لم تبذل أي مجهود هذه المرة، بل إنها ابتلعت حتى الدواء الذي وصفه الطبيب. فلماذا تحولت مجددًا؟ تساءلت وهي تميل برأسها.
“يبدو أنك كنت متعبة جدًا.”
أخذها كاسوس من حضن ألفيوس، فمدّت مخلبها تضغط به على صدره وتأن.
“كيييينغ…….”
“لقد أرهقتِ جسدك أكثر مما تظنين، وحين ارتخت أعصابك انطلقت القوة الكامنة فكان هذا التحول.”
مسح كاسوس برفق على ظهر صغيرته البيضاء. فأومأت برأسها وهي تفكر: ‘الحمد لله أن هذا لم يحدث وأنا مع إيان…….’
***
“ثيل، تعالي!”
“كيااااه!”
قفزت ثيل بين ذراعي لوديان، فاحتضنها بحنان وجلس بها على السرير.
“هل كنتِ ترتاحين جيدًا؟”
هزّت ثيل رأسها بحماس ردًا على كلام لوديان.
وما إن شاع خبر أنّ ثيل تحوّلت إلى هيئة سوين بسبب الإرهاق الذي أنهك جسدها، حتى عمّ القلق أرجاء القصر، وصار جميع الخدم يبدون انشغالهم بأمرها.
فقد كانوا يخشون أن تسقط الصغيرة أثناء سيرها، حتى تمنّى كثير منهم أن يحملوها أو يرفعوها على ظهورهم ليُوصلوها حيث تريد. أما ليا فقد راحت تجلب طعام ثيل إلى سريرها مباشرة.
وكانت ثيل تجزم في نفسها أنه لا يوجد على أراضي الأستريان بأسرها من هو ‘مستريح أكثر منها’ في تلك الأيام.
“ما زال يبدو عليها شيء من الوهن… يا بيردي، أليس كذلك في نظرك أيضًا؟”
“أجل، أرى مثل ذلك. دعها تتمدد من جديد.”
“كيااانغ؟”
أمسكها أخواها وأعاداها إلى السرير، ثم غطّياها باللحاف الوثير.
لكن ثيل التي ضجرت قليلًا من الاستلقاء حاولت أن ترفرف بأطرافها الأمامية.
‘أنا بخير تمامًا!’
ففي أي لحظة تستطيع أن تنهي التحوّل وتستعيد هيئتها البشرية. غير أن سبب امتناعها عن ذلك كان بسيطًا للغاية:
‘الهيئة الحيوانية أريح بكثير….’
فقد كان من المريح أن تُحتضن بها، ومن المريح أن تلتف بجسدها الصغير فوق الفراش. بل وحتى حرّ قصرها لم يكن مشكلة، إذ إن غرفة ثيل كانت مليئة بقطع أثرية غريبة كان بيردي قد ‘انتزعها من سيندر’، مما جعل الجو فيها منعشًا على الدوام.
وضع بيردي الصينية التي كان يحملها على الطاولة الصغيرة بجانب السرير، ثم ربت على ركبته ودعاها:
“هلمّي يا ثيل.”
فركضت بخفة وجلست على ركبتيه.
أخذ بيردي ملعقة صغيرة وملأها بقطعة من كعكة الكريمة البيضاء المنفوشة الحلوة، ثم قرّبها إلى فم ثيل.
وبينما كان بيردي يطعمها بإخلاص، كان لوديان يمسح بقايا الكريمة العالقة عند فمها برفق.
“ألم يكن ذلك اليوم؟”
سأل بيردي، بعد أن رفع رأسه فجأة وهو يواصل إطعامها كأن الأمر عادي. عندها قطّب لوديان حاجبيه.
“ماذا تقصد؟ عليك أن تذكر الفاعل في كلامك. لديك عادة سيئة في حذف الفاعل دومًا….”
“أعني يوم ذهاب أبي والجد إلى القصر الإمبراطوري.”
“آه، نعم، إنه اليوم.”
أجاب لوديان بهدوء. فأومأ بيردي بدوره ببرود مماثل. أما من لم تستطع أن تبقى هادئة فكانت ثيل وحدها.
إذ أخذ ذيلها ينتفخ قلقًا، ويرفرف يمنة ويسرة بلا توقف.
‘ماذا لو حدث أمر سيّئ لأنني لم أذهب؟’
فقد يُثير سيندر الشبهات على كاسوس وألفيوس. ورغم أنهما لم يسمحا له يومًا أن يتغلب عليهما أو يظفرا منهما بثغرة، إلا أنهما كانا يضعفان بشدة حينما يتعلّق الأمر بها، ولهذا لم تستطع طرد القلق من نفسها.
عندها التقط بيردي قطعة صغيرة من الفراولة الموضوعة فوق الكعكة، وأدخلها في فمها وهو يقول:
“لا تقلقي. فأنتِ مريضة، وقد اعتُبر غيابك أمرًا طبيعيًا. ثم إنهم، مهما بلغوا من وقاحة، فلن يتجرؤوا على الاعتراض على طفلة لم تستطع الحضور لأنها مريضة.”
تناولت ثيل قطعة الفراولة، وأومأت برأسها موافقة.
***
“هذا الاجتماع قد عُقد ليُبتّ في مصير ‘ثيل أستريان’. ومع ذلك… لا تحضر المعنيّة بالأمر؟ أيُّ عُرفٍ هذا؟”
قال سيندر بنبرة متعنتة حادة، فنظر إليه ألفيوس وكاسوس نظرة ملؤها السأم والضجر.
لقد نسيا للحظة أن سيندر نيستيان إنما هو حقًا ‘وقح، عديم الخجل، لا يعرف للفضيلة سبيلًا’.
غير أنّ الأمر لم يكن مشكلة كبرى.
“لا يوجد أي سبب يفرض حضور ثيل هنا. لقد أدّت واجبها بإخلاص، وبهذا انتهى دورها. فلماذا يُصرّ النيستيان على جرّها مجددًا إلى هذه الساحة؟”
ذلك أن الإمبراطور نفسه سبق الأستريان بالكلام، فوقف حاجزًا في وجه النيستيان.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "127"