قطب آشبيرن حاجبيه.
كل محاولة فاشلة لاستخدام [استخراج الظل] كانت تستهلك نقاطه السحرية، ولم يكن بوسعه تضييع المزيد من الطاقة. أعاد تفعيل المهارة، وتنفس الصعداء حين نهض زومبي الأرض كمخلوق ظلي، جسده المتعفن مغطى الآن بالظلام.
“تعاون مع العنكبوت,” أمر آشبيرن، متقدمًا ليحمي الظل من أي هجوم.
تحرك ظل المتحول الأرضي إلى موقعه، لكن قدرته لم تكن فورية؛ كانت تحتاج وقتًا لتشكيل الأرض، ما يفسّر قلّة استخدامه لها أثناء القتال.
آشبيرن لم يضيع الوقت، اندفع إلى الأمام، خناجره تلمع وهو يقضي على الزومبيين الأضعف—كانوا مجرد حطب معركة، لا يستحقون الذكر.
أغلبهم كانوا من فئة Epsilon أو Delta—قدراتهم كانت أقرب إلى الإعاقة منها إلى القوة. بعضهم امتلك قوى انتحارية كانت ستؤدي بهم في النهاية. وآخرون امتلكوا قدرات سخيفة—أحدهم يطلق الحليب من عينيه، وآخر تنبت زهور اللوتس من كفيه.
لكن آشبيرن لم يهتم. أباد الضعفاء بلا رحمة، بينما كان ظل العنكبوت يتحرك بسرعة، يغلف الأقوياء بشباكه.
حتى زومبي الماء وجد نفسه مشتتًا، منشغلًا تمامًا بتمزيق الشباك التي تقيد حلفاءه. هذا التشتت كلفه حياته.
كراك!
انبثق رمح أرضي من تحت الأرض، مغرزًا في جسده، فانكمش جسده فجأة قبل أن يتهالك بلا حراك.
على بعد أمتار، كانت آلاف الظلال تزحف فوق ظهر تنين هائل، حجمه الشاهق يشبه الأشجار العملاقة.
لكن الحجم لم يكن مهمًا. الظلال لم تتوقف، كانت تمزقه جزءًا تلو الآخر. لم يتمكن من الطيران—أجنحته كانت ممزقة، مليئة بالثقوب، مما جعله عاجزًا تمامًا.
كان أعمى، عيناه مطعونتان، وجُرحاه أصبحت مداخل لا تُحصى للظلال. اجتاحت فمه، أذنيه، وحتى الأجزاء الأقل احترامًا في جسده—مؤخرته وأعضاؤه التناسلية—كلها تعرضت لهجوم بلا رحمة.
كل نقطة ضعف فيه كانت هدفًا لهجوم متواصل. خلال دقائق، كان من المؤكد أن يسقط. لكنه كان متينًا… متينًا بدرجة مزعجة.
هذه لم تكن ظلال آشبيرن الضعيفة التي بدأ بها. جيشه تطوّر، وكل جندي فيه صُقل عبر معارك لا تُعد. والأسوأ بالنسبة للتنين، أنه لم يكن قادرًا على الدفاع.
الظلال لم تهاجمه من الخارج—بل كانت تمزقه من الداخل. حتى عندما تدحرج وسحق بعضها، لم يكن لذلك أي تأثير. تلك الظلال المحطمة عادت إلى ظل آشبيرن، تنتظر أن يُستدعاها من جديد. لم يكن لِيُهدر طاقته السحرية في علاج ما يُمكن تعويضه بسهولة.
بوووم!
انفجار ناري اجتاح ساحة القتال. “تورش” دخل المعركة، نيرانه تضرب زومبي النمر، الذي رد بموجة صوتية عنيفة. التصادم بين اللهب والموجة هزّ الهواء.
لكن تورش لم يتراجع. راح يطوف حول النمر، مستخدمًا دفعات النار لتسريع حركته. لم يعد يركض فقط—بل بدأ يقترب من التحليق.
قوى “تورش” كانت شبيهة بالبطل “هيومان تورش” من Fantastic Four، لكن بفارق جوهري: “تورش” لم يكن منيعًا ضد نيرانه الخاصة.
لكن ما كان يفتقر إليه من مناعة، عوضه بميزة أخطر بكثير—كان كالعنقاء. لم يكن آشبيرن بحاجة لعلاجه—نيرانه تكفلت بذلك، تجدد جسده باستمرار طالما استمر اللهيب بالاشتعال.
مع ذلك، لم تكن نيرانه بساخنة مثل نيران هيومان تورش، التي تصل إلى حرارة تعادل حرارة الشمس. المواجهة بين تورش وزومبي النمر كانت متكافئة.
نيرانه تتصاعد، بينما كان النمر يتنقل بخفة، سرعته وردود فعله تجعله شبه مستحيل الإصابة. وفي لحظة، أدرك تورش أمرًا مقلقًا:
«هذا النمر… ربما أسرع من السيد آشبيرن.»
