الأفضل إعادته هذا اليوم. لأن اللقاء و التجمع مع العائلة أهم من الضيوف.”
“أستيريان لا تعامل فاعلي الخير لهم بهذه الطريقة، ولكن ……إذا كان الأمر يتعلق بأختي، فالأمر مختلف قليلاً.”
“هيا، لنذهب معًا يا ثيل، كوني حذرة.”
أيها الغبي.
فقط قل أنها لطيفة. لذلك أنا لا أعرف كيف أتعامل مع طفلة صغيرة ولطيفة. كان يكفي أن تقول ذلك فقط،
قل أنت لا تعرف كيف تعبر عن ذلك، لذلك قلت بأنها مزعجة.
تنهد لوديان بينما يغمس القلم في الحبر.
يتبع…..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "23"