خفق قلبي بعنف كما لو أن جسدي كله قد تحول إلى قلب ينبض.
تمتمت بهدوء بالكلمة التي ترددت في ذهني.
حب…
نعم، تلك الكلمة الحلوة.
تفتتت على طرف لساني مثل طعم اصطناعي حلو المذاق.
“أحبيني.”
تلك النظرة التي تجعلني أرغب في منحه كل شيء، تطلب مني الحب.
لكن الحب ليس شيئًا يمكن إخراجه من الجيب كقطعة حلوى.
حينما أفكر في إيدن، لا يزال قلبي يغرق في مشاعر متناقضة.
شفقة، حنين، إحساس بالمسؤولية، تأنيب الضمير، حنان…
هل يمكن أن تُجمع كل تلك المشاعر في كلمة واحدة تُسمى الحب؟
شيء واحد كان واضحًا لي.
الحب، هو كلمة تحمل نغمة لذيذة لأذن السامع، يمكن أن تسحر الإنسان بمجرد الهمس بها.
“أخطأت الترتيب يا إيدن.”
رفعت بصري إلى إيدن وبدأت بالكلام ببطء.
خرج صوتي منخفضًا كأوراق تتمايل في هدوء.
“هل تحبني؟”
أنت الذي قلت إنك شققت طريقك عبر الجحيم لتعود إليّ.
أنت الذي قلت إن هذا كان هدفك الوحيد، فهل تحبني حقًا؟
ارتفعت رغبة غريبة في داخلي، رغبة طفولية وصريحة في سماع تأكيد صريح وملموس.
نظرت إليّ عيناه الذهبية بصمت.
وجاء الجواب بعد لحظة قصيرة لم أتوقعها.
“لا.”
قطب إيدن حاجبيه ببطء، ثم انحنى قليلاً وتابع كلامه:
“هذا ليس كل ما في الأمر، يا ليلي. المشاعر التي أشعر بها عندما أراك هي أكثر…”
أحاطت أصابعه بشعري ولفت خصلات منه حول أصابعه كأنها خاتم.
“مليئة بالتعلق، داكنة… وملحة.”
همس وكأن كلماته تغوص في الأعماق، مما جعل الجو ثقيلًا كأني على وشك أن أسقط في هاوية لا نهاية لها.
لكن إيدن قطع هذا الصمت الغريب بابتسامة باهتة.
“ولكن كل ما أريده هو أن تحبيني يا ليلي.”
ابتسامته كانت تشبه الوحش الذي تم ترويضه منذ زمن.
“سأتحمل ذلك.”
نظرت إليه دون أن أنطق بكلمة.
بأي عين ينظر إليّ الآن؟
ما المشاعر والأفكار التي يحملها نحوي الآن؟
فجأة، تملكتني رغبة في البوح.
“لا يا إيدن… لا تصمت وأخبرني.”
اتسعت عيناه باندهاش طفيف.
رفعت يدي ببطء، واضعة إياها برفق على كتفه.
شعرت بصلابة جلده تحت راحة يدي.
“ماذا تريد أن تفعل بي، وكيف تريدني أن أتصرف؟… ماذا تريد أن أفعل لك؟”
همست بحذر وأنا أنظر إليه بعمق.
“أخبرني بكل شيء دون إخفاء.”
اتسعت عيناه الذهبية أكثر.
شددت قبضتي على كتفه كأني أطلب منه البوح بكل شيء.
كنت أريد سماع كل شيء، كل ما يرغب به، كل ما يتوق إليه.
لأتمكن من منحه السعادة التي يريدها.
كان هذا هو واجبي الأخير، المهمة الكبرى التي تقيدني وتلزمني بإتمامها.
“لا تستفزيني، يا ليلي.”
تمتم بصوت منخفض أشبه بالهدير.
“إذا أخبرتكِ، هل ستعطيني الجواب؟”
نظراته كانت كنظرات حيوان بري فقد سيطرته.
حاولت إخفاء اضطرابي وأنا أبتلع ريقي.
“إذن علّمِني كيف يمكن للإنسان أن يمتلك شخصًا بالكامل.”
قال بصوت متوحش.
“إذا كنت لا أستطيع امتلاككِ حتى وأنا بجانبكِ وأحتضنكِ.”
جذبني نحوه حتى أصبحت على بعد نفس.
“كيف أروي هذا العطش؟”
عينيه الذهبية تألقت بخطورة.
كان الجو من حولي مشحونًا وكأن انفجارًا وشيكًا سيحدث.
“….”
شعرتُ بإحساس غريب، وكأنني فريسة في أسفل السلسلة الغذائية، عالقة في فخ تنتظر أن تُلتهم. بدا الهواء المحيط بنا كثيفًا إلى حدٍّ لا يُحتمل. كان الجو مشحونًا لدرجة أنه قد ينفجر من أقل ضغط.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 149"