حتى لو استخدم آشبيرن [خطوة البرق] بكامل قوتها، فلن يكون قادرًا على مجاراته بسهولة.
لكن السرعة وحدها لا تكفي. النمر لم يتمكن من إيذاء تورش. نيرانه كانت تشفيه باستمرار، تحرق الجروح قبل أن تتكوّن. وكان النمر مضطرًا للحذر—فلو أُتيحت لتورش لحظة واحدة لتجهيز هجوم كامل، فإن الحرارة وحدها قد تقضي عليه.
“تحتاج مساعدة؟”
التفت تورش، عينيه تتسعان حين رأى آشبيرن واقفًا، بكامل عافيته. رفع المستوى قد أعاد ملء نقاط حياته وسحره، ما منحه القدرة على إحياء الـ41 زومبيًا الذين قتلهم كجنود ظليين.
انخفض تورش برأسه بأسى.
“أعتذر بشدة، سيدي،” قال، صوته محمّل بالإحباط. “يبدو أننا متعادلان في القوة.”
لوّح له آشبيرن بلا اكتراث، عينيه تراقبان الظلال وهي تتدفّق نحو زومبي النمر.
“لا تقلق،” قال بابتسامة جانبية. “أديت دورك. كفيت و وفيت. الآن، ركّز فقط على شحن هجومك بينما يتكفّل الباقون بإلهائه. فقط… لا تحرمه من جسده.”
أومأ تورش، وعيناه تشتعلان بعزم. زأر زومبي النمر، وهو يتفادى الظلال، يتحرّك بخفة، لكن الأعداد كانت ضده. شيئًا فشيئًا، أحاطت به، وقيدته، بينما كان تورش يشحن أقوى هجماته.
بوووم!
انفجار أخير من اللهب التهم زومبي النمر، ممزقًا رأسه بالكامل.
ومع تلك الضربة، ارتقى آشبيرن مجددًا.
«إنه أقوى مني… قد أفشل.»
قبض آشبيرن على قبضتيه، مستنشقًا نفسًا عميقًا. زومبي النمر أثبت أنه وحش حقيقي. سرعته وقوته الهجومية قاتلة، وحتى الحرارة التي ذابت الباب المعدني لم تكفِ لهزيمته. نيران تورش أزعجته، نعم، لكنها لم تكسره. هذا الشيء كان قاسيًا.
“انهض.”
صوت آشبيرن شقّ الصمت. اندفع الظلام… ثم انطفأ. لا شيء.
تعمقت تقطيبة جبينه. تنفس بعمق آخر، واقترب من جثة النمر.
«هذا الظل… قد يكون قادرًا على مقاتلة “سبايدرمان” نفسه. سبايدي سيفوز فقط بفضل شباكه وحاسته السادسة. من ناحية القوة المجردة، هذا النمر يتفوق على أغلب أبطال الشوارع.»
كان فقدانه خسارة كبيرة.
قبض على أسنانه.
“انهض!”
قالها مجددًا، صوته مشحون بالإصرار والغضب. انفجر الظلام… وفشل من جديد.
“هيا… انهض!”
رنّ صوته بالإحباط، ومع ذلك، اندفع الظلام—لكنه تلاشى دون أن يُحدث شيئًا. زمجر وهو يضغط على لسانه داخل فمه، خيبة الأمل تستقر في صدره.
بتنهيدة ثقيلة، استدار وتوجه نحو موقع التنين. عند وصوله، كان الوحش الضخم على حافة الموت، جسده المهيب ممزقًا بالكامل من هجوم الظلال. بقي آشبيرن يراقب بصمت، تاركًا للظلال إنهاء المهمة. وبمجرد أن انهار التنين، تلفظًا بآخر أنفاسه…
[تم رفع المستوى!]
[المهمة مكتملة: حرّر الزومبي]
الهدف: صادفت مجموعة من الزومبي المتحولين محتجزين داخل غرفة تكبح قواهم. حرّرهم، وواجههم في أقصى قوتهم—فإلا فأنت وقح لا أكثر.
عدد الأهداف: 43/43
المكافأة: [عطش الدماء]، [+30 في الذكاء]
العقوبة: [لا شيء]
[عطش الدماء]
أطلق هالة من نية القتل الخالصة، تزرع الرعب في قلوب خصومك. هذه المهارة تخفض إحصائيات الأعداء بنسبة 50%. يمكن تطبيقها على عدة خصوم في آنٍ واحد.
“رائع.”
ابتسم آشبيرن برضا، معجبًا بالمهارة الجديدة. التأثير السلبي وحده يجعلها لا تُقدّر بثمن، لكن قدرتها على التأثير على عدة أهداف دفعة واحدة؟ تلك كانت قاتلة.
ومع زيادة الذكاء بمقدار 30 نقطة، باتت أفكاره أكثر حدة، والربط بين المعلومات أسرع، والتعلّم أكثر كفاءة، وردود الفعل أسرع، والحسابات أدق.
التعليقات لهذا الفصل " 9"