في نفس الوقت، ظهرت ظلال كثيفة متلألئة، أذرع كالأشباح، تخرج ببطء نحو الأعلى.
تجمدت من الرعب.
الأذرع كانت تتحدث، كما لو كانت أفواهًا متوحشة.
-خذها، إنها لك.
-ستحقق الرضا المطلق.
العشرات من الأذرع السوداء كانت تمتد نحوي، وكأنها ترغب في إمساكي بالكامل.
“آه…!”
لم أستطع منع شعور الرعب الذي اجتاحني.
-قلتُ لك أن هذا سيحدث في النهاية، أليس كذلك؟-
-الآن، سترى سيدتكِ جانبك البشع.
-لا عودة الآن.
كانت الأصوات تتحدث في تنافس، كأنها جوقة شريرة.
لكن ما كان يرعبني حقًا لم يكن غرابة تلك الأصوات.
“منذ متى…”
نظرت إلى إيدن، الذي بدا كأنه متعود على هذا المشهد، غير متفاجئ.
“منذ متى كنت تسمع هذه الأصوات؟”
كم كان يعاني مع هذه الكوابيس؟
ربما منذ ولادته…
شعرت بألم يعتصر قلبي.
لكن الأصوات لم تتوقف.
-التهمها، وكن معها إلى الأبد!
قوة قبضته تزايدت وكأن شيئًا بداخله كان على وشك الانفجار.
الأذرع السوداء تضخمت لتصبح بحجم الأشخاص.
-اجعلها جزءاً منك، حتى لا تهرب مرة أخرى…
مد إيدن يده ببطء نحوي، لم تكن عيناه الذهبية تلمعان بعد الآن.
تحولت نظراته إلى لون أرجواني مظلم، غريب كالأعماق المخيفة.
“نعم، نعم.”
-اقتربت، اقتربت جداً!
اقتربت يده مني شيئًا فشيئًا.
شعرت بالعجز كالنملة العالقة في فخ مفترس.
لو ضغط إيدن على قبضته قليلًا، كان يمكنني أن أُسحق تماماً.
لكن بدلاً من الخوف، وجدت نفسي مأخوذة بنظرة الألم التي تتجلى على وجهه.
في هذه اللحظة، لم أفكر إلا في شيء واحد.
“إي…دن…”
لم أستطع التنفس بشكل طبيعي بسبب الضغط الكبير، لكنني بالكاد تمكنت من تحريك شفتي. بعدها، مددت يدي بصعوبة ولمست خد إيدن. في اللحظة التي لمست فيها أصابعي وجنته…
“…!”
توقف تنفس إيدن قليلاً. حركت أصابعي المرتجفة على خدّه وهمست:
“لا تبكِ…”
أصابعي المرتجفة مسحت دمعة معلقة على خده. توقف إيدن فجأة، وكأنه لم يكن يعلم حتى أنه كان يبكي. توسعت عيناه ببطء، وكأنهما اكتشفتا شيئاً.
-ماذا تفعل؟ ماذا تفعل! لا تتوقف!
الأصوات صرخت بحدة. حولت نظري ونظرت بحدة إلى تلك الأيادي الملتوية بشكل غريب.
“اخرسوا!”
أولئك الأوغاد اللعينين. لا أعلم منذ متى وهم يعذبون إيدن، لكنني أردت تمزيقهم بالكامل.
‘ربما من وقت ولادته… منذ أن ألقت عليه تلك الإمبراطورة الشريرة لعنتها عندما كان طفلاً.’
“اغربوا عن وجهي، اغربوا!”
بالرغم من شعوري بالاختناق بسبب الطاقة، صرخت بأعلى صوتي بلعنات.
-…هل يتحدث إلينا الآن؟
-علينا التخلص منه!
-إيدن! أسرع!”
“اخرسوا!”
لكن هذه المرة، لم أكن أنا من صرخ. همس إيدن بصوت خافت وغاضب:
تراجع وكأنه شاهد شيئاً مريعاً. كنت أنظر إليه بلا حراك، ووجهه يتلوى بتعبير مليء بالندم والازدراء.
“إيدن…”
كأنني أعرف ما الذي يفكر فيه، تقدمت نحوه. من الواضح أنه يلوم نفسه معتقداً أنه كاد يؤذيني. عندها، الأيادي الملتوية التي كانت قد تراجعت، أخذت تقترب مجددًا.
“تباً!”
تراجع إيدن بشكل فوري، وصرخ:
“لا تقتربِ! تلك الأشياء ستمسك بكِ… لا، الل*نة. أنا سأؤذيكِ…”
أغلق إيدن عينيه بشدة، بينما يده، التي كانت تمسكني بقوة قبل قليل، كانت ترتجف.
فتح عينيه ببطء بعدها. نظراته كانت مغمورة بالندم والكراهية الذاتية، وعيناه الذهبيتان تحدقان فيّ.
“آسف…”
قال إيدن بصوت متحشرج، وبعدها، في اللحظة التالية…
“آه!”
هرب مني بسرعة فائقة كأنه كان يتجنبني. قبل أن أتمكن من اللحاق به، شق إيدن طريقه خارج الغرفة، ثم انطلق.
“إيدن!”
فقدت توازني للحظة قبل أن أستجمع قواي وأركض خلفه.
‘يقول لي ألا أهرب منه ثم هو يهرب؟! لن أسمح له بالهروب بهذه الطريقة!’
لقد كنت مستعدة لتركه في البداية، لكن ليس بهذه الطريقة!
وبدون تفكير أكثر، أسرعت بشدة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 113"