نظرت إليه بارتباك وأنا أرفع عيني لأرى أحد أقاربي الذين لم أرهم منذ فترة طويلة. لم أستطع سوى تحريك شفتيّ دون أن يخرج مني أي صوت.
“ألم تعد إلى الشمال؟”
كانت هذه الغرفة محروسة ليل نهار من قِبل الحراس الذين لا يتركون أي ثغرة. لم يكن يُسمح لأي شخص بالدخول سوى إيدن وبعض الأفراد الذين اختارهم بعناية. في الواقع، هذه الغرفة أشبه ما تكون بأفخم سجن في هذه القارة.
“هل سمح لك إيدن بالدخول؟”
“سمح لي؟”
أمال إدوارد رأسه مستغربًا، وكأن كلمة “سماح” غريبة عليه تمامًا.
عند رؤيته لهذا الرد، استدرت نحو الباب بسرعة. كما توقعت، كان الحراس ملقين على الأرض بلا حراك.
“…لا يمكنك اقتحام القصر والتغلب على الجنود. هذا يُعتبر خيانة عظمى.”
“وهل تعتقدين أنكِ في وضع يسمح لكِ بإلقاء المحاضرات عليّ؟”
قالها الأخ الأكبر وهو ينظر إليّ بنظرة حادة. كانت عيناه تفحصانني وكأنهما تكشفان حقيقة أنني محتجزة، مما جعل وجنتيّ تحمران من الإحراج.
“ما هذا الوضع الذي أصبحتِ عليه، يا أصغرنا؟”
ابتسم بسخرية، ملتويًا بفمه بطريقة مستهزئة.
“تشبهين حيوانًا محبوسًا في فخ.”
كلماته كانت دقيقة جدًا لدرجة أنني لم أستطع سوى الابتسام بسخرية.
“هل هذا ما تراه؟ الكثير من الناس يعتقدون أنني أعيش حياة مرفهة ويحسدونني عليها.”
“الناس أغبياء.”
قالها ببرود، ملتويًا بفمه مرة أخرى.
“اختفاء الإمبراطورة وعودتها دون أن تغادر غرفتها… يبدو وكأنكِ لم تُختطفِ بل هربتِ بإرادتكِ وتم الإمساك بكِ.”
كانت ملاحظته دقيقة بشكل مثير للدهشة، مما جعلني أعبس. لم أتوقع أنه يملك هذه الدرجة من الفطنة. لطالما اعتقدت أنه فقط يتجنب التدخل في أمور الآخرين، لكنه ليس غافلاً تمامًا.
نظر إلى وجهي المتصلب بابتسامة باردة.
“لذلك فكرت مليًا. لماذا قد تفعل السيدة سيرجينيف، التي تُشيد بعبقريتها في ابتكار آلات الشمال، مثل هذا التصرف الغريب؟”
استنشق إيدن نفسًا خفيفًا، وكأنه فهم شيئًا خاطئًا من مظهري.
“هل تكرهيني إلى هذا الحد؟”
تداخل صوته فجأة مع صوت طفولته، عندما كان صبيًا حساسًا، تظهر مشاعره بسهولة.
“لا يهم.”
لكن بعدها بلحظة، خفض صوته وكأنه ينتمي لشخص آخر، وأصبح مظلمًا ورطبًا:
“يمكنكِ أن تتغيري كما تشائين. يمكنكِ أن تكرهيني أو تملي مني. لكن، بغض النظر عما يحدث، ابقي بجانبي. إذا عشنا معًا، فسيكون ذلك رائعًا، لكن حتى لو قررتِ أنك تريدين الموت…”
ارتعش كتفي بشدة.
“سأموت معكِ.”
سقط قلبي بشدة.
حدقت فيه بعينين متسعتين من الصدمة، ثم ضغطت أسناني.
بوم!
ضربت كتفه مباشرة بكل ما أملك.
“الموت؟ تتحدث عن الموت بسهولة كهذه؟”
خرجت الكلمات من فمي متهدجة وغاضبة.
“كيف يمكنك أن تقول ذلك؟ يجب أن تعيش، بأي ثمن! لا يمكنك أن تموت أبدًا…!”
توقفت فجأة وعضضت شفتي.
لم يكن إيدن جادًا بشأن الموت، لكنني أدركت أنني بالغت في ردة فعلي تجاه كلمة “الموت”.
“ليلي.”
انعكست عيناه الذهبيتان كالحديد البارد.
في اللحظة التي نظرت فيها إليهما، أدركت الحقيقة.
هذا الرجل، بحدسه الحاد، قد شعر بوجود خطب ما.
“ما الذي تخفينه؟”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 164"